المحرر موضوع: الشاعر الغنائي التونسي حاتم الغرياني : الموسيقى العراقية كانت ولا زالت محملا جيدا للكلمة والصور الشعرية الفائقة التعبير  (زيارة 619 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كاظم السيد علي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 737
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الشاعر الغنائي التونسي  حاتم  الغرياني :
 الموسيقى العراقية كانت ولا زالت محملا جيدا للكلمة والصور الشعرية الفائقة التعبير

حاوره / كاظم السيد علي
عرفه الجمهور التونسي واعلاميا وممثلا وشاعرا لعدت اعمال كثيرة مازالت عالقة في اذهان الناس . في  العديد من  الأغاني على غرار أغنية "جمعنا الهوى" للمطربة عليا بلعيد ووليد سلطان وأغنية "أمي" لسفيان سفطة وأغنية "أش اللي صار" للمطرب نبيل عليلة وأغنية "المحبة حياة جديدة" للمطربة فايزة الرابعي وله ملحمة "خضراء" من إخراج حافظ خليفة وملحمة عطر القصر اخراج عبدالكريم صويد. وكذلك مقدما لبرامج بمؤسسة الإذاعة التونسية. بعدها التحق في قناة تونس الوطنية الاولى وقدم الكثير من البرامج المنوعة .ثم عمل  مراسل لإذاعة صوت العرب المصرية في قسم الأخبار. بعدها انطلق بالتجربة المسرحية مع جمعية القناع المسرحي بتطاوين قدم خلاها جملة من الأعمال المسرحية . التقيته فكان لنا معه حديث عن تجربته المسرحية والاعلامية و الشعرية الغنائية :
* حكايتك مع الشعر كيف كانت ؟
- في البداية شكرا على اهتمامكم بالكلمة والشعر والشعراء اما عن حكايتي مع الشعر فقد طاردتني منذ الصبا وسنوات المراهقة وكنت وقتها الهو عنها وانكرها بتحويل اهتمامي الى الرياضة والدراسة وقد كتمت ما نطق لساني به من شعر عند الصغر خجلا وحياء وخوفا من ردة فعل المتقبل آنذاك ولكن مع بداية التسعينات صدحت بكلماتي الى عائلتي واقاربي وقد شجعتني خشبة المسرح التي اعتليتها للتخلص من بعض الحياء واكتمل عندي وقتها نضج المواجهة وتحمل مسؤولية افكاري وتصرفاتي

*ومتى كانت اولى خطواتك الجدية بالاحتراف في مجالك الغنائي ؟
- اول الخطوات الجدية والمحترفة كانت مع اول اغنية صدرت من كلماتي في سنة 2005 مع الموسيقار والمطرب التونسي سفيان سفطه الذي لحن وغني اغنية "حلوة انت يا اميمة" وربما كان احساس اليتم الذي عشته بفقدان الوالدة منذ سنة 1978 هو الدافع والمترجم لا حساسي في كلمات الاغنية.
* وبمن تأثرت في بدايتك ؟
-في البداية تأثرت ببعض الشعراء القدامى في تونس من مدينتي في اقصى الجنوب التونسي كجدي لوالدتي الذي كان شاعرا معروف في منطقتنا وايضا الشاعر الغنائي التونسي الكبير اطال الله في عمره والديبلوماسي السابق السيد حشن المحنوش.
*يقال بان موهبتك لم تقتصر على الشعر بل تعددت المواهب اعلاميا ومسرحيا كيف ولدت عندك هل تحدثنا عنها ؟
-صحيح موهبتي الشعرية كانت مظلومة في بداية حياتي المهنية كأعلامي وصحفي بالإذاعة التونسية التي التحقت بها في سنة 1993 وكنت وقتها شابا طموحا يحلم بالنجومية والنجاح كأعلامي  الشيء الذي تعسف على الشاعر الذي بداخلي واجبره على الصمت لفسح المجال لنرجسية المذيع واثبات الذات في عالم السلطة الرابعة ولكن هذه النرجسية الاعلامية لم تقدر على اسكات موهبة التمثيل والمسرح فلقد انجزت عديد المسرحيات ممثلا ومخرجا وكاتبا ففي رصيدي خمس اعمال مسرحية كممثل وواحدة كمخرج ولي مشاركة كممثل في المسلسل التلفزيوني "ماطوس" اخراج السيد حمادي عرافة وايضا سيتكوم نسيبتي العزيزة اخراج  صلاح الدين الصيد وايضا بطولة شريط تلفزي للمخرج رضا الدريدي اما ككاتب فقد الفت اربعة ملاحم فرجوية شعرية وثلاث مسرحيات .اما عن سر تجمع كل هذه الهوايات والمواهب عندي فهذا يعود الى المنظمة الوطنية العريقة الكشافة التونسية التي انخرطت بها ونشطت انطلاقا من سنة 1979 الى غاية سنة 2001 وقد صقلت كل مواهبي بهذه المنظمة قبل ان انتقل الى الاحتراف.
* من هو اكثر حضورا عندك الاعلام او التمثيل ام كتابة الشعر الغنائي ؟
-في بداياتي كان التمثيل هو المالك لترجمة احساسي وهو الممتص لثورة الشباب وصراعاته الداخلية ثم مسك الاعلام بزمام الامور اما الان وفي هذه المرحلة من العمر فان الشاعر الغنائي اكثر حضورا و توهجا باسطا احلامه وروحه الخالدة في ترجمة مشهدية جابت الخيال لتستقر في نوتة عازف تنطق بها الاصوات العذبة والشجية للمطربين.

* وماذا عن واقع الاغنية التونسية يا حاتم ؟
-الاغنية التونسية مرت بمراحل عدة تتشابه وبتالي كأنها فصول لدورة منتظمة معدلة بفعل الزمن ودرجات التطور والانحطاط الذي يعيشه التونسي ففي فترة ما كانت الغناء والشعر يمثل طبقة وشريحة اجتماعية منبوذة مقصيه من المجتمع ومنعوتة بالمارقين عن الاخلاق لان الاغنية ارتبطت وقتها بالسهر والمجون وكان كتقليد دخيل على المجتمع فكانت الكلمات والاشعار لا ترتقي الى رسالة الشاعر العميقة والمصلحة فغلب على الانتاج الغنائي الوان هابطة لا تسمع الا في فضاءات السهر ثم تحولت الاعمال الفنية والغنائية الى اعمال تؤرخ للحركة الوطنية والى القصص العاطفية المبنية على الوفاء والحب الصادق  وتطورت بذلك كلمات الاغاني وتنافس الشعراء في النظم والملحنين في التلحين والمطربين في الاداء وبلغت الاغنية التونسية عصرها الذهبي في الثمانينات اما اليوم وبعد التحولات التي شهدتها تونس منذ 2011 فقد انتشرت الوان موسيقية اخرى كالراب والهيب هوب التي لا تحتاج الى شاعر ولا الى مقامات موسيقية عربية واحتلت هذه الاغاني كل الساحات والاماكن وسوقت لها وسائل اعلام خاصة وتجارية واثرت سلبا على الساحة الموسيقية التونسية التي اصيبت بإحباط انطلاقا من ردائه الذائقة الفنية ونفور الشباب عن موسيقاه الوطنية ولكن الحمد الله فقد شهدنا هذه السنة بعض الانفراج وعودة الرغبة لدى الموسيقيين والمطربين والشعراء الغنائية للإنتاج واستعاد الساحة الغنائية التونسية.
* وهل تتابع المشهد الشعري الشعبي العراقي وكيف تفسر انتشار ظاهرة الغناء العراقي اليوم في عالمنا العربي ؟
-اتابع في بعض الاحيان الشعر الشعبي العراقي وخاصة ما جادت به قريحة الشاعر محسن الخياط وايضا في الشعر الغنائي احترم جدا تجربة الشاعر الكبير كريم العراقي  وايضا اوقر التجربة التي يخوضها الشاعر الشاب ايهاب المالكي اما في ما يخص انتشار ظاهرة الغناء العراقي اليوم في العالم العربي فمرجعه يعود لجمال الايقاع والالحان العراقية وما قدمه الرواد سفراء الاغنية العراقية بداية بالكبير ناظم الغزالي مرورا بتجربة سعدون جابر وكاظم الساهر دون نسيان حاتم العراقي وصولا الى ابنه قصي والموسيقى العراقية كانت ولا زالت محملا جيدا للكلمة والصور الشعرية الفائقة التعبير عن الحالة النفسية للسامع باختلاف الوانها
 س8*ومتى تكون سعيدا ؟
-السعادة الكاملة لا وجود لها بل توجد حالات رضا عن النفس التي تمنحنا متنفسا من ضغط الايقاع اليومي والروتين للحياة فنعيش الرضاء مع قصيدة او اغنية جميلة عميقة المعاني والصور ونعيشه ايضا مع نجاح في اسعاد الاخرين .
*هل هناك عمل غنائي جديد في النية تقوم بتقديمه  ؟
-في الواقع هناك مجموعة من الاعمال الجديدة التي سترى النور قريبا مع المطربة التونسية المتميزة صاحبة الصوت الكبير والذي اعتبرها شخصيا ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها ورعايتها الفنانة سارة محمد علي وهذه الاعمال هي من كلماتي ومن الحان الملحن القدير ياسين بن سعيد ايضا انا في هذه الايام اعتكف على كتابة وتنفيذ اوبريتات غنائية كاملة مع الفنان والملحن التونسي الكبير عاد بندقه.
*واخيرا بماذا تطمح ؟
-مادام في النفس بقية فلن ينقطع الطموح اما عن الاحلام فإنني احلم بتعامل مع الاصوات العربية وبتعاون مع الاشقاء الفنانين للنسج معا خارطة فنية موحدة ينصهر فيها الاحساس بين الكلمة واللحن وتترجم نهضة فنية عربية تعود بنا الى فن وموسيقى الزمن الجميل زمن العمالقة ..