المحرر موضوع: المصير المتغير  (زيارة 975 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سهى بطرس قوجا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 183
  • الجنس: أنثى
  • عامل الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم!
    • مشاهدة الملف الشخصي
المصير المتغير
« في: 00:57 21/12/2019 »
المصير المتغير
سهى بطرس قوجا

وقف متأملا مطولا في باحة منزله، مُمدًا بنظره لأبعد نقطة في السماء سارحًا ومفكرًا في أمور تحمل من الغرابة ما يجعل الحياة تبدو غريبة وعجيبة في تدابيرها! ينظر ويطأطأ رأسه نحو الأرض وكأنه يقيس المسافة التي لا قياس لها ما بين السماء والأرض. أنه يبحث عن أجوبة لتساؤلات تخطر في باله وتتضارب مع ما يتصارع في أعماقه. يريد أن يفهم ويعرف: لماذا ما يأتي يذهب، ولكن ليس بدون عواقب باختلاف وقعها؟!  يريد أن يقول: لما لا نحاول أن نكون أكثر تفهمًا لذواتنا، ولما لا نقدم على المحاولة في بناء إنسان جديد يختلف عن ذلك المولود المتأثر بذاك القديم المتوارث؟!

أنها طبيعة الحياة وطبيعة من يعمل فيها ولكن ليس كلها يحمل القسوة ذاتها أو الغرابة أو التلاعب ذاته أو التغيير نفسه. هناك اختلاف وهناك تباين ما زال هنالك إنسان من جنسين مختلفين يقطنها، هناك قدوم يعقبه رحيل وما بينهما هو ما يبقى غير مفهوم ومُبهم.
هل الإنسان فعلا جُبل من الخطيئة أم على الخطيئة؟!

الإنسان منذ أن خلق وهو في تطور ولكن في الظاهر وليس الباطن. هناك إدامة واستمرارية وهناك بقاء على الحواف، كثير من الحواجز البشرية تصارع من أجل ان تُبقي آخرين على حافة الحياة وكأنها تريد أن تنهي أعمال لم تبصر البداية أو تنهي حياة ما زالت توها تبتدئ وتتبرعم في الربيع. هناك تقليد وزيف في سبيل حجب ما هو حقيقي! هنالك نوع من عدم التوافق الذاتي يعيشه البعض ويريدون ممارسته على الغير، هناك محاولة ولكن ليس من أجل الأفضل بل من أجل التسارع في الهدم وخلق جدار صلب كل من يصله ويتكأ عليه يصبح بنفس درجة صلابته وقسوته.

فالإنسان لم يخلق من الخطيئة بل يسعى إليها حينما تأتيه الفرصة والمصلحة، فهي ليست مفروضة ولكن هو يفرضها حينما يلبسها مثل أي ثوب. لا أعرف لما الإنسان غالبا ما يراوح في نفس النقطة محاولا أن يعمل منها حفرة كبيرة تتسع لكل ما يُلقى بها؟! أليس هذا ما يسعى إليه مرات كثيرة حينما يعيش الضياع والتشتت مع نفسه، وحينما هو نفسه يرغب في أن يكون مجرد هيكل فارغ يسكنه صدى افكاره الفارغة؟!
الحياة لا تنتهي وهي محاولات وليس محاولة واحدة، إن خبت في الأولى فما زال هناك ثانية وثالثة بما إن إرادتك باقية بنفس قوتها وإصرارها. إنك إنسان وإنك خلقت من المحاولة ومن أجل أن تكون، فلما لا تحاول أن تغير من مصيرك بحيث يبقيك إنسان على الدوام مع نفسك ومع الآخر؟ وكون على يقين أننا لا نملك حياتنا ولكن نملك أن نجعلها تمتلك ما يجعلها يستحق قيمتها، فأجعلها تستحقك وأجعلها تبدو أنيقة بك.

حينما نكون بصدد فهم الحياة، فلابد من أن نفهم أنفسنا أولا والتقرب منها، أنها ساعات تأتينا لتعقبها أخرى، تأخذ ما تأخذ لترحل ببعضها والآتي بعدها لا يعوضها ولا يشبهها. نعم .. جميع ما في الحياة يذهب ليأتي غيره، أنها سُنة الحياة التي تغير الكثير من المصير باختلاف تواجده في الحياة وحياة ما في الكون وبمساعدة الإنسان نحو الأفضل والأبقى.
ويا ريت لو يبقي كل إنسان نظره نحو الشمس لتنير بصيرته وليعرف كيف يضع خطواته وكيف يصنع ساعاته وكيف يعيش يومه ويطور من قدراته في سبيل التغيير والتطوير والإصلاح.
يــارب لــك الحكمــة فـــي كــل شــئ لانــك إلـــه حكيــم .. أمـــا أنـــا فأتعـجــب مــن حكمتــك .. فـأنــا أريـــد .. وأنـــت تفعـــل ما تريـــد .. وصــلاتـــي ارفـعـهـــا لك مـــن أجــل العالــم أرفـــع صـلاتي .. مـــن أجــل المرضـــي .. مــن أجــل الحــزانــى .. ومن أجل اليتامى..

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: المصير المتغير
« رد #1 في: 16:40 21/12/2019 »
العزيزة سهى بطرس قوجا
مقالك أتى بزمنين فاصلين بين ما قبل وما بعد
ماقبل الثورة في العراق كان اليأس والحضيض... وبعدها أصبح وجود للامل ووضع العراقيون أرجلهم على  سلم الصعود الأخلاقي .... .وبالحضيض ما زال يقبع الفاسدون
وهذا تغيير انساني جميل سألت عنه في مقالك التاملي
الزمن الآخر هو الميلاد .. والكل يعرف بأنه انتقال من عبودية الإنسان للعالم إلى مفهوم جديد للحرية.. جعلتنا أرقى انسانيا
لكن يبقى الإنسان ضعيفا للمغريات وقويا في التغلب عليها لو أراد
احترامي
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل سهى بطرس قوجا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 183
  • الجنس: أنثى
  • عامل الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم!
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: المصير المتغير
« رد #2 في: 07:40 09/06/2020 »
الأخ العزيز زيد
كم آمل بالفعل ان يكون هنالك تغيير إنساني نابع من نفس كل إنسان، وهذا التغيير يقود إلى تغيير افضل وافضل وإن كان يولد ببطء .. تحياتي لك وللحضور الذي يزين مقالاتي مع إن ردي جاء متأخرا
دمت للكلمة الحرة والصادقة
يــارب لــك الحكمــة فـــي كــل شــئ لانــك إلـــه حكيــم .. أمـــا أنـــا فأتعـجــب مــن حكمتــك .. فـأنــا أريـــد .. وأنـــت تفعـــل ما تريـــد .. وصــلاتـــي ارفـعـهـــا لك مـــن أجــل العالــم أرفـــع صـلاتي .. مـــن أجــل المرضـــي .. مــن أجــل الحــزانــى .. ومن أجل اليتامى..

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: المصير المتغير
« رد #3 في: 10:37 09/06/2020 »
السيدة سُهى المحترمه : بصراحة مُرتعب من التعليق خوفاً من أن أنزلق الى المحظور مره أخرى واُتَهّم بالزندقة !!!
كلمتك جميله جداً ولكنها غير مستقره ، أي واقفه بين الحدين ، لا أحد يعي أي هما الحدين! بين الإنسان والإله ! بين الإله والخلق ! بين الخير والشر ! بين الضمير من عدمه ! بين الإنسان والطبيعة ، وووووو الخ . هناك في هذا العالم نقطه مفقوديه ولم يرتقي إليها الإنسان وللأسف وأعتقد بأنك تبحثين عنها اليوم في كلمتك هذه . من الصعب جداً أن يتم إيجادها ! ومن الأصعب أن نجد المسبب لذلك ، أي السبب في عدم تمكننا من إيجادها .... شخصياً حاولتُ ولم أَجِد سبيل غير نقطه الصفر ... ولكن هذه أيضاً هي حلم بعيد المنال ...
لا أعلم إذا كان الإنسان سيصل يوماً الى النقطة التي بحثت عنها اليوم ! ولكنني سأبقى أصرّ على نقطتي ....
ملاحظه بسيطه : أرجو أن لا تبدأ بخطأ التقدير أو التهجم ( آني مانقص بلاوي ) : لا أعلم إذا كانت المقوله تحت كلمتك أو للموقع او لجهه أخرى ولكنني لا أَجِد أي ترابط بين ما كتبتيه وتطلبينه وبين تلك المقوله !!!!! كل شيء على هذه الأرض بفعل الإنسان ومنه وإليه وهوالسبب في كل ذلك وليست ألقوه الخارجية أو الإلهية ، لأننا في هذه الحاله أخرجنا الكلمة وجماليتها من مضمونها .
أتمنى أن لا أكون ضيفاً ثقيلاً وإذا كُنتُ كذلك فإحذفي تعليقي أو اطلبي مني وسأفعل ذلك ... تحيه طيبه وكلمه رقيقه ..