المحرر موضوع: يوميات الثورة في شعر يحيى السماوي  (زيارة 668 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جمعه عبدالله

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 689
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
يوميات الثورة في شعر يحيى السماوي
القصيدة التي تمجد بطولات شعب ومآثره الوطنية , هي جديرة بالثناء والتقدير , وجزء من الواجب الوطني , ان يوظف الشاعر في دعم شعبه  ووطنه نحو الرقي والتحرر .  والخلاص من افاعي الظلم والطغيان . فأن الكلمة الثورية  تزخ دماء جديدة في شرايين  التحدي والثبات على المواقف الوطنية , التي تعتبر مسألة اساسية في حياة الشعوب نحو الحرية  , بعزيمة المواصلة في طريق الثورة بالتضحيات الجسيمة . حتى تحقيق  الانتصار على عش الفساد والظلم والحرمان . وكشف وتعرية السلطة التي تسبح في المياه  العكرة  والعفنة . والشباب العراقي اليوم يصنعون تاريخاً جديداً للعراق  , في أبجدية وطنية ناصعة ونقية , يكتبون تاريخ الشعب بحروفهم الكفاحية . بذلك يحق لهم ان  يكونوا بحق مفخرة الشعب المناضل والمكافح . وهم يحققون حلم كل عراقي شريف واصيل ينتمي الى الوطن . في وطن يعيش ابنائه في عزة وكرامة واستقرار , دون بؤس وشقاء وحرمان ومعاناة . من هذا المنطلق تفجرت الثورة بعد  المخاض العسير من الشدة والضيق والعسر  ,  وتراكمت الازمات والمشاكل . وتأتي الثورة كحدث تأريخي عراقي , يدخل من الابواب العريضة , لتغير مجرى الحياة السياسية والحياتية , بالنهر الوطني المتدفق بالملايين الحشود نحو الساحات وميادين النضال  , التي هدرت بحناجرها المدوية في كل زاوية من العراق , بالانفجار الكبير بالثورة الشعبية , على الفساد والظلم والاستغلال , على اباحة وطن لكل من هب ودب . هذه الثورة التي جاءت نتيجة , مثل ما يقول الكاتب ( فيكتور هيجو ) عن انفجار الثورة ( حين يعيق مجرى الدم في الشريان تكون السكتة ,وحين يعيق مجرى الماء في النهر يكون الفيضان , ومن يعيق مستقبل شعب تكون الثورة ) فكانت الثورة الحدث الاكبر والابرز في العراق  . لا تقل اهمية عن الثورات والاحداث العالمية , التي غيرت مجرى التاريخ في احداثها العاصفة , في سبيل الحرية والكرامة والخبز . وتمزيق انظمة الظلم والطغيان والاستغلال , في سبيل تحقيق الغد الجميل دون معاناة وقهر  واستلاب . هكذا تفجرت هذه الثورات والاحداث العالمية , في نهوض شعبي عارم وكاسح . وهكذا كان موقف الشرفاء للوطن , بتجنيد طاقتهم الابداعية سرداً وشعراً . في التوثيق التاريخي لهذه الاحداث العاصفة , في تسجيل وتدوين احداثها اليومية , بالمتابعة والرصد بعدسة التدوين  . مثل ماحدث في الثورة الفرنسية , التي غيرت وجه فرنسا . فكان الكتاب الكبار دورهم المهم والبارز  , في تجسيد احداث الثورة في اعمالهم الرواية  والشعرية . مثل روايات الكاتب ( فيكتور هيجو ) في الكثير من اعماله الروائية ومنها  روايات ( البؤساء . أحدب نوتردام . عمال البحر ) . وكذلك في روايات الكاتب ( بلزاك ) في الكثير من رواياته ومنها ( يوجيني غراندي . الاب غوريو . خوري القرية ) وكذلك روايات ( الكسندر دوماس ) ومن  رواياته رواية   ( الثورة الحمراء في سجن باستيل ) وكذلك في روايات ( اميلا زولا ) والروائي ( ستاندال) صاحب الرواية  الشهيرة ( الاحمر والاسود ) وكتاب اخرين وثقوا احداث  الثورة الفرنسية من عام 1773 الى عام 1793 . وكذلك رائعة ( جون ريد ) في تسجيل ايام قيام  الثور الروسية , في رائعته الشهيرة ( عشرة ايام هزت العالم ) . وكذلك الشعراء الكبار الذين  وقفوا مع شعوبهم المكافحة , ومنهم الشاعر ( بابلو نيرودا ) والشاعر ( ناظم حكمت ) والشاعر ( يانس ريتسوس )  و( الجواهري ) وغيرهم , هذا الدافع الوطني والانساني , في المواقف الصلبة تجاه قضية  الوطن  والشعب , ونذكر قول الثائر ( جيفارا ) بصدد المواقف الكتاب ( أن الحياة كلمة وموقف , الجبناء لا يكتبون التاريخ , التاريخ يكتبه من عشق الوطن وأحب الفقراء ) . وثورة  المارد العراقي الجبار . ثورة تشرين ,  لا تختلف عن المعايير الثورات والاحداث  العالمية . فهي قلبت المعادلة السياسية المتراكمة في الركود  منذ 16 عاماً , ولم تنتج سوى  تدوير النفايات السياسية والجرثيم في السلطة والحكم  . اسقطت المفاهيم الظلامية ومنها الطائفية . وحدت مكونات العراقية على هوية عراقية واحدة . اسقطت الرعب والخوف , الذي كانت تفرضه المليشيات الاجرامية والبلطجية . تميزت بالصمود الخارق بالتحدي , رغم التضحيات الباهظة التي دفعتها في سبيل ذلك  . وهم الآن يقتربون من تحقيق حلم الشرفاء وعشاق الوطن . في النهوض الكبير والكاسح بالملايين , في فرض ابجدية الشعب في الواقع السياسي  , وكسر جبروت الطغاة والظالمين . حققوا مفخرة عراقية اصيلة , يسجلها التأريخ بفخر واعتزاز , في تحقيق معادلة للانسان العراقي , اما ان يكون حراً , أو لا يكون . هذه الصلابة الفولاذية , التي اجبرت على الخلع رئيس الوزراء  من منصبه هو وطاقمه الحكومي , المشترك في جرائم القتل والعنف الدموي . وهي التي اسقطت ترشيحات الاحزاب الحاكمة , من الشخصيات التي تنتمي اسطبلهم الحزبي الفاسد في عفونته . لذلك احدثت  الثورة الصدع الكبير لهم , وصارت الحدث الابرز في الحياة والواقع السياسي ودخلت كل بيت . ولهذا لابد للكتاب والشعراء ان يكون لهم موقف صريح في المساهمة , لا يمكن قبول الوقوف على   الحياد . او مسك العصا من الوسط . الوطني الشريف في قلمه الحرهذا يومه الموعود ان يفجر طاقاته الابداعية  , ان  يقف بكل جوانحه قلباً وقالباً مع الثورة والثوار في طموحهم  وتطلعاتهم , هي تطلعات الشعب والوطن , وان يرتقي الى مستوى احداث الثورة , ويسجل ويدون احداثها اليومية , لتكون وثائق تأريخية . والشاعر السماوي الكبير . في روحه ودمه وعروقه الوطنية في عشق الوطن والدفاع عنه , عبر انجازه الشعري العملاق في اعوامه الطويلة , برز  كصوت للشعب والوطن . جسدها بشموخ وابداع خلاق متطور ومتجدد .  في خدمة  الوطن والثورة ورصد احداثها اليومية  , و كشف عتبات الصراع العنيف والمرير بين جبهة الشعب , وجبهة السلطة والاحزابها الطائفية , الذين يريدون من  الشعب , ان يكون  كبش فداء لاغراضهم  الخبيثة واللاوطنية في تدمير الوطن .  فالشاعر السماوي يخلق في عدسته الشعرية , براعة متناهية في التصوير والوصف الحدث , او الاحداث الجارية , من عمق الحدث والصراع الدائر . من عمق الاحداث الملتهبة في درامية الفعل ودراماتيكية الاحداث العاصفة في يوميات الثورة  . يعني لكل مقطع شعري له خلفية من عمق الحدث , من عمق المجابهة بين المتظاهرين واركان السلطة , التي تمثلت في القناص الملثم الغادر ليمارس هوية القتل بجنون وشهية  . من العدسة التصويرية  للدخان المسموم ,  الذي يغطي سحاب ساحات التظاهر, ولكن لا يمكن للقناص الملثم ان ينتصر على ارادة الشعب . لا يمكن للبلطجي المرتزق  ان يسكت قلب الثورة النابضة في سكينه التي يغرزها في قلب المتظاهر السلمي . ولا يمكن للظلام ان ينتصر  على النور . ولا يمكن للطبقة الحاكمة الفاسدة ان تقهر ارادة الشعب في مواصلة جلوسها على عرش السلطة   . بهذا الشكل ترصد القصائد الشعرية , في متابعة يوميات ومفردات الثورة . في التعبير عن عمق الحدث شعرياً. لنأخذ بعض المقاطع الشعرية من يوميات ثورة تشرين .
لم تعد هذه النفايات الحاكمة تخلد الى النوم الوديع بأمانة ورخاء , فقد اصبحت بضاعة فاسدة وكاسدة . ولم يعد ديك قصر السلطان يدغدغ حلام السلطان وحاشيته , فقد تبدل الموقف بديك الثورة ليزعج السلطان في كل صباح , بأن عهدهم انتهى وولى , واصبحوا زائدين عن الحاجة كالزائدة الدودية , فقد انتهت صلاحيتهم , وجاءت صلاحية الشعب , الذي يلوح بفجر جديد
نعرف أنّ ضميرك منتهي الصلاحية ..
فلماذا قواتك تطلق على رعيّتك قنابل منتهية الصلاحية ؟
الرعية تطالبك بقنابل طازجة
*
سـواءٌ أصـاحَ دِيـكُ الـقـصـرِ أمْ لـم يَـصِـحْ
فـالـفـجـرُ ســيـبـزغُ حـتـمـاً!
*
أنـتَ وحـاشِــيـتـكَ
أصـبـحـتـم زائـديـن عـن الـحـاجـةِ كـالـزائـدة الـدوديـة ..
من مهازل النظام والسلطة الطائفية القرقوشية , في اعلامها اذا اصبح محل سخرية وهزل  من جنجوليات اعلامه الرسمي .  من الصحاف الجديد , الذي يذكرنا بالماضي البغيض , بأن تعود علينا مفردة ( العلوج ) ليس على الامريكان  , وانما على المتظاهرين العراقيين السلميين  , يطلب منهم نزع الكمامات , حتى يخنقوا بسهولة من الغازات السامة وتفرغ الساحات منهم  , ولكنه لم يطلب نزع لثام القناص الملثم القاتل , الذي يصيد المتظاهرين كصيد  الطيور . بهذه الصلافة الانتقامية الحاقدة في قتل المتظاهرين . ان المتظاهرين سينزعون الكمامات  بعد رحيل الجراثيم والحثالات من السلطة وتسليمها الى الشعب
قـبـل أن تـطـلـب مـن الـمـتـظـاهـريـن خـلـعَ الـكـمّـامـات:
أُطـلـبْ مـن مـيـلـيـشـيـاتـك ومـرتـزقـتِـك أن يـخـلـعـوا لِــثـامـهــم أولاً ..
الـمـتـظـاهـرون مـسـتـعـدون لـمـغـادرة سـاحـة الـتـحـريـر ..
ولـكـنْ:
بـعـد أن تـغـادر أنـتَ وحـاشــيـتـك قـصـرَ الـخـلافـة!
هكذا يعود زمان الزور والتزوير  في الاجرام  , تحت  جبة الدين كمجاهدين  . في الماضي  قتلوا الامام الحسين بأسم المحافظة على الخليفة والسلطان  والدين  والدولة الاموية , ويعودون مجاهدون  الزور باسم الدين والمذهب هذه المرة , في القتل والاجرام واستباحة حياة الانسان بسهولة وايضاً بأسم الدين والمذهب  . ولكن لا يمكن العودة الى الوراء , ان يظل  سيف ( يزيد ) ان يمارس القتل والاجرام في عراق اليوم , انتهى دورهم وكشف عن عوراتهم  وعليهم  الرحيل , لانهم اصبحوا نفايات عفنة , ان تغادر قصر الخلافة .
قـبـل أن تـطـلـب مـن الـمـتـظـاهـريـن خـلـعَ الـكـمّـامـات:
أُطـلـبْ مـن مـيـلـيـشـيـاتـك ومـرتـزقـتِـك أن يـخـلـعـوا لِــثـامـهــم أولاً ..
الـمـتـظـاهـرون مـسـتـعـدون لـمـغـادرة سـاحـة الـتـحـريـر ..
ولـكـنْ:
بـعـد أن تـغـادر أنـتَ وحـاشــيـتـك قـصـرَ الـخـلافـة!
ليس من الشجاعة والحكمة , الوقوف على الحياد , ومسك العصا من الوسط , بذريعة الحياد والوطن يدمر  والشباب في عمر الربيع يذبح  ويقتل  , يعني الحياد  مساواة ,  بين القاتل والمقتول , وبين الجلاد والضحية , وبين الفاسد والشرف , وبين النذل والشجاع . هذه ليس من اخلاق العراقي الاصيل , الحر والشريف . ان يكون شاهداً زوراً , بين الذئب والغزال . ان الحياد يعني تواطئ مع المجرم والفاسد .
لـسـتُ مـع الـحِـيـادْ
*
حـيـن تـكـونُ الـحـربُ بـيـن الـنـورِ والـظـلامِ  ..
بـيـن الـذئـبِ والـغـزالِ  ..
أو بـيـن الـمـنـاضـلـيـن والـجـلاّدْ
*
لـسـتُ مـع الـحـيـادْ
فاجعة الناصرية ( ذي قار ) هذه المذبحة المروعة , التي ارتكبت غدراً وحقداً وظلماً. هي نتاج العهر السياسي الفاسد , ان يتطاولون على الشباب وهم نيام في ساعات  الفجر الاولى  , ليرتكبوا سبايكر جديدة , لمجزرة لشباب في عمر الزهور والربيع , خرجوا مطالبين  بوطن , ولكن  ( هولاكو ) الجلاد كان بالمرصاد لهم في انتقامه الوحشي , ستبقى هذه المذبحة الدموية , وصمة عار في جبين الاحزاب الشيعية . ولكن اين سيذهبون من الحساب العسير ؟ , ولا يمكن ان تذهب دماء الشهداء الابرار هدراً وغدراً
أيـهـا الآتـونَ مـن مـسـتـنـقـعِ الـعُـهــرِ الـسـيـاسـيِّ
وكـهـفِ الـهـمـجــيَّــةْ:
*
قـبـلـكـم أســرفَ فـي الـقـتـلِ  وفـي الـتـدمـيـرِ  " هـولاكـو "
لِـيُـعْـلـي فـي الـفـراتـيـنِ عـروشَ الـوثـنـيَّـةْ
*
فـاشـربـوا نـخـبَ انـتـصـارِ الـنـذلِ فـي الـحـربِ ..
ولـكـنْ:
سَــتـُزالـونَ وتـبـقـى "  الـنـاصـريـَّـةْ " ..

ان المجابهة اليومية في الصدام الثوار في ساحة التحرير والساحات الاخرى , في اقتناص  المتظاهرين السلميين , الذين لا يحملو شيئاً ,  سوى العلم العراقي وحب الوطن . يحاولون بالتهديد والوعيد في انذارهم في  افراغ المطعم التركي ( جبل أحد ) وإلا ستكون جولة عليهم النوائب بمجزرة  دموية ,  ضد المتظاهرين المتواجدين  في قلعة الثورة ( جبل احد ) ولكن صمود المتظاهرين بالتحدي الفولاذي يفشل مخططات  المجزرة , وان المنازلة لو حدثت ستنقلب على القتلة والمجرمين . لان ( جبل أحد ) يمتلك سوراً قوياً من الشعب المتفض في جداره الحديدي .
سَــدِّدِ الـطـلـقـةَ نـحـوَ الـثـائِـرِ الأعـزلِ ..

نـفِّـذْ أمـرَ مـولاكَ بِـدَكِّ "الـمـطـعـمِ الـتـركـيِّ " ..

واسـتـأصِـلْ غـيارى سـاحـةِ الـتـحـريـرِ ..

والأبـرارَ عـنـدَ الـجـســرِ أو " بـابِ الـمُعـظَّـمْ " ..
جمعة عبدالله