المحرر موضوع: رحلة في قطار الماضي الى مدينة السِنْ ( ܫܸܢܵܐ ܡܕܝܼܢ̃ܬܵܐ ܕܒܹܝܬܼ ܪܵܡܵܢ ) بالسريانية شِنَا شمال قضاء بيجي مركز اسقفية بيث رامان مروراً بحديثة الموصل .  (زيارة 1265 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نمير لوسيا

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 47
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رحلة في قطار الماضي الى مدينة السِنْ (  ܫܸܢܵܐ ܡܕܝܼܢ̃ܬܵܐ ܕܒܹܝܬܼ ܪܵܡܵܢ ) بالسريانية شِنَا شمال قضاء بيجي مركز اسقفية بيث رامان مروراً بحديثة الموصل .

كانت الانهار عبر تاريخ الانسان شريان الحياة ولا نتعجب ان كانت مُعظم المدن والبلدات  قد اُقيمت على ضفاف الانهار والبحار والبحيرات ورحلتنا عبر قطارالماضي تبدء  من الضفة اليسرى المقابلة  لقرية حصنا عبريا ( ܚܸܣܢܵܐ ܥܹܒܼܪܵܝܵܐ)  الحُصن العبوري قبل ان تُسمى الموصل وقبل ان تصبح مدينة وتأخذ اهميتها في الحقبة الاسلامية لنسير مع ضفاف نهر دجلة الخير المنحدر صوب الجنوب باتجاه جبال مكحول  لتنتهي الرحلة في تلك الارض  الخصبة الوارفة المِعطاء  المُنتشية من التقاء مياه دجلة بالزاب الصغير  في اواخرالعصرالساساني ( 226-651  ) ميلادية وبداية الحقبة الاسلامية  حيث كانت اللغة السريانية الآرامية هي لغة التخاطب والثقافة لسكان هذه البلاد من السريان والعرب والايرانيين وليس لنا الا ان نتوقف في محطة واحدة بعد ان نكون قد سرنا مسافة 54 كم جنوبي الحصن العبوي حيث نكون قد وصلنا  الى بلدة حديثة الموصل  بالسريانية ( ܚܕܲܬܵܐ حدّتا  اي الجديدة )   تلك البلدة العامرة الجميلة  ذات المناظر الخلابة على ضفاف دجلة الشرقية تحت  ملتقى الزاب الكبير بنهر دجلة  والتي كانت قد اصبحت  مركزاٌ اسقفياً ( مرعيثا  ܡܲܪܥܝܼܬܵܐ ) تابعاً  لابرشية حدياب اربيل -كنيسة المشرق عام 595 ميلادية من قبل المطرابوليط  الحديابي يونادب ولكن قبل بلوغ حديثة لابد لنا ان نستمتع بذلك المنظرالساحر  وتلك البانوراما البديعة لالتقاء نهرين عظيمين دجلة والزاب الكبير    بالاضافة الى منظر جبل زيناي - مخمور البهي (بالسريانية  طورا دزِيناي ܛܘܼܪܵܐ ܕܙܝܼܢܲܝ ) الذي  ينتصب  على الجهة الشرقية، ويزودنا مؤرخنا  السرياني الكبيرالاسقف  توما المرجي  من القرن التاسع بكثير من المعلومات  عن تلك البلدة السريانية وعن اهلها واساقفتها وعن ديريها ، دير برقا (ܒܵܪܩܵܐ وتعني الصرح اوالحصن ) والذي اصبح بعدئذ مرقد السلطان عبدالله حيث كان يقع تحت ملتقى الزاب الكبير بدجلة ودير مركانا ( ܡܲܪܓܵܢܵܐ) على سفح جبل زيناي بالقرب من قرية زيناي  التي هي حاليا قضاء  مخمور  ويذكر المرجي ايضاً بان الجاثليق مار ابراهام الثاني المرجي ( 837-850 ) كان اسقفاً  لبلدة حديثة  قبل انتخابه جاثليقا لكرسي كنيسة المشرق وفي الوقت ذاته يصف لنا اليعقوبي في كتابه البلدان وهو احد مؤرخي وجغرافي العرب في الدولة العباسية اواخر القرن التاسع [بانه كان يمرمن وسط حديثة الموصل نهر يجري من جهة الشرق يصب في ضفة نهر دجلة الشرقية وقد جف قبل قرن من الزمان ( حسب سياق الكلام يكون ذلك في منتصف القرن الثامن ) واليوم يسمى ( وادي  السوك) ويبد ان تسمية السوك قد بقيت من يوم اندثارها لان هذا النهر كان يمر من وسط سوق المدينة ولكن لم يعرف سبب اندثارها. واعلى النهر يسمى اليوم ( وادي بشار ) نسبة الى قرية تقع في اعلى النهر بهذا الاسم كان يكثر فيها اشجار التين والرمان والعنب .واليوم اجرد لا ماء ولا شجر ]. وذكر ايضا وجود مرقد السلطان عبدالله على تل مرتفع بالاضافة الى كنيستين في البلدة وقدت وصفت كتب التاريخ السمك في نهرها بأنه اسمن واجود انواع الاسماك في العراق ويذكر المؤرخ البير ابونا في كتاب الرؤساء وتاريخ الكنيسة الشرقية (ج-2)  بأن آخر ذكر لوجود مسيحيين في حديثة يرتقي الى القرن الرابع عشرحيث تظهر حديثة الموصل في لوائح عبديشوع الصوباوي سنة 1316ميلادية كاسقفية تابعة لابرشية اربيل والموصل ومعها ثمانية اسقفيات اخرى  ثم اندثرت المدينة نفسها بعدئذٍ.  . وبعد ان رفعنا بعض من ستائر الماضي عن تاريخ هذه البلدة الشهيرة نكمل المسير مع نهر دجلة  الخالد  المتجه جنوباً ولازلنا على الضفة الشرقية لنُكمِل  قُرابة 100 كيلومتر اخرى لكي نصل الى  محطتنا النهائية مدينة السن مدينة المؤرخ الكبير ايليا بَر شْنّايا ( ايليا السِنّاوي او ايليا ابن السِن ) ومركز اسقفية  الاسقف  مار نرسي ( احد رهبان دير بيث عابى  ) الطوباوي والقديس الذي امده الروح القدس بموهبة الشفاء والرؤى فجدّد مواهبة العجائب التي كانت قد زالت من العالم في ذلك العهد حتى اخذ المسيحيون يعظمون اسم المسيح وسط امواج ذلك البحر واهواله. نلقاكم في الغد القريب والغد في جعبته الكثير .
مناظر ساحرة من قرية السفينةالواقعة شمال اطلال حديثة الموصل في محافظة نينوى حيث يلتقي نهر الزاب الكبير الذي يظهر باللون الابيض في الصور مع دجلة الذي يظهر باللون الازرق.




غير متصل دانيال سليفو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 117
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ المحترم نمير لوسيا
اختيارك لمتابعة هذا النوع من الدراسات المرتبطة بكنيستنا المشرقية حقل مهم وجدير بالمتابعة من الأغلبية ان لم نقل من الجميع.
ندعوك كأصدقاء ان تتابع في إدامة و(تزييت ) القطار لنسافر معك الى الماضي ونرى المزيد.. تحية وتقدير.