المحرر موضوع: الكاتب عوديشو يوسف توما لـ(عنكاوا كوم ) واقعنا الثقافي اليوم ليس بمستوى الطموح بالرغم من اتاحة الوسائل والآفاق الثقافية  (زيارة 1100 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الكاتب عوديشو يوسف توما لـ(عنكاوا كوم )

واقعنا الثقافي اليوم ليس بمستوى الطموح بالرغم من اتاحة الوسائل والآفاق الثقافية

عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد

كلل الكاتب عوديشو  يوسف توما  العام المنصرم بابراز روايته التي دونها عبر ثلاث حقب لتبصر النور خلال  ايام العام 2020 ومع تباشير العام الجديد 2021 التقينا  بالكاتب  الذي ابصر  النورفي قرية بيباد عام 1956  ليتعلم اللغة الام  لاحقا  ومن خلال عضويته في لجنة الشباب الاثوري في كنيسة مار عوديشو \ تل محمد – بغداد، حيث شارك في كثير من نشاطاتها الثقافية والادبية والاجتماعية من خلال تجسيد شعارها شباب يدعم الكنيسة كما  انتمى  الى نقابة صحفيي كردستان منذ تأسيسها في اربيل وفي عيد الميلاد لعام 1979  تم سيامته  شماسا ببركة من  قداسة مار دنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق انذاك..طرحت عليه اسئلتي التي  تناولت روايته الاولى اضافة لابراز محاور اخرى تخص الواقع الثقافي لابناء شعبنا فكانت اجابته  وفق التالي :

 

*على ماذا تعتمد رواية (طريق الشمس – ܐܘܼܪܚܵܐ ܕܫܸܡܫܵܐ)؟

-تعتمد على السرد الروائي السياسي والمدوَن بلغة الام محللا الواقع الاجتماعي لابناء شعبنا منذ 1960 -بداية الحركة التحررية الكردية- وحتى عقد الثمانينات قبل نهاية الحرب العراقية الايرانية عام 1988، مستعرضا فيها على الجوانب المضيئة والفترات المشرقة والمحطات الذهبية في فترة السبعينات من خلال لجان الشباب والتي كانت بمثابة منارة ثقافية وروحية متميزة، ومن ثم صقل تلك المواهب في النادي الثقافي الاثوري الذي كان يعتبر القلب النابض للشباب من خلال النشاطات الادبية والاجتماعية والثقافية والفنية المتميزة والذين لا يزالون يعملون بجهد ونشاط وامانة في هذا الحقل لحد الان، حاملين روح الغيرة والمحبة على ادب هذه اللغة من الابداع الفكري الرصين. علما بأن الرواية مبنية على عشرة فصول تصاعديا مع الاحداث التاريخية للفترة الزمنية من الستينات والسبعينات مرورا بالثمانينات في الحرب العراقية الايرانية وما آلت عليه الظروف الصعبة التي مر بها شعبنا بصورة خاصة والشعب العراقي عامة.

لذا قدمت هذا الجهد المتواضع الى اجيالنا القادمة من اجل ان تكون بمثابة وثيقة تاريخية واقعية، مستلهما من وهج الخيرين من الطبقة الثقافية في النادي والتي بقيت شعلتها وهاجة الى يومنا هذا بالرغم من المصاعب والمصائب التي مر بها النادي في تلك الفترة، الا انها انارت لقلوب العديد من شبابنا المهتمين بادب هذه اللغة منطلقين من حاضرها كمنبر ثقافي لا ينضب. وكم من المواهب اينعت في تلك الفترة ولا تزال مستمرة الى يومنا هذا. 

 

*كونك تعمل في المجال الادبي، هل تعتقد بأن نطاق الرواية المنشورة بلغة شعبنا محدود بعدد قليل من القراء؟

-نعم، قد يكون نطاق قراءها في السابق محدود بسبب كون الاغلبية في الماضي لم يتقنوا قراءة وكتابة لغتنا، ولكن الجدير بالذكر كان في حينها هنالك رغبة كبيرة من اجل تعلمها في الكنائس من خلال لجان الشباب وكذلك في النادي الثقافي الاثوري. اما اليوم، اغلب ابناء شعبنا يتقنها قراءة وكتابة وبالمنظور الاكاديمي في المدارس وحتى على مستوى الجامعة، فلدينا اليوم خريجي جامعة (صلاح الدين) من الشباب والشابات والمتحصصين بلغة الام، فلذلك حتما سيكون لنا الاغلبية من قراء هذا النمط من المجال الادبي.

 

*على اي مدى ممكن توظيف الرواية لأبرازها كوثيقة مهمة لرصد ما واجهه ابناء شعبنا من استهدافات ومحن؟

-من الممكن توظيف الرواية كوثيقة مهمة لرصد احوال ابناء شعبنا، اولا عن طريق الاعتماد على ما كان يُنقل من الاحداث من قِبل اجدادنا في فترة الستينات، وثانيا من خلال معايشتي للاحداث التي تلتها يوم بيوم لتأكيد الحدث اليقين، حاملا في ذاكرتي العديد من الاحداث والمواقف والذكريات التي لا تنسى تلك الذكريات التي غمرتني واثّرت في نفسيتي والتي عشتها بمرارة... باتت راسخة في ذاكرتي ومخيلتي واعماق قلبي، والتي نشأت عندي فكرة الكتابة وتدوين التاريخ لأساهم بنقل الخبر اليقين الى الاجيال القادمة والمنتظرة للمستقبل المجهول لتحكي لهم عن هذا الفصل من التاريخ... ولكن هيئة الرواية، وبالاسلوب المتواضع البسيط في نقل الحقائق التاريخية والاحداث السياسية وواقع ابناء شعبنا بدقة متناهية من خلال نقل القاريء الكريم ما بين الاسطر الى موقع الحدث المهم، وكأنه يعيش تلك الحقبة الزمنية باحداثها المتوترة ووقائعها المريرة باسلوب مبسط وشفاف وبعبارات ادبية مسبوكة بدقة متناهية لتجعل القارئ أن يتابع احداثها بشوق وشغف حتى نهاية فصولها العشرة ليرتقي الى درجة كافية من الثقافة التاريخية والاحداث الاجتماعية، من خلال تطلعه الى واقع شعبنا المرير لتصقل مواهبه ولتنير افكاره التواقة الى الخوض في اعماق الحقيقة. متمنيا للقارئ الكريم، أن ينال الفائدة عبر ما في الرواية من عطاءات قيمة للمجتمع وكمرجع تاريخي باحثا فيه عن جذور واصول وحقائق الاحداث، وأن يعرف أن دماء الشهداء –الياءات الثلاث- ستكون بذورا حية للأجيال القادمة. علما بأنني استلهمت كل هذا من وهج السابقين في هذا المجال الادبي التي بقيت شعلتهم وهاجة وانارت الكثير من قلوب شبابنا امثال: بنيامن ارسانس وميشائيل لازَر عيسى وبنيامن كندلو وغيرهم من الكثير.

 

*كيف تقيم الواقع الثقافي الخاص بأبناء شعبنا؟ وهل تعدد المؤسسات الثقافية عنص مهم لابراز جهود نخبنا الادبية والثقافية؟

-إن الواقع الثقافي الخاص بأبناء شعبنا اليوم ليس بمستوى الطموح بالرغم من كون الوسائل والآفاق الثقافية مفتوحة امامهم... واسهل بكثيرمما كانت  عليه في عقد السبعينات والثمانينات، من حيث سبل الحصول على الكتاب... أي كتاب كان، فاليوم يمكن الحصول عليه بسهولة وبدون أي كلفة مادية من خلال الانترنيت. وهذا إن دلّ على شيء، فأنه يدل على عدم الرغبة لدى شبابنا اليوم في المطالعة والقراءة لرفع المستوى الثقافي (التثقيف الذاتي)، بالرغم من تعدد المؤسسات الثقافية وتوفر الحرية في طرح أي فكرة كانت من خلال ابواب الثقافة المختلفة كالمسرح والقصة والشعر او أي مجال ادبي اخر لابراز جهود النخب الثقافية والادبية.

*ماذا ترغب بقوله في الختام؟

-في الختام، اتقدم بالشكر الجزيل والامتنان وفائق التقدير والاحترام لكل من ساهم في طبع هذه الرواية التاريخية، واخص بالذكر: المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية المتمثلة بشخص الدكتور روبين بيت شموئيل ومنظمة كابني للمساعدات الانسانية ودار المشرق الثقافية وابني يوسف عوديشو الذي بذل الجهد الوفير في تنضيد وتصحيح الرواية، وكذلك الاخت ايفيت التي تفانت في جهدها من خلال مطبعة نصيبين... هؤلاء كلهم الذين ساهموا بجهودهم المشكورة لترى رواية طريق الشمس (الياءات الثلاث) النور للاجيال القادمة، وكما اثمن دور السيد غازي عزيز التلاني الذي صمم غلاف هذه الرواية مجسدا ببصماته الوقائع الفكرية والاحداث التاريخية.

وختاما، اقدم جزيل الشكر لموقع عنكاوا دوت كوم ، لاتاحته لي الفرصة لتوضيح وتبيان وشرح معالم الرواية من خلال هذا اللقاء، واخص بالذكر الاستاذ سامر الياس سعيد.   
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية