المحرر موضوع: الفنان بسام صبري نكارا لـ(عنكاوا كوم ) الرسوم والزخارف توحي لنا الكثير لنبدع منها فضاءات فنية تحلق فيها رموز وأفكار من لاهوتنا المسيحي  (زيارة 1633 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

      الفنان بسام صبري نكارا لـ(عنكاوا كوم )

الرسوم والزخارف توحي لنا الكثير لنبدع منها فضاءات فنية تحلق فيها رموز وأفكار من لاهوتنا المسيحي

عنكاوا كوم -سامر الياس سعيد

ريشته ابدعت الكثير من الصور الروحية التي برزت في الكثير من الحواضر الكنسية  اضافة لبصماته التي انجزت شعارات وبوسترات جميلة وثقت الكثير من المناسبات والمحافل  اضافة للاغلفة التي  شهدت تلك البصمات المبدعة فكانت عتبات اولية تجذب القاريء للغوص في عالم الكتاب ..انه الشماس الانجيلي بسام صبري نكارا  الذي يضطلع حاليا بادارة مجلة نجم المشرق  مساهما من خلالها في مقالات منوعة تختص في الجانب الفني  والذي حل ضيفا  على موقع (عنكاوا كوم) ليسلط الضوء من خلال الحوار معه عن ابرز الافكار الفنية التي يمكن ان توثق محنة مسيحيي العراق اضافة الى ابرز المؤسسات   التي من شانها دعم المواهب الفنية واحتضانها  لابراز امكانياتها ومحاور اخرى عديدة  وفيما يلي نص الحوار :

*لو تسنى لك ان تصور واقع المسيحية اليوم في العراق فما هي الافكار التي تصلح لان تكون فكرة للوحة تدور حول هذا المحور ؟

-الحقيقة ان واقع المسيحية هو جزء من الواقع العراقي، والافكار كثيرة ولا تكفي لوحة واحدة لتستوعبها ولا حتى معرضًا واحدًا، خاصة اذا عرفنا ان للفن اساليب ومدارس متعددة وكل مدرسة تتعامل مع الفكرة بشكل مختلف، وكذلك الواقع هو متنوع فهناك التهجير او الاضطهاد او واقع الايمان بالرجاء وعيش الحياة، وقد رسمت لوحات عن احداث الأحد الدامي(مذبحة كنيسة سيدة النجاة ) الذي هو جزء من هذا الواقع ، وهناك أفكار لتوثيق شهداء كنيسة العراق في لوحة واحدة، وتخطر ببالي الان فكرة تعبر عن المسيحية واقعًا وفكرًا وهي صورة بعدستي لوردة صغيرة وجميلة في مقبرة المسيحيين في الحيرة بمحافظة النجف حيث كنا في زيارة قبل سنوات، والمكان هو تلة من الرمال الصحراوية الجافة وقد نبتت فيها الوردة وكأنها الرجاء الذي يجدد الحياة كل حين

 

    *غالبا  ما تلتزم بحروف اللغة السريانية في ابرازها بين ثنايا لوحاتك خصوصا وقد اضحت كهوية خاصة بحضرتك دون الالتفات لتوقيعك على اللوحة ، فهل من رمزية محددة يمكن ان تقدمها كرسالة في سياق تلك اللوحات ؟

-عندما يمتلك الفنان فكر وثقافة معينة يرغب ان يعبر عنها في لوحات تحمل رسالة الى المتلقي، عليه ان يكون صادقًا في طرح هذه الرسالة وأمينًا وأصيلًا، حينئذ سيكون له بصمة مميزة فلا يحتاج الى توقيع كما ذكرت، استخدامي للنصوص المكتوبة هو فقط في الايقونات لسببين الأول تثبيت هوية وانتماء الايقونة لتكون مسيحية رافدينية بلغتها الآرامية السريانية، والثاني انها من مميزات الايقونات استخدام الكتابة للاشارة الى الشخصيات، أما رمزيتها فهي مرتبطة برموز الايقونة ففي كثير من الأحيان اترجم النصوص بلغة الفن ولذلك أختار نصوص لها علاقة بالايقونة وموضوعها فالنص بالنسبة لي معناه يوحي لي بتكوين الايقونة والرموز التي تحملها

   

     *ما هي الخصوصية التي يغتني بها الفن المسيحي المشرقي خصوصا وان لك محاولات في ابراز مثل تلك البصمات في حواضر كنائسنا في العراق ؟

-للرد على سؤالك ساقتبس ما ذكره  الاب منصور المخلصي في كتابه الجديد " فتات البنين " الذي طبع في بغداد 2020 عن هذا السؤال، حيث يذكر أنه يبحث ويكتشف آثار الجمال في أعمال متروكة من التقليد السرياني كما يسميه لكنائسنا الكلدانية والآثورية والسريانية.     

برأيي لا توجد الكثير من الآثار الفنية التي لها خصوصية من لوحات وايقونات في كنائسنا المشرقية، خاصة ان الكنيسة الآثورية تهتم أكثر بالزخارف والصلبان على البناء والستار، والكنيسة الكلدانية والسريانية كانت متاثرة بالفن الغربي بعد الكثلكة، أما اذا اردنا ان نكشف عن سمات ومميزات تكمن فيها الخصوصية فيمكن أن نجدها في المنمنمات المرسومة في المخطوطات القديمة وما كشف عنه الاب منصور في كتابه أعلاه، ولكن يمكننا أيضًا في الأعمال المعاصرة أن نجد محاولات لإعطاء هوية رافدينية للايقونية لدى المرحوم الفنان ماهر حربي ومحاولاتي المتواضعة بقصدية في التأكيد على ابراز الخصوصية والهوية المسيحية الرافدينية، ومنها استخدام الألوان الصريحة واستعارة اوتجديد الزخارف المستخدمة في المخطوطات بالاضافة الى ادخال الكتابة السريانية - الكلدانية وادخال رموز من التراث المسيحي المشرقي.

       *لديك باب يختص بالفن في مجلة (نجم المشرق) تستقريء في متونه عدد من لوحات الغربيين وايقوناتهم، برايك ما هي الافكار التي اعتمدها الغريبين في تصوير تلك اللوحات وابرازها ؟

-تصحيح بسيط هو ان مقالات الباب الفني في المجلة كانت مترجمة تتناول لوحات دينية غربية من عصر النهضة وأخرى معاصرة لما نسميه التقليد الغربي، وعندما بدأت بالكتابة في هذا الباب كان اتفاقي مع سيادة المطران مار جاك اسحق رئيس التحرير أن تكون مقالات أصيلة وتتناول لوحات وأعمال لفنانين مسيحيين عراقيين، أو تتناول ايقونات من التقليد الشرقي، أما اختياري لبعض الأعمال لفنانين معاصرين من الغرب، أمثال الاب ماركو روبنيك الذي يختص باللاهوت المشرقي وأعماله تعبر عن روح الشرق مع الحداثة والتجديد في الغرب وهو متجدد ويبهرني في التعبير عن اللاهوت في كل مرة لنفس النص الكتابي بشكل جديد، وكذلك أعمال الفنان الألماني سيغر كودر التعبيرية والفنان الفرنسي  وغيرهم أعمالهم لا تعبر عن أفكارهم ورؤيتهم الشخصية، وإنما هي أفكار لاهوتية تتطابق مع الايمان المسيحي والكتاب المقدس وتفسره ولكن باساليب حداثوية فيها ابداع لتصل للمتلقي المعاصر في عالمنا اليوم

 

      *لديك تقرير نشر بمجلة( نجم المشرق) في احد اعداد عام 2018 يختص بتسليط الضوء على ورشة لوقا للفنون ،هل اسهمت مثل تلك الورش الفنية في اماطة اللثام عن المواهب الفنية وابراز احتكاكها مع تجارب الرواد وذوي الخبرة في هذا المضمار ؟

-أكيد هذا كان هدفنا الأول أن نعمل على تطوير مواهب الشباب الذين كانوا يرسمون ولكنهم لم يدرسوا الفن، وتحقق ذلك من خلال الدورات التي أقمناها للصغار والكبار، للمبتدئين لاكتشاف مواهب جديدة ودورات متقدمة مع محاضرات في تاريخ الفن وعلم الجمال وتعليمهم كيفية التعبير عن أفكارهم، باساليب مختلفة وذلك من خلال الاحتكاك بالاساتذة الأكاديميين وأصحاب الخبرة والتعرف على أعمالهم وتجاربهم، وقد أثمر ذلك بإقامة عدة معارض وفي مواضيع مختلفة

 

       *تمتع معمارينا ببصمات مهمة سواء في الزخرفة والريازة عبر العديد من اروقة الكنائس ، كباحت ومتتبع هل لك ان تؤشر مديات تلك الريادة وابرازها كمادة علمية يمكن ان تناقش في اروقة المؤسسات الاكاديمية العليا ؟

  -أفضل من يجيب على هذا السؤال أيضا هو حضرتكم حيث قد قرأت في كتابكم (الحجارة الناطقة بصمات مسيحية في اسفار العمارة) عن دور البنائين المسيحيين في تنفيذ ريازة العمارة ومنها الكنائس في الموصل وهذا ينطبق على القرى المجاورة من القوش وبخديدا، وهذا مايؤكده أيضا شاكر لعيبي في كتابه (الفن الاسلامي والمسيحية العربية) حيث يشير الى دور المسيحيين في تكوين ما يسمى بالفن الاسلامي والحقيقة ان كل مفردات هذا الفن الزخرفية تجد لها اصول في تكوينات تقترب من رموز مسيحية ومنها الصليب. وهذا الموضوع واسع جدا ليكون فعلاً مجال للباحثين للدراسة والتعمق لمعرفة اصول هذه الفنون ومدى ارتباطها بالفن الرافديني الآشوري والبابلي

 

*لابد للفنان من ان يتاثر بالكثير من البصمات التي تابعها وكشفها سواء بما زخرت به المنمنات في الكتب الطقسية المسيحية او في سياق الزخارف التي ابرزتها اروقة تلك الحواضر ، هل لك ان تطلعنا على مديات التاثر وابراز مثل تلك البصمات في فنك ؟

-أجبنا ضمنًا على هذا السؤال في أعلاه حيث تاثرنا فعلا بسحر وجمال تلك الزخارف ورسوم المنمنمات وجمال الخط الاسطرنجيلي الذي يقترب منه الخط الكوفي في اللغة العربية، وهذه الرسوم والزخارف توحي لنا الكثير لنبدع منها فضاءات فنية تحلق فيها رموز وأفكار من لاهوتنا المسيحي وقصص الكتاب المقدس من أجل توظيفها بشكل يكمل المعنى في أعمالي وهو ما ترك بصمة تجعلني أمام مسؤولية والتزام اكثر في الاستمرار بالكشف عن الجمال الروحي في مثل هذه المفردات ونشر كلمة الله بلغة بصرية ادواتها الخط والشكل واللون وعناصر الفن الأخرى

 

*دائما ما تلتزم بابراز بعض الايات الانجيلية وباللغة الام لتسطرها في سياق اللوحات التي تنتجها فرشاتك ، ماهي الرسالة التي يمكن ان تقدمها من خلال تزاوج الخط مع الفن في سياق تلك اللوحات ؟

-إن استخدام الخط في العمل التشكيلي ينقسم الى اسلوبين الأول هو مزاوجة بين الحروف والكلمات مع اللون والشكل بتكوينات زخرفية تجريدية، وكذلك استخدام التعبيرية في الاشكال التي ترمز لها هذه الكلمات أو النصوص، وهذا مستخدم لدى بعض الفنانين العراقيين من الرواد أمثال المرحومين جميل حمودي وشاكر حسن آل سعيد وقد انجزنا معرضًا على الانترنيت بهذا الاسلوب مع فنانين شباب من ثمار ورشة لوقا للفنون، والثاني هو استخدام الخط بتكوينات زخرفية ضمن قواعد الخط وتكوين الاشكال من النصوص أو الحروف وهو عمل الخطاطين وليس الرسامين، وهذا لي به محاولات بسيطة في التسعينات، أما استخدامي للنصوص الكتابية في ايقوناتي، فهو شيء آخر حيث النص هنا يكمل الرسم ويؤكد معناه ويأخذ تشكيلات تنسجم مع التكوين الفني للوحة وهو ميزة لتكوين هوية للايقونة

 

*باستثناء الكنيسة ودورها الداعم في احتضان المعارض الخاصة بالايقونات والصور الدينية ،برايك ما مدى اسهام مؤسسات شعبنا عبر احتضانها لتلك المعارض وما هي المبادرات التي يمكن ان تسهم بها في رعاية المواهب والخبرات المبدعة في هذا الاطار؟

-في رسالة قداسة البابا فرنسيس بتاريخ 12 كانون الأول 2020 يقول" إن ادراك الجمال والتامل به يولّدان شعورًا بالرجاء يشع على العالم المجاور "، واندريه جيد يقول ان الفنان يحمل أعلى درجة من درجات الإنسانية، وانا اقول وحضرتك تكتب في التاريخ والتراث، " ان الحضارات في العالم ثبتوها ونقلوها لنا فنانين، فالآثار فيها العمارة فن والنصوص فن والرسم والنحت والخزف جميعها فنون، تعرفنا على حضارتنا الرافدينية والحضارات الأخرى من خلالها، ولذلك فان على مؤسسات شعبنا ومؤسسات الدولة عامة عليها أن تدعم المواهب الفنية وتبدأ بالمدارس، والفنان يكفيه احيانا الدعم المعنوي، وكما سميته احتضان المعارض ونحن منذ التسعينات كنا نقيم معارض مشتركة في مهرجانات جمعية آشوربانيبال ونادي بابل الكلداني في بغداد والقوش وبخديدا في المهرجانات السريانية والمؤتمرات الكنسية 1996 و2000و2001 وفي عام 2004 اقيم معرضًا جماعيا على هامش المؤتمر الكلدوآشوري السرياني، وشاركنا أيضًا بمهرجان التراث في السليمانية وفي اربيل بالتعاون مع مديرية الثقافة السريانية 2012 وفي الكنائس في بغداد اقمنا معرضًا عن المرأة في المجتمع وبمناسبة دخول الأهوار في التراث العالمي ومعرضًا عن التراث المسيحي ومعارض أخرى ىسنوية بمناسبات وأعياد دينية في كنائس بغداد.

 

*لك الكثير من الاسهامات الابداعية في اغلفة الكتب وهذا بحد ذاته يعتبر فنا ، كيف هي الاسس التي ترتكز عليها في سبيل اختيار اللوحة المناسبة لان تكون غلاف لكتاب وهل للمؤلف والكاتب دور في فرض بعض الافكار التي يمكن ان تبلورها لاحقا لابرازها في غلاف كتابه ؟

-ان أغلفة الكتب تدخل في جانب من الفنون وهو التصميم الطباعي، الذي يرتكز على اسس التصميم المعروفة في التنسيق بين الخط واللون والصورة وبين المضمون الذي يظهر أحيانًا من العنوان وأحيانًا من محتوى الكتاب، مع مراعاة الوحدة  التصميمية والتكرار والتوازن والانسجام،  وأنا منذ كنت طالبًا في كلية الهندسة في الثمانينات كنت اشارك في مسابقات تصاميم شعارات وبوسترات ولدي الكثير من الجوائز في هذا المجال، وهكذا  بالنسبة للكتب أعتمد فيها بالدرجة الأولى على اختياري لأشكال وصور ونوع الخط أو لوحات وحتى الالوان لتعبر عن المضمون، وان استخدام الصورة في التصميم ليس دائمًا فهناك تصاميم تجريدية، ودائمًا أناقش التصميم مع الكاتب قبل البدء او أعمل اكثر من تصميم ليختار هو وخاصة تثبيت النص كالعنوان واسم المؤلف وغيرها،، والكثير منهم يترك لي حرية التصميم.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية