المحرر موضوع: نفحة الكارينا  (زيارة 361 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نفحة الكارينا
« في: 22:57 30/12/2020 »
نفحة الكارينا*
كريم إينا

من صمت أزرعُ حقلي
فينيرُ الليلُ لي
من خدود الياسمين
أنعسُ
تفيضُ شفتاي بالتقبيل
عبرتُ الحقول
لأملأ جعبتي
من ثمار الحياة
. . .
أطلّ بجناح مكسور
على مدينتي
وأرمّمُ في الصباح شفتي
تظلّلني مطالع الصبح
كظل مائل يمضي
لم أكن صائراً إلى الخراب
ما زال الحضيضُ عطري
يلملمُ العطر من قلبي
ويعطيه للبائسين
. . .
أيّها البحرُ
أشتاقُ إلى أمواجك
أشتاقُ إليها
عندما تكتسي المروج
كزيتونة خضراء
تنهضُ أمام الشمس
وشفتاها تنطقُ بالحياة
عطشى تستجيبُ للقدر
. . .
تنفتحُ الأرض
بعزّ الظهيرة
تلتمسُ نوراً في
زمن السوء
تحملُ البشرى الآتية
من أحشاء السماء
فتسيلُ المياه وينبتُ
العشب في الجبال
. . .
تجرفني هنيهة الليل
فأغفو كعشب عند المساء
وأزهو في الصباح
تمرّ سنواتنا كالسراب
يحملها التعب والعناء
. . .
في كنف الليل أحتمي
من ظلّ الأشرار
ولمّا تسودُ الظهيرة
أطأ الصلّ فيتبدد
الزيت الطري
. . .
الأنهار رفعت عجيجها
في أرض تلتهب
لأنّ الموت حلّ عليها
سارت المياه في القفر
فغسلت الأرض
من الدماء
. . .
أنصتُ إلى صيحتي
أسكن إلى جوارها
فأحتمي بستر جناحيها
ترتاح نفسي
حينها
أذهبُ بنفحة ريح
كالذباب
في الهواء
أتشبّثُ بالسماء
فتنزل أمطارها
على التلال والأودية
. . .
عينايِ تراقبان النيران والمياه
تراقبُ قلماً وورقة
فالنيران تبدد الدخان
والمياه تطفىء النار
والقلم سلاح الأبطال
والورقة سجل تاريخ الأبطال
تراءت مواكبي
من بين الغيوم
والسيلُ يغمرني
فأرى أزهار العشب
في الأرض
. . .
ما زالت الشمس
تذيب الثلج على الأعشاب
فيحيا الزهر
ليعطي من عبيره ذهباً
فنركضُ وراءهُ كلّ حين
رغم زيغ خطواتنا
في الطين
نرتدي ثياب العنف
حتى يتمرمرُ قلبنا
فنعود كلّ صباح
إلى ثياب الطهر
فتنغسلُ الغشاوة
بالنقاوة
من لي في الحياة سواك
لا أريدُ غيرك
لأنّك رسمت صورتي
وأبدعت الإله الصانع للعجائب
أرى آثار أقدامك
تخبرُ الجيل الآتي
عن مسكني ومسكنك
وطيور الحب
مجنّحة على رمل البحار
تركض أفواهها
وراء الطعام
الذي يسقط
من فمي وفمك
كأنّهم ريح عابرة
لا تعود
. . .
أنا نفحة الكارينا
هداني الله ميراثاً
أشارك فيه حبيبتي
لتفرح كباقي الفتيات
أسقيها ماء العيون
لتطربني مثل
كنّارة مطربة
" أو موسيقى بيت هوفن"
أتفقدُ هذه الزهرة الطيبة
فتراني من جمالها أنفخُ
بالبوق
أسمعُ صوتها
وتسمعُ صوتي
وكلانا نفحة
من رحم السماء
نزلت
. . .
ماء العيون
ينيرُ بوجهك
يفيضُ فيخطفُ
كلّ عابر سبيل
يمهّد سبيلاً
لخطواتي
يشدو قلبي
في الظلمات والظلال
فترقصُ الأشباح
والجنّيات
بإسمك يصنعون
الهتاف لك
لا أخلّ بعهدي
مثل القمر أثبت
على الدوام
إتّقد كالنار لشدة جمالك
المساء يذبل
والصباح يزهر
عندما تمرين سريعاً
كمرور الطير
أنا نفحة تطيرُ في النهار
ليتك تنظرين إليّ
لأعرف إسمك
لأنّ القداسة تليق به
ولأجل إسمك
أكسرُ مغاليق الحديد
لأحرر البائسين
هنيئاً لإسمك أيّتها الحبيبة
به تفيقُ نفسي
فيبادلني الحبّ
كندى الغابات
الذي يحيطُ به النحلُ
في الليل أذكرُ إسمك
فأناجيك
لتحدّق عيناي إلى جمالك
كما يحبّ الطفل الطيور
على الصفصاف علّقنا
محبتنا
وتعلّقت أفكارنا من بعيد
أتت بأجنحة السحر
تحسب خطواتي
نحو خطواتك
حينها يفرشُ الثلج
على رماد النار
. . .
ألهجُ نهاراً وليلاً
لأصون طريق حبيبتي
من الماكرين
أتأهّبُ وأنتظر
المغنين على القيثارة
فأغمرُ بها
أنفاسي
وأرتلُ " كمزمور داود"
. . .
تتوارى لي
ألسنة بيضاء
ترفعُ نشيدي
إلى عالم الغيبوبة
وبه أعاين
الغيوم الممطرة
التي
ستطفىء نار حبي
الأبدي
. . .
الكارينا: إسم مستعار للشاعر كريم إينا*