المحرر موضوع: أمنيات مجهولة للمسيحيين في عام 2021، مستقبل مليء بالتحديات والخوف والتغيير الديموغرافي  (زيارة 1678 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Amir Almaleh

  • المشرف العام
  • عضو مميز
  • *
  • مشاركة: 1265
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إيزيدي 24 – جميل الجميل
لم يفرق هذا العام عن الأعوام التي سبقته منذ تحرير محافظة نينوى حتى اليوم، لا زال مستقبل المسيحيين مجهولا في محافظة نينوى وخاصة في مدينة الموصل التي لم تستقبل سوى عدد بسيط من العوائل العائدة خلال هذه الأعوام، فضلا عن أنّ المسيحيّون في سهل نينوى يعانون من عسكرة المجتمع وسيطرة الفصائل المسلحة التي تهدد مستقبلهم بالإضافة إلى التغيير الديموغرافي لهويتم ومدنهم وأراضيهم.

لم تكن الفرحة مرسومة هذا العام على وجوه المسيحيين الذين يبتسمون دائما في كافة الظروف، ففايروس كورونا من جهة أعاق احتفالاتهم الدينية بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية، والأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية من جهة أخرى ساهمت بإنتزاع فرحة المسيحيين من مدينة الموصل وسهل نينوى.

تحتفل فالنتينا مع أهلها في السليمانية في بيت أجّروه منذ سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على مدينة الموصل وحتى اليوم، وهي طبيبة موصلية خسرت الكثير خلال فترة سيطرة تنظيم القاعدة على مدينة الموصل ، حيث فقدت أكثر من ثلاثة أشخاص من عائلتها نتيجة التهديدات والخطف والابتزاز مقابل المال، إلّا أنّها لم تترك مدينة الموصل حتى دخول عصابات داعش.

تقول فالنتينا منصور لــــ إيزيدي 24 ” قبل أنّ أتكلّم عن قصّتي ومستقبلنا أودّ أن أهنّئ كافة المسيحيين في العراق والعالم بعيد ميلاد السيد المسيح ورأس السنة الميلادية، وأتمنى أن تكون هذه السنة خالية من التطرف والعنف والكراهية”.

وتضيف منصور ” لقد عشنا أيّاماً مليئة بالتطرف والإرهاب ووجود الجماعات الاسلامية التي ساهمت في قتل التنوع في مدينة الموصل ومحافظة نينوى، إذ كانوا مع الحكومة وجهان لعملة واحدة لم يستطيعوا أن يحافظوا على الوجود المسيحي في الموصل، وبعدها سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الموصل وبعد الدولة الإسلامية سيطرة المليشيات على مدينة الموصل، فكلّ هذه التحديات تعيق عودتنا إلى مدينة الموصل وإلى بيتنا، وفكّرنا أن نعود إلى سهل نينوى إلّا أنّ سهل نينوى مدجج بالعسكر والمليشيات التي تساهم في تغيير ثقافة المنطقة بصورة عامة، في حين أنّ الأوضاع الأمنية والسياسية بصورة عامة سيئة جداً”.

وتؤكد منصور ” بأنّ محافظة السليمانية بالرّغم من إنفتاحها إلّا أنّها تحتوي على تطرّف رجال الدين المسلمين ونظرتهم السلبية والتكفيرية للمسيحيين في السليمانية وحصلت عدّة مشادات من قبل رجال الدين المسلمين تجاه المسيحيين والإيزيديين، لم يعد بوسعنا أن نعيش في هذا البلد لأنّ الحكومتين ضعيفتين ولم تساهما بصيانة كرامتنا والحفاظ على وجودنا، فضلا عن النظرة الغريبة تجاهنا”.

وتختتم منصور حديثها ” يجب على الحكومة أن تعيد هيبة الدولة وأن تحافظ على وجود المسيحيين أصحاب العراق وأهله الأصليين، وأن يحاسبوا كلّ من يسيء للمسيحيين في العراق وأن يعوّضوا كل عائلة مسيحية ويساهمون بإعادة المسيحيين الذين سافروا إلى خارج العراق”.

ويشتكي العديد من المواطنين المسيحيين في سهل نينوى من سوء الخدمات ومن سوء الإدارة الحكومية ومن سيطرة المليشيات على سهل نينوى التي تساهم في تفكيك الاواصر الاجتماعية بالتصرّفات الغير الاخلاقية والتبشير العقائدي والتغيير الديموغرافي الذي يسهم في السيطرة على أملاك المسيحيين بصورة غير مباشرة.

خسر معظم المسيحيين بيوتهم وحرفهم واموالهم في سهل نينوى ومدينة الموصل وأدّى كلّ هذا ضياع مستقبلهم وهجرة العديد منهم إلى خارج العراق ولا زالت الهجرة تطرق بيوتهم حتى يومنا هذا فضلا عن خوفهم من المجهول وتردي الأوضاع بصورة عامة.

في قدّاس رأس السنة الميلادية في كنائس قضاء الحمدانية تمنّى المسيحيّون في صلاواتهم أن يعمّ الأمن والسلام للعراق وأن تزول جائحة كورونا من العام وأن تهتم الحكومة بمناطق المسيحيين وتحافظ على وجودهم.

بدأ عدد المسيحيين يتناقص خلال السنوات الأخيرة بعد سقوط نظام صدام حسين حيث بلغ عددهم الآن ما يقارب 260000 نسمة في حين كان يقارب عدد المسيحيين في العراق في الثمانينيات أكثر من مليون ونصف نسمة، ولم تستطع الحكومة أن تدرس هذا التناقص بالرّغم من أنّه يشكل تهديدا لسكان البلد الاصليين واختفائهم المفاجئ من العراق.