المحرر موضوع: هل اشوريي اليوم هم امتداد واحفاد اشوريي الامس ؟  (زيارة 1617 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
هل اشوريي اليوم هم امتداد واحفاد اشوريي الامس ؟
--------
هناك جدل واسع بين الكثير من احفاد الاشوريين اليوم من جهة وبعض الناكرين والمتعصين للحقيقة التاريخية المعروفة بأن اشوريي اليوم هم امتداد واحفاد لاشوريي الامس من جهة اخرى لان البعض منهم لا يفرق بين الشعب والدولة (الكيان السياسي) صحيح تاريخيا ان الاشوريين فقدوا وخسروا كيانهم السياسي الامبراطورية الاشورية العظيمة التي سقطت سنة 612 قبل الميلاد

لكن بقوا كشعب معروف في التاريخ ومتواجد على الدوام سواء ضمن دويلات صغيرة في جبال آشور أو ككيانات قومية إجتماعية خاضعة للدول الأخرى فمثلا من نينوى خرج عشرة قادة بكامل جيوشهم الآشورية باتحاه مدينتي نصيبين واورهي وهما من مدن بلاد ما بين النهرين سابقا وفي تركيا حاليا أسسوا دولة جديدة باسم (عسرايا) والتي اتخذت اسم (أسراوينا) فيما بعد أمّا القسم الأكبر من الشعب الاشوري فقد التجأ إلى جبال آشور العاصية و التي كانت تشمل حدودها ما سمي فيما بعد ببلاد هكاري و امتداده في بلاد ما بين النهرين 

فمثلا الفيلسوف الآشوري (طيطيانوس في سنة 120 ميلادي تقريبا) الذي كان يطلق على نفسه بـ (طيكيانوس الآثوري أو الآشوري) كتحدي للإغريق ومعتقداتهم الوثنية اشار إلى وجود الآشوريين في بلاد آشور بعد سقوط إمبراطوريتهم بقرون طويلة وكذلك تحدث المؤرخ اليوناني المعروف (بأبي التاريخ) في اشهر كتابه عن الاشوريين بعد سقوط كيانهم السياسي 

لهذا فإن إرجاع جذور واصول اشوريي اليوم الى اشوريي الامس يستند على الالاف العناصر الحضارية والفكرية الانسانية والادلة والبينات التاريخية المكتوبة عن التواصل التاريخي للآشوريين وإلى العشرات الكتب والدراسات والبحوث العلمية والتاريخية الرصينة التي كتبت بمختلف لغات العالم والبعض منها ترجم إلى العربية ويقيناً بأن الكثير منها وخاصة الإنكليزية متوفرة في مكتبة المتحف البريطاني وأخص بالذكر منها كتاب (نينوى وبقاياها) للعالم الآثاري هنري أوستن لايارد مكتشف مدينة نينوى وكذلك كتاب (الآشوريون وجيرانهم) وكتاب (مهد البشرية) وكتاب (مدخل لدراسة تاريخ الكنيسة الآشورية) للكاتب الإنكليزي وليام وكرام الذي عاش مع الآشوريين في منطقتهم قرابة 15 عاماً

تاريخنا وتراثنا وتقاليدنا الثقافية والفلكلورية والفكرية الآشورية الحالية فيها الكثير من الاشارات والرموز والعادات لاجدادنا الاشوريين وهي موجودة مارسناها ونمارسها الى اليوم والتي كانت تمارس من قبل الآشوريين القدامى وهي كثيرة ومتنوعة ونذكر منها في سبيل المثل لا الحصر باعوثة نينوى ( صوم نينوى ) وذكرى الطبيب الآشوري برصرابيون الذي كان طبيب في زمن الملك سنحاريب وكتاب أمثال أخيقار الحكيم وغيرها الكثير

لان مفهوم القومية والانتماء هو شعور الفرد أو المجموعة بالأنتماء الوجداني الصميمي الى عِرق لمجموعة بشرية تتماثل معه أو معهم في خصائص ومقومات مشتركة منها اللغة والارض والفلكلور وممارسة طقوس معينة وهذا ما موجود عندنا ونشعر بإنتمائنا للآشوريين القدامي ولا يوجد من يزاحمنا وينافسنا على ذلك أي مجموعة بشرية أخرى وبخصوص ارضنا التاريخية اليوم لا زال الكثير من شعبنا يعيش على اجزاء من ارض اجدادهم الاشوريين وهذا يؤكد حقيقة انتمائنا التاريخي وهنا يمكن القول لقد دأب بعض اليهود المتعصبين ايضا من نكران آشورية الاشوريين والهدف والغاية من وراء هذا النكران هو الانتقام منهم (السبي الاشوري تاريخيا)

ان من حاول ويحاول اليوم إشاعة إستعمال تسمية (الآثوريين) وإحلالها محل تسمية (الآشوريين) يصب في نفس المنهج العنصري وهم مجموعة من وعاظ السلاطين وبعض مؤرخي الانظمة الاستبدادية والطائفية في العراق وسوريا والهدف منها محاولة بائسة لقطع الصلة بين اشوريي اليوم والامس وكذلك قطع الصلة بين التسميتين وإستئصال الجذور التاريخية للآشوريين في العراق وسوريا وتواصلت هذه السياسة حتى أيامنا هذه في العراق وسوريا اي بعد 2003

فهناك العشرات من الكتب والبحوث التي صدرت في العراق كلها تسعى لتحقيق هذه الأهداف الشريرة عن طريق محاولة قطع الصلة بين الاشوريين وتوسيع هوة التباين اللفطي البسيط بين التسميتين (الآشوريين) و (الآثوريين) وتضخيم الخلاف والتناقض بينهما وإعطاء الثانية دلالات وأبعاداً دينية طائفية لتعكس إنطباعاً عاماً لدى العراقيين في إختلافها عن التسمية الأولى في الوقت الذي يظهر للعيان بأن الفرق بين الشين الآشورية و الثاء الآثورية ضئيل جداً يكاد لا يذكر ولا يستحق عناء التساؤل والمناقشة

اقول لهذا النفر ان تاريخ وامجاد وتراث وانجازات اجدادنا الاشوريين العظام محفوظة في حرز حريز في متاحف العالم المتحضر والكثير منها لا زالت شاخصة وموزعة في كل ارض العراق وسوريا وهذا يعرفه القاصي والداني ولا يمكن لاي قوة او محاولة تشويه ان تطمس الحقائق التاريخية للهوية وللوجود القومي والتاريخي الاشوري في ارضه التاريخية ارض ابائه واجداده الاشوريين العظام

                                         انطوان الصنا