رابي بولص آدم المحترم
تحيه طيبه
غمزاتك وتلميحاتك توحي لي وكأني بك تنبه القارئ بوجود عظمة في الصفره وانت محق في تنبيهك ,فلو كان المقصود بالعظمة تلك التي هي من لحمي ولحمك ,الواجب يقتضي مراقبتها كي لا تعبث بها وبلحمنا انياب الكواسر , لنشد على يد كل حريص حين ينتقد حيث لا تفيد ساعة ندم و قبل أن نغدو بلا شراع فيكون التيه مصير مركبنا.
في نيسان 1983 كانت القياده العامه للقوات المسلحه العراقيه قد أصدرت أمرا بتكليف قوات المهلب( فرقه 48 فيلق 3 بصره) بواجب خطف اسير ايراني , فتم تكليف س3 من الفوج الثالث للقيام بالمهمه , يومها كنت منّسبا الى هذه السريه لمدة شهر (معايشه) ,ومن اجل جلب الاسير, قدمّت السريه ست شهداء تركت جثث ثلاث منهم في ارض الحرام , وبُترت أقدام 27 جندي ( بسبب حقل الألغام), واحد عشر اخرين اصيبوا بمختلف الجروح , علاوة على اصابة امر السريه ملازم اول فاضل من اهالي الطارميه بساقه وظهره, وفي صباح اليوم التالي صدر بيان القياده العامه ليخبر العراقيين بان قوة بطله من قوات المهلب اغارت على مواقع العدو الايراني واسرت رئيس عرفاء ايراني ثم عادت القوه الى مواقعها سالمه برعاية الله وحفظه( بالتأكيد هناك ما يبرر هذا الكذب) .
وجنابك اخي بولص, ادرى مني بالالماني "غوبلز" ,فهو وزيراعلام هتلر أثناء حربه الشعواء مع العالم , من ضمن المهام التي كان يؤديها هذا الوزير بث الدعايات والاخبار الكاذبه عن احوال الحرب من اجل رفع معنويات الشعب المقاتل , اي " أكذب أكذب حتى يصدقك الناس" ,وقد حاول ان يقلده الصحاف احد وزراء حكومة صدام حسين في بدايات هجوم قوات التحالف وغزوتهم للعراق عام 2003 ,لكن سرعان ما انكشفت تزامطاته .
أما الحديث عن ساستنا العراقيين الحاليين, سأترك لك حرية استثناء من تراه يستحق الاستثناء,ليتهم امتهنوا الكذب التكتيكي على طريقة الفلسفه الغوبلزيه على اعتبار ان كذبات غوبلزخدمت ادامة زخم المعارك , لكن صخامات ساستنا الفاسدين كما يقول المثل "ما ينلبس عليها ثوب" خدمت مَن؟ هي من البؤس بحيث كشفت قباحة عوراتهم فسودّت كل شيئ في عيون الشعب المسكين ,هؤلاء الساسه ابدعوا ايما إبداع في ممارسة كل ما هو لا انساني ولا أخلاقي بحق الوطن , سواء في تعمّدهم تقطيع اوصال الشعب وفصل الرقاب عن اجسادها تحت راية الله واكبر,أو في سرقات الاموال بعقود وهميه كاذبه و فتح مزادات بيع وشراء الوزارات والمناصب, هات لي بلد عدا العراق يمتلك فيه الوزير فوج تعداده 700_800 لحمايته الشخصيه ويستأجر طائره خاصه على حساب الوزاره لنقل المجازين منهم الى اهلهم ! كل هذا يحصل والقضاء صمٌّ بكم, هل من بلد غير العراق يلف مثل هذه النمونات المهترئه؟.
خذ على سبيل المثال لا للحصر, الفايروس المدعو حسين الشهرستاني التابع لدولة اللاقانون المالكيه وامثاله كثيرون وربما اتعس منه , اين يقبع الآن هذا الفاسد الحرامي الذي تبوء عدة مناصب وزاريه ادت بالاقتصاد الصناعي والنفطي الى التدمير , واين هو القضاء العراقي منه؟ مهما أطلنا في التفاصيل وهي كثيره , سوف لن نحسن في وصف الطامه المأساويه التي حلت بالعراقيين .
كل ما بوسع اقلامنا هو ترديد مقولة "لا تربط الجرباء حول صحيحة, خوفا على الصحيحة ان تجرب", لذا نحذر المتحدثين باسمنا من خطورة شهيق الفايروس من زفير أفواه الفاسدين.
عذرا ان أطلت عليكم.
تقبلوا تحياتي