الأخ المحترم،
أوديشو،
بعد التحية،
لا شك أن ما تطرقت إليه "الحقيقة" ليس موضوعا سهلا وهذا مدعاة كي أهنئك على جرأتك وشجاعتك. لكن سطورك تحمل الكثير من اللغظ والأخطاء الفكرية. لا بل هناك الكثير من التناقضات.
خذ مثلا ما يمكن لمسها منها:
1. خلط ولا بل عدم تمييز بين المفاهيم الفلسفية، "نسبي" و"مطلق". فتؤكد من خلال جملك أن الحقيقة "نسبية بنسبية معظم عناصر الحياة"، أي أن كل عنصر يراها من وجهة نظره الشخصية، لكن هذا لا يناقض فكرة وجود مصدر وحيد لها، أي مصدر مطلق لا يعتمد على باقي الموجودات. فكلمة مطلق تعني فلسفيا أن يكون الشيء أو المفهوم مستندا بذاته وواجب الوجود لا جائزه. فهو مصدر ذاته لا بغيره.
2. تتكلم عن ديوجين، لم يتساءل عن الحقيقة، كما تكتب، بشكل مباشر لكن سؤاله الشهير هو "أبحث عن الانسان". لا أعلم من أين جلبت فكرة ديوجين وتساؤله عن الحقيقة!
3. كيف يمكن أن تجمع "ضدان" في الوقت عينه؟ الحقيقة والكذب، في آن واحد. لا تقبل مطلقية الحقيقة هذه الانقسام والمحسوبية المفهومية. وهذا ممنوع في الفلسفة كمنع الضرب في الصفر بالرياضيات. فليس "التظاهر" في قول الحقيقة هو "قول" الحقيقة. فالأول يعني أن الحقيقة "غير موجودة أصلا".
حاول في المرة المقبلة "وزن" المفاهيم قبل طرحها واستعمالها على "هب ودب".
تحياتي.