المحرر موضوع: قصة قصيرة.... الأستاذ الأديب مطانيوس مخول  (زيارة 655 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فهد عنتر الدوخي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 750
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

قصة قصيرة ... الاستاذ الاديب مطانيوس مخول
نهض من فراشه
لبس ثيابا أنيقة
وقف أمام المرآة يتفقد أناقته ووسامته.
بعد أن اطمأن عليهما قال لنفسه:
اليوم عيد الحب. حبيبتي تنتظرني . يجب لقاؤها دون إبطاء.
اتجه إلى محل لبيع الزهور. كان طافحا بالزهور الحمراء بأشكالها المتنوعة. وبالزبائن أيضا.
تأمل الزهور اختار وردة اعتقد بأنها اﻷجمل بين الورود. وهي تليق بحبيبته التي يعتقد بأنها الأجمل بين النساء.
كانت الوردة موضوعة بقمع بﻻستيكي شفاف. وفي الجزء السفلي ربطت أنشوطة قماش حمراء بإحكام على شكل وردة .
وفي أعلى القمع بطاقة على شكل مجسم لقلبين متداخلين متعانقين.
ليكتب عليها عبارة معبرة عن شوقه للحبيبة.
كان ثمة عبارات عديدة متنوعة معروضة على لوحة خاصة. استعرضها كلها. لم تعجبه واحدة منها.
فكر قليﻻ ثم أخذ قلما. كتب على البطاقة:
أنت الوردة . والوردة أنت
كل عام وأنت حبيبتي.
اطمأن إلى جمال العبارة مبناها ومعناها. انطلق  إلى بيت حبيبته بخطا مستثارة تحدوها عاطفة متوقدة.
قرع الباب لم يطل اﻻنتظار.  كانت هي اﻷخرى تترقب وصوله.
تصافحا بقبﻻت ثﻻث حسب طقوس العيد. سلمها الوردة .
مشت أمامه إلى الصالون جلسا متقابلين متﻻهفين.
تأملت الوردة. قرأت العبارة تنهدت بارتياح.
ثم سألت:
_ ما معنى العبارة؟
فأجاب :
_بينك وبين الوردة تقاطعات عديدة.
أولها_ جمالية. فالوردة أجمل ما في عالم النبات. وأنت أجمل من في البشر والفرق بينكما الثبات والحركة.
ثانيها _ الجاذبية واﻹغواء. فالوردة تجذب  بألوانها المتعددة ورائحتها العطرة اﻵخر إليها. وأنوثتك الساحرة تجذبني إليك وتغويني بوصالك.
وثالثها _ اﻹخصابية. فالوردة تخصب عالم النبات والمرأة تخصب عالم اﻹنسان. حلمي ينتظر اليوم الذي أخصب فيه رحمك.
قالت : ومن منا اﻷقدام في الوجود؟.
فقال: أنت البداية والنهاية. والوردة خلقت من أجلك ياحبيبتي.
_ ومن منا اﻷجمل؟
نظر إلى عينيها بشوق. تشابكت بينهما النظرات.
فتعطلت لغة الكﻻم.