المحرر موضوع: بغديدا بين حدقات شاعر  (زيارة 1457 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
بغديدا بين حدقات شاعر
« في: 21:46 10/02/2021 »

     

 بغديدا بين حدقات  شاعر

الى الشاعر الذي يذوي كشمعة أمامنا
 شاكر سيفو

     بطرس نباتي

قصائدك الملونةبالبنفسج
ب ( الحنا داقوق )
نثرتها بلهيب شفتيك   
على عتبات بواباتنا القديمة
طوال حياتك     
صغتها  خرزاٌ ذهبية جميلة
لتطوق بها جيد الصبايا 
في مدننا العتيقة
لن ندعك  أن ترحل
  يا ابا بهحت   
حتى تمل  أسماعنا
قصائدك وإشعارك   
وإن أصريت على الرحيل
فلابد ان نرحل معا
أيها  الفتى الجميل       

في ذاكرة بغديدا 

آه يا بغديدا حبيبتي
الى متى  سأضل ارثيك؟
الى متى  ستضلين مغروسة؟
في أعماقي كنصل حربة او سكين   
الى متى سأجعل؟  قصائدي تحفر
لحدي في ترابك 
لادفن فيه كل آمالي وشجوني
الى متى  ستلعبين لعبة الاختفاء؟
 بين جوانحي وجفوني   
الى متى ساحمل اسمك؟
بين أكداس  دفاتري
او بين حدقات عيوني 
أ تتذَّكر صديقي  ؟ 
تلك الأوراق السرية   
التي كنت تخفيها في جواربك
او  حتى تحت مسامات جلدك
       خشية عيون  الرقباء 
خشية الموت في السيطرات
عندما كنت تأتي إلينا
محملا بعشق بغديدا
محملا ب (ريري وريراخ ولشانا
 وقريشياثا دسبواثا دخماثاخ)
قم يا صديقي .. قم
مزق السكون الذي حولك
اين اصبح سيفو وحماوته؟ 
اين اصبح سيفو وحماقاته؟ 
اين اصبح سيفو و أشعاره وشعاراته؟
اين .. اين سيفو
من يرشد خطواتي الى ذلك
 الذي كانت حتى  الآلهة تخشاه
وكانت النجوم تسير خلفه     
قم يا صديقي قم وأنتفض
قم ..لنجتر معا تلك الأيام     
قم لنفتح  معا  شلال الكلمات
كما كنّا نفعل في حديقة شمائل
او عند ابا نينوس
 في مامضى من الأيام 
في كل مساء   
كم فكننا معا
شفرات وطلاسم تعويذاتك  وهذيانك
كم تمتعنا بسحر أشعارك 
كنّا معا نسهر الليالي
على إيقاع دركوشياثا وبندى وبخديدا
وريري وريراخ ولشاناخ طبيي بلشاني   
ننام ونصحو على اصوات النواقيس
لكنائس مار باكوس  مار زينا،
 ومار بهنام وسارا
آه بخديدا.. أه
 كم فرشتُ قلبي في درب التبانة
لينير لياليكِ الحزينة 
انتِ من أفنيتُ في وصفها
وبين تلافيف ذاكرتها
 سنين عمري     
انتِ التي حملتكِ فوق  ظهري
حتى نخرتِ  كل عظامي
في  خلود محرابكِ 
حتى تقيحت كل جروحي
على عتبات بواباتكِ
في عشقي لكِ
اهدرت شبابي ومشيبي 

ذاكرة عنكاوا
 
لاني لم افقد  الذاكرةَ يا صديقي
رغم أنني أتمنى ان أفقدها
لكونها عقيمة
فلا زالت تخزن قصصا بطعم العلقم 
مرات ومرات
ترتسم امامي مرارة  تلك الأيام
عندما خربت الرياح الصفراء 
ارجاء الارض الطاهرة 
لقد رأيتُ على الارصفة
وفي طرقات مدينتي 
طفل يتوسد العراء 
غنيتُ له 
           صلّيتُ له   
وعندما هتفت باسمك
نظر الي بعينيه الزرقاوين
سرعان ما اغمضهما 
عندها يا صديقي
رجوت السماء ان ترسل
في ذلك الصيف اللاهب 
قطرات من الغيث   
علها تطهر أثم الانسان
لكنه .. لم يأتِ
رغم بكائي رغم نحيبي 
لكنه أبى  ان يأتِ   
ولم يبق  سوى الخراب
وراس ذلك الطفل الاشقر
تدلى كغصن شجرة صفراء
في حضني  مودعا اخر نسمة حياة   
عندها يا صديقي
ماذا عساني ان افعل ؟ 
لقد كفرت  حتى بالمقدسات
 



 

 

 

 



 

 


غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: بغديدا بين حدقات شاعر
« رد #1 في: 21:03 20/02/2021 »
  ..شكرا لهذا الوفاء في نص مؤثر بحق الأخ والصديق الشاعر الكبير شاكر مجيد سيفو، محبتي وتقديري لكما كاتبنا واديبنا المثقف الرائع بطرس نباتي، اتمنى لكما طول العمر.. والمُنجز الباذخ لحضرتيكما نشهد له بأبهى صورة نحتفظ بها لكما الآن وفي كل آن، مع الشكر والتقدير.

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: بغديدا بين حدقات شاعر
« رد #2 في: 09:33 22/02/2021 »
شاعرنا العزيز بولص ادم شكرًا لعذوبتك وعذوبة عباراتك ، شاكر ينام بين جفوننا لا تتمكن الذاكرة ان تفقده ، له مكانة متميزة في ذواتنا مهما طال غيابه الا ان حضوره متميز كشاعر وانسان ، دمتم لنا أخاً عزيزا

غير متصل كامل كوندا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1207
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: بغديدا بين حدقات شاعر
« رد #3 في: 01:18 02/03/2021 »
الكاتب والاديب بطرس نباتي

جميل منك ان تكتب بحق الشاعر الكبير شاكر سيفو فهو قامة كبيرة في الشعر السرياني وفي الشعر العربي أيضا ، شكرا للأديب بطرس نباتي على هذه الالتفاتة الجميلة فالشاعر شاكر سيفو يستحق الكثير منا فهو من أخذ الشعر السرياني الى عالم جميل ورائع
كامل كوندا
ملبورن أستراليا 

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: بغديدا بين حدقات شاعر
« رد #4 في: 10:01 02/03/2021 »
اخي كامل ، شكرًا لك ولاطلالتك الكريمة ، شاكر سيفو  علامة مميزة  في الادب وسيبقى خالدا في ضمائرنا  ، لكن للأسف
الشعراء موتى مؤجلون في وطنٍ ،  يتركونهم  في لجة الامواج المتلاطمة  ، كريشة تعصف بها الرياح ، آه من هذا الزمن العاهر .
تقبل محبتي