المحرر موضوع: قيمة التواضع.  (زيارة 353 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سلام الراوي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 639
    • مشاهدة الملف الشخصي
قيمة التواضع.
« في: 01:36 14/02/2021 »
اتضاع العقل، رِفعة..
:

لا احد يولد عظيما. والعظمة لا تأتي بالنسب والحسب والمكان. بل، الجميع يولد ضعيفا باكيا، من اول نسمة هواء يستنشقها من هذا العالم الملوث بكل طبائعه. فضعفنا وجهلنا كأطفال مولودي الحداثة، يجعلاننا ان نكون خاضعين ومستمعين لوالدينا أومتبنينا أو مرشدينا. وجميعنا جلس على المقاعد، ليتعلم القراءة والكتابة، من معلمينا ونحن صغارأ، وقد تكون شهاداتنا تفوق بكثير من شهادة معلمينا!. لذا، فان أبَينا التعليم ورفضنا الارشاد، هذا يعني ان ( فيروس ) الانتفاخ والكبرياء، قد غلب ميزات موروثة يتحلى بها كل مخلوق ذكي، كالمحبة والمسامحة والمساعدة وغيرها. لم يولد انسان قط اعظم من الرب يسوع على وجه الارض على الاطـــــــــــــلاق!.( مرقس٢: ١٢). مع انّ الذي تبناه يوسف البار، كان عاملا نجارا يكسب لقمة عيشه بكد ليعيل طفله وامرأته مريم. (‏متى ١٣:‏ ٥٥‏)‏. ويسوع رغم كونه ابنا لله وليس من هذا الكوكب (‏يوحنا ١٨:‏ ٣٦‏)‏، مع ذلك كان ( خاضعا ) لابوين خاطئين!.(لوقا ٢: ‏٥١،‏ ٥٢‏).  اظهر ابن الله التواضع ايضا عندما قبِل التعيين ان يأتي الى الارض.‏ تأمَّل في ما اضطر الى التخلي عنه.‏ لقد كان رئيس ملائكة.‏ وكان ايضا( الكلمة )،‏ اي الناطق بلسان القدوس يهوه.‏ قارنوا(‏يوحنا ١:‏​١-‏٣‏)‏ كما كان يسكن في السماء،‏ (علياء قدس يهوه وبهائه.‏ ‏اشعيا ٦٣:‏١٥‏)‏ لكنَّ الابن (اخلى نفسه آخذا هيئة عبد صائرا في شبه الناس.‏ ‏فيلبي ٢:‏٧‏)‏ فكِّر في ما شمله تعيينه الارضي.‏ لقد نُقلَت حياته الى رحم عذراء يهودية، وصار جنينا مدة تسعة اشهر ووُلد طفلا بشريا عاجزا عن حماية نفسه في اسرة نجار فقير.‏ بعدئذ،‏ كبر وأصبح صبيا صغيرا ثم مراهقا.‏ ورغم انه كامل،‏ بقي خاضعا لوالديه البشريين الناقصين طوال فترة حداثته.‏ قارنوا:-(‏لوقا ٢:‏​٤٠،‏ ٥١،‏ ٥٢‏).‏ فما اروع هذا التواضع‏!‏؟. فهل يمكننا نحن الاقتداء بتواضع العظيم يسوع؟. يسوع العظيم، اقام الموتى، اشبع الالاف، شفى المرضى، علم ما لم يعلِّمه احد سبقه، مع ذلك قال:-(‏اني وديع ومتضع القلب. متى ١١: ٢٩). وهذا التواضع عظّم قيمة يسوع عند خالقه القدوس يهوه ابيه. قارنوا:- ( ‏فيليبي ٢: ٩-١١؛امثال ٨:‏٢٢-‏٢٦)‏.‏ وقد حذر المعلم يسوع تلاميذه قائلا:-( من رفع نفسه وُضع ومن وضع نفسه رُفع. متى ٢٣: ١٢). استفاد عامة الشعب من تواضع يسوع حين ساعدهم وعلَّمهم وأمدَّهم بالتشجيع. وفي الواقع، ان البشر المتواضعين المفديين كافة سيجنون فوائد طويلة الامد من ذبيحته الفدائية. فبسبب مسلك التواضع والامانة الذي اتَّبعه يسوع كامل حياته كانسان، فقد نصّبه الآب يهوه الله،  ملكا ممسوحا سيحكم العالم الف سنة، بعد ان يزيل النظام السياسي العالمي الشرير، والذي هو تحت سلطة الشيطان ابليس. راجعوا من فضلكم :- ( لوقا ٤: ٦؛رؤيا ٢٠: ٦). فالعاقل والمتواضع، يسمع اكثر مما يتكلّم. (يعقوب ١:‏ ١٩‏).
بركة الآب يهوه مع الجميع باسم الابن المتواضع يسوع المسيح آمين.