الأخ الشماس الموقر عوديشو يوخنا
تحية ومحبة
شكراً لك وانت تواصل السؤال بين فترة واخرى عن الأخوة الذين نشتاق اليهم ولكتاباتهم، الأخ لوسيان مُحبط لو جاز لنا القول وفقد الحماس وهو وقود قلمه، وبرأيي السبب هو أن همومنا تُجتر الى مالانهاية دون انفراج والأمر ليس بيدنا نحن الكتاب والكاتبات بل بيد من يمكن أن يخفف علينا من ثقل همومنا سواء في الداخل او الشتات، لذلك ترانا نمر بين حين وآخر بنفس حالة الأخ الموقر لوسيان والأخ الموقر متي أسو وغيرهما من الموقرين المعتكفين ايضاً.. هناك خلافات صارت مُزمنة بين مثقفينا واصحاب الشأن من رجال دين وسياسة ومؤرخين ولغويين لم يتقدموا بمبادرات حسن النية والمحبة للتصدي بأيجابية لتلك الخلافات. ولو سألت اي واحد عن حالتنا التَعبى والمُتعبة، فانه يُلقي اللوم على الآخرين أو أنه يتمنى مثلنا الخير لشعبنا مع انه لايسعى للتقريب بيننا بما يُمثله موقعه، او ينأى بنفسه عن هذه الخلافات او يتعالى عليها او يعتبرها خلافات متخلفة او او او..لأكن صريحاً اكثر واقول نشعر احياناً بأننا ننفخ في قربة مثقوبة، كيف لا ونحن نجهد انفسنا في تحريك المياه الراكدة دون طائل.. وهؤلاء الذين يُغمضون اعينهم ازاء كل الكتابات التي لاتمدحهم وهم متنفذون فانهم يقولون عندما تسألهم عن خلافتنا بأننا عائلة واحدة ومن الطبيعي ان يكون في العائلة خلافات، وهم انفسهم من يٌذكون هذه الخلافات ولايتزحزحوا عن قناعاتهم وبعناد واضح.. هناك حالة ايجابية يمارسها اغلب ابناء شعبنا من غير المحسوبين على المثقفين العلمانيين ممن يتناولوا قضايانا في كتاباتهم، ابناء شعبنا الذين هم موحدون بمشاعرهم تجاه ابناء شعبهم ولايفرقوا ولايعترفوا الا بانتمائهم النهريني والأيماني فطوبى لهم.
نقد ذواتنا هي الخطوة الأولى للتحول الى الضفة الأخرى.
مع الشكر اخي الشماس والتقدير
* نتذكر مقالة للأخ العزيز رابي أخيقر يوخنا وعن الأخ لوسيان ولنفس السبب قبل سنوات وعلى الرابط أدناه:
https://ankawa.com/forum/index.php?topic=852241.0