السيد زيد ميشو المحترم
من شأن بحث ظاهرة تضارب الآراء في تقييم تصريحات السيده رغد, ان يفتح ابوابا قلما طرقها العراقيون,لينكشف امام الباحث حجم تغافل الشعب ونخبه لأمور ادت به الى ما هو عليه , قبل ان ادلي بما عندي, اقول من حق كل عراقي ان يبدي رايه فيما تقوله رغد , ولكن ليس قبل ان يعتبرها واحده من هذا الشعب , اي ان الحكم عليها مهما كان شكله هو جزء لا يتجزء من الحكم بحق كل شرائح الشعب وفعالياته السياسيه والاجتماعيه.
قضى المواطن العراقي حياته متنقلاً بين حال المظلوم و حال المتلسط في ظل انظمه شموليه (محكومه حزبيا ) توالت على الحكم , ووالد رغد نفسه كان يوما ما مطارد وملاحق قبل تسنمه المسؤوليه, تجارب متراكمه لا يسمح المجال الدخول في تفاصيلها لكن العبرة فيها لمن يعتبر, يفترض انها كافيه لشروع العراقي في تنشيط عقله باتجاه تحديد مكامن مصلحة المواطن الحقيقيه , شخصيا لست مع اعتبار كل بعثي حاجه مرفوضه كما ارادها الحكام الحاليون ,انا ارى الفائده عندما يختلف البعثيون العراقيون فيما بينهم حول تقييم حقبة نظامهم, بين منتقد و راض ٍ وبين من يقيّم رغد بجريرة تاييده لنظام والدها او معتمدا على مثالب البعث ونظام حكمه في تحديد موقفه من ابنة راس النظام الذي اعدم عشرات القياديين البعثيين لمجرد تعارض اراءهم مع سياسته وطموحاته , فما بالك بالذي فعله بحق منافسيه العلنيين؟
اختلاف البعثيون في تقييم فترة حكمهم من شانها ان تفرز نمط فكري ونفسي جماعي يشمل حتى مناوئي البعث , منها ينطلق مشوار التصحيح ,بلاشك المسأله تتطلب وقت حتى تنضج لتجد فرصتها بين صفوف شرائح مجتمع عانى الكبير والصغير فيه من مخلفات ظاهرة التراصف الفئوي اي كان لونه ,و تشخيص الخلل ليس بأمر صعب لكن المصيبه في الحلول وتطبيقها.
في كل الاحوال تبقى رغد كأية إمراه يجب النظر اليها كعراقيه اولا لها ما لها من تبريرات وعليها ما يستوجب قوله او فعله تفاديا للأخطاء القاتله , من فينا لا يحب اباه حتى استثنيها بشخطة قلم او اعزلها من الجموع التي نفترض انهم اتعظوا اوربما سيتعظون مما جرى في العراق بعد زوال نظام حكم والدها , اتمنى ان لا تبلغ بها السذاجه لدرجة الغوص في مستنقع تكرار شعارنظام ابيها لقد غدر الغادرون, انما انا متأكد بانها ستسجل نقطه ايجابيه لصالحها لو امتلكت جرأة مشاركة العراقيين في نقد مثالب سياسات لا مجال للتغطيه عليها , والتي بالتالي تسببت في ضياع الوطن والشعب, هل ستفعل رغد ذلك؟ ومتى ستفعل بقية الاحزاب ذات الشئ .
انا اتحدث بألم وشفقة على وطن غاب حضوره وضاع صوته بين تفاهات الصراعات الحزبيه والانتماءات الضيقه , وما رغد باعتقادي سوى نموذج لضحيه تختلف عن بقية النماذج .
شكرا لكم