المحرر موضوع: المسيحيون بين انياب الوحوش / مجزرة سعرت  (زيارة 562 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
المسيحيون بين انياب الوحوش
او مجازر المسيحيين في تركيا
(جرائم دولة تركيا الاسلامية العنصرية)

الفصل التاسع عشر
                                      تركيا تقتل المسيحين بالامس واليوم
                                           مجازر سعرت


وليد حنا بيداويد
كوبنهاكن

موجز:-
في سعرت ( ولاية بيتليس) الاكراد معادون للمسيحيين – عدد المسيحيين في منطقة سعرت – مدينة سعرت – الرسالة الفرنسية المؤلفة من 66 دومنيكيا واخوات التقدمة واخوات اجنبيات اخريات – مجازر معلنة في مستهل حزيران 1915 – هرب مطران الكلدان ادي شير – معاونه الاب جبرائيل يقتل بطريقة وحشية – جميع مسيحي المدينة يذبحون او يشتتون – قوافل تفد الى سور – الاخت وارينا يعثر عليها – العثور على المطران في مخبأه واستشهاده – اختفاء مارتوما.
ترتبط مقاطعة سعرت اداريا بولاية بيتيليس تحدها شمالا دياربكر، يجرنا الحديث اليها بسبب هذا الجوار وايضا لان الكثيرين من المسيحيين البؤساء المضطهدين تمكنوا من الهرب الى ماردين حيث حدثونا عن مأساتهم.

كانت ملاحقة المسيحيين في ولاية بيتيليس شرسة مريعة يشكل الاكراد غالبية سكان المنطقة، واي نوع من الاكراد؟ اشدهم اكثرهم عداء للمسيحيين، وقد ورثوا وصية رسولهم محمد بذبح الملاحدة والكفار المسيحيين، اندفعوا نحوهم كالضباع الجائعة ناهبين قراهم وهم خبراء في ذلك وكما في اماكم اخرى وتفننوا في اساليب وفنون الفتك والذبح، فقضوا على الرجال اولا واخذوا النساء والاطفال بعيدا عن وطنهم كقطيع اغنام بشرية، على ما يبدو في بيتيليس عدد كبير من الارمن انتحروا قبل ان تطالهم ايادي الاكراد وتهتك اعراضهم او يلقوا معاملاتهم البربرية، كان هناك في مقاطعة بيتيليس ما ينيف 60.000 ستون الف مسيحي، بينهم 25.000 خمسة وعشرون الف من الارمن الغريغوريين،  و20.000 عشرون الف يعقوبي، و15.000 خمسة عشر الف بين الكلدان وسريان ونساطرة، بدات المذابح في بيتيليس  وسعرت لما تقدم الجيش الروسي في المنطقة حتى وصلت طلائعه ديرخان، الواقعة ما بين تيبليس وسعرت، مسيحيو بيتيليس ابيدوا جميعا عن بكرة ابيهم.
 مدينة سعرت المتربعة بين المروج الخضراء المزدهرة واقعة بين بوهتان وجبال ساسون، كان بامكانها ان تكون مقرا هانئا وادعا ولكنها كانت دوما معكرة ومسمومة الاجواء بسبب طباع الاكراد المتعجرفين القساة القلوب القاطنين هناك ومن تصرفاتهم وعاداتهم السمجة القذرة، هؤلاء الاكراد المتعفنين يشكلون اكثر من نصف سكان المدينة، وكانوا ينظرون الى المسيحيين كجنس حقير مباح العرض والمال امامهم.وكان متصرف(محافظ) تركي يدير شؤؤن هذه المدينة ذات الاغلبية الكوردية ، ولكن سلطته كانت محدودة حتى انه لم يكن بقادر على تغطية البلاليع التي كانت تسيل مياهها العفنة طليقة في ازقة المدينة وتزكم روائحها انوف السكان، اهم مجمع سكامي مسيحي كان حي الارمن الغريغوريين، كان يليهم في الاهمية الكلدان يتراسهم مطران غيور علامة، ثم من بعدهم اليعاقبة ثم السريان الكاثوليك وبعض البروتستنت.
وكانت توجد في المدينة رسالة للدومنيكان الفرنسيين مؤلفة من 66 ستة وستون راهبا،وديرا لراهبات التقدمة، لما اندلعت الحرب اوعز الى هؤلاء الرهبان والراهبات بمغادرة البلاد التركيةـ وامتثلوا للاوامر، فاستولت الحكومة على مؤسساتهم وحولت كنيسة الرسالة الى جامع، قبل نشوب الحرب بسنة تفشى وباء التيفوس في البلاد وكرست الاخت ماري نفسها لخدمة المرضى متفانية في معالجتهم ولكنها في الاخير انهدت بالداء الوبيل وفاضت روحها الطاهرة الى باريها، لدى موتها شيعها عدد غفير من المسلمين تعبيرا عن شكرهم وعرفانهم لجميلها، وكل شئ اصبح منسيا بعد مرورعام واحد فقط، اكرهت الراهبات على مغادرة البلاد واستولت الحكومة على دارهم وحولتها مخزنا للغلال، وكانت مجموعة صغيرة محلية من اخوات الرهبانية الثالثة الدومينيكية ملحقة بالراهبات الفرنسيات، كن يعملن معونات ومدرسات لديهن، بفين مقيمات في منزل يحوي عددا من اليتيمات اللواتي كن كنف الراهبات الفرنسيات فعهدن الى عنايتهن، ولكنهن جميعا شملتهن الكارثة التي حلت بمسيحي سعرت، وابتدات المجازر رسميا في سعرت في مستهل شهر حزيران 1915، فس سعرت ذاتها بوشر بها نهار 5 حزيران حسب معلومات موثوقة والمجازر تمت بامر من جودت بك والي وان، اثر ابعاده عن هذه المدينة، تراس فوجا من العساكر، تغلى في دمائهم مثله شهوة الذبح، وقد اطلق على عسكره اسم "طابور القصابين" وكان ذلك في اواخر شهر ايار من سنة 1915.
[ ملاحظة المترجم: ناسف شديد الاسف لسقوط صفحات هامة من هذه المخطوطة ابتدا من صفحة 300 الى صفحة 311، لكانت افادتنا كثيرا عن الايام الاخيرة للاسقف الجليل والعلامة المؤرخ الكبير الشهير مارادي شير.. وسنحاول ملأ هذا الفراغ لاحقا]
كان المطران توما المنتمي الى الكنيسة الشرقية (النسطورية) مقيما في قرية ارتفنا الواقعة في جنوب سعرت واختفى بدوره خلال هذه الحوادث وعلى الارجح انه استشهد وعدد غفير من الكهنة الكلدان او من طوائف اخرى لقوا حتفهم في القرى التي كانوا يخدمونها، اذ ان الاوامر صدرت في اسطنبول كانت صريحة وشاملة "لا تبقوا على الكهنة" .