بمناسبة الذكرى ال 13 لاستشهاد شيخ الشهداء المطران بولس فرج رحو ومرافقيه الثلاثة
أعزائي ابناء شعبنا اينما كنتم
هناك سوال لماذا حدث هذا التهديد لمسيحيي الموصل بالذات ؟ وفي هذا الموقع اي موقع كنيسة الروح القدس ؟
وحسب معرفتي المتواضعة وخدمتي لاكثر من 12 سنة لكنيسة مريم العذراء للاخوة الاثوريين في الكنيسة الشرقية القديمة حيث كنا نصلي ونقدس بها وقبل ان تبنى كنيسة الروح القدس ، وسكني قرب موقع الكنيسة في حي البكر وكنت متابع لاعمال بناء الكنيسة منذ شراء ارضها وعمل تصاميمها وخرائطها ومن ثم المباشرة بالبناء .
لقد طرحت اسئلة كثيرة حول موضوع اغتيال المرحوم الشهيد مار بولس فرج رحو ،وسوف اشير الى الغاية التي من اجلها جرى الخطف والقتل ، لذلك سوف اتطرق الى الواقع الذى جرى فيه الاغتيال والعمل الجبان وسالخص الموضوع للقارئ الكريم . ومدى الحقد والكراهية التي كان يضمها قتلة المطران قبل القتل واثناء خطفه . وموقع الكنيسة التي استشهد قربها المطران مار بولس فرج رحو وقبله الاب رغيد الا وهي كنبسة الروح القدس .
ان كنيسة الروح القدس في منطقة حي الاخاء بالموصل تظهر من الخارج على شكل سفينة شامخة على الارض لعلوها تشاهد من بعيد من جهاتها الاربعة ومنها طريق اربيل موصل ، ان الحقد الذي يضمره بعض الحاقدين في المنطقة وفي الموصل ايضا على موقع الكنيسة وبناءها ، وسوف اجلب لكم مثلين على ذلك حيث اعرف تفاصيل التسجيل على ارض الكنيسة في البلدية ومن ثم اجازة البناء ، لقد تاخرت الاجازة اكثر من اربعة اشهر بعد ان اعلمنا انها منتهية وسوف ناخذها ونباشر بالبناء ، حيث عرضت على لجنة تخطيط المدينة فكانت معارضات كثيرة حول ارتفاع هيكلها وبرجهاوصليبها وتاثر ذلك بحركة الطيران مع العلم انه كانت بنايات في المنطقة من عدة طوابق واعلى منها ، اما عند وضع حجر الاساس للمباشرة في البناء زمن البطريرك المرحوم مار روفائيل الاول بيداويد وبجهود المرحوم المطران كوركيس كرمو راعي ابرشية الموصل الكلدانية انذاك ، فعند بناء حجر الاساس للمباشرة بالبناء وفي اليوم الثاني سيحتفل بهذه المناسبة المباركة بحضور عدد من المطارنة ومن مختلف الكنائس وكذلك الاباء والراهبات وعدد كبير من المدعوين ومنهم رسميين لم يحضر اي واحد منهم بهذه المناسبة ، وصباح الافتتاح قبل اكثر من ساعة ذهبت لمتابعة وصول الكراسي المستأجرة وكذلك الدي جي لكي تساعد جوقة الكنيسة في الترانيم الكنسية ، فتفاجئت بوجود حجر الاساس مهدما ، فقمت على الفور بجلب السمنت والرمل وبناءه ثانية وكأن شيئا لم يحدث .
وبعد الافتتاح اخبرت المطرانية بذلك واتفقنا على ازالة بناء الحجر ووضعه في دار الحارس المقابل للكنيسة خوفا من هدمه ثانية ويحدث ضجة انذاك عند رؤية الناس الحجر مهدما حيث الكنيسة محاطة من جهاتها الاربعة ببيوت المسيحيين ، وبعد السقوط في 2003 حدث ثلاثة اعتداأت على الكنيسة ، اولها رمي قنبلة يدوية داخل قاعة الكنيسة اصيبت على اثرها شقيقة الاب المرحوم رغيد كني رغدة ونقلت الى المستشفى وخرجت بعد ان نالت الشفاء ، وفي 03 06 07 وبعد الخروج من قداس الاحد استشهد على مقربة من الكنيسة الاب رغيد كني وشمامسته الثلاث ( بسمان ، غسان ، ووحيد ) ويذكر ان الاب رغيد كان قد هدد بعدم اقامة الصلوات في الكنيسة ولكنه رفض ذلك ، وفي 29 02 08 وبعد الانتهاء من مراسيم درب الصليب خطط المجرمون بدقة كما خططوا للحادث السابق فكان استشهاد مرافقي المطران الثلاث ( سمير ، فارس ، ورامي ) وخطف المطران ومن ثم العثور على جثته بعد اسبوعين في حي الانتصار وذلك في 13 03 08 وسمعنا بقصة المطالبة من مختلف الجهات في الموصل وخارجها لاطلاق سراحه وكلها ذهبت في مهب الريح وحدث ما حدث ، ولا نعلم ان الجهة التي قامت بهذه الافعال هي نفس الجهة التي قامت بقتل ما لا يقل عن اثنا عشر شخصا وحرق ثلاثة دور وتهجير حوالي 2500 عائلة خارج الموصل بعد تهديدهم عن طريق مكبرات الصوت بالمغادرة او القتل ، يجب القيام بعمل تحقيق شامل لجميع الحوادث وتشخيص الفاعلين لينالوا جزاءهم العادل واعادة المهجرين وعدم تكرار ذلك في المستقبل بعد عمل ضمانات امنية لمسيحيي الموصل وبقية انحاء العراق , وحدث في 14 حزيران 2014 أن قامت عصابات ما تسمى الدولة الاسلامية ( داعش ) باحتلال الموصل وبعد اكثر من شهر باحتلال سهل نينوى واجزاء كبيرة من العراق ، وقامت بطرد المسيحيين من اماكنهم التاريخية موطن اباءهم واجدادهم ، بعد ان خيروهم بين دخول الاسلام او الجزية او القتل ثم قاموا بطردهم بعد استولوا على ممتلكاتهم الغير منقولة والمنقولة ، وقد تحرر سهل نينوى ورجع اليه حوالي نصف سكانه وثم تحرت الموصل وبقية محافظة نينوى عام 2017 ولكن الى الان لم يرجع الا اعداد قليلة من مسيحيي الموصل نأمل ان يرجع جميع المهجرين الى ديارهم باقرب وقت ، رحم الله سيدنا فرج رحو ومرافقيه الثلاثة واسكنهم في ملكوته مع الابرار وألصديقين ، وكذلك جميع الشهداء ، وتزول الغيمة عن مسيحيي العراق بصورة عامة والموصل الجريحة بصورة خاصة ، ويعم الامن والسلام في بلدنا الحبيب العراق آ مين .
الشماس يوسف جبرائيل حودي ـ شتوتكرت ـ المانيا