المحرر موضوع: جولة على الاماكن التي سوف يزورها قداسة البابا فرنسيس خلال زيارته للعراق  (زيارة 1284 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نمرود قاشا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 407
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
جولة على الاماكن التي سيزورها قداسة البابا فرنسيس
( 1 . بغداد – كنيسة سيدة النجاة )
كتابة : نمرود قاشا
المحطة الاولى التي يزورها البابا فرنسيس اثناء زيارته للعراق ، كنيسة سيدة النجاة ، ونوضح هنا ما تمثله هذه الكنيسة .
كنيسة سيدة النجاة، أو كاتدرائية سيدة النجاة صرح إيماني كبير يشع بالنور والمحبة والإيمان منذ نصف قرن تقريباً تقع الكنيسة
في حي الكرادة الشرقية (محلة أرخيتة) في العاصمة بغداد، وأحد أهم معالمها الحضارية والثقافية
بنيت كنيسة سيدة النجاة القديمة عام 1952 وكانت على شكل قاعة صغيرة ، حيث كانت عاصمة الرشيد آخذة بالتوسع وبنفس الوقت إزداد عدد أبناء الأبرشية بحكم النزوح من بلدات وقرى شمال العراق ولاسيما من الموصل وقره قوش. حتى أصبح عددهم ما يقارب (20) ألف نسمة موزعين على أحياء بغداد، فآتجهت الأنظار إلى إنشاء عدّة كنائس في مختلف أنحاء بغداد، ثم قرر الاباء أقامة كنيسة كبيرة على الارض نفسها بعد ان هدمت الكنيسة القديمة ، فشيدت كنيسة سيدة النجاة على الأرض التي كان المطران بهنام قليان قد إشتراها لهذه الغاية .
وقد بدأ المطران يوحنا باكوس ببنائها عام 1964 وأكملها عام 1973 وكرسها في 17 آذار 1973 ثم شًُيّد سيادته بناءً جديداً ملاصقاً لكنيسة سيدة النجاة خصّصهُ لمدرسة مار أفرام عوضاً عن البناء القديم للمدرسة .
صممت خرائط الكنيسة الجديدة وأشرف على بنائها المهندس البولوني (كافكا)، وجاءت تحفة فنية جميلة وهي على شكل سفينة وشراعها الكبير يحمل في وسطه الصليب تحيط به كتلة كونكريتية ضخمة على شكل طوق ولهذا تسمى محلياً بـ (كنيسة أُم الطاق ). وقام مكتب هندسي بإدارة المقاولين تبوني وعدنان ساجد بتنفيذ المشروع
ينتصب المذبح في موقع وسط وتحت القبة وتحت الكنيسة مقبرة بعضها مخصص لرجال الإكليروس (مدفن الكهنة) والبعض الآخر للمؤمنين وضمن الكنيسة مطرانية بغداد للسريان الكاثوليك بنيت من قبل المطران (متي شابا متوكا) مطران بغداد عام 1990، بعد أن هدم داراً قديمة كانت بمثابة مطرانية وبنى مطرانية جديدة وهناك جناح ملحق بالكنيسة مخصص للتعليم المسيحي .
سيدة النجاة ورغم الوضع المأساوي الذي عاشته العاصمة بغداد من هشاشة أمنية وبشكل خاص بعد الإحتلال الأمريكي للعراق في نيسان 2003، أقول رغم هذه الظروف الصعبة والمعقدة بقي كهنة الكنيسة يمدون أيديهم للجميع من مسلمين ومسيحيين وبشكل خاص العوائل المتعففة حيث كان القائمون على إدارة الكنيسة لا يفرقون بين عائلة وأُخرى مهما كان إنتماؤها ومنطقة سكنها فقد ألغت (الجغرافية) من حساباتها والتزمت بالتاريخ لأنه الوحيد المعبّر عن الهوية الحقيقية لهذه الأيادي البيضاء التي تصافح بحرارة غير إعتيادية لكل يد تمتد إليها...
( أُم الطاق أو الطاك ) كانت طوقاً جميلاً مزيناً بالشموع والزهور يطرز هامات الداخلين إليها، الداخلين إلى سفينة النجاة، سفينة السلام، لأنّك تشعر بالأمن والسلام والطمأنينة عندما تجتاز عتباتها العريضة وتدخل بوابتها الضخمة وهي تشرئب رافعة هامتها نحو السماء لتعانق الغيوم
هذا وقد تعرضت هذه الكنيسة إلى إعتداء غاشم بسيارة مفخخة عام 2004
الجريمة التي ارتكبت في سيدة النجاة
خلال القداس الالهي في عصر يوم الاحد 31 تشرين الاول 2010 ، حيث كان المؤمنون يصلون امنين في احد بيوتات الله عندما انفجرت سيارة مفخخة اعقبها هجوم مسلح باحزمة ناسفة على داخل الكنيسة راح نتيجته ( 58 شهيدا ) واكثر من سبعين جريحا من ضمنهم كاهنين كانا يتارأسان القداس .
وبعد هذه الجريمة البشعة، شهدت البلاد موجة هجرة كبيرة لمسيحيي الداخل حيث هاجروا الى دول كندا والولايات المتحدة واستراليا بشكل كبير. وفتحت هذه الدول ابوابها للمسيحيين بعد انفجار كنيسة النجاة ولم تتبق الا اعداد قليلة منهم داخل العراق.


غير متصل نمرود قاشا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 407
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
جولة على الاماكن التي سوف يزورها قداسة البابا فرنسيس خلال زيارته للعراق
 ( 2. زيارة النجف الاشرف – لقاء مع سماحة السيد السيستاني)
كتابة: نمرود قاشا
المحطة الثانية لزيارة قداسة البابا فرنسيس للعراق، ستكون الى محافظة النجف الاشرف يوم السبت الموافق السادس من اذار، حيث سيلتقي اية الله علي السيستاني، وبالنظر لأهمية هذه المدينة وما تمثله من رموز فقد اوفد قداسة البابا وفدا يرأسه رئيس الاساقفة “ميتيا ليسكوفار” للتمهيد للزيارة التاريخية التي سيجريها للمدينة ولقاءه سماحة السيد السيستاني يوم الخميس 11 شباط، وأكد الوفد إن هذا اللقاء سيكون تاريخيا لذلك لابد من الإعداد له جيدا، كما نقل الوفد عن بابا الفاتيكان قوله: متشوق لزيارة العراق والنجف تحديدا ولقاء المرجع السيستاني، كذلك زار ممثل بابا الفاتيكان العتبة العلوية ومرقد الإمام علي عليه السلام، حيث عبر عن احترامه وتقديره لهذا المكان المقدس وأهميته الإنسانية.

وسيلتقي خلال زيارته للنجف سماحة السيد علي السيستاني، وهو المرجع الاعلى للشيعة في العراق، عرف بمواقفه المعتدلة، ودوره في تشكيل النظام الجديد في العراق من خلال دعوته إلى الانتخابات، وتشكيل برلمان عراقي منتخب، وكتابة دستور للعراق، يحفظ حقوق جميع العراقيين، ويحافظ على وحدة وسيادة العراق، ويحاول اخراج المحتل من أرضه. عرف بدعوته إلى الوحدة بين المسلمين، وهو صاحب المقولة المشهورة: (لا تقولوا إخواننا السنة بل قولوا أنفسنا).

ولما تمثله المدينة من قيم تاريخية ودينية وانسانية نوضح الاتي: محافظة النجف إحدى المحافظات العراقية، تقع على الهضبة الغربية من العراق، ويحدها كل من كربلاء وبابل والديوانية والمثنى والأنبار والمملكة العربية. برزت مدينة النجف كواحدة من أشهر المدن الحضارية، واكتسبت اهميتها التاريخية والدينية عبر الزمن من احتضان ثراها رفات الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام)، وقد لعبت دوراً حضارياً في تاريخ العراق والعالم الإسلامي، وكانت ولا تزال مركزاً للإشعاع الحضاري والديني والثقافي.

وذكر اللغويون في مادة ((النجف)) عن سبب تسمية هذه المدينة فوجدوا لها معاني كثيرة يكاد ينعقد الاجماع على انها سُميت بهذا الاسم لأنها مرتفعة كالمسناة تمنع ماء السيل من ان يعلو منازل الكوفة ومعالمها الأثرية والعمرانية. ومما يؤيد ما نذهب إليه هو انها تقع في مكان مرتفع بينما المناطق المحيطة بها منخفضة عنها.

تعتبر المدينة الخامسة من حيث عدد السكان وأيضا إحدى المدن المهمة في العراق لوجود مرقد الإمام علي بن أبي طالب أول الائمة عند الشيعة ورابع الخلفاء الراشدين عند السنة ومركزاً للحوزة العلمية الشيعية في العراق، يرجع تاريخ المدينة إلى العصر الجاهلي واصبحت عاصمة الدولة الإسلامية في عهد علي بن أبي طالب كانت المدينة تابعة للكوفة، للمدينة قدسية عند المسلمين وخاصة الشيعة كونها مرقد أول الائمة ويوجد فيها مسجدا الكوفة والسهلة، اختيرت النجف لتكون عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2012.

كتب الباحث حيدر حسين الجنابي: ثلاثة وثلاثون كنيسة وديرا تنتشر على ارض النجف، شاخصة أطلالها هنا وهناك دليل مادي على تاريخ كنائسها وأنغام نواقيسها التي كانت تنشر الديانة المسيحية للعالم والتي تمثل المرجعية العليا للمسيحيين القدامى. ولعل كنوز النجف واهميتها ودورها الذي اثبتته التنقيبات، التي اجريت في الكنائس تلقى اهتمام دولة الفاتيكان لكي تساعد في ابراز معالم النجف المسيحية، التي تمثل رسالة حية يمكن ان تساهم في حوار الحضارات والاديان، وتبين ان النجف عبر التأريخ لم تفرق بالدين والمذهب، بل احتضنت الجميع، فكانت ولازالت مدينة التعايش السلمي بين الاديان.

تقول الكاتبة منى النجم: ورغم انتهاء دور الحيرة كدولة مسيحية عام 12هـ ودخولها الإسلام إلا أن الكنائس والمسيحيين ظلت حاضرة؛ وعندما جرح الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، جيء له بطبيب مسيحي من منطقة عين التمر يسمى أثير السكوني الذي كشف عن رأس الإمام وهذا يدل على أن المسيحية ظلت تمتد من الحيرة وضواحيها إلى عين التمر في كربلاء حيث بقيت الأديرة والكنائس تعمل إلى منتصف العصر العباسي حيث بدأ الناس يهاجرون إلى بغداد.

غير متصل نمرود قاشا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 407
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
جولة على الاماكن التي سيزورها قداسة البابا فرنسيس خلال زيارته للعراق
 ( 3  .  مدينة أور – الناصرية  )
كتابة نمرود قاشا
من الاماكن المقدسة على ارض العراق المقرر زيارتها مدينة اور الاثرية يوم السبت السادس من اذار 2021  ، مدينة أور حيث موطن ابي الانبياء ابراهيم ،  هذه الزيارة هي حج إلى عائلة إبراهيم التي تجمع ولا تُفرق .
وهي حلم تمناه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني بزيارة العراق في كانون الاول  1999 إلا أن المشروع لم يتبلور بعد مفاوضات مع الحكومة العراقية انذاك
أور مدينة سومرية ،  تقع جنوبي بلاد الرافدين ، ورد اسمها في الكتب المقدس  ، وترتبط أور – كذلك- بالنبي إبراهيم باعتبارها وطنه الأول الذي هاجر منه لاحقًا إلى أرض كنعان،
اشتهرت أور كونها مركزًا حضاريًا بالغ الأهمية ومدينةً نظر إليها معاصروها بعين الاحترام قبل أن تُكتَب قصص التوراة بزمن طويل
اشتهر موقع أور سنة 1922 م حين أجرى السير ليونارد وولي تنقيباته في الأطلال فاكتشف المقبرة الملكية ومجمعًا واسعًا من المقابر إضافة إلى ما اعتبره هو الاكتشاف الأهم: آثار الطوفان الذي تحدثت عنه الكتب المقدسة،
كانت أور مدينة هائلة الحجم قياسًا بمدن زمانها، يعيش أهلها في رخاء منقطع النظير نتيجة موقع مدينتهم على الخليج العربي الذي هيّأ لها أسباب التجارة الخارجية التي وصلت بعيدًا حتى الهند، أما اليوم فنجدُ أطلال أور بعيدة عن الشاطىء يفصلها عنه الغرين الذي ما فتىء النهران؛ دجلة والفرات، يرسبانه خلال القرون
وتشكل الزقورة -وهي كلمة أكدية معناها المكان المرتفع- الهوية التاريخية والحضارية لمحافظة ذي قار، ويرتبط الناس هنا بذاكرة هذه المدينة التي كانت يوما ما واحدة من أعظم الممالك على وجه الأرض، وأكثرها دقة وتنظيما لحياة سكان بلاد الرافدين القدماء، زقورة أور تعد أقدم فكرة للبناء المدرج في العالم، حيث بناها الملك (أور نمو) من سلالة أور الثالثة (2100 ق . م )  ، وتتألف من ثلاث طبقات وثلاثة سلالم، كل منها مؤلفة من مئة درجة .
ولد بها ابونا  إبراهيم أبو الأنبياء عام 2000ق.م ، في أور الكلدانية وعاش فيها مع والده وإخوته وتزوج فيها من سارة. ولكن عندما توفي أخيه هاران وهو أبو النبي لوط، أخذ إبراهيم أسرته ومعهم لوط وهاجروا إلى بلاد كنعان (فلسطين حاليا)، ومروا شمالاً بمجن بابل ومن ثم إلى حاران، ومن ثم اتجهوا جنوباً إلى دمشق. وبعد ذلك عاد إلى جنوب فلسطين. وقد ورد ذكر ابينا ابراهيم في جميع الكتب السماوية واشتهرت المدينة بالزقورة التي هي معبد لنانا الهة القمر في الاساطير (الميثولوجيا) السومرية. وكان بها ستة عشر  مقبرة ملكية شيدت من الطوب اللبن . وكان بكل مقبرة بئر . وكان الملك الميت يدفن معه جواريه بملابسهن وحليهن بعد قتلهن بالسم عند موته . وكان للمقبرة قبة .