المحرر موضوع: ذي قار : شرارة الامل للتغيير  (زيارة 402 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جمعه عبدالله

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 688
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ذي قار : شرارة الامل للتغيير
راهنت الاحزاب الطائفية وخاصة الشيعية على موت أنتفاضة تشرين . بأنها  انطفأت واخمدت شعلتها الى الابد , وخرجت من المشهد السياسي واصبحت في خبر كان , ولا تعود من جديد , بعدما أشبعوها طعناً بالقتل والاغتيال والخطف , وتشريد الناشطين الى  كوردستان , خوفاً من من الاغتيال والاعتقال , او من ملاحقات كاتم الصوت ,  الذي يتحرك بحرية مطلقة  تحت مظلة الحكومة والاحزاب المتنفذة . حتى استغلوا انتشار وباء كورونا  , في منع التجمعات ومنع التظاهرات بحجة انتشار عدوى المرض الخطير . هذه الاجواء ساهمت في فتور تجمعات المتظاهرين في ساحات الاحتجاج . ولكن الاحزاب الشيعية ومليشياتها الاجرامية , اعتقدت قلباً وقالباً بأن العنف الدموي أعطى ثماره في اخماد شعلة أنتفاضة تشرين واجهاضها كلياً  . وهذا العنف الدموي الوحشي  زرع الخوف والرعب في صفوف الشباب الذين يريدون استرجاع الوطن المخطوف . يريدون اصلاح الاحوال المعيشية والخدمات المتدهورة الى الحضيض . يريدون  دولة الانصاف للمحرومين والمسحوقين , يريدون محاسبة الفاسدين وايقاف شريان سرطان الفساد الذي نخر الدولة الى الاعماق , وقاد العراق الى الافلاس والفقر ,  وسد طريق الاصلاح والبناء ,  نتيجة  نهب وسرقة عشرات المليارات الدولارية واكثر بكثير  , وهربت  الى الخارج . وكذلك لعب السيد الكاظمي دوراً بارزاًفي أخماد الانتفاضة التشرينية التي اصبحت الطريق الوحيد لانقاذ العراق من الازمات العويصة . لقد جاء الكاظمي على اكتاف المتظاهرين السلميين , بعدما فشلت كل الحلول التي قدمتها الاحزاب الطائفية الحاكمة . فقد أعلن السيد  الكاظمي ابان تسلمه منصب رئيس الحكومة الموقتة . بالوعود الاصلاحية , واقسم بالعهد والحلف واليمين ,  بأنه سينفذ جميع مطالب المتظاهرين الذين صمدوا في وجه الارهاب الدموي . ووعد بالاصلاح الحقيقي وانتشال الخدمات العامة المتدهورة . محاسبة قتلة المتظاهرين وتقديمهم الى القضاء العراقي . محاسبة الفاسدين وايقاف شريان سرطان الفساد . تعويض أهالي الشهداء والمصابين والمعوقين من رصاص الحي المليشياوي . ونزع سلاح المليشيات الارهابية , أستعادة القرار السياسي المخطوف . استرجاع السيادة العراقية الضائعة بين أقدام المحتلين ( الامريكي والايراني ) . ولكن بعد مرور اكثر من  ثماني شهور لم يتقدم خطوة واحدة  الى الامام , بل تراجع الى الوراء عشرات  الخطوات , وتدهورت حالة العراق اكثر تأزماً  , وتعمقت اكثر الازمة العامة ولم يتوقف العنف الدموي في مسلسل الخطف والاغتيال  ونزيف الدماء  . وزاد استهتار وغطرسة  المليشيات المسلحة اكثر في تمزيق هيبة الدولة وتمريغها في التراب , بل انها  اصبحت هي الفاعل في تنفيذ القرار السياسي , اصبحت هي المسيطرة على الشارع والدولة  بدل مؤسسة الدولة الامنية . تدهورت الخدمات العامة اكثر من السابق , وزاد الظلم والطغيان واخيراً الضربة القاصمة في تخفيض قيمة الدينار العراقي وتخفيض الرواتب أمام زيادة الغلاء الفاحش . فأصبحت الحالة المعيشية اكثر بؤساً من السابق . واصبحت الوعود العسلية خناجر قاتلة في جسد العراق . اصبح السيد الكاظمي عارياً على حقيقته بأنه لم يختلف عن اسلافه السابقين , وسقط النفاق السياسي الذي راهن عليه كثيراً بالخداع والكذب , وامام هذه الاجواء المظلمة بالخيبة والاحباط والانهزام , تفجر محافظة ( ذي قار ) برجالها الشجعان على مواصلة اشعال شرارة الانتفاضة من جديد . بالمظاهرات الحاشدة في ساحة ( الحبوبي ) وفي المواجهات الدموية اليومية مع الاجهزة الامنية والمليشيات الاجرامية. التي لم تتوقف بشاعتها في الانتقام الدموي . ومرة اخرى محافظة ( ذي قار ) تدفع ضريبة الدم الوطني الباهظ . فقد اشارت تقارير المرصد العراقي لحقوق الانسان , بأن مجازر دموية تحدث كل يوم ضد المتظاهرين السلميين . وذكر فقط يوم الجمعة المصادف ( 26 - 2 - 2021 ) عن سقوط اكثر من 120 جريحاً ونحو 10 قتلى بالرصاص الحي من قبل الأجهزة الامنية بأوامر من المحافظ الدموي . وقبلها سقط نحو 100 جريحاً و4 قتلى بالرصاص الحي . مما اشتدت المواجهات الدموية الى الوضع الخطير . ولا يمكن تهدئة الاوضاع الخطيرة بطرد محافظ ( ذي قار ) الدموي من منصبه , يجب معالجة الازمة العامة التي تجتاح العراق , ولا يمكن لهذا الاجراء الروتيني بطرد المحافظ ومجيء محافظ اخرى بنفس العقلية الدموية , لم يغير شيئاً سوى استمرار  نزيف الدم , وتصاعد شعلة شرارة أنتفاضة تشرين من جديد في كل المحافظات , فقد سقطت كل الاوراق بما فيها ورقة السيد الكاظمي الذي راهن على المتاجرة بالنفاق والدجل السياسي , لكنه سقط الى اعماق الحضيض .............
والله يستر العراق من الجايات !!
    جمعة عبدالله