المحرر موضوع: مسؤولون يكشفون: زيارة البابا ستحرك ملفات حساسة في العراق  (زيارة 637 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي

NRT عربية

كشف مسؤولون عراقيون، الاثنين، عن نتائج مهمة لزيارة البابا إلى العراق، تتعلق بوقف كثير من الممارسات التي تسببت باستمرار هجرة المسيحيين سواء في بغداد أو نينوى أو باقي مدن العراق.

وبحسب تقرير لصحيفة " العربي الجديد" تابعه NRT عربية، اليوم، 8 آذار 2021، فان "الحكومة العراقية ولا رئاسة الجمهورية لم تفصح عن نتائج أي من الاجتماعين اللذين عقدهما رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس الجمهورية برهم صالح، مع البابا فرنسيس، لدى وصوله إلى بغداد الجمعة الماضي، باستثناء بيانات ترحيبية، واحتفاء بالزيارة الأولى من نوعها لشخصية بمستوى البابا إلى العراق".

وأضاف ان " زيارة فرنسيس لاقت ترحيبا شعبيا واضحا في العراق، خاصة في المدن التي زارها، وهي بغداد والنجف وذي قار وأربيل والموصل وسهل نينوى وأسهمت أيضا في لفت الانتباه إلى الثراء والتنوع في المجتمع العراقي، إضافة إلى تسليط الضوء على ما يعانيه المسيحيون في هذه البلاد، كغيرهم من المكونات العراقية، منذ الغزو الأميركي في العام 2003، وما تلاه من عمليات إرهابية، واعتداءات ممنهجة مارستها جماعات تكفيرية ومليشيات مسلحة، خاصة عقب انتهاء مرحلة احتلال تنظيم داعش لمدن نينوى، والتي تسببت بموجات نزوح ضخمة وغير مسبوقة في تاريخ العراق".

ونقل التقرير عن مسؤول عراقي قوله إن "رئيس الوزراء بادر لعرض خطط واسعة لحكومته خلال الاجتماع مع البابا فرنسيس، تتعلق بوقف مسلسل الاستيلاء على أملاك العراقيين المسيحيين في بغداد ونينوى ومدن أخرى، وبأثر رجعي، خاصة للذين تركوا العراق بعد 2003 وتم الاستيلاء على منازلهم، وكذلك تعزيز الاستقرار في مناطق سهل نينوى والموصل، من خلال إبعاد تأثير الفصائل المسلحة، وتسليم أمن المناطق إلى القوات النظامية، بما يضمن طمأنة النازحين منهم على العودة إلى منازلهم، وإطلاق برنامج إعادة إعمار الكنائس والأديرة المدمرة". وتابع أن "البابا فرنسيس أبدى ارتياحه للخطوات التي عرضتها الحكومة. كما أعرب مسؤولون في الفاتيكان يرافقون البابا عن استعداد الفاتيكان لدعم هذه الخطوات".

في المقابل، أكد مسؤول بمحافظة نينوى، أن "زيارة البابا ستسهم في تحريك ملفات إنسانية مهمة بالمحافظة التي تحوي أكبر عدد من مسيحيي العراق"، مبينا ان "نتائج الزيارة ستنعكس على إصلاحات حكومية في المجال الإنساني والخدمي بهذه المدن، بما يضمن تثبيت الاستقرار وفتح باب العودة  الطوعية للنازحين إليها، بما فيها تقديم تعويضات مالية للسكان هناك".

أما رئيس كتلة الرافدين في البرلمان يونادم كنا، فقد أكد ان "زيارة بابا الفاتيكان الى العراق حملت رسائل عدة، أبرزها تبديد الأوهام التي زرعها داعش في مناطق عراقية عدة وأساء للإسلام فيها، وأيضا لتبديد الإسلاموفوبيا وتعزيز التضامن الاجتماعي داخل العراق، وتوجيه رسائل للمجتمع الدولي بالاستمرار في دعم العراق".

وبين أن "الرسالة الأهم كانت للحكومة العراقية: حققوا العدل واستمعوا للناس ووقف التمييز والإقصاء، وللمسيحيين العراقيين بالثبات والبقاء بالأرض وعدم الهجرة"، مبينا ان "الناس تريد أفعالا تترجمها الحكومة عن هذه الزيارة، وليس مجرد وعود وبيانات".

فيما اعتبر النائب السابق ورئيس كتلة "الوركاء" جوزيف صليوا أن "الزيارة تم استثمارها من قبل الحكومة في بغداد، وكذلك أربيل، لتسويق نفسيهما وتصويرهما كحمائم سلام، وبالحقيقة هم متورطون وسبب في معاناة المسيحيين في التهجير والاقصاء، بل وحتى الاستهداف على الهوية".

وأوضح قائلا "أنا أشك في أنه سيكون للزيارة نتائج سريعة، ولا حتى على المدى القريب. المسيحيون في العراق يواجهون اليوم أخطر مرحلة تاريخية، وفي حال لم تتوقف الممارسات الاقصائية والعنصرية، فقد لا يبقى خلال 10 سنوات أحد"، على حد لقوله.

من جهته، اعتبر الخبير بالشأن العراقي أحمد النعيمي، أن الزيارة حملت طابعا انسانيا أكثر من كونها زيارة دينية تختص بمكون واحد، وهو ما بدا واضحا في كلمات البابا وخطبه في بغداد وأور وأربيل والموصل، وقال إن "ذلك كان ذكيا جدا ولافتا على المستوى الشعبي العراقي. لكن على المستوى الحكومي يبقى الموضوع منوطا بما ستقدمه الحكومة في الملف الإنساني، خاصة أن هناك تأخرا واضحا في إعادة إعمار المدن المدمرة بسهل نينوى والموصل، وأيضاً إعادة النازحين".

ورجح أن "يكون هناك دعم أو مبادرات دولية عقب زيارة البابا لإعادة إعمار تلك المناطق، وهو ما قد يشكل ضغطا من نوع آخر لإنهاء نفوذ المليشيات المسلحة الحليفة لإيران داخل تلك المناطق".

جدير بالذكر ان البابا فرنسيس اختتم اليوم الاثنين، زيارة استمرت ثلاثة أيام إلى العراق، بدأت الجمعة الماضي، وشملت خمس مدن لها دلالات تاريخية ودينية واضحة، ووصفها في وقت سابق قبيل وصوله إلى العراق بأنها "رحلة حج".