المحرر موضوع: دَعْـنِي أتـمـيَّـأ يارفيقَ التُراب / جوانا إحسان أبلحد  (زيارة 1307 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جوانا احسان ابلحد

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 223
  • الجنس: أنثى
    • مشاهدة الملف الشخصي
( دَعْـنِي أتـمـيَّـأ يارفيقَ التُراب )
قصيدة أُلْقيتْ في ملتقى سورايا الثاني في ملبورن/ استراليا بتاريخ 09/03/21
:
قبلَ أن يضجرَ رأسُ النعامةِ مِنْ اِنغـراسِـهِ بالتُراب
ضَجَرَ رأسي مِنْ سَـفِّ الحقائقِ الـتُرابية..
كأن سَـئِـمتُ مِنْ هذا الكيان التُرابي حَـدَّ الاِندثار
دَعْـنِي أتـمـيَّـأ يارفيقَ التُراب
هَـلْ لو جُـعِـلْـتُ مِنْ الماء سَـأرقى إلى الشيءِ الحيِّ / الحَـسَـن
وهذا الماء يُـغـريني بعدَّةِ حالاتٍ حَـسَـنة :
شَـربَة وأكونها الاِرتواء في ظمأ الـنزوح
أمْ مـزنة وأكونها الخير على قِفارِ نينوى
قطرة وأكونها النداوة على أوراقِ التوليب
أمْ غطْسَـة وأكونها الاِنعتاق في جُرنِ المعموذية
سَـبْحَـة وأكونها النجاة على سواحلِ اللجوء
أمْ موجة وأكونها المَسَرَّة في شاطيء الإسكندرية
منذُ قديمِ الوعي ومادتي لَمْ تعرفْ إلا الحالة السائلة
وهذا الاِنهمار يتماشى مَعَ اِنسيابية حواسي
دَعْـنِي أتـمـيَّـأ يارفيقَ التُراب
بيني وَ بين الماء نعوتٌ مشتركة آنَ جَـرَيانُها
لَكِنْ قبلَ أن ينغمرَ رأسُ الوطنِ برمالِ الحكوماتِ المُتحرِّكة
أعِـدُكَ بالعودة لكينونتي الـتُرابية
فقط لأني سـأشتاقُـكَ بعددِ أعقابِ سجائرِكَ
وَأنتَ " مِنْ التُراب وإلى التُراب " قَـدْ لاتعود..
قَـدْ أُقـنِعُـكَ أنَّ حيواتِ الماء أبقى وَ أبهى
خصوصاً للذين ( دمعتهم قريبة )
( و ياما ) قارَبَـتْ دمعتُـكَ خطَّ اسـتواءِ المشاعر
حتَّى تقاطَرَتْ بفنجانِ قهوتي
( و ياما ) اِنـسَـلَّـتْ دمعتُـكَ بين أحجارِ الذاكرة الكريمة
حتَّى تصَلَّـبَـتْ بورقة نَعْوَتي
قَـدْ أُقـنِعُـكَ ونـتـمـيَّـأ معاً أبد الرافديْن
قَـدْ لا أُقـنِعُـكَ وأتلاشى بالكينونة المائية وحدي
لَكِّنِي سَــأشتاقُ الجوارَ مِنْـكَ.. وبحالة أقرب إلـيْـكَ مِنْـكَ..
فَلا تَـلُمْنِي لو اِخـترتُ أن أسـتوطـنَ غُـدَّتـكَ الدمعيَّة الثمينة
وَكُـلَّـما بكيتَ العراق كثيراً.. كُـلَّـما اِلـتـقـيـنا كثيراً..
:
الخاتمة مائية، لأنها متصلة بالدمع وهي مهداة لشهداء ثورة تشرين حتى آخر قطرة دم سُفِكَتْ مِنهم في الناصرية:
سلامٌ على الدماءِ، وإنْ تمَاهَـتْ..
مَعَ رفَّـةِ نورسٍ يُسافرُ بالأرواح الرضيَّة
سلامٌ على الدماءِ، وإنْ تصَافَـتْ..
بجدولٍ سماويٍّ يجري حتى أقصى العَدَن
سلامٌ على الدماءِ، وإنْ تنَاهَـتْ..
إلى مَسْمَعِ الله، حتى أسَالَتْ دَمْعَهُ على خدِّنا الفاحم
:
جـوانا إحسان أبلحد - العراق
ملبورن / استراليا

للمتابعة على حساب الفيسبوك الأدبي، هو الآتي :  جوانا إحسان أبلحد


غير متصل الياس متي منصور

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 564
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عزيزتي جوانا ابدعت كما عهدناك
.................
يبقى سماد تراب الرافدين عظمام جدودنا العظماء
الى ابد الابدين
منذ نصيحة سيدوري لكلكامش
تراب الوطن في عمق أعماقنا
يتبختر على عرش قلب قلوبنا
سواقي من الدموع  ودماء زكية
سوف لن تجف
تهطل منذ ذلك وحتى تشرين !
آلاف السنين والآف الارواح لشهداء وعظماء
تشع في سماء ارض النهرين فوق ظلم وظلام الظلاميين
آلاف الأسئلة  تركناها دون جواب معلقة باسياط التعصب والحقد وهربنا
آلاف الأسئلة تركناها دون جواب معلقة بحبال المشانق وهربنا
هربنا من الهرب وخلف الهرب حتى غدى الهرب في دمنا
هربنا من وطن مسجى بآلامنا
هربنا فوق جثث ذكرياتنا
ذكرياتنا التي  تماهت مع دموع ودمائه سالت
 في كل ذرة تراب في اوطاننا
هربنا ولم نحمل معنا سوى عشقنا
 لامكنة التي بنيت بأكتاف وعرق جباه
منذ اريدو وأوروك ونينوى وحتى اخر ناقوس أمل
لأديرة وكنائس  هدمت لانها تنشر المحبة والبشرى السارة
عمو الياس


غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الشاعرة الكبيرة الانسة جوان احسان
في كل قصيدة تنشريها او اسمعها مباشرة اشم رائحة الفلسفة فيها
صور وكلمات وتعابير تتراكب وتتلاطم وتتفاعل
 في النهاية تنقل لحواسنا
افكارا عن مأساة الانسان في رحلته مع الحياة (الوجود)
قصائدك مميزة بعمقها وكلما اسمع احداها كانما اسمع قصيدة بارمنداس في الطبيعة.
كل التوفيق لكم
يوحنا بيداويد