( دَعْـنِي أتـمـيَّـأ يارفيقَ التُراب )
قصيدة أُلْقيتْ في ملتقى سورايا الثاني في ملبورن/ استراليا بتاريخ 09/03/21
:
قبلَ أن يضجرَ رأسُ النعامةِ مِنْ اِنغـراسِـهِ بالتُراب
ضَجَرَ رأسي مِنْ سَـفِّ الحقائقِ الـتُرابية..
كأن سَـئِـمتُ مِنْ هذا الكيان التُرابي حَـدَّ الاِندثار
دَعْـنِي أتـمـيَّـأ يارفيقَ التُراب
هَـلْ لو جُـعِـلْـتُ مِنْ الماء سَـأرقى إلى الشيءِ الحيِّ / الحَـسَـن
وهذا الماء يُـغـريني بعدَّةِ حالاتٍ حَـسَـنة :
شَـربَة وأكونها الاِرتواء في ظمأ الـنزوح
أمْ مـزنة وأكونها الخير على قِفارِ نينوى
قطرة وأكونها النداوة على أوراقِ التوليب
أمْ غطْسَـة وأكونها الاِنعتاق في جُرنِ المعموذية
سَـبْحَـة وأكونها النجاة على سواحلِ اللجوء
أمْ موجة وأكونها المَسَرَّة في شاطيء الإسكندرية
منذُ قديمِ الوعي ومادتي لَمْ تعرفْ إلا الحالة السائلة
وهذا الاِنهمار يتماشى مَعَ اِنسيابية حواسي
دَعْـنِي أتـمـيَّـأ يارفيقَ التُراب
بيني وَ بين الماء نعوتٌ مشتركة آنَ جَـرَيانُها
لَكِنْ قبلَ أن ينغمرَ رأسُ الوطنِ برمالِ الحكوماتِ المُتحرِّكة
أعِـدُكَ بالعودة لكينونتي الـتُرابية
فقط لأني سـأشتاقُـكَ بعددِ أعقابِ سجائرِكَ
وَأنتَ " مِنْ التُراب وإلى التُراب " قَـدْ لاتعود..
قَـدْ أُقـنِعُـكَ أنَّ حيواتِ الماء أبقى وَ أبهى
خصوصاً للذين ( دمعتهم قريبة )
( و ياما ) قارَبَـتْ دمعتُـكَ خطَّ اسـتواءِ المشاعر
حتَّى تقاطَرَتْ بفنجانِ قهوتي
( و ياما ) اِنـسَـلَّـتْ دمعتُـكَ بين أحجارِ الذاكرة الكريمة
حتَّى تصَلَّـبَـتْ بورقة نَعْوَتي
قَـدْ أُقـنِعُـكَ ونـتـمـيَّـأ معاً أبد الرافديْن
قَـدْ لا أُقـنِعُـكَ وأتلاشى بالكينونة المائية وحدي
لَكِّنِي سَــأشتاقُ الجوارَ مِنْـكَ.. وبحالة أقرب إلـيْـكَ مِنْـكَ..
فَلا تَـلُمْنِي لو اِخـترتُ أن أسـتوطـنَ غُـدَّتـكَ الدمعيَّة الثمينة
وَكُـلَّـما بكيتَ العراق كثيراً.. كُـلَّـما اِلـتـقـيـنا كثيراً..
:
الخاتمة مائية، لأنها متصلة بالدمع وهي مهداة لشهداء ثورة تشرين حتى آخر قطرة دم سُفِكَتْ مِنهم في الناصرية:
سلامٌ على الدماءِ، وإنْ تمَاهَـتْ..
مَعَ رفَّـةِ نورسٍ يُسافرُ بالأرواح الرضيَّة
سلامٌ على الدماءِ، وإنْ تصَافَـتْ..
بجدولٍ سماويٍّ يجري حتى أقصى العَدَن
سلامٌ على الدماءِ، وإنْ تنَاهَـتْ..
إلى مَسْمَعِ الله، حتى أسَالَتْ دَمْعَهُ على خدِّنا الفاحم
:
جـوانا إحسان أبلحد - العراق
ملبورن / استراليا