المحرر موضوع: عقب انتهاء زيارة الحبر الأعظم: هل سيلبي المسيحيون العراقيون دعوة البابا للعودة إلى البلاد؟  (زيارة 1463 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي
الحل نت / محمد علي عبد الله
۱٦ مارس ۲۰۲۱

ما أن غادرت طائرة البابا فرنسيس أرض مطار #بغداد الدولي، عائدةً إلى #روما، حتى بدأ الحديث عن إمكانية عودة المسيحين العراقيين المهاجرين إلى البلاد، لكنّ هذه الخطوة تصطدم بعوائق كثيرة.

زيارة البابا ساهمت بإلقاء الضوء على معاناة المسيحين في العراق، التي تفاقمت في الأعوام الأخيرة، بعد سيطرة الميلشيات والمجاميع المتطرفة على ممتلكاتهم، في مناطق متفرّقة من البلاد.

تذكيرٌ بالبلاد

الأب “البار هشام”، المنسّق الإعلامي لزيارة بابا #الفاتيكان، يرى أن «زيارة الحبر الأعظم ستدفع مسيحيي العراق في الخارج للعودة للتفكير بوطنهم».

ويضيف الأب “هشام” في حديثه لموقع «الحل نت»: «إصرار البابا الكبير على زيارة العراق هو بحد ذاته دعوة لكل المسيحيين بإعادة التفكير بقضايا بلادهم، وبأن يتذكّروا دورهم الرئيسي في تقرير مستقبلها».
 
وعلى الرغم من عدم وجود إحصاءات رسمية لعدد المسيحين الذين غادروا العراق، بعد الانتهاكات الكثيرة التي تعرّضوا لها، إلا أن “وليم وردة”، رئيسة “منظمة حمورابي”، المعنية بالدفاع عن الأقليات في العراق، تقول إنه «يوجد في العراق حالياً ما بين ثلاثمئة إلى أربعمئة ألف مسيحي، في مقابل مليون ونصف المليون مسيحي، كانوا يعيشون في البلاد، قبل الإطاحة بالنظام السابق عام 2003».

وتبيّن، في حديثها لموقع «الحل نت»، أنه «في بغداد، تقلّص عدد المسيحيين بنسبة 90%، بعد أن كان عددهم عام 2003 سبعمئة وخمسين ألفاً. ومع انخفاض عدد المصلين، أُغلقت حوالي 30% من كنائس العراق».

وتتابع الناشطة الحقوقية: «حوالي نصف مليون مسيحي عراقي غادر إلى الولايات المتحدة، وتوجه آخرون إلى استراليا والدول الاسكندنافية وأستراليا»

«التضييق على المسيحيين لم يتوقف يوماً»

وما يزال آلاف المسيحين يعانون الاضطهاد والتمييز وفرض الإتاوات على ممتلكاتهم، من قبل الميلشيات والمجاميع المسلّحة الخارجة عن القانون، مما يحدّ من طموح العودة إلى العراق أو البقاء فيه، وهو ما يشير إليه “جوزيف صليوا”، النائب السابق في #مجلس_النواب_العراقي، بالقول: «الإتاوات ما زالت تُفرض على المسيحيين، أما التضييق والاستيلاء على ممتلكاتهم فلم ينقطع يوماً».

“صليوا” يحذّر، خلال حديثه لـ«الحل نت»، من أن «استمرار الحال على ما هو عليه سيؤدي إلى إفراغ العراق من مسيحييه بشكل كامل، بعد عشر سنوات على الأكثر».

ويضيف أن «البابا قال: “فلتصمت الأسلحة”، إلا أننا نتساءل: من يستطيع إسكات السلاح المنفلت، ويقف بوجهه، ويوفّر الامن في المناطق المنكوبة، ويوقف الإتاوات على المسيحيين والإيزيديين، والقتل والتهديدات بحق الشباب المطالبين بتوفير فرص العمل والخدمات».

دوافع أخرى للهجرة

وفضلاً عن ممارسات الميلشيات تساهم الظروف الاقتصادية الصعبة، التي يمرّ بها العراق، في استمرار هجرة المسيحيين.

ونتجت الأزمة الاقتصادية عن انهيار أسعار النفط، وهبوط قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، وتفشي الفساد في الدولة. وأدّت إلى تأخير أو خفض رواتب موظفي القطاع العام في العراق عامة، وفي #إقليم_كردستان بشكل خاص، الذي يعيش فيه كثير من المسيحيين.

“هفال ايمانويل”، موظف حكومي كلداني في إقليم كردستان، يقول لـ«الحل نت»: «أتقاضى راتبًا واحدًا فقط كل شهرين، وأحياناً لا أتقاضى راتبي أبداً». مضيفاً: «بمجرد أن أحصل على مستحقاتي يتوجب عليّ سداد ديون الأسابيع السابقة، لذلك لا يبقى معي شيء».

زملاء “ايمانويل” من الموظفين لن يندهشوا كثيراً إذا رأوه يحزم أمتعته استعداداً للهجرة، في أي وقت، فكلهم يتمنون لو كان بإمكانهم ترك ظرفهم الصعب نحو أفق جديد.

شروط العودة

«عودة المسيحيين المهاجرين إلى العراق متوقفة على شروط عدّة، يجب توفيرها قبل رجوع أي مسيحي»، بحسب “يونادم كنا”، رئيس “كتلة الرافدين” النيابية.

ويضيف، في حديثه لـ«الحل نت»، أن «دعوة البابا، خلال زيارته الأخيرة إلى العراق، لعودة المسيحين، تحتاج إلى فرض الأمن والاستقرار، وتوفير فرص العيش الكريم والخدمات، والمناخ المناسب لعودة جميع المهاجرين العراقيين، وليس المسيحين فقط».
ويستدرك بالقول: «زيارة البابا لم تكن لمصلحة المسيحيين فقط، وإنما لمصلحة جميع العراقيين، ومن مكاسبها أنها تضع جميع الذين حاولوا عزل العراق عن المجتمع الدولي في موقف محرج. كما أن حجّ البابا في العراق جعل البلاد محطّ أنظار العالم أجمع، وهذا يذكّرنا بقيمة بلادنا التاريخية والدينية».

مختتماً حديثه بدعوة #الحكومة_العراقية إلى «تحقيق العدل وتقوية مؤسسات الدولة، والاستماع إلى الفقراء، وتنفيذ أحلام الشباب، التي يطالبون بها في ساحات الاعتصام بمعظم المدن العراقية».