المحرر موضوع: بعد عشرة أعوام؛ المسيحيون السوريون يقولون إن الأسد “جعلَنا رهائن”  (زيارة 812 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37778
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بعد عشرة أعوام؛ المسيحيون السوريون يقولون إن الأسد “جعلَنا رهائن”


سوري مسيحي آشوري في كنيسة مريم العذراء الآشورية التي دمّرها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في قرية تل نصري (جنوب تل تمر- شمال شرقي محافظة الحسكة) في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 (وكالة الصحافة الفرنسية)

عنكاوا دوت كوم/مركز حرمون للدراسات/ترجمة أحمد عيشة


“اسمُه غير موجود في القائمة“

بعد مرور خمسة أعوام، ما تزال نجوى، التي رفضت ذكر اسم عائلتها خوفًا من الكشف عن هويتها، تتذكر شعورها بالغثيان عندما ناشدت ضابطًا سوريًا للحصول على معلومات عن ابنها المفقود هاني البالغ من العمر 16 عامًا.

عرفت لاحقًا ما حدث من صديقٍ لابنها؛ أخبرها نبيل (18 عامًا) أن رجلًا يعمل مع الجيش السوري سبق أن جنّد الشابين للانضمام إلى القوات المتمركزة في مطار الطبقة العسكري، شمالي محافظة الرقة، لصدّ هجوم من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وقال لهم من جنّدهم، كما أُخبرت نجوى لاحقًا: “أنتم المسيحيون نخبة بلدنا، لقد اختاركم بشار الأسد للقتال”.

في اليوم التالي، انسحبت وحدتهم إلى قرية (أثريا) الخاضعة لسيطرة الحكومة في محافظة حماة. لكنهم لم يصلوا إليها قط. بعد أن لجؤوا طوال الليل في مزرعة بالقرب من القاعدة الجوية، هاجمت (داعش) الوحدة مرة أخرى. وكان نبيل من القلائل الذين نجوا من الرصاص، حيث كان مختبئًا في سيارة. من ناحية أخرى، أصر هاني على المشاركة في القتال. ولم يعثَر على جثته البتة.

قالت نجوى، والدموع تنهمر من عينيها، وهي تجلس في مقهى هادئ في الحي اللاتيني بباريس تروي قصتها للصحفي للمرة الأولى: “والأسد يجرؤ على القول إنه يحمينا!”

غالبًا ما يتم تصوير المسيحيين السوريين على أنهم يدعمون الرئيس بشار الأسد، طوال الانتفاضة التي بدأت في 15 آذار/ مارس 2011، وتحولت إلى حرب مستمرة منذ عشرة أعوام تمامًا. لكن بعيدًا عن دمشق، في فرنسا، يروي اللاجئون المسيحيون الذين نجوا من الحرب قصة أكثر تعقيدًا.

هرمية سورية الأسد

في حين أن كثيرًا من المسيحيين ذوي القيادة في سورية قد اختاروا بالفعل الوقوف إلى جانب الحكومة السورية، هناك أعدادٌ لا تُحصى من المسيحيين السوريين لا تؤيد حكومة النظام، وكان آخرون أعضاء نشطين في المعارضة.

ضرب الصراع المجتمعات المسيحية بشدة. كان عددهم (2,2) مليون عندما اندلعت الحرب في عام 2011، لكنه انخفض إلى (677,000) في عام 2021، وفقًا لمؤشر اضطهاد المسيحيين في العالم الذي نشرته منظمة (Open Doors) غير الحكومية.

وبغض النظر عن ذلك، فإن الأسد نفسه علويّ، ومذهبه فرع من الإسلام الشيعي، وقد وضع عائلته كحليف للأقليات في سورية، باستخدام تهديد الجماعات الإسلامية المتطرفة، وعلى الرغم من أن الأسد أطلق سراح كثير من المقاتلين المتطرفين من السجن في وقت مبكر من الصراع، ثم تعامل معهم اقتصاديًا في وقت لاحق، فإنه تمكن من الاحتفاظ بشرعية نسبية، بين بعض الأوساط السياسية الغربية، على الرغم من عدم التعامل الرسمي مع حكومته، كما قال زياد ماجد، عالم سياسي لبناني-فرنسي، وأستاذ في الجامعة الأمريكية في باريس.

قال ماجد: “لقد أنشأ النظام السوري تسلسلًا هرميًا اجتماعيًا يميّزُ الأقليات التي يُنظر إليها على أنها “مفيدة”، ومن ضمنها جزء من الطبقة العليا والمتوسطة السنية، من الطبقة العاملة السنية في الريف أو الضواحي”.

    “بعد أسابيع قليلة من هذا الجحيم، توسلت إلى معذبيَّ أن يقتلوني”. لكن أحد الحراس اعترض قائلًا: “السيد الطبيب مسيحي، لا يمكننا القضاء عليه” هيثم/ طبيب سوري.

في صيف 2012، عندما تصاعدت حدة الصراع في أعقاب ذبح أكثر من (100) مدني في المنطقة الغربية من الحولة شمال غرب حمص؛ انقلبت حياة الدكتور هيثم سعد رأسًا على عقب. تم تصويره وهو يعالج رياض سيف، المعارض السياسي، في أحد المستشفيات العديدة التي انتشرت في العاصمة السورية دمشق، بينما كان الجيش يقمع التظاهرات. وبعد فترة وجيزة، اعتقل أحد فروع المخابرات السورية الطبيب الجراح وسجنه. ويذكر سعد أن كثيرًا من السجناء الذين كانوا معه في الزنزانة الضيقة الباردة ماتوا من البرد خلال أشهر الشتاء، ونزف آخرون حتى الموت نتيجة لضرب الحراس المتكرر لهم.

أحد الرجال الذي يبلغ من العمر 60 عامًا، تحدث من غرفة جلوسه الباريسية: “عندما يعذبك خمسة أشخاص بالكهرباء في وقت واحد، تفضّل أن تموت ألف مرة. حاولت أن أنهي حياتي بضرب رأسي بالحائط من دون جدوى”. وأضاف: “بعد أسابيع قليلة من هذا الجحيم، توسلت إلى معذبيَّ أن يقتلوني”. لكن أحد الحراس اعترض قائلًا: “السيد الطبيب مسيحي، لا يمكننا القضاء عليه”.

توقف سعد عن رواية قصته ليرينا ثلاثة أصابع من يده اليسرى، لم يعد قادرًا على تحريكها، منذ اليوم الذي كُسرت فيه تحت التعذيب. وقال: “بالنسبة إليّ، كل هذه الآلام لا تُقارن بالمأساة التي تلت ذلك”. عندما اُفرِج عن سعد في حزيران/ يونيو 2013، علم أن ابنه، بعد أن هرب من الجيش، قُتل على يد قناص موالٍ.

بحسب مازن درويش، فإن إطلاق النار على مدنيين مسيحيين أو ضربهم حتى الموت أو تركهم يموتون في زنازين السجن، بيد السلطة التي تقدّم نفسها حامية لهم، ليس بالأمر المفاجئ.

اعتقلت السلطات المحامي ورئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، وهو منظمة غير ربحية مقرها فرنسا، من عام 2012 إلى عام 2015، وأعلنت منظمة العفو الدولية أنه سجين رأي. هو نفسه من الأقلية العلوية، مثل الأسد، لكن هذا لم يخلّصه أكثر مما خلّص المسيحيين. وقال لموقع (ميدل إيست آي Middle East Eye): “المنطق هو:” إما أن تكون معي وإما أنت غير موجود”.

فرّق تسُدْ

في سورية الأسد (كلا الأسدين بشار، ووالده حافظ الذي حكم البلاد بقبضة من حديد 29 عامًا) ربطت الحكومة مصيرها بالأقليات العلوية والمسيحية، مع إعطاء الأولوية لهذه المجتمعات في الوظائف الحكومية أو إكراميات (مزايا) لتعزيز الدعم.

يشرح فابريس بالانش، المتخصص في الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط ومؤلف كتاب “المنطقة العلوية والقوة السورية”، أن دمشق “استخدمت” الأقليات الدينية “لبناء نظامها السياسي”.

من خلال تحالف الأسد مع المسيحيين والطبقة الوسطى المتعلمة والمدنية من جميع الطوائف -على حساب الطبقة العاملة الفقيرة والسنّة الريفيين والمحافظين- كان قصده أن يُظهر نفسه أكثر تقدّمية من معظم السوريين، كما يشير زياد ماجد، العالم السياسي في كتابه في (عقل بشار الأسد) In The Mind of Bashar Al-Assad. لقد كانت تلك الصورة موجهة إلى الساحة الدولية، وإلى الجزء “المتغربن” الناشئ من البرجوازية السورية.


امرأة تحضر جنازة مقاتل من المجلس العسكري السرياني، أقلية صغيرة من المقاتلين المسيحيين الذين يقاتلون إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية، في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 (وكالة الصحافة الفرنسية)

حتى قبل الحرب، أدى هذا التكتيك -بحسب ماجد– إلى استخدام شكلين للعنف: الأول هادف وسرّي (اغتيالات وسجن) ضد بعض الأفراد أو الفئات؛ والثاني شامل وعشوائي، ضد جماعات، يأخذ شكل التجويع من خلال الحصار (استراتيجية استخدمت ضد مخيم اليرموك الفلسطيني جنوب دمشق في كانون الأول/ ديسمبر 2012) وقصف مكثف.

باسل خوري، الذيسُجن عامين في عهد حافظ الأسد عام 1987 بسبب صلاته بالحزب الشيوعي السوري، يعيش الآن جنوب باريس. قال لموقع (ميدل إيست آي Middle East Eye): “أشعر بأنني سوري أولًا، ثم مسيحي”. ويتناقض هدوء الضاحية الباريسية مع ذكرى اعتقاله العنيف عام 1987، عندما كان طالبًا. وقال: “إن أحد أكبر مخاوف النظام هو تنفير الأقليات، ولا سيما الطائفة المسيحية، ومعظمها من المتعلمين. يريدون تجنب ظهور وعي سياسي معادٍ”.

كان خوري يلاحظ المحسوبية تجاهه في حياته اليومية في سورية، كما الحال عندما يُظهر التدقيق في الهوية انتماءه الديني، خاصة أثناء الحرب. وقال: “كان من الممكن أن تقع مصيبة، لو أن اسمي محمد”، في إشارة إلى عمليات التفتيش المتكررة التي تقوم بها المخابرات والإهانات التي يواجهها كثيرٌ من المسلمين السوريين.

وكذلك الحال عند نجوى، فمثل هذه المواقف جعلتها تشعر بعدم الارتياح، عندما كانت لا تزال في البلاد. “عندما سمح لي موظف إداري بتجاوز الطابور، أو عندما كانت سيارتي هي الوحيدة التي لم يتم تفتيشها عند حاجز على الطريق، كنتُ أرى الغضب في عيون الآخرين. لماذا كنت أستحق المرور قبلهم؟”.

وقال ماجد إن هذه المحسوبية التي أثارت الاستياء ضد الأقليات الدينية كانت خطوة متعمدة من قبل مسؤولي الدولة. وأضاف: “هذا يضع المسيحيين في موقف يحتاجون فيه أكثر إلى النظام، لحمايتهم من الناس الذين لربما بدؤوا في الاستياء منهم. إن تغذية هذا العداء يسمح لهم [الحكومة] بتصوير أنفسهم على أنهم (منقذون) للأقليات التي تواجه استياء الأغلبية السنية، مع إعطاء المسيحيين وهم التفضيل عليهم”.

من خلال التمييز بين المواطنين السوريين وتفاقم الطائفية، على الرغم من خطابه العلماني، جعل الحكم البعثي في عهد حافظ وبشار الأسد نفسه أمرًا لا غنى عنه لإخماد النيران التي أوقدها بنفسه.

اللعب بالورقة المسيحية الدبلوماسية

في إحدى المرات من ظهوره النادر في زمن الحرب خارج دمشق، اختار الأسد الظهور في قرية معلولا المسيحية في عيد الفصح 2014، برفقة أعضاء من رجال الدين. كانت المدينة قد استعيدت من المتمردين قبل أيام قليلة. من الذي كان يحاول نظام الأسد إغراءه بهذه الصور التي تم بثها لكل العالم؟ المسيحيون السوريون الذين تحدثوا إلى (ميدل إيست آي) لا يساورهم أدنى شك في أنه “الغرب”.

في فرنسا على الأقل، حيث لجأ آلاف من المسيحيين السوريين، يبدو أن هذا التكتيك قد آتى ثماره. في مقال نُشر في صحيفة (لوموند) الفرنسية اليومية في 20 نيسان/ أبريل 2018، وصف أحد عمال الإغاثة الإنسانية منظمة (أنقذوا مسيحي الشرق) الفرنسية غير الحكومية، بأنها “وكالة ضغط (لوبي) ممتازة وغير مكلفة للأسد”. أثار هذا الخليط الأيديولوجي انتقادات شديدة، حتى من الكنيسة الكاثوليكية.


امرأة تحمل العلم السوري وعليه صورة بشار الأسد خلال تظاهرة دعت إليها منظمة (سيفيتاس Civitas) الكاثوليكية الأصولية لدعم مسيحيي الشرق الأوسط في 20 حزيران/ يونيو 2015 في باريس (وكالة الصحافة الفرنسية)

ضُخِمت صورة الأسد كمدافع عن الأقليات الدينية، مع صعود تنظيم الدولة الإسلامية في سورية والعراق المجاور في عام 2013؛ إذ بدا أن الأسد الآن يتقاسم عدوًا مشتركًا مع المجتمع الدولي. حيث عَدّ تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية، الذي اتخذ الرقة مقرًا له في ذلك الوقت، كلّ أولئك الذين لم يتبعوا تفسيره الصارم للإسلام السني -من ضمنهم المسيحيون أو الشيعة أو جماعة الأسد العلوية- زنادقة.

تيغران يغافيان، صحفي ومؤلف كتاب “الأقليات الشرقية، منسيو التاريخ”، قال: مع أن المعاملة الحسنة للأقلية المسيحية هي بالتأكيد استعراض من دمشق، لتتزلف به إلى الغرب الذي انحاز إلى حد كبير مع المعارضة في الحرب، فإنها قبل كل شيء تسمح لحكومة الأسد بصقل أوراق اعتمادها مع حليفها الاستراتيجي الرئيس منذ عام 2015: روسيا.

في حديثه إلى (ميدل إيست آي)، أشار يغافيان إلى أن العلاقات الوثيقة بين الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في سورية، هي روابط روحية بقدر ما هي اقتصادية. في عام 2013، تلقت كنيسة أنطاكية الأرثوذكسية في دمشق (1,3) مليون دولار من الكنيسة الروسية.

في عام 2015، نفذت المقاتلات الروسية غاراتها الأولى على سورية، بمباركة بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية. وادعى فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، في ذلك الوقت أنه يدافع عن الطوائف الأرثوذكسية الشرقية، كما يشير يغافيان في كتابه. في أعقاب ذلك، أخبر الأسد المجلة الأسبوعية اليمينية الفرنسية (القيم المعاصرةValeurs Actuelles) أنه ينظر إلى سيد الكرملين بأنه “المدافع الوحيد عن الحضارة المسيحية”.

“الأسد جعلنا رهائن”

بالنسبة إلى السوريين الذين يتحدثون إلى موقع (ميدل إيست آي)، فإن التركيز الغربي على المسيحيين في سورية والشرق الأوسط الكبير أمرٌ مضللٌ. وقال سعد الذي تظاهر في شوارع دمشق إلى جانب المسيحيين والمسلمين: “هذه القصص الدينية التي تثير اهتمام وسائل الإعلام كثيرًا لا تستحق، في رأينا، حتى نشرها”.

ومع ذلك، فإن حقيقة وجود مسيحيين بين معارضي الأسد لا تغيّر حقيقة أن الدافع إلى الثورة في سورية جاء في الغالب من المجتمع السني، وفقًا لـ فريدريك بيشون، المؤرخ ومؤلف كثير من الكتب عن الصراع السوري. حيث قال بيشون* إن المسيحيين لم يشاركوا قط في الاحتجاجات بشكل جماعي. ويرى بعض المعارضين المسيحيين هذه المشاركة الضعيفة دليلًا على نجاح خطة الأسد لتقسيم البلاد واحتلالها.

إحدى هؤلاء المشاركات هي سميرة مبيض، نائبة رئيس منظمة مسيحيون سوريون من أجل السلام، وهي منظمة غير حكومية تنتقد الحكومة السورية واستخدام السلاح من قبل معارضيها. وقالت لموقع (ميدل إيست آي): “إننا نعاقَب ثلاث مرات”. وقالت إن المسيحيين هم ضحايا للأسد، مثلهم مثل باقي المواطنين، بينما يتم استغلالهم أيضًا على المسرح الدولي.

“بتقديمه المسيحيين على أنهم أتباعه وحلفاؤه؛ جعلَنا الأسدُ رهائن”.

وقال يغافيان إن حذر المجتمع المسيحي من دعم المعارضة جاء في المقام الأول من هشاشة أوضاعهم في سورية. ووفقًا لمسؤول كنسي في دمشق، كان المسيحيون يمثلون 25 في المئة من سكان سورية، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، لكن لم يبق منهم سوى ما بين 5 و6 في المئة فقط قبل الحرب الأهلية السورية في عام 2011.

انخفض عددهم منذ ذلك الحين، ويشكّل المسيحيون (3,6) في المئة فقط من السوريين في عام 2021، وفقًا لبعض التقديرات، وهو ثمن باهظ دفعوه مقابل دعمهم المفترض للأسد. وقال بيشون إن معظمهم ظلوا على الهامش “خوفا من عنف الجهاديين أو أي عنف في هذا الصدد”.

سمير، وهو من سكان حلب سابقًا، وقد طلب استخدام اسم مستعار بسبب وجود بعض أفراد عائلته في سورية، قال: “يقول لي بعض أبناء وطني المسلمين: أنتم المسيحيون مع المجرم بشار”.

يحرص الأستاذ الجامعي السابق على شرح الدور الذي لعبه إخوانه المسيحيون في التاريخ العربي والسوري، قبل العودة إلى يومنا هذا. وقال لموقع (ميدل إيست آي): “نحن لسنا مهددين من الجماعات الإرهابية، بل علينا أيضًا أن نعاني ظلم النظام السوري، مثل إخواننا المسلمين. نود أن نعيش في دولةٍ تحترم الحرية والعدالة”. قُتلت ابنة سمير عام 2012، على يد عصابة مسلحة، وبفضل شجاعة امرأة بدوية مسلمة، قطعت مسافة 170 كيلومترًا تحت طوفان من القنابل لتسليم جسد الفتاة لوالدها، تمكّن من دفنها.

لقد كانت تلك لفتةً، مثل كثير من اللفتات قبل ذلك واليوم، تتحدى العنف والاعتبارات السياسية؛ قد يقرؤها البعض كمثال للتعايش بين الأديان، وربما يراها البعض الآخر دليلًا طبيعيًا على التضامن البشري.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية