المحرر موضوع: المنسق الاعلامي للزيارة البابوية التاريخية للعراق في حوار مع (عنكاوا كوم) الاب البير هشام : وقوف البابا وسط دمار حوش البيعة بالموصل اكثر المشاهد التي دفعتني للبكاء  (زيارة 1232 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المنسق الاعلامي للزيارة البابوية  التاريخية للعراق  في حوار مع (عنكاوا كوم)
الاب البير هشام  : وقوف البابا وسط دمار حوش البيعة بالموصل اكثر المشاهد التي دفعتني للبكاء
عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
برزت الزيارة التاريخية للبابا للعراق في منح دلالات ومعطيات من بينها تسليط الضوء على واقع مسيحيي البلد ومعاناتهم التي تحملوها من خلال حملات الاستهدافات وموجات النزوح التي شتت حضورهم  في مناطق ودول مختلفة  ولم تكن التغطية الاعلامية التي ابرزتها وكالات ووسائل اعلام مختلفة  الا حلقة مهمة من حلقات الزيارة التي اكتمل اطارها العام  في ابراز فواصل خفية من التاريخ المسيحي وحضوره في هذه البقعة المهمة  لذلك كان لنا هذا اللقاء مع المنسق الاعلامي  للزيارة البابوية للعراق الاب البير هشام  للتطرق الى التفاصيل المتعلقة بالتغطيات الاعلامية وعدد الصحفيين المكلفين بابرازها في المواقع الاعلامية المختلفة عبر هذا اللقاء :
*كإعلامي كيف رأيتم تجاوب وسائل الاعلام العراقية في التعامل مع الزيارة وكيف تقيمون الافكار التي اسهمت بها تقارير الصحفيين والاعلاميين الملفين بالتغطيات الاعلامية لهذه الزيارة؟
-لا أبالغ في القول إن تفاعل وسائل الإعلام كان إيجابيًا جدًا، وهنا لا أتكلم فقط عن وسائل الإعلام العالمية بل المحلية أيضًا؛ ففي الزيارة البابوية كان هناك ثلاثة أنواع من وسائل الإعلام: الاعلاميون الذين رافقوا قداسة البابا في طائرته البابوية وكان عددهم 74 صحفيًا من الصحافة العالمية، وكان هناك أكثر من 300 صحفي من الصحافة العالمية أيضًا ممن سجّلوا لدى المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية في بغداد وأكثر من 200 صحفي سجّلوا لدى المكتب الإعلامي لرئاسة إقليم كردستان في أربيل لتغطية قدّاس قداسة البابا في ملعب فرنسوا الحريري في أربيل. هذا بالإضافة إلى عشرات وسائل الاعلام المحلية التي غطّت الأحداث في المحافظات التي زارها قداسة البابا. هذه الاعداد الكبيرة من الصحفيين المسجّلين دليل على الأهمية التي أعطاها الإعلام لهذه الزيارة التاريخية.
وتجسدت هذه الإيجابية إعلاميًا في ثلاث نواحٍ: الأولى، شخص قداسة البابا فرنسيس الذي شدّ انتباه وسائل الإعلام بتواضعه وبساطته في التعامل مع الأصغر والافقر، بالإضافة إلى حرصه على لقاء عامّة الناس وتحيّتهم بابتسامته المعهودة. الثانية، الرسائل الإيجابية التي حملها قداسة البابا إلى الشعب العراقي، ونلخصها في السلام والرجاء، إنها رسائل إيجابية أعادت ثقة شعبنا ببلدهم وبدورهم في بنائه، كما وصف فيها كنيسة العراق بأنها حيّة. وهذه رسالة إيجابية، ومسؤولية في الوقت ذاته لابدّ من تحمّلها على المدى البعيد! الثالثة، الأماكن التي زارها قداسة البابا، إذ ركّزت وسائل الإعلام على رمزية بعض الأماكن مثل كاتدرائية سيدة النجاة ببغداد التي تعرضت إلى هجوم إرهابي قبل أكثر من عشر سنوات، وحوش البيعة بالموصل حيث عاثت عناصر داعش الإرهابية الدمار في كل مكان... الخ.
 
*ماهي الافكار والملاحظات التي استقيتموها من خلال تنسيقكم مع الاعلاميين والصحفيين وهل هنالك رؤية تجاه قصور الجانب الاعلامي للصحافة العراقية مع الشؤون والقضايا الخاصة بالمكون المسيحي؟
-في كل السنوات الماضية، ركّز الاعلام على الأزمات التي تعرّض لها المكوّن المسيحي، من تهجير وقتل وخطف واضطهاد، ولربما هي المرّة الأولى التي يهتمّ فيها الإعلام بنقل فرحة شعبنا المسيحي في استقبال خليفة القديس بطرس على جانب الطرق التي مرّ بها وفي الكنائس، ونقل الإعلام زغاريد المئات من النساء اللواتي عبّرن عن فرحتهن أيضًا بالرقص والغناء والاهازيج في محطات الزيارة. إنه وجهٌ لم يكن الإعلام يلتفت إليه كثيرًا، لم يكن يرى فرحة المسيحيين وبساطتهم على الرغم من كل المآسي التي مرّوا بها، فكان استقبال البابا فرنسيس فرصة لتظهر هذه الفرحة للعالم كلّه. ومَن ينسى الفرحة العارمة لكاهن في قره قوش وهو يرقص فرحًا مع عامّة الناس لاستقبال البابا فرنسيس؟ لقد عبّر بعفويته المطلقة والرائعة عن طبيعة شعبنا الطيبة.
ولذلك، أعتقد أن الزيارة أسهمت، وستساهم، أن تُري للعالم جوانب منسية من شعبنا المسيحي، وأهمها إيمانهم وشهادتهم للمسيح التي لم ينسوها رغم كل شيء. وهذا ما نتمناه اليوم كواحدة من ثمار زيارة البابا إلى العراق! وهي في الوقت ذاته مسؤوليتنا كمسيحيين: أن نُظهر رجاءنا للعالم كالسراج الذي لا يوضع تحت المكيال بل على المنارة ليضيء للجميع (راجع متى 5: 15).
*ابرزت فضائيات متعددة ساعات واسعة لتغطياتها المتعلقة بمحطات وبرامج الزيارة البابوية وهذا امر لم تعتده الفضائيات العراقية منذ زمن، ماهي المعطيات التي ابرزتموها من خلال تلك التغطيات وهل تسهم بمعالجة القصور والوعي تجاه الاخر؟
-كانت الزيارة تاريخية بكل معنى الكلمة، ليس فقط لأن أول بابا للفاتيكان يزور أرض بين النهرين، بل لما حملته الزيارة من رجاء كبير لكل شعبنا، بالإضافة إلى خصوصية شخص البابا فرنسيس التي جعلت حضوره يختلف عن حضور أي رئيس بلدٍ آخر قد تربطه مع بلدنا مصالح سياسية أو اقتصادية أو أخرى. حضور البابا هو حصرًا من أجل حمل رسالة الإخوة الإنسانية إلى شعبنا وبلدنا كما عبّر عنه شعار الزيارة " أنتم جميعًا إخوة ".
أعتقد أنّ طريقًا طويلاً لا زال أمامنا لنستثمر هذه الزيارة، في المستقبل القريب والبعيد، ونفعّل مضامينها في كنيستنا ومجتمعنا، فقداسة البابا أعطانا المفاتيح وعلينا أن نبدأ بمبادرات ومشاريع مختلفة تجسّد ما أراد البابا إيصاله من خلال زيارته الرسولية هذه، سواء من النواحي الرعوية أو المجتمعية والثقافية... الخ. وستساعدنا وسائل الإعلام في نقل هذه المبادرات والمشاريع إلى العالم، ليس حبًا للظهور، بل أولاً وقبل كل شيء شهادةً للمسيح الحيّ في الكنيسة، كما ذكر قداسة البابا في قداسه الأخير بأربيل.
 
*رافقتم البابا بصفتكم المنسق الاعلامي في اغلب محطات الزيارة البابوية، ماهي أبرز المشاهد التي لفتتكم من تلك المحطات؟
-من أكثر المشاهد التي أثرت فيّ شخصيًا وجعلتني أذرف الدموع، وقوف قداسة البابا في حوش البيعة بالموصل، وسط الدمار الذي تركه داعش. شاهدنا عن قرب تأثر قداسة البابا بالدمار الذي لحق بالكنائس من حوله، وتأثرنا جميعًا وصلّينا بالدموع الصلاة التي تلاها قداسته ليطلب فيها الرحمة عن أرواح ضحايا العنف والكراهية والعداء، ويطلب ألاّ يُستخدم اسم الله في قتل الأخ.
وعلى الرغم من المشاهد المؤثرة، هتف الحاضرون هناك أكثر من مرة وصفقوا ترحيبًا بقداسة البابا، وسُمعت أصوات الاهازيج والتراتيل مع إطلاق قداسته لحمامة السلام، وهذا هو جوهر إيماننا المسيحي: من وسط الدمار ينطلق السلام. وفي كل المحطات الأخرى كانت هناك لحظات تأثر كبيرة ولّدتها بساطة قداسة البابا من جهة وفرحة الناس الكبيرة من جهة أخرى.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية