المحرر موضوع: البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو: الكلدان والاشوريون والسريان إخوة متنوعون  (زيارة 1498 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي
اعلام البطريركية الكلدانية

  بين الحين والآخر يطلع علينا صوت نشاز يلغي التنوع التاريخي بين الكلدان والآشوريين والسريان، ويدَّعي ان الكل هم آشوريون أو الكل هم سريان، او ان هذه التسميات هي مذاهب او أن الكلدان والاشوريين ليسوا أحفاد الكلدان والاشوريين القدامى.

بصراحة،  ان التعصُّب حالة مرضية وما يُكتب عموماً غير علمي وغير حضاري، يُعمّق الانقسام بين الاخوة بدل ان يسعى للمّ شملهم وخصوصاً في هذه الظروف المعقّدة والمُقلِقة والتي تهدد وجودهم التاريخي على أرض ابائهم واجدادهم. لذا عليهم ترك هذه السِجالات غير النافعة والسعي لخلق مرجعية سياسية موحَّدة وقوية تدافع عن حقوقهم.

إن مصطلح (السريان المشارقة والسريان المغاربة) حديث العهد إستند الى اللهجة السريانية الشرقية والغربية. كذلك تسمية الكلدوآشوريين ترجع الى القرن التاسع عشر. ان المفاهيم تتبلور رويداً رويداً بحسب الزمان والمكان والمعطيات العلمية والدراسات الاكاديمية الحديثة. ويرى المتابع ان ما ينشره معظم الكتاب يفتقر الى الموضوعية والعلمية التي تعتمد الدراسات الأكاديمية المتخصصة.

علمياً ان الرُسل توجهوا لتبشير اليهود في الشِتات بسبب القرابة واللغة والخلفية الدينية، والأكثر قبولا للبشارة المسيحية. لقد ذكرتُ في كتابي “الكنيسة الكلدانية، خلاصة لاهوتية 2015” أن المسيحيين الاوائل في بلاد ما بين النهرين كانوا من أصل يهودي، ولم اقل كما ادَّعى أحد “ناقصي المعرفة” انهم اسرائليون (اسرائيل كيان سياسي حديث يعود الى 1948)، وأهمل ذكري: أن عدداً من الكلدان والاشوريين والمجوس وآخرين انضمَّ الى المسيحية.

يذكر التاريخ وجود دولة كلدانية وامبراطورية كلدانية، عاصمتها بابل في الوسط والجنوب، وكذلك وجود امبراطورية آشورية عاصمتها نينوى، انتهت سنة 612 قبل الميلاد.

الانتهاء السياسي لكيان ما او مملكة ما لا يعني البتة ان الشعب الكلداني والآشوري والسرياني انتهى.

الناس هم من لهم الحق في أن يحددوا إنتماءهم وأن يسمّوا أنفسَهم وفق ما يشعرون به ولا يحق لأحد ان يتحكم بهويتهم القومية.

أتمنى من هؤلاء الاشخاص ان يكفّوا عن هذه السجالات الضارة وغير المبنية علمياً، وان يقبلوا  هذا التنوع القومي ويحترموه، وأن يعملوا من أجل لم الشمل والتضامن مع بعضهم البعض بمحبة.

البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو