المحرر موضوع: الخطاط الراحل يوسف ذنون وبصماته التي تركها بكنائس الموصل  (زيارة 737 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37768
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الخطاط الراحل يوسف ذنون وبصماته التي تركها بكنائس الموصل

عنكاوا كوم-الموصل –خاص
 ابرز الاكاديمي  الدكتور عامر عبد الله الجميلي  جملة من المحطات التي احتوتها حياة الخطاط المعروف يوسف ذنون والذي رحل عن عالمنا في صيف العام الماضي  وابرز الجميلي في مقالة نشرها على موقعه الشخصي  قيام ذنون بمسح عدد من الحواضر الدينية  ومنها 21 كنيسة ودير  في مدينة الموصل اضافة لقيامه بعمليات مسح اثارية للجوامع وكنيس يهودي كما عمل ذنون ووفق ما ذكره الجميلي كعضو استشساري في عدد من اللجان التي  شكلت لتاهيل وترميم الحواضر الدينية حيث كان ذنون ضمن هيأة صيانة وترميم دير مار إيليا الحيري (دير سعيد) في منطقة معسكر الغزلاني في عام  2010 وفيما يلي  نص المقالة التي نشرها الجميلي .
 
 
أ.د عامر عبد الله الجميلي/ كلية الآثار – جامعة الموصل
بدء الحسّ الاثاري والتأريخي عند استاذنا المرحوم يوسف ذنون، إبان تعيينه كمعلم في مدارس ناحية المحلبية عام 1952، حيث ذكر أنه كان يقوم بزيارات للمواقع التراثية والتلال الأثرية فيها مثل تل اخميرة وتل باليوز، قزلار، تباسى، اوزون تبة، داي قوجا، مارطلى وغيرها، وبعد إنتقاله للتعليم في مدرسة حمام العليل زاد شغفه في ذلك وقام بزيارات لتل السبت الاثري وخربة اجهينة التاريخية وغيرها وتمضي السنون والأيام فيزداد استاذنا من التحقيق الاثاري بنفسه وبالاستعانة بالمضان والمصادر التاريخية وبروايات كبار السن ومعمري مدينة الموصل، فيقوم بأول عملية مسح Survey  للمواقع الاثرية والتراثية والدينية في مدينة الموصل القديمة وجوارها في صيف عام 1964م ضمت 198 مسجداً وتكية ومزار ومرقد ومدرسة دينية و 21 كنيسة وديرا مسيحيا وكنيسين يهوديين قديم مهجور وأحدث.
          وعند افتتاح قسم الاثار بكلية الاداب بجامعة الموصل عام 1969م – 1973 م عهد اليه تدريس مادة (تاريخ الخط العربي) وبعد اغلاق القسم مدة 30 عاماً وافتتاحه عام 1993م ودرس ذات المادة لثلاث دورات في قسم الاثار الإسلامية.
          لكن من أروع ماخلد وقدم لنا في جانب التوثيق الاثاري هو ذلك السفر العظيم ذي المجلدات الثلاث ((نماذج من التوثيق العام)):
"العمائر السكنية في مدينة الموصل- الجزء الأول"
"العمائر الخدمية في مدينة الموصل- الجزء الثاني"
العمائر الدينية في مدنية الموصل – الجزء الثالث"
وكان هذا السفر من اعداد مكتب الانشاءات الهندسي- الموصل
بإشراف: يوسف ذنون والمهندس المعماري احمد مجيد ملا شريف والمهندس عبد الكريم الصائغ وصدر بتاريخ 27/07/ 1995م.
وفي جانب الاستشارات الاثارية فقد اختير الأستاذ يوسف ذنون عضواً استشارياً في اكثر من هيأة اثارية وتراثية شكلتها المؤسسة العامة للأثار ببغداد منها:
هيأة صيانة مزار الأمام يحيى ابن القاسم، عام 1995.
هيأة صيانة وترميم محراب وقبة الجامع المجاهدي (الخضر) عام 1997.
هيأة صيانة وتأهيل مرقد السيدة زينب (ع) في سنجار، عام 1998.
هيأة صيانة وترميم دير مار إيليا الحيري (دير سعيد) في منطقة معسكر الغزلاني 2010.
هيأة صيانة وترميم جامع النبي يونس (ع)، عام 1989 .
كما اختير عضوا استشاريا من قبل منظمة اليونيسكو لاعمار مئذنة الحدباء في الجامع النوري، مرتين، الأولى عام 2013 مع المرحوم الدكتور المهندس محمد طيب الليلة والدكتور احمد قاسم الجمعة والأخيرة قبل عام، أي عام 2019، وقد تم قبول واعتماد نماذج العناصر الزخرفية الهندسية السبعة لحزام وانطقة المئذنة التي كان قد وثقها منذ ستينات القرن العشرين وستنفذ على ذات الدقة التي رسمها ونقلها عن تخطيط المستشرق والاثاري الألماني هيرزفيلد وخططها بقلمه.
كما ينسب للأستاذ يوسف ذنون تصحيحه لكثير من النصوص الكتابية التي لم يضبط قراءتها من تصدى لنشرها أمثال:
نيقولا سيوفي، قنصل فرنسا في الموصل أواسط القرن التاسع عشر الميلادي، مؤلف كتاب "مجموع الكتابات المحررة على ابنية مدينة الموصل"، وكذلك مؤرخ الموصل الأستاذ المرحوم سعيد الديوه جي، ومن تلك النصوص الكتابية: حجر كتابي تأسيسي لمزار الامام يحيى بن القاسم من الفترة الايلخانية مؤرخ بسنة 719هـ، وكذلك محراب جلال الدين الختني المؤرخ بسنة 767هــ، والمثبت في مصلى جامع النبي يونس الذي كان ينسب قبل ذلك ممن تعرضوا لدراسته واتوا على ذكره، نسبوه الى الفترة التيمورية بينما تبين من خلال قراءة أستاذ يوسف انه اقدم من ذلك العصر، أي يعود للفترة الجلائرية، فضلا عن غيرها من القراءات كان قد نشرها جميعها في بحثه الموسوم: "دراسة جديدة لكتابات الموصل الاثرية" في مجلة سومر، الصادرة عن المؤسسة العامة للاثار والتراث ببغداد، مجلد 23، سنة 1967، وحين أرسلها الأستاذ يوسف للمجلة قبلها على الفور رئيس التحرير آنذاك المرحوم الاثاري الأستاذ فؤاد سفر، وقال عبارته الشهيرة: " نحن إزاء باحث رصين ومتمكن من صنعته وتخصصه في مجال النقوش والكتابات ولا شك يرقد على خزين من المعرفة في هذا الجانب".
اما عن دوره في اكتشاف اللقى والعاديات الاثرية فينسب له اكتشافه لـ:
محراب (السيدة ام كلثوم) ملقى في ارض خربة مهجورة في منطقة ايج قلعة (القلعة الداخلية)، في أوائل سبعينات القرن الماضي تبين من دراسته  انه يعود للقرن الثالث الهجري.
حجر تذكاري من باب العراق (احد أبواب مدينة الموصل واسوارها العتيقة)، وكان ملصقا في احد الدور العائدة للاسرة العمرية وتبين من دراسته ان يعود للقرن السابع الهجري.
محراب جامع جمشيد في الحضرة، وتبين من دراسته انه يعود للقرن السابع الهجري.
اما اذا انتقلنا الى دوره في علم تحقيق نصوص المخطوط العربي ونشره وفهرسته فنرصد ما يأتي:
تحقيقه مخطوطة (رسالة في اوجاع الأطفال) لابن مندويه (ت 410 هـ) وشارك فيها في الندوة العالمية للطفل في الطب العربي، طرابلس الغرب، ليبيا، 1982.
تحقيقه لمخطوطة (شرح قصيدة رائية ابن البواب في علم صناعة الكتاب) لابن البصيص (القرن 8 الهجري) ونشرت في مجلة المورد العراقية في عام 2000 وطبعت في دار النوادر عام 2012.
خبير المخطوطات في مكتبة الأوقاف المركزية في الموصل 1974 و 1975.
محاضر في دورة المخطوطات لجامعة الدول العربية في بغداد سنة 1980م.
منتدب كخبير للمخطوطات والاثار في اليمن من قبل الهيأة العامة للاثار والمتاحف والمخطوطات سنة 1997 و 1998م.
معد فهرس مخطوطات متحف الفن العربي الحديث في الدوحة – قطر سنة 2004م للشيخ حسن ال ثاني.
جرد مخطوطات (مكتبة التراث العربي الإسلامي) البالغ عددها 2385 مخطوطا في الدوحة – قطر سنة 2005م.
اما دوره في علم المسكوكات والنقود Coins  والنميّات وقراءتها فله:
"درهم نحاسي نادر من العصر الاموي" مجلة المسكوكات (العددان 10-11)، 1979 – 1980.
"الأمير موسى بن مصعب الخثعمي، ودور المسكوكات في القاء الضوء على تاريخه"، مجلة  المسكوكات، العدد 18، سنة 2008.
وعند قيام جامعة الموصل باستظهار بوابة الاله أدد احدى بوابات واسوار العاصمة الاشورية نينوى الثمانية عشر، عهد الى الأستاذ يوسف بخط الحجر الأساس التذكاري لاعادة اعماره فيما قام بنقرها النقار فضيل عباصة وشقيقه سعيد، مع علامات مسمارية بخط الدكتور الراحل فوزي رشيد وتم الافتتاح الرسمي بذلك من قبل رئيس الجمهورية الأسبق عبدالرحمن محمد عارف بتاريخ 16/ أيار/ 1986م.
          شارك باحثا في العديد من المؤتمرات والندوات القطرية والدولية عن الخط العربي والاثار والنقوش والكتابات والفنون الإسلامية والعمارة منها:
الندوة العلمية الأولى للاثار الفلسطينية في جامعة حلب / سوريا سنة 1981 ببحثه الموسوم "فلسطين مهد الخط الكوفي".
ندوة دير ماربهنام شرقي الموصل بمناسبة مرور قرون على بناءه، في سنة 1989 ببحثه الموسوم " العناصر الزخرفية والعمارية الاتابكية لدير ماربهنام".
ندوة الكتابة المسمارية التي اقامتها كلية الاداب/ قسم الاثار في صيف عام 1996 ببحثه الموسوم "أدوات الكتابة عند العراقيين القدماء".
ندوة العمارة والفنون الإسلامية/ نقابة المهندسين الأردنيين / عمان 1995 ببحثه الموسوم "الخط العربي على المساجد في العالم الإسلامي".
مؤتمر الالفية الخامسة على ظهور الكتابة في وادي الرافدين، بغداد/ 20 اذار  2001 ببحثه الموسوم "النظرية الحضرية في اصل نشوء الخط العربي".
مهرجان الزخرفة وفن المنمنمات الإسلامية، الجزائر ، 2009، ببحثه الموسوم "الواسطي موصليا".
رحم الله أستاذ الجليل يوسف ذنون، الذي يصدق فيه قول أمير الشعراء احمد شوقي: اثارهم بقيت بعد مماتهم إن الخلود الحقَّ في الاثارِ.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية