المحرر موضوع: آلاف المسيحيين يلوّحون بأغصان الزيتون في الشعانين عدا مدينة الموصل  (زيارة 877 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي
إيزيدي 24 – جميل الجميل
امتلأت شوارع سهل نينوى بالمسيحيين في مسيرة الشعانين ، تللسقف ، تلكيف ، ألقوش ، باطنايا ، باقوفه ، كرمليس ، بعشيقة وبحزاني ، برطلة ، شيخان ، بغديدا ومحافظات أخرى منها البصرة وبغداد وأربيل ودهوك عدا مدينة الموصل! لإثبات هويتهم الدينية بعد أن تعرّضوا إلى الإبادات والتهجير والتهميش والإقصاء.

اختلف عيد الشعانين التقليد الذي كان المسيحيّون يمارسونه فيما سبق، ليتحوّل إلى استعراضات ومسرة فقط حتّى أنّها فقدت رمزية التقاليد القديمة التي كانت تدلّ على التجدد والتسامح والمحبّة والتعاون، حيث كان عيد الشعانين قبل أكثر من عشرين سنة عبارة عن مسيرة بسيطة تدلّ على التواضع، حيث تبدأ من كنيسة الطاهرة ومرورا بالشوارع الرئيسية وحتى كنيسة مار يوحنا، حيث كان الناس يجلسون أمام بيوتهم على مدار المسيرة ويقدّمون الماء والخدمات الأخرى للسائرين وبعدها يلتحقون بهم إلى كنيسة مار يوحنا، لكنّ اليوم نرى أنّ المسيرة أصبحت فقط لتحصيل حاصل!

اكتمل ربيع نينوى هذا العام بعد تحريرها بخروج مايقارب 90000 مسيحي ومسيحية حاملين أغصان الزيتون وهم يهتفون ” مبارك الآتي بإسم الرب” وينشدون للسلام والمحبّة ببسمة أكبر من هذه الحرب التي اكلت أمنياتهم.

قال نسيم عبّا أحّد المحتفلين بعيد الشعانين لـــ إيزيدي 24 ” هذه المسيرة هي مواجهة الحروب كلها وداعش وهي إثبات لأصالة المسيحيين وتواجدهم هنا في هذه الأرض ، كما أنّهم أبناء المحبة والتسامح والإيمان”.

وأضاف عبّا ” ان هذا الاحتفال هو تقاليد مسيحية موجودة في أغلب البلدات المسيحية تخرج بمسيرة حاشدة لاستذكار دخول المسيح إلى أورشليم التي دخلها “بجحش – ابن اتان” دلالة على التواضع الموجود انذاك.

لم تنبهر مدينة الموصل بالأزياء التراثية والشعبية ، ولم تُرفع الأغصان ولم تدقّ أجراس كلّ الكنائس، ولا زالت مدينة الموصل تفتقد لمسيحيّها بأن يعودوا ويكملوا المشوار ليعززوا الهوية والوجود المسيحي.

وجدير ذكره أحد الشعانين هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح أو (عيد القيامة) ويسمى الأسبوع الذي يبدأ به باسبوع الآلام، وهو يوم ذكرى دخول يسوع إلى مدينة القدس، ويسمى هذا اليوم أيضا بأحد السعف أو الزيتونة لأن أهالي القدس استقبلته بالسعف والزيتون المزين وفارشاً ثيابه وأغصان الأشجار والنخيل تحته، لذلك يعاد استخدام السعف والزينة في أغلب الكنائس للاحتفال بهذا اليوم. وترمز أغصان النخيل أو السعف إلى النصر أي أنهم استقبلوا يسوع كمنتصر.

كلمة شعانين تأتي من الكلمة العبرانية “هو شيعه نان” والتي تعنى يارب خلص. ومنها تشتق الكلمة اليونانية “اوصنا” وهي الكلمة التي استخدمت في الإنجيل من قبل الرسل والمبشريين. وهي أيضا الكلمة التي استخدمها أهالي أورشاليم عند استقبال المسيح في ذلك اليوم

دخل المسيح إلى القدس راكبًا على حمار تحقيقًا لنبؤة زكريا بن برخيا: “لا تخافي يا ابنة صهيون، فإن ملكك قادمٌ إليك راكبًا على جحشِ ابن أتان”.[يو 12:14] وكان استعمال الحمير مقتصرًا في المجتمع اليهودي على طبقة الملوك وطبقة الكهنة، ما يشير إلى يسوع هو المسيح، إذ إن المسيح في العقيدة اليهودية هو نبي وكاهن وملك. وقد استقبله سكان المدينة والوافدين إليها للاحتفال عيد الفصح بسعف النخل،[يو 12:13] لتظلله من أشعة الشمس، كما أن سعف النخل علامة الانتصار. وفرشوا ثيابهم على الأرض وأخذوا يهتفون، حسب رواية العهد الجديد: “هوشعنا! مبارك الآتي باسم الرب. هوشعنا في الأعالي!”.[مر 11:9] وتعني هوشعنا حرفيًا خلصنا، ويشير باحثو الكتاب المقدس إلى معنى مركب من استخدام “هوشعنا”، فهي في مفهوم اليهود تشير إلى الخلاص من الاحتلال الروماني، ووفق المعاني الروحية والعقائد المسيحية تشير إلى الخلاص من الخطيئة، تحقيقًا لرسالة المسيح القائمة في سر الفداء.