بيان المجلسي الشعبي
بمناسبة الأول من نيسان عيد (أكيتو) رأس السنة البابلية الكلدانية السريانية الاشورية
يحل علينا نيسان هذا العام بمناسبات كانت وستبقى لشعبنا نبراسا ينير مسيرتنا لمستقبل عملنا. ونعمل ليكون زاهرا ونحقق فيه ذاتنا القومية والوطنية والإنسانية، المستقبل الذي كان وسيبقى الهدف والغاية لتأصيل وإثبات وتشريع حقوقنا في أرض بيث نهرين .
ونحن نستقبل نيسان الخير والحياة وعودة الإخضرارللطبيعة وإحتفالاتنا بالأثني عشر يوما لرأس سنتنا القومية ، وتزامنا مع احتفالاتنا القومية نحتفل أيضا بعيد القيامة المجيد ، هاتين المناسبتين كانتا وستبقيان عناوين بارزة لتجسد أمتنا وحدتها الروحية والقومية، نحن في المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري نهنئ أبناء شعبنا في الوطن والمهجر بهاتين المناسبتين، ونؤكد بكونه تجسيد لوعينا القومي وتواصل مع ماضينا الزاهر، وهو واجب قبل أن يكون إستذكار ، ندعو الجميع كل بطريقته وقدراته وأسلوبه أن يكون جزءا من الإحتفال ومثالا للإعتزاز بتاريخه وحضاراته وإرثه القومي ، ملتزمين بإجراءات السلامة التي تقينا من كل مكروه لذا نعلن عدم الاحتفال والتجمعات لهذا العام حرصا على سلامة ابناء شعبنا ونكتفي باصدار هذا البيان .
وسبق المناسبتين زيارة قداسة بابا الفاتيكان البابا فرنسيس للعراق التي من خلالها ارسل رسائل مهمة تتعلق بالقيم العليا للانسانية اولا ومن ثم الحقوق العامة للمواطنين، داعيا لنبذ لغة السلاح من خلال مقولته ( ليصمت السلاح) والعمل على اعلاء شأن المواطن ليكون الهدف والغاية والحفاظ على كرامته وخياراته بغض النظر عن معتقداته الروحية وعرقه وقوميته ، وفي الوقت الذي اسعدتنا هذه الزيارة فاننا ندعوا الى ترجمة اهداف هذه الزيارة بما تحقق الغاية منها بعيدا عن المزايدات ، والحفاظ على الحضارات القديمة وما تركته من اثار نفتخر بها كونها ارث وطني وندعو الى عدم المساس بها باي شكل كان والعمل على استعادة ما فقد منها بهذه الطريقة، وما حصل اخيرا بشان تجريف سور نينوى الاثري خير دليل على ما نقوله.
يأتي نيسان هذا العام ووطننا عموما يمر بظروف أمنية وإقتصادية صعبة، فالإرهاب يحاول التكشير عن أنيابه مرة أخرى عبر محاولاته هنا وهناك، مستغلا الإنقسامات والخلافات السياسية وعدم وجود رؤية وطنية خالصة بعيدة عن التمحور والولاءات، وفي هذا الصدد يؤكد مجلسنا بأن المصلحة الوطنية العليا أرضا وشعبا يجب أن تتقدم على أي شيء آخر، وندعوا الى عدم جر الوطن الى صراعات لسنا طرفا فيها ولن تكون أرضنا ساحة لحروب وصراعات عبثية.
وفي الجانب الإقتصادي وطننا يمر بأزمة مالية كبيرة، والأجراءات المتخذة أثرت وبشكل كبير على المستوى المعيشي وإنعدام الخدمات الأساسية للمواطن وتزيد الثقل عليه، هنا ندعو الحكومة الإتحادية الى تفعيل القوانين التي لها مساس مباشر بحياة المواطنين من كل النواحي .
شعبنا الكلداني السرياني الآشوري(سورايا) ، ومن خلال إحتفاله بهذه المناسبة القومية الكبيرة ، يأمل من شركاءه وأخوته في الوطن أن يكونوا عونا له لتحقيق طموحاته وآماله بإعتبار أن المواطن هو القيمة الأعلى والهدف الأهم، لذا فإننا نعمل مع باقي أبناء وطننا لنكون شركاء في صنع القرار الوطني ليس من منطلق المحاصصة الطائفية وإنما التمثيل وإعتماد المنافسة والكفاءة ، والتعاون بإصدار القوانين التي تكفل إحقاق العدالة للجميع وتنفيذ القرارات التي صدرت وستصدر بشأن التجاوزات على اراضي واملاك شعبنا .
شعبنا اليوم يمر بظروف عصيبة جدا إضافة الى الظروف العامة للوطن ، فنزيف الهجرة يطاله بصورة كبيرة يوما بعد آخر ، خاصة بفقدان الأمل بالإستقرار السياسي والإقتصادي والأمني ، مما يدفعه مجبرا لترك أرضه ووطنه ويتجه للمجهول ، هنا لا بد للجميع أن يدرسوا الأسباب ، ويأتوا بالحلول الناجعة والقابلة للتنفيذ .
الصراعات والمصالح والتجاذبات السياسية ، أثرت وبشكل كبير على مسيرة الوطن الديمقراطية التي تأملنا منها خيرا ، وما لاحظناه خلال الثمانية عشر سنة الماضية في هذا الجانب ، هو دليل على ذلك ، وحيث إن الأنظار اليوم متجهة الى العاشر من تشرين الأول القادم لإجراء الإنتخابات التشريعية ، حسب القانون الجديد للانتخابات ، فإننا نأمل أن تكون حرة ونزيهة ، تتمثل فيه كل جهة حسب ما تناله من ثقة الشعب من دون تزوير وضغوطات وتدخلات خارجية من أي نوع كانت، وفي هذا الصدد يؤكد مجلسنا المشاركة فيها هي واجبة ونامل من الاخرين (خارج بيتنا القومي) عدم مزاحمتنا على مقاعد الكوتا ، بل العكس نأمل بأن تخصص سجلات ومحطات في المراكز الإنتخابية خاصة بأبناء شعبنا ونؤكد مطالبتنا بتعديل قانون الانتخابات الخاص بمقاعد كوتا شعبنا وان يكون التصويت حصرا بابناء شعبنا .
مرة أخرى نهنئ أبناء وطننا عامة وشعبنا الكلداني السرياني الآشوري خاصة بهاتين المناسبتين.
كل عام وانتم بألف خير.
المجلس الشعبي
الكلداني السرياني الآشوري (سورايا)
نيسان 2021
