المحرر موضوع: أكيتو الإرث الحضاري والتاريخ يتجدد في بابل الجديدة  (زيارة 371 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أكيتو الإرث الحضاري والتاريخ يتجدد في بابل الجديدة

عنكاوا دوت كوم - وكالة أنباء هاوار - مركز الاخبار- أكرم بركات
جددت ثورة 19 تموز روح عيد الاكيتو في مناطق شمال وشرق سوريا. ويقول مسؤول الجمعية الثقافية السرياني في سوريا أن الذي حمى تراث وثقافة المنطقة من الاندثار، وأعاد إحياءها هو مفهوم الأمة الديمقراطية.

يصادف الأول من نيسان من كل عام، عيد رأس السنة البابلية الآشورية، أو ما يعرف بعيد "أكيتو"، البابلي الآشوري الأقدم في تاريخ البشرية. فبحسب المصادر التاريخية إن عيد الأكيتو (Akitu) الذي يحتفل به الآشوريون والسريانيون والكلدانيون هو أقدم المناسبات، ويعود تاريخ الاحتفال به إلى 6771 عام.

يعتبر (الأكيتو) واحدأ من أكثر الاعياد والمهرجانات الدينية الاجتماعية الشعبية قدمًا وعالميةِ،، وكان يحتفل بعيد أكيتو في العصر السومري طبقًا للدورة النباتية لموسم الحصاد والبذار وكلاهما كان يؤشر إلى بداية السنة.

ونظرًا لقداسة عيد الاكيتو فإنّ التقويم الآشوري يبدأ في نيسان وينتهي في شهر أذار. ويبدأ طقوسه من 21 آذار ويستمر لـ 1 نيسان، ويتميز كل يوم، بشكل معين من اشكال الاحتفال. ويرمز أيضًا إلى الولادة والموت والحياة.

ويؤكد الأثري حكمت بشير الحاصل على ماجستير في الآثار في أحد أبحاثه: "لقد فتن عيد أكيتو الخيال الديني لشعب وحضارة بلاد الرافدين لأكثر من 2500 سنة، لأنه كان غنيًا على نحو غير اعتيادي، بالطقوس والرموز الدينية والاسطورية والاجتماعية والسياسية، وتكمن قوة أي طقس في فعالية رموزه ومحتواه الاجتماعي وقابليته على التغيير".

حنا صومي مسؤول الجمعية الثقافية السرياني في سوريا- فرع قامشلو، تحدث لوكالتنا عن بعض طقوس احتفالية عيد الأكيتو في القدم، وبيّن أن كافة الملوك كانت تحضر احتفالية عيد أكيتو ضمن بابل العظمى. وقال: "كانت هناك طقوس جميلة في عيد الأكيتو، حيث يكون الملك على العربة ويشد الشعب أذنه، في دلالة على ضرورة أن يصغي الملك للشعب، وأن تكون كلمة الشعب مسموعة وأن الشعب هو الفيصل، ويصغي الملك للشعب ويقول للشعب اجلسوا مكاني".

حقيقة كذبة نيسان

وتابع سرد بعض تفاصيل عيد الأكيتو ودلالته، وقال: "بعد أن يجلس الشعب في مكان الملك، يختفي الملك بين عامة الشعب، تحدث فوضى عارمةً في بابل، وفي 1 نيسان يتم العثور على الملك، وتعم الأفراح في المنطقة، وكذبة نيسان الشهيرة جاءت من هنا، أي مفادها إن الملك لم يختف اختفاءً حقيقيًا بل كان هناك تمثيلية".

ففي مناطق شمال وشرق سوريا وقبل ثورة 19 تموز 2012 كان السريان والآشور والكلدان يحيون احتفاليات عيد الأكيتو ضمن الكنائس أو دور الثقافة، لأن الأنظمة الحاكمة لم تكن تسمح بأن يظهر العيد بالشكل الصحيح، نظرًا لأهميته، فهو لم يكن عيدًا دينيًا فحسب بل له ارتباط بالثقافة والتراث، كما يساهم أيضًا في توطيد أواصر المحبة والتكاتف والتلاحم بين مكونات المنطقة.

وأما بعد ثورة 19 تموز، وتأسيس الإدارة الذاتية، أصبحت هناك منصات وأماكن للاحتفال بالأكتيو، بالإضافة لمشاركة كافة مكونات المنطقة من الكرد والعرب.

حنا صومي تطرق إلى الاحتفالات التي كانت تقام في المنطقة، بعيد اكيتو، وقال: "سابقًا أي قبل (ثورة 19 تموز) لم تكن الاحتفاليات كما اليوم، حقيقةً اليوم وتحت سقف الإدارة الذاتية لدينا منصات أماكن وحماية، وهذا ما يؤكد روح التكاتف والتلاحم بين ثقافات المنطقة، وتعكس روح طقوس عيد الاكيتو في السابق كما كان في بابل العظمى".

وأشار حنا صومي إلى أن مكونات المنطقة من الكرد والعرب والسريان والأشور وحتى قبل القرن العاشر الميلادي، أي قبل دخول العثمانية إلى المنطقة كانت موحدة، وقال: "منذ أن أتى الاتراك بدأوا بقتل المسيحيين، ففي أعوام 950 م، كان الشغل الشاغل لأحمد بن سلجوق قتل المسيحيين، وتنظيم الغزوات بحق اجدادنا الذين كانوا يذهبون من مزبوتاميا إلى القدس للحج".

إعادة إحياء العلاقات القديمة

وبيّن حنا صومي أنّ شعوب المنطقة أعادت العلاقات القديمة فيما بينها، والآن تتشارك جميع المكونات مناسبات بعضها البعض الدينية والثقافية والاجتماعية. وقال: "عبر الإدارة الذاتية أعدنا إحياء الوحدة الوطنية والاجتماعية والثقافية والمعرفية والأخلاقية".

ودعا كافة مكونات سوريا وشعوب الشرق الأوسط إلى الاقتداء بتجربة أبناء المنطقة، وقال: "نقول لكل أبناء سوريا والشرق الأوسط الذي يذبح فيه البشر على الهوية، تعالوا إلى بابل الجديدة، التي يتحد فيها كافة المكونات للاحتفال بعيد نوروز وعيد أكيتو".

وأوضح حنا صومي أن الذي وحد مكونات المنطقة ضمن مناطق شمال وشرق التي وصفها ببابل الجديدة، هو فكر الأمة الديمقراطية الذي طرحه القائد عبد الله أوجلان، الذي يمجد ويبجل السرياني الأشوري الكلداني، وقال: "لولا فكر الأمة الديمقراطية هذا الفكر الإنساني، لكنا نتذابح كما يحدث الآن في الداخل السوري وريف دمشق".

ونوه حنا صومي: "لم نرَ عبر التاريخ فكرًا يدعم مشروعنا الثقافي والسياسي كما دعمه فكر الأمة الديمقراطية".

هذا، وتتحضر الآن الفرق الشعبية والتراثية الآشورية والسريانية والكردية والعربية للاحتفال بعيد الأكيتو ضمن مناطق شمال وشرق سوريا.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية