أخبار البلدات المسيحية في قضاء عقرة مثال حي على نجاح إستثمار زيارة البابا فرنسيس
عنكاوا دوت كوم/إعلام البطريركيةكانت مقالة بعنوان “استثمار زيارة قداسة البابا فرنسيس للعراق 5-8 آذار 2021″، تلك التي كتبها صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو ونُشرَت على الموقع البطريركي يوم 24 آذار 2021، فيها من الفكر الوطني الساعي لبناء عراق جديد، ما استلهمه أبناء العراق النجباء ليجسّدوا وبجهود استثنائية مثالاً حياً في التعايش المشترك، يرويه لنا بفرح سيادة المطران الجليل نجيب ميخائيل رئيس اساقفة الكلدان في الموصل و عقرة:
“شهدت قرية هزارجوت في يوم السبت 27 آذار 2021 يوما مهم اومتميزا في تاريخ هذه القرية التي تتربع سهول كوردستان العراق. حيث عانت منذ ثلاثة عقود من نزاعات معقدة تخص ملكية الاراضي واستثمارها، كما هو الحال في قرى ومناطق أخرى. بالرغم من المحاكم العديدة والمداخلات والجهود المبذولة من قبل حكومة أقليم كوردستان مشكورة لم تَقُد هذه المبادرات الى حل عادل يرضي جميع الاطراف.
بعد جلستين من الحوار المباشر مع الجهة المعنية وبنوايا صادقة، أبدى الآغا فرزندة زبير الزيباري مشكوراً استعداده و تعاونه لحل هذه النزاعات بشكلٍ نهائي، مؤكداً أهمية مبدأ العيش السلمي و الأخوي الذي أراده قداسة البابا فرنسيس وصرّح به من قلب ملعب مدينة أربيل عاصمة الاقليم.
بناءاً على مبدأ “ثمار الحوار الطيب والاسرع من عدالة المحاكم“، تم الغاء كافة الاتفاقيات السابقة وسحب الشكاوى وإبطال الدعاوى، وغلق صفحة الماضي وإعادة كافة حقوق الفلاحين في قرية هزارجوت الى أصحابها وبحضور الاطراف المعنية ورضاهم التام، مجتمعين في قاعة الكنيسة التي يرعاها الأب الخوري فريد كينا
تمت المباشرة بفرز الاراضي بشكل رسمي وعادل لكل منهم، وبحسب استحقاقه وسندات ملكيته، لتفادي اي اشكال مستقبلي. علماً أن مساحة هذه الاراضي المتنازع عليها والتي تم تصفيتها وحلها بالطريقة السلمية والحوار المباشر هي 1290 دونم.
تكللت الجهود المبذولة، بالنجاح، وهذا يعود قبل كل شيء للدور الاساسي والدبلوماسي الذي قام به السيد سامان جميل بويا في حل النزاعات.
أما الجوانب القانونية، فكانت بالجهود المبذولة من قبل السيد الحقوقي روني بنيامين التياري، وبحضور كافة المزارعين، والسادة المخاتير وممثلين من عشيرة الزيباريين المحترمين، وتكللت هذه الاتفاقية بالتوقيع من قبل جميع المعنيين على بنود وثيقة جديدة ترضي جميع الاطراف. تشابكت الأيدي بشكلٍ تلقائي، علامة الفرح و الغبطة. وإذا بالتصفيق الحار يعلو، لكي يثبّت هذه اللحظات التاريخية وليعود الحق الى أصحابه.
تأكيداً لهذه الفرحة، كان ينتظر الجميع وليمة غداء فاخرة في دار الضيافة للآغا فرزندة الزيباري لمقاسمة الخبز والملح، دليلاً على بدء صفحة جديدة من الأخوّة والمحبة والسلام.
هذا الانجاز ليس الا خطوة ايجابية أولى تسير نحو مناطق أخرى تنتظر الفرج.
وكان لدينا خبر آخر مفرح يخص اعادة حقوق املاك الكنيسة، وهي علامة ايجابية للنوايا الحسنة ومبادرة رائدة من قبل القيادة والمسؤولين في حكومة اقليم كوردستان، بالموافقة الرسمية لرفع التجاوزات عن الكنائس والاديرة الاثرية التابعة لأبرشيتنا الكلدانية في ربوع وجبال عقرة والزيبار والبالغ عددها 28 دير وكنيسة متواجدة في 23 قرية، معظمها كانت ذات يوم مسيحية.”
بارك الكاردينال ساكو هذه المبادرات الرائدة والشجاعة والمُنصفة وشكر القائمين عليها وتمنى أن تكون مدخلاً لإعادة الحقوق الى أصحابها على كافة الأصعدة. كما يأمل غبطته ان تُستثمر النتائج بإتجاه تنشيط السياحة الدينية والزراعة لإنعاش إقتصاد العراق ورفع شأنه في المحافل الدولية.
أدناه نسخة من معاهدة هزارجوت، وقائمة باسماء الأديرة والكنائس والقرى في جبال عقرة والزيبار:
