المحرر موضوع: الصراع الأمريكي الصيني في الشرق الأوسط ، إلى أين ؟  (زيارة 501 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل منصور سناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 896
    • مشاهدة الملف الشخصي
الصراع الأمريكي الصيني في الشرق الأوسط ، إلى أين ؟
   الحرب التجارية الأمريكية الصينية ماضية دون هوادة  ، والميزان التجاري يميل لصالح
الصين ، حيث أن صادرات الصين تقدر ب 500 مليار ومع اوروبا 700 مليار ، بينما مع
إيران 10 مليارات فقط  ، لكن الأتفاق التجاري الأخير بين إيران والصين ، قد أغضب أميركا
على الرغم من العقوبات الأمريكية ، لكن الصين ماضية في تحد غير مسبوق للدخول التجاري
القوي في الشرق الأوسط ، حيث حاجتها الماسة للطاقة من السعودية وإيران ، لكون أميركا مكتفية ذاتياً من البترول وتصدره أحياناً ، فإلى أين يتجه هذا الصراع ؟
    في الحقيقة أن الصين لن تضحي بالسوق الأمريكية والأوروبية لأجل سواد عيون إيران ، بل سوف تتركها تتمرغ في مشاكلها الداخلية والخارجية إذا تطلب الأمر ، لأنها تسير وفق مصالحها الآنية والمستقبلية ، لكن التصرف الصيني يجعل موقفها التفاوضي أقوى مع اميركا
واوروبا بإنفتاحها التجاري على إيران والسعودية والإمارات والبحرين وقطر وتركيا ومصر .
   لكن الموقف الإيراني بإنفتاحها على الصين ، هو موقف المضطر ، فالإختلاف الأيديولوجي
والعقائدي بين البلدين معروف للقاصي والداني ، لكن تراجع أميركا بدعم حلفائها التقليديين ، وتدخلها في شؤونهم الداخلية بحجة القيّم الأمريكية ، وترك الساحة لإيران للتدخل السافر في العراق وسوريا واليمن ولبنان طولاً وعرضاً ، يجبر موقف حلفاء أميركا للبحث عن مصالحهم
ولو في الصين مبرراً .
    الشرق الأوسط يغلي على برميل بارود ، فالحرب التي تقترب بين مصر واثيوبيا على سد
النهضة وإنذار السيسي بالخيار العسكري ، والإجتماع المعلن في دمشق بمشاركة 18 مكوناً وفي معقل الأكراد ، يبين مدى ضعف نظام بشار الأسد الذي بات لا يمثل كل العلويين ، كما
أن التدخل التركي في شمال العراق وليبيا وسوريا ، والتدخل الإيراني المقيت في شؤون جيرانها وخاصة العراق ، بات يؤرق العراقيين ، ولهذا نرى التقارب العراقي السعودي الذي
يقوده رئيس الوزراء العراقي الكاظمي ، ولو بشكل خجول خوفاً من إغتياله من الميليشيات الموالية لأيران ، وكذلك لبنان الذي بات على وشك الإفلاس السياسي والمالي والبركة بحزب
الله بقيادة حسن نصرالله الذي أينما حلّ ، حلّ الخراب كما فرض وصايته على لبنان ، يحمي
بشار الأسد من السقوط .
   الشرق الأوسط يغلي ، ولكن متى ينفجر ؟ ذلك تحدده المصالح وتوالي الأحداث وتفاقمها .
                                                                    منصور سناطي