المحرر موضوع: اشور.. ستبقى شامخا ... رثاء لرفيق الدرب  (زيارة 749 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كلدو رمزي اوغنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 257
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اشور.. ستبقى شامخا
رثاء لرفيق الدرب

يا أبا سنحاريب..
كم كان الأمس عسيرًا عليّ.. فما أصعبها من لحظةٍ تلك التي  رأيت فيها تابوتك، وقد اشتمل على جسدك، يوارى الثرى في مسقط رأسك بـ(عين نوني). يا لقسوةِ أن ترى جبلًا من جبال آشور الشامخة يتلاشى مطمورًا تحت كومة تراب!
 آه يا جبل بروار! هي ذي الأرانب تتراقص في سفحك إثر غياب الأسد.. أسد مثلك يا صديقي.. متكالبين على مكانتك التي لطالما حلموا بها، ظانّين أنهم إن تَبَوَّؤُوا منصبك سيحظون بالمقام نفسه، متناسين أنك بجهدك وإبداعك وحنكتك وصدقك... أعطيت المراكزَ مكانتَها ورفعتَ مقامَها.
بمَ أرثيكَ أيها الأخ العزيز؟ وكل الكلمات في فمي باتت مالحة.. فأنا، وقلائل غيري، نعرف كم عانيت وكم كانت همومك ثقيلة.. لا أعرف من أين أبدأ وعن أيّ جانبٍ من جوانب عظمتك أتحدث..
أعَن عزيمتك وصدقك؟ أم عن محبتك اللامتناهية لقوميتك وشعبك؟
أعَن كرمك وتواضعك ومساعدتك الفقراءَ من أبناء شعبك؟
أم أن الحديث عن صلابة مواقفك القومية ووقوفك إلى جانب الحق سيطغى على كلّ حديث؟
أيها القائد الحقيقي ..
أيها الرائد المُجَدِّد..
أيها الصديق والأخ ..
ستبقى حروفي عاجزةً عن وصفك رغم كثرة محاولاتي، فعباراتي باتت تائهة، وكلماتي محطمة وأنا معها قانط من هول النائبة..
فغدا البكاء سلواني وعزائي وقد أبى أن يفارقني أو يفارق جميع محبيك.. حتى الجبال في بروار تبكيك بحرقة وتذرف على فَقْدِك مرّ الدمع.
نَمْ قرير العين يا ابن عين نوني.. إن كان جسدك قد فارقنا فروحك باقية معنا وستحيا فينا وبيننا.. ولواء مبادئك سيبقى شامخًا عاليًا مرفوعًا بأيدي: شمرام،  سنحاريب و بيرتا...

كلدو