المحرر موضوع: أول تحالف كوردي مسيحي عربي في الجزيرة ومطالب اللّامركزية  (زيارة 981 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي

رووداو: سيامند حاجو

في شهر كانون الأول/ ديسمبر من عام 2020، وفي إحدى فعاليات المركز الأوروبي للدراسات الكوردية في برلين، ألقت واحدة من الخبراء محاضرة عن الحركة السياسية الكوردية والمسيحية المُطالبة بالحكم الذاتي في الجزيرة في حقبة الانتداب الفرنسي. علّق حينها أحد الخبراء السوريين المشاركين في الفعالية بأنّ غالبية المسيحين السوريين كانوا من أنصار أو قريبين من الحركة السياسية القومية العربية، ولم يكن لهم أيّة صلة بمطالب اللّامركزية والحكم الذاتي. وباعتقادي يقع الكثير من السوريات والسوريين في نفس الخطأ لأسباب متعدّدة منها أنّ المناهج وكتب التاريخ السورية لا تتطّرق إلى مثل هذه المواضيع، كما وأنّ الحكومات السورية المتعاقبة أخفت ذلك عن الشعب، ولم نتمكن من الوصول إلى هذه المعلومات إلّا عندما تمكنّا من الاطّلاع على الأرشيف الوطني الفرنسي.

من المعقول جدا أن يكون عدد كبير من المسيحيين المقيمين في دمشق وحلب متأثرين بالفكر القومي العربي أو مؤيدين له، لكن يمكن القول بأنّ أكبر تجّمع للمسيحين في بقعة جغرافية واحدة كان في الجزيرة في ذلك الوقت، وكانت غالبيتهم من المطالبين بالّلامركزية والحكم الذاتي في الجزيرة، ولم يكن لهم صلات أو تأييد للحركة القومية العربية حتى أواخر عام 1940. فبحسب وثيقة من أرشيف مدارس الدومينيكان في الموصل والمحفوظة في باريس في (BIBLIOTIQUE SAULCHOIR , IV, Djezireh, La Quaestio de la Djezirh)، والتي ورد فيها بأن عدد المؤيدين للحكم الذاتي واللّامركزية في الجزيرة حينها يبلغ 203.100 شخص، منهم 56.700 مسيحي، و6.700 سرياني، و5.000 إيزيدي، ونحو 50.000 من العشائر العربية، وباقي المؤيدين للحكم الذاتي من الكورد ومنهم كورد كوبانى فقد ذكر 15.000 شخصاً من عشيرة برازي بقيادة مصطفى شاهين برازي في الإحصائية. أما عدد القوميين السوريين في الجزيرة بحسب الوثيقة فقد بلغ فقط 4.900 شخص من مختلف الأطياف، ويبلغ عدد الحياديين 8.000 (مثل عشيرة شيتية بقيادة علي سليمان، والشرابيين). برأيي قد تكون الأرقام الموجودة مبالغ فيها نوعا ما، ويبدوا أنّ مصادر الدومينيك حينها كانت من حركة الكورد والمسيحين، ولكنّ الإحصائية تدلّ بشكل من الأشكال على أنّ غالبية أهالي الجزيرة كانوا من مؤيدي وأنصار الحكم الذاتي.

وتجدر الإشارة إلى أن العشرات من الوثائق في الأرشيف الوطني الفرنسي توضّح أنّ الكثير من الضباط الفرنسيّين كانوا ينصحون المسيحييّن بالتقرّب من القوميين السوريين كي لا يقعوا في مشاكل أو يتعرضّوا للتهديد والاضطّهاد بعد انسحاب فرنسا.

الوثيقة الأولى، رسالة صادرة عن الحركة الكوردية والمسيحية عام 1936، والتي سأنشر بعضاً من مضمونها اليوم، تؤكّد مطالبة المسيحيين باللامركزية وتحمل توقيع العشرات من رجال الدين والشخصيّات من جميع الطوائف والملل المسيحية.

العديد من مسنيّ وشيوخ منطقة الجزيرة تحدّثوا عن هذه الرسالة، وورد على لسانهم "بأنّ رسالة تم توقيعها وإرسالها إلى عصبة الأمم. لكن هذه الرسالة لم تنشر سابقاً، وكانت شبه مفقودة.

وقبل الخوض في مضمون الرسالة والمسماة حينها بـ "المضبطة"، أودّ سرد بعض الأسباب والظروف التي دفعت الموقّعين إلى إصدارها آنذاك. فـمنذ عام 1932 وإلى عام 1940، نشأت حركة سياسية كوردية ومسيحية عُرفت في الوثائق والأرشيف الفرنسي بـ "حركة الحكم الذاتي الكوردية والمسيحية في الجزيرة". لكن في الحقيقة كان عدد من شيوخ وقادة العشائر العربية في الجزيرة منخرطين أيضاَ في هذه الحركة السياسية ومن أعضائها، وستجدون أسماءهم لاحقاً في قائمة الشخصيات التي وقّعت على الرسالة.


المطالب الأساسية لهذه الحركة السياسية تلّخصّت في اللّامركزية الإدارية والمالية في الجزيرة وتحت إشراف فرنسا، وأن يكون موظّفو الدولة والحكومة في الجزيرة من أبنائها. هذه المطالب وردت في مئات مراسلات الفرنسيين المحفوظة في الأرشيف الوطني الفرنسي في مدينة نونت، والتي كان الكثير منها موجّهاً إلى المندوب السامي الفرنسي، ووزارة الخارجية الفرنسية، وعصبة الأمم.

من الملفت في الوثيقة الأولى التي سأذكر جزءاً من مضمونها، أنّ عدد الموقّعين عليها بلغ نحو 500 شخصية، والذي يفوق بكثير عدد الموقّعين على رسائل شبيهة سبقتها. كما أنّ عام 1936 الذي صدرت فيه الوثيقة الأولى لم يكن توقيتاً عفويّاً أو صدفة لنموّ هذه الحركة السياسية ووصولها إلى أوجها، إن صحّ التعبير. فالمفاوضات السورية الفرنسية حول انهاء الانتداب الفرنسي لسوريا واستقلال سوريا وانسحاب الفرنسيين بشكل تدريجي كانت متوقّفة منذ عام 1933، وحملة الإضراب العام الذي قاده القوميون السوريون في سوريا أتت ثمارها وأفضت إلى استئناف المفاوضات السورية الفرنسية عام 1936. وفي نفس العام، تمكّن القوميون السوريون من الفوز بالانتخابات البرلمانية السورية، ما مكّنهم من توجيه دفّة السياسات السورية، والتي صُبغت بالطابع القومي العروبي. وأذكر هنا مثالاً عن إحدى السياسات الداخلية التي نفذّها القوميون العروبيون، فقد عينت حكومة القوميين السوريين محافظاً للجزيرة، وأوكلت إليه مهمة أساسية وهي زيادة تعداد العرب السنّة في الجزيرة، واستقدام المزارعين من جنوب حلب وحمص وحماة، وتقديم التسهيلات لهم وتحفيزهم على الانتقال إلى الجزيرة والاستقرار فيها. كما وتمّ إعفاء وطرد واستبعاد الموظفين الحكوميّين المؤيدين للحركة الكوردية والمسيحية والمؤيدين للحكم الذاتي، وتمّ استبدالهم بمؤيّدي وأنصار القوميين السوريين (Khoury Philips S. 1987: Syria and the French mandate. The politics of Arab nationalism, 1920-1945). واستمرّت سياسات القوميين السوريين وأثارت استياء وسخط أهالي الجزيرة، ويبدوا ذلك جلياً في الوثيقة الثانية التي أنشرها اليوم، وهي رسالة صادرة في 20/5/1938، وتحمل توقيع العديد من قادة الكورد والعرب والمسيحيين، وموجّهة إلى معاون مفتّش الدوائر، ورد فيها: "نحن الموقعّين أدناه نحتج بشدة على الأعمال الآتية المغايرة للقوانين والأنظمة - أولاً- ضد الإهانة الموجّهة من قبل بعض النواب الدمشقيين في البرلمان السوري ضد شعب الجزيرة المسالم، . ثانياً- ضدّ التحقيرات والتهييجات [...]. لقد ثبت الآن للملاء بصورة رسمية وشبه رسمية أن دمشق أظهرت حقدها وبغضها للجزيرة واننا لا نرضى أن نكون بصورة قطعية مستعمرة دمشقية وليس من العدل أن تضحي فرنسا بهذه المقاطعة وتجعلها قربانا لدمشق [...] ".

وتجدر الإشارة إلى أنّ سياسيات التغيير الديمغرافي وتعريب الجزيرة لم تبدأ مع دراسة محمد طلاب هلال التي قدمّها في الستينات، وتنفيذ مخطط الحزام العربي كما يعتقد البعض، فعمليات التغيير الديمغرافي بدأت فعلاً قبل ذلك وعلى مراحل مختلفة، وما كانت مشاريع الحزام العربي والإحصاء وغيرها إلّا امتداداً واستمراراً لسياسات حكومة القوميين السوريين التي شُكّلت عام 1936. وبناء على الفكر العروبي الذين كان الوزير السوري السابق محمد كرد علي الذي شغل منصب وزير التربية والمعارف أحد عرابيه، ففي مقال للكاتب ابراهيم محمود بعنوان "محمد كرد علي: نصف كرديٌّ لصالح نصفه الآخر اللاكردي" والذي نُشر على موقع ولاتي مه، استشهد الكاتب برسالة لمحمد كرد علي موجّهة إلى رئيس الحكومة السورية عام 1931، ورد فيها " وتعلمون أيدكم أن معظم من هاجروا إلى تلك الأرجاء هم من العناصر الوكردية والسريانية والأرمنية والعربية واليهودية. وجمهرة المهاجرين في الحقيقة هم من الكورد نزلوا في الحدود. وإني أرى أن يسكنوا بعد الآن في أماكن بعيدة عن حدود كوردستان لئلا تحدث من وجودهم في المستقبل القريب أو البعيد مشاكل سياسية تؤدي إلى اقتطاع الجزيرة أو معظمها من جسم الدولة السورية لأن الكورد إذا عجزوا اليوم عن تأليف دولتهم فالأيام كفيلة بأن تنيلهم مطالبهم إذا ظلوا على التناغي بحقهم والإشادة بقوميتهم، ومثل هذا يقال في أتراك لواء الاسكندرونة فإن حشد جمهرتهم فيها قد يؤدي إلى مشاكل في الآجل لا يرتاح إليها السوريون فالأولى إعطاء من يريد من الترك والكورد أرضاً من أملاك الدولة في أرجاء حمص وحلب....ومهاجرة الكورد والأرمن يجب في كل حال أن يمزجوا بالعرب في القرى الواقعة في أواسط البلاد لا على حدودها اتقاء لكل عادية نظراً ونحن الآن في أول السلم نستطيع التفكير والتقدير [...]".

قبل العودة إلى مضمون الوثيقة الأولى أودّ التنويه إلى أنّني لم أتمكّن من الحصول على نسخة من الرسالة الأصلية المصاغة باللغة العربية في الأرشيف الفرنسي، لكنّني حصلت على نسخة من الترجمة الفرنسية للرسالة الأصلية، والمحفوظة في الأرشيف الوطني الفرنسي في مدينة نونت تحت الرقم: (S-L:C.P.413). كما أنّ العبارات التي سأستشهد بها لاحقاً وأسماء الموقّعين، مترجمة من الفرنسية إلى العربية وليست مقتبسة من النص الأصلي، وقد ترد بعض الأخطاء أثناء الاستنساخ اللفظي من الفرنسية إلى العربية.

كما ذكرت آنفاً، بلغ عدد الموقعين على الرسالة نحو 500 شخصية بحسب رسالة فرنسية أخرى محفوظة في الأرشيف، لكنّني تمكّنت من إحصاء 308 توقيع من التواقيع التي أدرجها الفرنسيون في النسخة الفرنسية من الوثيقة.

الوثيقة الأولى (المضبطة):

الرسالة تحمل التاريخ 5/4/1936، وتم توجيهها إلى وزير الخارجية الفرنسي إتيان فلاندان، والمندوب السامي الفرنسي دو مارتيل، والأمين العام لعصبة الأمم أفينول.

ورد في مقدّمة الرسالة: "سيتم توقيع معاهدة بين فرنسا وسوريا، سينتهي بموجبها الانتداب الفرنسي وسيتم إعلان استقلال سوريا، لا نعلم إذا كان توقيت هذه المعاهدة مناسباً أم لا، وليس من واجبنا تحديد ذلك. لكنّنا نتساءل إن كانت سوريا ناضجة بشكل كافٍ لتصبح دولة مستقلّة وتتمكّن من أخذ مكانتها بين الدول المستقلة والحضارية. التاريخ سيحكم على ذلك، وسيتبين ذلك في المستقبل القريب".

وأضاف الموقّعون: "الشرق الأوسط يتجّه نحو تغييرات كبيرة، ومن حقّنا التفكير في مستقبلنا وكيفية تأمين حياتنا، ولا نرى أية أي خلاص لنا إلّا من خلال الاستقلال الإداري والمالي عن سوريا".

وهنا جزء من بعض النقاط الني وردت في الرسالة:

1. "الجزيرة لم تكن في أي زمن جزءاً من سوريا، خلال الحكم التركي للمنطقة كانت الجزيرة تابعة لديار بكر[...]".
2. "يعيش في الجزيرة كل من الكُرد والمسيحين والعرب، ولا يريدون أن تكون لهم أية علاقة مع دمشق التي تسيطر على المنطقة بالظلم، ولا يمكنهم قبول استبدادها [...].
3. "الجزيرة العصرية والتي نراها اليوم غنية وجميلة، كله بفضل الفرنسيين وبمساعدة أهل المنطقة الذين بنوها، هل من الحق تخريب الحياة ووقف هذا التميّز في التحضّر والتطور بهذا الشكل. ونكرّر كل هذا التقدّم كان من عمل الفرنسيين بأيدي أهل المنطقة دون أي دور لدمشق، فبأي حقّ سيفرض الغرباء في دمشق سيطرتهم علينا بهذا التكبّر، فهم يعادون المنطقة [...].
نهضة الجزيرة هي بفضل وحدة المسيحيين والمسلمين، ونرى بأنّ ازدهار الجزيرة كان بفضل الأمان الذي قدّمة الفرنسيون، فلقد حمى الفرنسيون مرعى الخراف ولم يسمحوا للذئاب بالاقتراب منه. ما الذي سيحدث لنا إن تركتمونا وحيدين".

4."حكومة دمشق أبدت عداءها كثيراً لمنطقتنا وشعبنا، ونرى من واجبنا أن نشرح وضعنا لعصبة الأمم، نحن نخشى استبداد دمشق بشكل جدّي، ونحن متخوّفون من جميع أنواع المضايقات وأن نرى الاضطّهاد. الجزيرة غُمرت بالذين قدموا من داخل سوريا، والموظّفين الجشعين الذين ينتظرون الفرصة للاستيلاء على مواردنا.

في هذا الوقت الذي لازال فيه الفرنسيون هنا، وعلم فرنسا منصوب في كل مكان، من الواضح أن دمشق التي لا تعرفنا ولا تفهمنا، تنظر إلى منطقتنا وكأنّها إحدى مستعمراتها. ولا يتعامل الموظفون معنا كمواطنين، بل يتعاملون معنا بإذلال [...]".

ومن ثم يوضّح الموقعون على الوثيقة الأولى أسباب مطالبتهم بالاستقلال الإدراي والمالي، وكذلك موارد وأموال الجزيرة وكيف تقوم دمشق بنهبها.

وفي نهاية الرسالة طالبوا بأن يكون شكل إدارة الجزيرة مثل إدارة اسكندرونة التي كانت تتمتّع بلامركزية إدارية واسعة، ولامركزية مالية. كما وطالبوا بأن تبقى الجزيرة تحت مظلّة فرنسا في المستقبل.

هذه الرسالة (المضبطة) لم يكن وقعها على حركة القوميين السوريين بسيطاً، ولم يبق المعسكر الأخير دون تحريك ساكن. فقد أقدم القوميون السوريون على صياغة رسالتين متتاليتين محفوظتين أيضاً في الأرشيف الوطني الفرنسي في مدينة نونت تحت الرقم: (S-L:C.P.413). الوثيقة الثالثة التي أنشرها (رسالة القوميين السوريين) صدرت بتاريخ 9/4/1936 أي بعد أربعة أيام فقط من تاريخ صدور الوثيقة الأولى (مظبطة الحركة الكوردية والمسيحية)، حملت توقيع 465 شخصية من الجزيرة، ومنهم عدد من العشائر العربية والكوردية، لكن المثير للاهتمام بأنّ الوثيقة الثالثة (رسالة القوميين السوريين) لم تحمل توقيع أي من المسيحيين. وتم في هذه الرسالة الإشارة إلى أنّ موقّعي الوثيقة الأولى (مظبطة الحركة الكوردية والمسيحية) ليسوا من أهالي الجزيرة، وأنّهم نازحون من تركيا، وأنّ ما ورد في رسالتهم كان بتأثير وعومل السلطات الفرنسية، وأن الموقّعين انفصاليون ويدعون إلى تجزئة سوريا.

تعقيباً على ما ورد في هذه الرسالة، أودّ التنويه إلى أنّ وثيقة أخرى محفوظة في أرشيف مدارس الدومينيكان والمحفوظة في باريس،  ورد فيها: " في شهر 7 عام 1937، جلس الكومندان الفرنسي بونيت مع حاجو، وأبلغه بأنهم سيسلمونه إلى تركيا اذا استمر نشاطه مع هذه الحركة" في إِشارة إلى حركة الكورد والمسيحين. لربّما كان عدد من الضباط الفرنسيين في الجزيرة متعاطفين مع الحركة الكوردية والمسيحية، لكن من الواضح أن السياسية العامة الفرنسية كانت مناوئة لها.

أمّا الوثيقة الرابعة التي أنشرها فهي رسالة أخرى صدرت من القوميين السوريين بتاريخ 15/4/1936، وكانت موجّهة إلى المفوض السامي، استنكر فيها القوميون االسوريون في الجزيرة مطالب الحركة الكوردية والمسيحية، ووصفوا أصحابها "بالملتجئين المأجورين".

وعند الوقوف على موقف القومييّن السوريين من الحركة الكوردية والمسيحية حينها، نرى بأنّ الموقف وردة الفعل نفسها تصدران من الكثير منهم ومن القوميين العرب وحتى من أطياف واسعة من المعارضة السورية إلى يومنا هذا، عند التحدّث عن اللّامركزية.

ما لفت نظري في رسالة القوميين السوريين أنّها تحمل توقيع رئيس عشيرة الملّلان محمود ابراهيم باشا، وجعلني ذلك في حيرة من أمري، فبحسب معلوماتي ومعرفتي، كان رئيسا عشيرة الملّلان الشقيقان محمد ابراهيم باشا ومحمود ابراهيم باشا إلى جانب الحركة الكوردية والمسيحية المطالبة بالحكم بالذاتي، وحملت العديد من رسائل الحركة توقيعيهما، فلم الآن يوقّع محمود ابراهيم باشا على رسالة القوميين السوريين؟

وبعد الاطّلاع على المزيد من الوثائق المحفوظة في الأرشيف الوطني الفرنسي في مدينة نونت تحت الرقم: (S-L:C.P.413)، وجدت رسالة صادرة بتاريخ 29/4/1936، من الملازم الفرنسي لوري في دير الزور، وهي الوثيقة الخامسة التي أنشرها اليوم، وورد فيها: "إنّ محمود رئيس عشيرة مللّان قد اجتمع بسعيد آغا عشيرة دقوري، وعيسى عبد الكريم عشيرة ملّلان، وطاهر آغا عشيرة بينار علي، وطلب منهم سحب توقيعهم من رسالة القوميين السوريين التي هو بنفسه وقّعها. وقال له الثلاثة: وقعّنا رسالة دهام (القوميين السوريين) بناء على طلبك، ولو أنّك حينها طلبت منّا توقيع مضبطة حاجو (أي رسالة الحركة الكوردية والمسيحية) لوقعنّا عليها، لكن الآن وبعد توقيع رسالة دهام فإن كرامتنا وشرفنا لا يسمح لنا بالتراجع عن ذلك"، ويضيف الملازم لوري في رسالته أن "محمود قال بأنّه غيّر رأيه وأنّ عليهم أيضا فعل ذلك، وإن لم يفعلوا فسيقعون في المشاكل".

أردت من ذكر ما سبق أن أسلّط الضوء على نوع من الأسباب التي دفعت برؤساء العشائر والوجهاء إلى توقيع رسائل معسكر تارة، وتوقيع رسائل المعسكر الآخر تارة أخرى. فمن الواضح بأنّ العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية للقادة شكلت تأثيراً واضحاً على قراراتهم. وبقناعتي فإن محمود ابراهيم باشا قد أقدم على توقيع رسالة دهام كردّ فعل أو احتجاج على موقف صدر من أحد قادة العشائر من المعسكر الكوردي والمسيحي، ومن ثم عدل عن قراره في وقت عاجل وحاول تصحيحه.

في الختام، أودّ القول بأنّ الرسالة التي صدرت عام 1936، عن الحركة الكوردية والمسيحية في الجزيرة، لها أهمية من نوع خاص في يومنا هذا. فمن الملفت بأنّ طيفاً واسعاً من المعارضة السورية يثير الجدل باتّهام كورد سوريا برغبتهم في استنساخ تجربة الفيدرالية على غرار كوردستان العراق. نعم، الفيدرالية أيضا هي نوع من أنواع الحكم اللّامركزي، ولكن لكل بلد ومنطقة ومجتمع خصوصيته وظروفه، وأيّ نوع من اللّامركزية يجب أن يناسب ذلك البلد والمنطقة والمجتمع. وموضوع اللّامركزية الذي يتمّ نقاشه من أجل العملية الدستورية السورية ليس بحديث الولادة، بل يعود إلى المراحل الأولى من تأسيس سوريا بشكلها الحالي، ومطالب كورد سوريا باللامركزية قد جاءت قبل تحوّل العراق إلى دولة فيدرالية بعقود.


أسماء الموقّعين على الوثيقة الأولى (المضبطة) الصادرة عن الحركة الكوردية والمسيحية في الجزيرة:

تواقيع المضبطة

1. رئيس عشيرة هفيركان، حاجو
2. شيخ الطي، محمد عبد الرحمن
3. رئيس عشيرة الطي، طلال
4. رئيس عشيرة ملّلان خليل
5. رئيس عشيرة الكيكية، عيسى شيخموس
6. رئيس عشيرة جوّالة، سلومي حميّد
7. رئيس عشيرة دقوري، شكري
8. رئيس أساقفة السريان الكاثوليك، جان حبّي
9. نائب عن الجزيرة، سعيد اسحق

التواقيع:

1. عبد الرزاق غوزي عبد القادر باشا زاده
2. محمد جميل باشا زاده
3. قدّور حجي علي بي زاده
4. رشاد حجي علي بي زاده
5. قدري جميل باشا زادة
6. رئيس البلدية [قامشلو]، ميشيل الدوم
7. مختار الكاثوليك، منصور عطالله
8. مختار طائفة الأرمن، توماس
9. مختار طائفة السريان، عبد الكريم سفر
10 . عن طائفة السريان الكاثوليك، الخوري عبد الأحد
11. عن طائفة الأرمن، الخوري آجيتي
12.   عن طائفة السريان الأرثودوكس، الخوري ملكى
13. رئيس عشيرة شيخان، شيخ ابراهيم
14. رئيس عشيرة كيكان، محمد
15. خوري طائفة الكلدان، كبرئيل
16. رئيس عشيرة ميرسيني، عبدي آغا خلّو
17. أحد رؤساء عشيرة ملّلان، سالونيك
18. رئيس عشيرة ملّلان، ابراهيم باشا زاده محمد
19. أحد رؤساء عشيرة شيتية، عبد العزيز الحسين
20. مختار تل شعير وأحد رؤساء عشيرة شيتية، حجي حمزة
21. رئيس عشيرة بوبلان، ملّا محمود
22. أحد مختاري شيتية، يوسف الحسى
23. مختار شيتية، يوسف العيسى
24. أحد رؤساء عشيرة شيتية، حجي علي العيسى
25. أحد مختاري عشيرة عليان، عباس الحسين
26. مختار عشيرة عليان، برجس حسين
27. قس البروتستانت، جوزيف

تواقيع  التجّار والملّاك:

28. زكي مالو
29. ابراهيم جندجي
30. معمارباشي
31. سعيد دولى
32. الياس
33. أفاديس تبرجيان
34. عبد المسيح
35. موسى أسّو
36. عضو مجلس البلدية، عبد الكريم دولى
37. يوسف سيتراك
38. يعقوب حنّا
39. كربيد قومى
40. سليمان اسكندر
41. الياس ملّوح
42. عبد المسيح عبد النور
43. س. ه. نعمى
44. كلو شابو
45. عبد المسيح سفر
46. جوزيف كربيد
47. أواديسيان (بقّال)
48. بيجال
49. ديكران رشدوني
50. يوسف إيغو
51. مغرديتج ماردوسيان
52. سعيد نعوم
53. كربيت آغا
54. خاجو شرّو

رؤساء العشائر والمخاترة:

55. رئيس عشيرة حسنان ومختار سي كرك، جمو برو
56. رئيس عشيرة حسنان، ابراهيم حجي حسن
57. رئيس عشيرة عباسي، محمود الألفي
58. رئيس عشيرة ميران، مصطفى باشا زاده
59. رئيس عشيرة سى نغان، عبد العزيز بلّي
60. رئيس عشيرة آليان، عبدي المرعي
61. عضوالحركة، رزق الله أنطون
62. مختار عين ديوار
63. إمام عين ديوار، أحمد
64. مختار هبل هوى القصير، موسى يعقوب
65. مختار جنوية، رمزان
66. مختار كرى كورا، سليمان المصطفى

تواقيع  التجّار والملّاك:

67. ديكران قره جلّي
68. عبد الأحد
69. حاجي ب. بايكيان
70. قرياقس يوسف
71. حنّا أنطون
72. أفرام سعيد طوراني
73. جورج حمّال
74. جميل حانوجي
75. باهي شمعون
76. عبد المجيد عبدي
77. يوسف دافيديان
78. يوسف تل حمي
79. رئيس الطائفة السريانية، الخوري عبد الأحد
80. عبد الرحمن عبد الغني
81. فرمان رسول
82. التاجر. ك. توماس
83. مختار قرية ديبسالى، حسن
84. مختار قرية تل بيدر، مرقص مطلوب
85. مختار قرية عين ديوار، حسو حجي محى
86. التاجر آرتين صليفا
87. التاجر والملّاك،  سليم نعمى
88. عضو الحركة، حاجي
89. عضو الحركة، كربيت دادويان
90. مختار الكسّابة ديرك الطائفة المسلمة، محمد الابراهيم

عشيرة هفيركا:

91. الملّاك، أحمد حاجو
92. الملّاك، حسين آغا حاجو
93. مختار قرية قبور البيض ورئيس البلدية، جميل حاجو

94. التاجر، حنّا يوسف
95. التاجر، ابراهيم مرجان
96. التاجر، عمسو باهينى
97. عبد الكريم عمو
98. الملّاك والتاجر، مَقصي ابراهيم
99. التاجر الياس باهى

مخاترة القرى ورؤساء العشائر:

100. مختار معتوق، محمد حسين
101. مختار العريشة، يوسف آغا
102. مختار خزيمك، حسين العبدي
103. مختار مزكفت، جاجان
104. مختار كبّك، فرحو حسين
105. مختار دوتلجى، حسن خلّو

مختار ومجلس أعضاء:

106. مختار دوكندك سبر، يوسف سعيد علي
107. مختار ماهرجان، حبيب بن عزرت
108. مختار كركى شمو، حبيب عزيز
109. مختار كردل، سليمان الأوسمان
110. مختار سروج، لحدو برصوم
111. مختار درجيس، يوسف علي
112. عضو الحركة، عمر خلف
113. عضو الحركة، حسن يعقوب
114. مختار تل جهان، حنّا فريم
115. عضو الحركة، حسين
116. عضو الحركة، أحمى بللي
117. عضو الحركة، اسماعيل حسين
118. عضو الحركة، درويش حسين
119. عضو الحركة، سايح
120. عضو الحركة، ابراهيم عزيز
121. عبدى اسماعيل
122. حسن ابراهيم
123. حنا كورية
124. علي شيخ
125. أبو بدر الحسين
126. محمد شريف
127. رمزان أحمد
128. ملكى شوطّي
129. عيسى محمد
130. عضو مجلس البلدية، حجي محمد
131. إيليا حنا
132.سيموي مللي

عامودا:

 133. شيخ المسلمين، شيخ بكر بكلونو
134. مختار الكاثوليك، شكري قرنطة
135. مختار الكّسابة، جرجس سركيس
136. التاجر، بعدي طبّو
137. التاجر والمزارع، ميخا المنيّرجي
138. التاجر والمزارع، عبد الكريم قس الياس
139. ملك صبّاغ
140. أيوب
141. برجس بدوشي
142. أحمد
143. هاورتين خاجور
144. يوسف صبّاغ
145. شكري قصّار
146. داوود خاتونى
147. ملك اسحق
148. رئيس البلدية، قره زيوان
149. خورين فرمان
150. كبرئيل بيدروس

رؤساء العشائر، مخاترة، زعماء الدين، مجلس الشورى (الأعيان)

151. مختار قجلى، حجي كرمو يوسف
152. مختار هرم رشو، شيخموس
153. أحد رؤساء عشيرة دقوري، بدرخان بن محمد
154. مختار دوكر، جندو داوود
155. مختار تبّو فوقاني، عبدالله فيّاض
156. الزعيم الديني لليزيديين، شيخ سعدون الحسيني
157. مختار رحيكي، زلفو حسين
158. مختار تل كرم، سالم سعيد
159. مختار دوكرى (يزيدي)، كورّي ترّو
160. مختار تسانكدج، شيخموس العلي
161. مختار بكمزلو، بن حجي أمين
162. مختار أتيجان، علي بن جمّي

مجلس الأعضاء (الأعيان)

163. عبد الله
164. حجي سالم
165. ابراهيم أحمد
166. ابراهيم
167. علي خريمز
168. اوسمان علي
169. رفّول جرجس تنزيم
170. علي عبدي
171. يحيى العبدالله
172. مختار الكاثوليك، جبوّر قصّاع
173. مختار السريان الأرثودوكس، موسى كوزى
174. مختار درباسية إسلام، حجي داوود الصالح
175. جورج
176. شيخموس حجي علي
177. كسّابة درباسية، بابا حجي زاده محمد علي
178. خليل حجي ابراهيم
179. سعيد كارزيفان
180. التاجر، كويرو صوفي ابراهيم
181.عضو الحركة، كويرو محمد
182. سعيد ميرزا
183. مختار كتيّنة، حنّا يعقوب
184. حمو ابراهيم
185. حسين محمد
186. مختار غنّامية، فرحان العيسى
187. ابراهيم علي
188. صلاح محمود
189. مختار تل أيلول، صلاح العثمان

مخاترة ومجلس الأعضاء

190. عبد الرحمن بريخان
191. خلف البشار
192. مختار كربتّلي، فرحان الميرزا
193. عسّاف
194. عبدو
195. مختار ملك، سعدون الأوسمان
196. داوود المحمد
197. فرحان الموسى
198. مختار تل قنطار، دهّام العيسى
199. علي أحمد
200. جمّو عنتر
201. مختار كفرى، خلف ملّا صلاح
202. عيسى خليل
203. أيغو
204. مختار دهيلي، قادو بن سيفو
205. المزارع، يوسف الأحمد
206. المزارع، عبد المسيح
207. مختار كرنيوز، سالانيك
208. أحد رؤساء عشائر عزيزان كيكي، شيخموس العيسى
209. رئيس عشيرة سماعيلي كيكي، عيسى المحمود
210. رئيس عشيرة رمّكا كيكي، يوسف علي
211. مختار كاراني، اسماعيل حجي درويش
212. رئيس عشيرة كيكي، حجي درويش حجي موسى
213. رئيس عشيرة صاروخاني كيكي، حسين برو

مركز محافظة الجزيرة:

 214. رئيس طائفة الأرمن، الخوري هاروتين
215. رئيس طائفة الكلدان، الخوري عبد الأحد
216. عن طائفة السريان الأرثودوكس، الخوري حنّا
217. مختار طائفة الأرمن الأرثودوكس، كربيد
218. مختار طائفة السريان الكاثوليك، ابراهيم
219. مختار السريان الأرثودوكس، ابراهيم اسحق
220. التاجر، عبد الكريم بردج
221. التاجر، الياس أفرام إيغو
222. مختار الكاثوليك، توما وانيس
223. التاجر، إليا قس بطرس
224. التاجر، يعقوب صبّاغ
225. التاجر، أغناطيوس

تواقيع التجّار، الطوائف، الملّاك

226. يونان كورو
227. رئيس البلدية، عبد الأحد قريو
228. عيسى بن موسى
229. حنّا آدمو
230. بطرس
231. جميل الياس دلنجي
232. شمعون الياس
233. عبد المسيح
234. دانييل
235. عيسى أترس
236. يوسف محتار
237. هرمز قريو
238. يوسف أركس
239. عبود موسى
240. حنّا محتار
241. الياس موساكي
242. إليا
243. إيليا ملكي
244. ابراهيم الياس
245. ستيفان يونان
246. يعقوب
247. حنّا شمو
248. حبيب موسى
249. يوسف جرجس
250. حنّا نرسى
251. سعيد قوطش
252. حنّا سفاهان
253. سليم باهى
254. ميهل أمتشا
255. اسكندر وراثة
256. عبد الأحد الياس
257. بطرس طوشان
258. ابراهيم شمو
259. آكوب يعقوب
260. جميل يعقوب
261. اسكندر ألكي مرشي
262.فرا نسيس
263. مهران
264. بولص ملكى
265.ابر اهيم حداد
266. نيشان
267. بولص اسحق
268. مغرديش أورتل
269. اسكندر مقصي بدى
270. يوسف رشدوني
271. بطرس أرمى
272. إلياس إيغو
273. كركو
274. اسحق

رأس العين:

275. عن الطائفة الأرمنية، الخوري أرافاتز
276. رئيس طائفة الكاثوليك، الأب ميشيل ملكى
277. رئيس طائفة السريان الأرثودوكس، الخوري حنّا

التجّار والملّاك:

278. صبري عبد المسيح
279. بطرس حورس
280. إمام الكسّابة، حنّا سعدي
281. مهران سكرجيان
282. شكري
283. حنّا سعدي
284. سلو
285. حبيب مريمو
286. عبد الأحد
287. ناصر أحمد
288. رزق الله جبرائيل
289. عبد العزيز غبرو
290. رئيس عشيرة حرب، حسن عبد العزيز
291. أحد رؤساء حرب، سليمان عبيدي
292. رئيس عشيرة حرب، عبيد الخليل
293. مختار كتّينة، هلال الحسين
294. مختار القلعة، محمود
295. مختار تل حلف، ابراهيم
296. أحد رؤساء مرسيني، حسين الابراهيم
297. عضو الحركة، حسين حجي داوود
298. مختار قرية سلام عليك، ابراهيم شيخموس
299. أحد رؤساء عشائر بوبلان ومختار تشامرلو، برو بن شيخي
300. مختار حصادى، عزيز أوسمان
301. مختار قرية توبز، محمد
302. عضوى الحركة، ابراهيم محمد
303. عضو االحركة، أوسى بن حسين
304. مختار رنكو، شيخموس حمدي
305. رئيس الطائفة اليهودية، موسيس تشلوب
306. الحاخام الأكبر لليهود، موشى ابراهيم
307. الطبيب، أومجيان
308. مختار اليهود، شمعون

ترجمة ألماني-عربي: آري م.مهوس