بمناسبة الذكرى 42 لتأسيس الحركة الديموقراطية الآشورية
----------------------------------أين موقف حزب أبناء النهرين من هذه الذكرى؟؟؟
============================
بسبب جائحة كورنا أقتصر أحتفال الحركة الديموقراطية الآشورية (زوعا) بمناسبة الذكرة 42 لتأسيسها على إصدار بيان بهذا الخصوص من دون إحتفالات حزبية وجماهيرية كما كان معهودا. ولكن تساؤلنا يبقى قائما عن موقف حزب أبناء النهرين (الحزب) من هذه الذكرى، ومن حقنا أن نتسائل مثل هذه الأسئلة وذلك بسبب طبيعة الخلفية الحزبية والتنظيمية مع زوعا، إن لم يكن مع الحزب كحزب قائم بذاته فحسب وإنما على الأقل بسبب الخلفية التاريخية والنضالية لقياديي الحزب مع زوعا من جهة، وطبيعة علاقاتنا الشخصية الطيبة مع معظم قياديي الحزب وطموحنا الكبير في أن نرى أحزاب سياسية لأمتنا بفاعلية مثمرة على الطريق الصحيح لتحقيق مصالح الأمة. ليس هذا فحسب، فإن أساس تساؤلنا يستمد شرعيته من:
أولا: هناك تأكيد مستمر من قياديي الحزب بأن بعضهم كانوا من مؤسسي زوعا أو من أوائل رواد مسيرتها النضالية الصعبة، فلابد مثل هذه المناسبة كان يجب أن تعنيهم ولهم ذكريات فيها يستوجب ذكرها ولو ببيان قصير ليتأكد مصداقية كون هؤلاء القياديين في الحزب من مؤسسي زوعا أو من أوائل روادها، وهو التأكيد الذي يعزز التأكيد الثاني:
ثانيا: في معظم المناسبات واللقاءات يؤكد قياديي الحزب، رغم تأسيس كيان تنظيمي مستقل عن زوعا، بأنهم، أو حزبهم فكراً وروحاً ونهجاً وإيمانا هم بالأساس زوعا، ولا يختلفون عنها إلا بأسلوب العمل وسقف المطالب وأولوياتها وسلوكيات بعض قياديي زوعا وتحديدأ سكرتيرها العام. إذن من هذا المنطلق كان يجب على قياديي الحزب أن تكون هذه المناسبة ذات أهمية لهم لأن بعمرها المديد (42 سنة)، بحلوها ومرها بإنجازاتها العظيمة وإخفاقاتها المؤلمة كانوا جزء منها، لا بل تشكل خلفية نضالية لهم يستوجب أضافتها إلى نضالهم وإستمرارهم حتى بعد تأسيس الحزب لتشكل سلسلة نضالية متواصلة يستمد الحزب منها مقومات وجوده على الساحة القومية ويثبت مصداقيته منذ 42 وحتى اليوم. ففي ضوء هذا التساؤل والأسس القائمة عليها فإن أي تبرير، سواء أكان شخصي أو سياسي، يجب أن لا يمحى 42 سنة من نضال أمتنا، بل يجب أن تذكر ثم تذكر حتى تترسخ في عقول أبناء شعبنا خاصة الأجيال المعاصرة والقادمة.
على العموم، لا أريد الأطالة، كما هي عادتي السيئة، إلا أن ما دفعني إلى أن أكتب هذه السطور التي هي منذ زمن طويل من بواطن أفكاري، هي المقابلة الأخيرة التي أجرتها شبكة (ANB) مع الأستاذ توما خوشابا القيادي في حزب أبناء النهرين والتي حفزني لكي أكشف جزء من بواطن أفكاري وأسطرها في هذه السطور، ولكن الذي حيرني في هذه المقابلة هو تأكيد الأستاذ توما خوشابا بأنه كممثل لأبناء النهرين فأن هذا الكيان ليس حزباً سياسياً رسميا. وطبعاً مثل هذا التأكيد يتناقض شكلياً مع كل الصفحات الإعلامية للحزب وشعاراته كما مبين في أدناه، كما يتناقض فعليا مع تسجيله ودخوله معركة الإنتخابات وفوز ممثله بالكرسي في برلمان الإقليم السابق. فمثل هذه الممارسة، أي السعي للوصول إلى مكامن السطلة هو أساس مهم يتعرف به أي حزب ويشكل مقوم أساسي لوجوده كحزب. فمقومات أي حزب هي، الفكر، الأعضاء، التنظيم ثم الأهم هو السعي للوصول إلى السلطة. فبغياب المقوم الآخير يتحول الحزب إلى جماعة ضغط.