المحرر موضوع: رسالة مفتوحة الى الدكتور عبدالله رابي  (زيارة 1684 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Hani Manuel

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 204
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأستاذ االدكتور عبدالله رابي المحترم

ليس خافيا أنك واحد من القلائل من أبناء أمتنا الذين يحملون  شهادات عليا في علم الاجتماع . فعلى الرغم من وجود المئات من أبناء شعبنا يحملون شهادات في الطب والهندسة وبقية العلوم الا أن اختصاصيي علم الاجتماع يعدون على الاصابع وأنت بالتأكيد أحد مشاهيرهم !
أكتب هذا لأني أفتخر بأن يكون أحد أبناء أمتي بارزا  في أحد فروع العلم النادرة  ولأنني أعتبرك من المثابرين في البحث والتحليل ونشر مؤلفاتك .
ولكن على الرغم من اعجابي ببحوثك وتحاليلك الا أن ذلك لايعني انني أتفق معك في بعض ارائك واستنتاجاتك واسمح لي هنا أن أختلف معك في الرأي الذي يقول بأننا لسنا  قومية واحدة بل ثلاث قوميات !!
فمع احترامي الكبير لنظريات علم الاجتماع فان الواقع يقول عكس ذلك تماما , لأن التاريخ والجغرافيا واللغة والعادات والتقاليد وكذلك المستقبل والمصير الواحد كلها أدلة تشهد وتؤكد بأننا أمة واحدة , قومية واحدة .والشئ الوحيد الذي يفرقنا هو الانتماء الكنسي .
في مقالك المعنون  (د. منى ياقو تشكو من الغاء الاشوريين ولكنها تلغي الكلدان والسريان) وفي ردك على الاستاذ حنا شمعون استشهدت كثيرا بالرحالة الفرنسي ميشيل شيفالييه . وقد عرفته بالشكل التالي :   
 (ميشيل شفاليه، كان أستاذ في جامعة سوربون الفرنسية، زار المنطقة في 1975- 1977، واستحصل الموافقات الرسمية من إيران وتركيا والعراق، لكي يطلع جغرافيا عليها، اذ تعد دراسته في الجغرافية التاريخية، ونعتبرها في علم الاجتماع دراسات اثنوجرافية وأنثروبولوجيا، ليكون أكثر الماما وموضوعيا حينما يحلل ما كُتب عن سكانها في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين من قبل عشرات الرحالة المستشرقين، هذا ما يذكره في مقدمة كتابه. طبع كتابه عام 1985)
ورغم احترامي الكبير للسيد شيفالييه وشهاداته ولكن ذلك لا يجعله محصنا من الخطأ أو حتى معصوما من الكذب في بعض الأحيان ! .
ومن ضمن الأخطاء التي وقع فيها السيد شيفالييه هو وصفه للعشائر الاشورية بأنها (عشائر نسطورية) ورغم أن عبارة (نسطورية ) هي عبارة غير صحيحة في حد ذاتها عند وصف عقيدة كنيسة المشرق فأنني سأتغاضى عن هذا الوصف وذلك لأن السيد شيفالييه لم يكن لديه أي علم بعقيدة كنيسة المشرق . والخطأ الذي وقع فيه السيد شيفالييه واضح تماما وهو أن النسطورية (لو وافقنا على هذا الوصف) هي مذهب ديني وليس اسما لقومية ما . وهذا الوصف يشبه عبارة (عشائر كاثوليكية) أو (عشائر ارثوذكسية) !! وهذه الأوصاف غير واقعية وخاطئة .
في صفحة 40 من كتابه , يقول ميشيل شيفالييه :
 
 
 وترجمة ذلك :
( كرمليس بلدة كلدانية كبيرة ، (4000  نسمة هو عدد سكانها عام 1913) ، تقع في الجنوب ، وهي محاطة بالقرى المأهولة بالسريان الغربيين ) .
اذن حسب السيد شيفالييه فان عدد سكان كرمليس  في عام 1913 كان 4000 نسمة وهم من شعبنا الكلداني .

وفي الصفحة  (298) يشير السيد شيفالييه في احدى الفقرات الى رحالة سويدي اسمه
(1707 - 1748 ) Jonas (Jean) Otter  يوناس (جان ) اوتير



وترجمة هذه الفقرة :
( في القرن السابع عشر قال  الرحالة الإيطالي بيترو ديلا فالي ، متحدثًا عن زوجته معاني ، بأنها من عائلة نسطورية كبيرة في ماردين ، وإنها من الأمة الأشورية ، ومن دماء المسيحيين القدماء". إنه بلا شك بنفس السياق أطلق أوتر،عام 1737، أسم الآشوريين على النساطرة في بلدة كرمليس الواقعة بالقرب من الموصل ) .
( لاحظ هنا بأن السيد شيفالييه يصر كذبا على اطلاق تسمية نساطرة على الأشوريين رغم أن اوتير لم يذكر عبارة نساطرة كما سنرى قريبا  ) . 
وكان السيد اوتير قد زار المنطقة بين عامي 1737 - 1738 وألف قبيل وفاته  كتابا بعنوان رحلة الى تركيا وبلاد فارس 



في هذا الكتاب وفي الصفحة (  146 )  يقول السيد اوتير ما يلي :


 
في اليوم التالي 19 نيسان وبعد مسيرة أربع ساعات خيمنا في كرمليس وهي بلدة كبيرة يسكنها الاشوريون  )
( كما ذكرت سابقا فان اوتير لم يقل نساطرة كما ادعى شيفالييه بل قال اشوريون )

اذن في عام 1737 كان سكان كرمليس من شعبنا الأشوري حسب ما يقول السيد اوتير .
ولكن في عام 1913 أصبح سكان كرمليس من شعبنا الكلداني كما رأينا سابقا مع السيد شيفالييه !

والسؤال هو التالي :
كيف تغير سكان كرمليس ؟ هل كان التغير قوميا ؟ هل كان التغير اثنيا ؟ هل كان التغير انثروبولوجيا ؟
ببساطة شديدة وصدقا أقول لم يكن التغير لا قوميا ولا اثنيا ولا انثروبولوجيا ...
التغير كان كنسيا وكنسيا فقط . . لأن الكلدان والأشوريين هم قومية واحدة ولا يفرقهما شئ سوى الانتماء الكنسي .




   


غير متصل Hani Manuel

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 204
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد حدبشاب العربي (خوشابا العربي) المحترم.

 على الرغم من أني أظن أنك السيد موفق نسكو متخفيا ولكني مع ذلك سأخاطبك على أنك حدبشاب

 من آداب الحوار أن تحترم الآخرين لكي تستحق أن يحترموك فأنا شخصيا لم أدع يوما أني كاتب . .
ولكن من الأدب أيضا ومن واجبك  أن تذكر الدكتور عبد الله رابي باحترام .
فهو يحمل شهادة دكتوراه شئت أم أبيت .. وهو أستاذ جامعي شئت أم أبيت . . وهو صاحب عدة مؤلفات شئت أم أبيت  ّ

نأتي الآن إلى مداخلتك التي أشكرك عليها .
تقول في ردك ما يلي : ( أن ديللاديفييه لم يقل عن زوجته أنها آشورية ) .
 وانا أقول لك وللسيد موفق نسكو بأن هذا تزوير واضح  فالسيد نسكو أما أنه لم يفهم ما كتبه شيفالييه عن  ديللاديفييه أو أنه يكذب  وفي كلتا الحالتين فهو مزور .لأني وضعت لك ولكافة القراء رقم الصفحة من كتاب شيفالييه   وذكرت ترجمة  النص  وأكرر أن بيترو ديلافالييه قال عن زوجته (معاني) أنها من عائلة نسطورية كبيرة في ماردين وأنها من الأمة الآشورية ( راجع الصورة الثانية أعلاه ) .
ثم تقول عن السيد أوتير بأنه كان جغرافيا  . . (ياسلام) ألم يكن رحالة؟ ألم يقض أشهرا في هذه المنطقة ؟ ألم يكن يعرف ما معنى آشوري ؟ وما معنى (نسطوري) ؟
لا يا سيدي أنه لم يقل بأن كرمليس قرية آشورية كما يدعي السيد نسكو كذبا بل قال بوضوح بأن سكان كرمليس آشوريون والفرق طبعا واضح حتى لك وللسيد نسكو ( راجع الصورة الرابعة أعلاه ) . وشكرا


غير متصل Eddie Beth Benyamin

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1627
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الكاتب المحترم Hani Manuel

سبق وان ناقشنا موضوع  بيترو ديللاديفيه عام 2015 في الرابط ادناه   .

https://ankawa.com/forum/index.php/topic,791016.msg7419347.html#msg7419347

اقرأ ردي رقم 4  ....  اقرأ رد رقم 8 كيف خربط ولخبط العلامة موفق نيسكو في الترجمة . وبعدها اقرأ ردي رقم 10

الست معاني فتاة آشورية  Assyrian Girl  من بغداد حينما تزوجها الرحالة بيترو ديللاديفيه . Assyrian Girl مذكور في البيت الاول السطر الرابع 

ارفقت صفحة 176 من الكتاب . وكل من يشك بذلك  ويتهمني بالتزوير والتحريف ليبحث في الكوكل : SITTI MAANI صفحة 176 .

غير متصل Hani Manuel

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 204
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد Eddie Beth Benyamin المحترم

شكرا لهذه الإضافة الجميلة التي أغنت الموضوع . أتمنى أن يعي المزورون والمشككون بوجود الآسم الآشوري قبل القرن التاسع عشر .
لاحظ بأن الشابة الآشورية ( معاني ) قد توفيت في سن الثالثة والعشرين نتيجة إصابتها بالحمى الوبائية ( ربما الطاعون ) .
ولاحظ كيف يصفها زوجها في قصيدة جميلة :
أراك وأنت تنسابين بنعومة
برموش متدلية وشعر مجعد فاحم السواد
وبسحنة ذات كبرياء لطيفة
أيتها الفتاة الآشورية الحبيبة




غير متصل Hani Manuel

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 204
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد حدبشاب العربي المحترم

صدقني ليست لي أية علاقة بحذف مداخلتك الأولى .
شكرا لك على المداخلة الثانية والتي صدقا أقول لم تضف شيئا إلى مداخلتك الأولى سوى المزيد من الإساءة الشخصية .
تأكد بأننا شعب واحد وأن السريان هم حدقات عيوننا كباقي مكونات هذه الأمة الواحدة .

غير متصل د.عبدالله رابي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1269
  • د.عبدالله مرقس رابي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ هاني مانويل المحترم
تحية

 شكرا على اهتمامك ومداخلتك التي جاءت في ضوء مداخلة مُعقب اخر على موضوعي السابق، وبالرغم من انني نادراً ما أردُّ على مقالات الاخوة الكتاب ليس لشيء، انما لضيق الوقت. او حينما أرى الموضوع يستحق وله علاقة باهتماماتي المعرفية، ولما كانت كلمتك عبارة عن رسالة مفتوحة موجهة لي شخصياً، فهذه محاولة ذكية منك لإرغامي على الاجابة، لأنه واجب يتحتم عليَّ في هذه الحالة. وفي ضوء مداخلتك الهادئة هذه اسمح لي توضيح ما يأتي:

عجبني قولك الرصين على عدم الاتفاق مع بعض ما اكتبه، وهذا شيء طبيعي جداً، واخص بالذكر عندما يتناول الانسان دراسة ظاهرة اجتماعية. وعدم اتفاقك معي يرجع الى اعتباري ان هناك ثلاث اثنيات بشرية في العراق ومشتتين حول العالم هم، كلدان واشوريون وسريان معاصرون، ولكن شعب واحد هو من منابع بيث نهرين، بالطبع، لم اتوصل الى هذه الظاهرة اعتباطياً دون دراسة مستفيضة اخذت عندي اكثر من 16 سنة منذ ان نشرت كتابي الأول عام 2000 بعنوان الكلدان المعاصرون، دارسة سسيو أنثروبولوجيا، وبلورت ونضجت الفكرة عندما بدأت بجمع المعلومات وتحليلها ونشرتها في كتابي الثاني عام 2016 تحت عنوان، الكلدان والاشوريون والسريان المعاصرون وصراع التسمية  (أقول المعاصرون)، ذلك العنوان الذي فسره البعض اني اقصد الاقتتال بين الاثنيات الثلاث حول التسمية، دون ادراك منهم ان المقصود مصطلح نستخدمه في حقل علم الاجتماع ويعد هنا الصراع الفكري وليس الفيزيقي والمعارك الطاحنة، لأننا نعتبر كل قتال هو صراع ولكن ليس كل صراع هو قتال، فهناك الصراع النفسي والاجتماعي والفكري، وهكذا.

دراسة علم الاجتماع للظواهر ومنها التاريخية تختلف عن دراسة المؤرخ، وهذه تحتاج الى تفاصيل بعضها تطرقت اليها في مقالات سابقة، إذا سمحت الفرصة لي سأكتب مقالاً عن الموضوع. وشخصيا اعتبر عملية "التأريخ" وليس التاريخ ارجو التمييز بينهما مهزلة عقلية، لتداخل تأثير الانتماءات المختلفة وعوامل اخرى في عملية التدوين. بينما في علم الاجتماع، ندرس الظاهرة كما تراه حواسنا إضافة الى العقل. ولهذا عندما استعين بما كُتب تاريخياً ليس الا امثلة لأبين للناقد لكتاباتي، انظر كيف يكتب المؤرخون، وليس لاعترافي بها شخصياً.

 ولهذا اخي العزيز هاني، أقول ما يراه الواقع من مقومات التي تفضلت بها في ردك من منظور علم الاجتماع بخصوص مسيحي العراق ليست كافية ليكون جميعهم اثنية بشرية واحدة، لان هذه المقومات هي نتائج دراسات اجتماعية قديمة، كانت قد ظهرت في حالة ان يكون المجتمع او الجماعة البشرية في حالة عزلة اجتماعية تعيش على ارض محددة والاتصال الحضاري السريع غير موجود، بل بطئ، انما في الحاضر ومنذ عقود من الزمن، اختلفت الحالة، فالأرض ليست موحدة للكل فهم مشتتون والاجيال لا ترى انتمائها لنفس الأرض، عادات اختلفت، فبدلا من الدولمة والاكلات التقليدية لنا جميعا أصبحت ثقافتنا تبحث عن الستيك والسوشي ، عادات زواجنا ليست عائلية بل شخصية، نظرتنا الى الدين ولغتنا تنوعت، فمقارنة المغتربون المسيحيون وبالأخص الأجيال الحالية والمستقبلية مع مَن في العراق، سيوحي لك اننا لسنا موحدون بتلك المقومات وهكذا هذه الحالة تنطبق على كافة شعوب العالم الذين اصبحوا بين مفترقَين واخص بالذكر أولئك الذين لا يمتلكون دولة. وحتى الانكليز والفرنسيين في كندا يؤكدون من الاجيال الحديثة ان اثنيتهم كندية كما ظهرت من الدراسات الاثنية لعلماء الاجتماع الكنديين وكما جاء في الاحصاءات السكانية، وهذه التفاصيل موجودة في كتابي الأخير. النظريات العلمية تتغير في كافة الحقول العلمية، في العلوم الطبيعية تتغير، فكيف لا تتغير في العلوم الاجتماعية والإنسانية التي تعد الظاهرة الاجتماعية المعقدة مجال بحثها.

عليه ادركوا علماء الاجتماع والانثروبولوجيا هذه المسالة في دراساتهم الحديثة ويؤكدون ان الاثنية تتغير ولم تبق ثابتة بحكم عوامل متعددة، فهذه المقومات المذكورة في ردك لا تمثل شيئاً ما لم تقترن بحالة الشعور الفردي للانتماء، واذا تريد المزيد ارجو مراجعة مصادر، خاصة بدراسة الاثنيات، التغير الحضاري، والمجتمع الحديث، ولا تنتظر من عندي ان اصور المصدر واعمل لايت على العبارة او السطر، اترك لك الخيار للبحث، كما قلت لإخوة اخرين، لان هذه الطريقة التي اراها هنا المستخدمة في تصوير المصدر والصفحة ليست علمية منهجية، بل الذي يريد التحقيق من المصدر عليه قراءة المصدر ككل لكي تكتمل الفكرة والهدف منه لدى القارئ، وليس باقتباس سطر او سطرين والقول هكذا قال المؤلف، وبالأخص في هذا الزمن الذي بات كل شيء معرض بسهولة للتزوير، ولا اقصدك هنا حاشك، ولكن اتحدث بعمومية، فلا اقبل من طالبي ولم يقبل اساتذتنا سابقاً ان يأتي لي بكذا طريقة.

 اما الشطر الثاني في تساؤلك هو اعتراضك على "شفاليه"، شكرا على اقتباسك لما وضعت في الرد، وهذا دليل على مصداقية امرين: ان التأريخ مهزلة، لان مئات المستشرقين درسوا سكان بلاد النهرين، واختلفوا في تقرير الأصول ومدى ارتباطهم بالحضارات القديمة الرافدينية، والامر الثاني، مصداقية ما قلت ان هكذا اقتباس ليس علمياً بل يجعل القارئ مرتبكاً لتشويه ما جاء في الكتاب، انما يكفي لو قلتَ راجع شفاليه او في الصفحة الفلانية يقول وهكذا، فيستوجب لو اردتُ التحقيق، ارجع الى المصدر المشار، فإذن بدى لي انك راجعت كتاب شفاليه عن " المسيحيون في حكاري وكردستان الشمالية"، ولكن بحسب هذا الرد ، يبدو لم تقرأه بدقة وكيف تعامل منهجياً مع الموضوع، وما الذي توصل اليه.

شفاليه لم يقل نساطرة او اشوريين او كلدان، بل، كما اقتبست واقتباسك صحيح غيره الذين قالوا ذلك، فهو قال وواضح من عنوان كتابه، المسيحيون في حكاري، فطريقة "شفاليه" اختلفت عن مَن سبقه في دراسته لمسيحي حكاري، وبالذات مسيحي شمال العراق الحالي، لماذا؟ انه جمع مئات الدراسات لمستشرقين كتبوا عن المنطقة جغرافيا واجتماعيا وسياسيا وحضاريا ودينيا، وبنفسه زار المنطقة متأخرا ليستطلعها جغرافيا، ويربطها بما كتبوا عنها اجتماعيا، فحلل ما كتبوا بطريقة المقارنة الدقيقة المنهجية، معتمدا على أسس علمية:
 من الزائر، ومتى الزيارة، غرض الزيارة، مهنة الزائر، ارتباط الزائر المؤسساتي، خلفية الزائر العلمية، طبيعة لقاءات الزائر مع الأهالي، فاستنتج، ليس فقط من سماهم بالعشائر النسطورية، ولكن هناك من سماهم، ذوي أصول كردية، واخر أصول يهودية، واخر كلدان، واخر اشوريون، واخر انهم سكان المنطقة من الحضارات التي سبقت الإمبراطورية الاشورية، ومنهم يرجع اصولهم للأشوريين القدامى ومنهم اعتبروا ذلك اسطورة وخرافة، وهذه ليست من تأكيداته بل توصل اليها من دارسي تلك الجماعات، ولهذا قلت يبدو لم تكمل قراءة الكتاب، لكي تصل الي كل نهاية من مواضيعه وكيف يبدي رايه، وثم لخص نظريته، في العبارة، ان كل ما كُتب عن مسيحي حكاري هي فرضيات لا ترقى الى دراسات علمية يمكن الاعتماد عليها، فهي بحاجة الى دراسات معمقة، هذه هي النتيجة الفكرية لشفاليه المسكين اخي هاني وليس قوله انهم نساطرة، او كورد او يهود. وما جئت من امثلة في ردي على المعقب في المقال ليس لشفاليه وانما موجود في كتابه.

 ومع هذا شفاليه ليس معصوما عن الخطأ، وكذلك عندما نقول عنه ذلك، علينا القول ايضاً أيضا "كرانت" الذي قال انهم ذات أصول يهودية ليس معصوم من الخطأ و "بيترو ديلا فالي" الذي قال سكان كرمليس وزوجته اشورية ليس معصوم عن الخطأ ، والذي قال انهم اكراد ليس معصوم من الخطأ ، والذي قال انهم اشوريون قدامى او كلدان ليس معصوم من الخطأ، وهكذا، كما لسنا كلنا معصومين من الخطأ، انما وضحت هذا لأبين، طريقة دراسة شفاليه لموضوع البحث وكيف اختلفت عن غيره، وعليه علينا، ان لا نقول من يأتي بفكرة لا نرضى بها انه غير معصوم من الخطأ، بينما الذي يأتي بفكرة ترضينا وتلبي طموحنا نقول انه معصوم من الخطأ، هذا لا يجوز.

اسف على الاطالة وشكرا وارجو ثانية قراءة كتاب شفاليه مجددا، وكما ارجو مراجعة كتب حديثة عن الاثنية وكيف تتكون وكيف تتغير مقوماتها زمانياً. والذي انا دائم التأكيد عليه، إذا تحققت الإرادة لجمع شمل الاثنيات الثلاث، ليس بالتسمية الموحدة، بقدر ما هي بالتضامن والاحترام المتبادل والعمل سوية وتوحيد القرار والموقف تجاه كل الاحداث التي يتعرضون لها في البلد. وكل يعمل من اجل نفسه ومن اجل الكل.
محبتي وخالص تقديري 

غير متصل مغترب انا 2

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 108
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وداويني بالتي كانت هي الداء
فعلاً المتأشورون والمتكدنون أغرب شعب على الأرض فيأتيك هاني مانويل يكتب عن شفاليه ويرد عليه عبدالله رابي الذي لا يعرف اسم بلده العراق فيسميه بيث نهرين وميسوبوتاميا تعني الجزيرة السورية المحصورة بين الفرات والخابور وليس العراق عدا تاليفه كتابا طريفا بدون وثيقة واحدة، والمهم مانويل وعبدالله لو كان لهما احترام للعلم لتنازلا فوراً عن اسمي كلدان واشوريين استناداً إلى شفاليه فبالله عليكم هل هناك عاقل يستند إلى شفالييه ويقول انا كلداني أو شوري؟؟؟

يبدو أن الباحثين السريان الاشاوس لم يتركوا للمتاشورين والمتكلدنين شيئا للصدفة فيقول العلامة موفق نيسكو في كتابه اسممهم سريان لا آشوريون ولا كلدان، وكذلك في مقاله المفصل عن شفالييه: تسمية الآشوريين والكلدان أسطورة خرافية:

يقول نافع توسا وهو كلداني ترجم كتاب المؤرخ ميشيل شفالييه (المسيحيون في حكاري وكوردستان الشمالية، الكلدان والسريان والآشوريون والأرمن) من الفرنسية وقدم له وراجعه الأب الدكتور (مطران الكلدان حالياً) يوسف توما مرقس:
 الثابت إن كنيسة المشرق لم تحمل أسماء، آشور، كلدان، وبابل، التي أُضيفت في أواسط القرن السادس عشر نتيجة الانشقاقات المذهبية، ولغة الكنيسة هي الآرامية، وزيادة في الإيضاح: لم ترد مفردات آشور وكلدان وبابل في كتابات المؤرخين القدماء إلاَّ لتعني منطقة جغرافية لا غير، بدون أن تُشير أو تعني قوماً، أمَّا ورودها لتعني قوماً، فلا نجد ذلك إلاَّ لدى بعض المؤرخين المتأخرين الذين تعمَّدوا إضافتها، وكرَّسوها بأنانية لتحقيق أغراض دولهم الخاصة التي كان هدفها استغلال ثروات بلداننا

ثم يأتي إلى قول المؤرخ الفرنسي ميشيل شفالييه:
بسبب الموقع الجغرافي لإقامة بطريركهم، سَمَّى السريان الشرقيون أو النساطرة أنفسهم، كلداناً، وهذا يعني أن التسمية لم تكن مبنية على أسس عرقية، وعممت الكنيسة الكاثوليكية استعمال تسمية "كلدان" كما فعلت بعثة التبشير الأنكليكانية التي عممت تسمية "آشوريين"، فالآشوريون لم يَدَّعوا لأنفسهم تسمية آشوريين إلاَّ عند نهاية القرن 19، والنساطرة هم خليط من الأقوام

إن موضوع الكلدان لا يصح التحدث عنه كنسياً وأخذه في الحسبان إلاَّ في نهاية القرن التاسع عشر، والسبب هو أن الأبرشيات الكلدانية لم يشملها التنظيم الكنسي الحقيقي إلاَّ في أواسط هذا القرن، والكنيسة الكلدانية هي التي تأسست في منطقة السهول وتبنَّت شعائر مُذلِّة ومقنعة بحمق، أرجو الملاحظة في كتابي عندما أتحدث عن النساطرة–الكلدان، إنني استعين بعبارة السريان الشرقيين عوضاً عن عبارة كلدو–آشوريين، التي غَدت تُستعمل كتسمية شعبية منذ سنة1920م فقط خصوصاً من عصبة الأمم آنذاك، لأن تسمية كهذه أراها تناقض الواقع التاريخي، ولا يمكن استعمالها في البحوث قبل سنة 1914م 

أما عن الآشوريين فحدث ولا حرج فيصف تسميتهم بعنوان (خرافة) فيقول: إن اسم الآشوريين أسطورة خرافية ابتكرها الإنكليز وصدَّقتها الجماهير البسيطة والجاهلة، وتسمية أبناء الجبال النساطرة، آشوريين، أسطورة لا علاقة لها البتة بأصلهم الحقيقي، إنما علاقة التسمية ترتبط بتاريخ التبشير القادم إلى المنطقة في فجر القرن التاسع عشر، والنساطرة في أيامنا أخذوا يطرحون وبكل تأكيد الرأي القائل إن أصلهم آشوريون، ويفترضون أنفسهم أحفاداً حقيقيين لأولئك الساميين الذين دوخوا العالم بانتصاراتهم قبل الميلاد، لكن هذا الطرح لا يشكل من الحقيقة شيئاً، وكل ما هنالك، أنه تقليد متوارث وأسطورة متباطئة ذات أصول ذكية دعمها وساعد على نشرها وترسيخها المبشرون الأنكلو– سكسون (الإنكليز)

إن المأساة الحقيقية بالتسمية الاشورية التي خلقت الانتساب الأسطوري أو الخرافي، شَجَّع منذ1918م على اختلاق أو افتراض قومية آشورية أو كلدو آشورية كانت مع الأسف الشديد سبباً لشرور كبيرة وتشرذم حلَّ بجماهير المسيحيين عامة، والنساطرة والكلدان خاصة، كانت خاتمتها مذبحة سيميل 1933م.

إن تضارب الآراء وكثرة الادعاءات الحاصلة في القرن العشرين لدى جماهير النساطرة فضلاً عن التسميات التقليدية المعتمدة في الكتاب المقدس، لعبت أدواراً قاتلة في مجرى تطور حضارة هذه الجماهير لأنها جعلتها تعيش الخيال بأسماء رنانة اتخذوها لأبنائهم (في الوقت االحاضر) مثل سركون وسنحاريب وأسرحدون وشميرام وآشور التي صبغت تاريخ الآشوريين القدماء بطابع العظمة والافتخار
وللتفصيل أكثر مع ارقام الصفحات:
المؤرخ شفالييه، تسمية الآشوريين والكلدان أسطورة خرافية: بقلم موفق نيسكو

غير متصل Hani Manuel

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 204
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني




الدكتور عبد الله رابي المحترم

لن أخوض هنا في نظريات علم الاجتماع لأن هذا العلم ليس من آختصاصي وبالتالي فإنني لو حاولت أن أناقشك على هذا الأساس فأنني سوف أغرق في بحر من المصطلحات والتعابير التي لا أعرفها وبالتالي فإن النتيجة ستكون محسومة مسبقا   .  ولكن لنفرض أنه قد جاء عالم اجتماع أخر وناقش نفس الموضوع فسوف يتوصل الى نتيجة أخرى مختلفة تماما عن النتيجة التي توصلت أنت اليها . وهكذا لو جاء عالم اجتماع ثالث ورابع . .الخ.
ولهذا السبب أعتقد أنه ليس من المستحسن أن نضع شعبنا المسكين والمغلوب على أمره تحت مجهر النظريات سواء كانت نظريات اجتماعية أو سياسية أو مذهبية طالما أن هذه النظريات لن تصل الى نتيجة واحدة بل  ستكون هناك نتائج متباينة تختلف باختلاف المراجع الكنسية أو المدارس الفلسفية أو المذاهب السياسية لاصحاب هذه النظريات .
ولكن اسمح لي أن أتناول هذا الموضوع من الجانب العملي الواقعي وليس من الجانب النظري ،  لأن  واقع لحال  يقول  بأن أبناء شعبنا بغالبيتهم العظمى يعتبرون أنفسهم موحدين قوميا رغم الأختلاف الكنسي ،  وكمثال على ما أقول  هي عشرات القرى المتجاورة من كنائس مختلفة  مثل قريتي ديري ( وغالبية سكانها من أتباع كنيسة المشرق الآشورية ) و كوماني ( وغالبية سكانها من الكنيسة الكلدانية ) و لكنك لا تستطيع أن تميز بين ساكنيها من ناحية اللهجة والزي والعادات والتقاليد  والشعور بالانتماء  .
وقد ذكرت في هذا المقال نموذجا  أخر وهو نموذج كرمليس  والتغير الذي حصل بين عامي (1737) و  (1913) وكيف تغيرت ( تسمية ) سكان كرمليس مع العلم أنه نفس الشعب ونفس الملة  ونفس الاثنية والذي تغير هو الانتماء الكنسي فقط !
ولو عممنا  هذا النموذج لرأينا كيف كان الانقسام الكنسي منذ القرن السادس  عشر سببا في تشرذم الأمة وتقطيع أوصالها  حتى وصل شعبنا الى ما وصل اليه الأن . .

كم  كنت أتمنى  يا دكتور رابي أن تفكر مرة أخرى في هذا الموضوع وأن تضع نصب عينيك (  وأنت عالم اجتماع معروف )  ما يساهم في اغناء وحدة هذه الأمة وتقوية الأسس  العلمية لهذه الوحدة .  وأنا  أؤمن ايمانا مطلقا ( كما ذكرت في رسالتي لك أعلاه ) بأن أبناء أمتنا  (الكلدان السريان الآشوريين )  يشتركون في اثنية  واحدة لا غير طالما أن لهم نفس اللغة ونفس التاريخ ونفس الجغرافيا ( جميعهم من سكان نينوى أبا عن جد عن جد عن جد . .) ولهم نفس العادات والتقاليد ونفس المصير .  
  
وتأكد يا دكتور بأن الأمة سوف تتذكر دائما أولئك العظماء  ألذين كانوا  يعملون من أجل توحدها لأن ذاكرة الأمة لا تنسى أبدا .