المحرر موضوع: هل يحــتاج المرجع الـديني إلى محامٍ أم إلى متخـصص ؟  (زيارة 666 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الشماس الأنجيلي قيس سيبي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 232
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


  هل يحــتاج المرجع الـديني إلى محامٍ أم إلى متخـصِّص ؟

لـقـد وفـرت التكـنولوجـيا الحـديثة فـرص متساوية لكـل الناس في الكـتابة ونـقـد مَن لم يجـرؤ أحـدٌ الإقـتراب منهم في الماضي ، وغـدت كـثير من الكـتابات جـريئة ومستـنبطة من الواقع ، وقـد تكـون تجارب شخـصية ، وهـذا ما يعـطي لها الصدق والأهـمية .   
ولكـن ماذا بعـد ؟ بعـضهم يكـتب مسلسلاً من مواضيع تـتضمن الثورة عـلى الواقع (بالكـتابة فـقـط) ، وغـيره يكـتب وينـتـقـد أو يعـترض (عـلى مستويات مخـتـلفة من اللهجة والحـدّة والسلاسة) ، وآخـر يُـقحِـم نفسه بما يفـقه ، أما الـذي يخشى ردود الـفعـل التي لا يتمناها لـنـفسه أمام الملأ ، نـراه يستـخـدم إسماً مستعاراً ولسنين ، حـيث بقي ويـبقى مجهـولا لأسباب قـد تخـص مرضه النفسي أو جـبنه أو منصبه العالي .

وماذا بعـد ؟ هل تكـون الـنـتيجة مثل السياسة الحالية في العـراق حـيث يقـولون وعـلى الملأ ( أن فلان إخـتـلس كـذا مليار دولار من الدولة بإستغلال منصبه ، ولا يزال الفلان في منصبه !!) . هكـذا نحـن حـين نـتألم من ظاهرة معـينة ونكـتب ويكـتبون عـنها ، وبعـد مدة نلاحـظ إستمرارها وكأن المعـنـيّـين لم يطلعـوا عـلى الخـطأ أو أن الأمر لا يخُـصَّهم !.

هـنا أقـصد : هل يوجـد طريقة لرفع هـذه الكـتابات إلى طاولات المسؤولين المعـنيّـين الذين بـدورهم يوجهـونها إلى المخـتصين ليستـشيروهم بما يملي عـليهم تخـصصهم فـيسهـل عـلى القائـد إتخاذ الموقـف المناسب ؟ بذلك يساعـد الكاتب بعـدم الشعـور بهـدر وقـته ووقـت الـقـراء المحـترمين ؟   
لأن لو كانت هذه الإنـتـقادات منطقـية ، فالقارئ سيتضامن مع الكاتب ، وفي حالة عـدم تـفاعـل المسؤول مع الموقـف فهـذا سيوسِّع الفجـوة والفـراق بـين المسؤول وبين الرعـية . وهذا ما لا يتمناه أي كاتب بَـنّاء ، ويكـون الكاتب قـد ساهم في الهـدم والـتـفـرقة بشكل غـير مباشر وغـير مقـصود .   
ولو لم تكـن تلك الإنـتـقادات منطقـية ولم يحـظَ الكاتب بأي رد فعـل مِن المسؤول أو الأشخاص المعـنيـين ، فالكاتب يفسر ذلك باللامبالاة مِن قِـبَل المعـنيّـين ، أو يؤكـدها بعـدم الـرد  ، ويعـتبره تهـرباً أو ضعـفاً عـنـد المسؤول ، وهذا يُغـضب الكاتب ويشجعه عـلى الإستـمرار بالكـتابة والإنـتـقاد ، وقـد يُـبـري قـلمه بحـدة أكـثر، وبالنـتيجة يُسيء الى نفسه وإلى الـقـرّاء بالإضافة إلى المسؤول الذي يعـتبره البعـض من المُصانين . 
 
في كـنيستـنا الكـلدانية خـبراء بإخـتصاصات مخـتـلفة مثل الـقانـون الكـنسي واللاهـوت وتأريخ الكـنيسة والطقس والكـتاب المقـدس والأدب والمجـتمع والعلوم الصرفة وغـيرها من المجالات التي تربط المؤمن بالكـنيسة والمجـتمع . واجـب عـليهم ممارسة إخـتصاصاتهم التي كـلـفـت الكـنيسة الملايـين من الدولارات ، وعـدم ترك ذلك للمرجع الأعـلى الذي قـد لا يملك الخبرة الكافية في ذلك المجال ، فيلجأ الى التهرب والسكوت فلا يتـنازل للـرد وإقـناع الكاتب الذي سيفسر ذلك السكـوت حسب قـناعاته . 
 
هـنا أتـذكـر سؤالاً بريـئاً من المرحوم أخي الأصغـر ــ غالي ــ حـين كان في بداية دراسته المتوسطة وقال :

لماذا بعـض الأشخاص يصرفـون مبالغ طائلة للمحامين ؟ ألا يكـفي أن يعـرض المدّعي والمدعى عـليه شهادتيهما أمام القاضي والقاضي الذي يُـفـترض أن يَعـلم بالقانون ويحكم بالعـدل ، وسوف يحكم بـينهما ويعـطي الحـق لصاحـبه ؟!   
 
نحـن نـتكلم عـن الكـنيسة والـقـوانين الكـنسية ونظامها الذي قـد يجهـله الكـثير مِن الكـتاب فـيقحـمون أنـفسهم فـيما لا يعـلـمون ، حـيث من المفـروض ومن الـبـديهي أن يكـون كل شخـص في منصب معـين مُـلِـمّاً بما يخـص موقعه الاِداري أو الروحي ، فـلماذا لا يردُ ذلك المعـني المتخـصص بشكل أو بآخـر بـينه وبـين الكاتب قـبل الوصول إلى المحامي (القارئ) باحـثاً عـن بعـض من التأيـيد والـدعم الذي قـد يكـون مصحـوباً بعـدم سلامة موقـف أحـدهما أو كـلـيهما ؟.   
 
قـبل أن نحـظى بفـرصة الكـتابة والـنـقـد عَـبر وسائل التواصل المتاحة اليوم ، كانت الإحـترامات والعلاقات بين المؤمنين والمسؤولين الكـنسيـين أنـقى وأجـمل بل كانت ترتـقي إلى الـتـقـديس ،  ولكـن مع الـفـرص المتاحة للكـتابة والإنـتـقاد قـلـلـت مِن قُـدسية هـؤلاء المسؤولين وهـزّت عـلـو مناصبهم ورقّـتها ، خاصةً عـنـد تعـرضهم لإنـتـقادات بـبراهـين وإثباتات لا تـقـبل الشك . 
 
سوف لا أسترسل أكـثر لأن الغـرض هـو إيصال الـفـكـرة إلى مراجـعـنا الـدينية وأقـصد غـبطة الباطريرك تحـديـداً مع سيادة الأساقـفة الكـرام والكهنة الأفاضل الذين يحملون شهادات أكاديمية عليا في شتّى الاختصاصات
ولكنها مُجمَّدة لا تُذكر الّا عندما يطلب منصب الاسقفية او بعد انتقاله الى الحياة الاخرى
حيث تُعرض شهاداته وعدد اللغات التي كان يجيدها .
   
 
وللجـميع الشكـر والاحترام. 
 
الشماس الإنجـيلي 
قـيس سـيـبي   





غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5234
    • مشاهدة الملف الشخصي
لـقـد تـثـقـّــف الشعـب وصار واعـياً داركاً!!!!!!!!!!!!!!!!