خورا بولص ميوقرا
شلاما اللوخ
طول قيلولة عصر أمس, منحتني طاقه للسهر الذي غالبا ما اتحاشاه, فكان لمقالك حصته في قضاء جزء من سهرتي ,اعجبني مقالك , فقرأته اكثر من مره, وجدتك فيه وقد تجاوزتَ الدارج ذاهبا برشاقة ريشتك الى ملامسة وتر حسّاس حرّكت فيه الخمول والروتينيه المملّه, قلّما لامست هذا الوتر ريشات غيرك بهذه الطريقه المفصلّه والايضاحيه .
شخصيا أعلم انني غير محسود من قبل اولادي واحفادي عندما أحكي لهم بفخر عن انني من عشاق الطرب القديم لاكثر من نصف قرن ونيف لكنهم من باب المجامله يبتسمون خاصة عند سماعهم بانني لم أحد يوماًً عن هذا العشق لا في صباي ولا الآن وقد اشتعل الراس شيبا, والآن بمناسبة مقالك ,أتساءل كم من شباب قرننا الحالي يستسيغ جلوسنا ساعتين لسماع واحده من رائعات ام كلثوم اومن لآلئ محمد عبد الوهاب وتلحينات القصبجي او بليغ حمدي وقد مر عليها قرابة القرن ؟
رابي العزيز, حال هيكلنا العظمي ومحلنا من الاعراب في زحمة استهواءاتنا المدمنه على نسق مُخدَر وبشكل مستديم,لا يفرق عن حال أذواقنا وآذاننا مع أوتار سُلمنا الموسيقي, بقت النوطات من دون تجديد كما هي فقط لتراعي ذوق ولع آذاننا بكلاسيكيات الإملاء والتقليد الموجود بحجة تقديس الموروث على حساب ما تستذوقه آذان هذا الجيل , فلم نعد نُسمِع غيرنا سوى اصواتا نشاز لا تألفها الأذن ولا جدائد السمفونيات وابداعات مؤلفيها العصرين الجاذبه لمسامع ابن هذا العصر , يا ترى هل الخلل في اصابعنا ام في الاوتار ام في كليهما........؟
شكرا لكم رابي