المحرر موضوع: هيكل شعبنا العظمي و موقعنا من الأعراب!  (زيارة 1613 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


هيكل شعبنا العظمي و موقعنا من الأعراب!

    بولص آدم
   
  اعتبر فلوريان بيبر أستاذ التاريخ والسياسة في جامعة غراتس النمساوية أن “الوباء (كورونا) وفّر للحكومات الدكتاتورية والديمقراطية، على حد سواء، فرصة للتعسف، وإساءة استخدام القرار وتقليص الحريات المدنية”.) من هنا ننطلق لنسأل، ما هو موقعنا من الأعراب؟
  هذه الجملة الكلاسيكية (الموقع من الأعراب)  مهمة جدا في كل زمان ومكان .. تحليل الجملة، يتفادى الأعلان عن تأويلها المتعدد،  يعالجها باتقان ورهافة تليقان بأهمية الجملة، يتعامل معها كدور للوجود وعلاقتنا بذواتنا والآخر كموجود.. عندما نطرح السؤال الأنثروبولوجي، ماهو الأنسان؟ سيكون هناك صدىً ما لمعنى يدركه المبدع المرهف، وهو يسأل نفسه بلا هوادة، ماموقعي من الأعراب؟ يبحث عن الكلمة الفصل ولسلطة الكلمة سلطة غامضة جدا، عصية جدا،  مريبة وغامضة ومشكوك بأمرها جدا .. وكل كاتب يرى عالمه مرهوناً بموقف معين، هو ايضا يرغب ان يؤدي دور المسؤول  كناقد للنمط بجهد وبأتجاه يناسب عمق وادراك معين، لانقيسه بأحتمالين متناقضين فقط،  بل نخضعه للآليات والآليات احيانا ضعيفة تبعاً للتدبير العقلي ومدى مدركها المؤثر، وذلك منسوب أقل مما يجابهنا ونتصدى له بهشاشة، أو أنه متطور وبآلية مثالية وهذه تخضع لآليات منافسة أطراف لاترحب بها وتعمل المستحيل لتدميرها وتقويض موقعنا من الأعراب، فيخرج الآخر مواجهاً لنا باحثاً عن موقعه من الأعراب، دياناً لنا وحجته أننا انتهينا لنكون هيكلنا العظمي وهذا تم على ايدينا! فيعلو صراخ  مواقف سطحية وببغائية هي موقع للآخر من الأعراب، للأثبات العام والأنخراط في الفهم العام، ونحن نعبر عن عشق الحرية والعدالة والمساواة وحق الوجود ونبذ العنف ونبذ الجريمة والدعوة الى حياة المثل والأخلاقيات .. ليكون لنا موقع من الأعراب ! ماموقعنا من الأعراب ؟
  لطالما نساير سلطات ومفاهيم عامة تروض المجتمعات، فنحن نسهل لها عملها، فهل نحن ندرك الالتقاء بين السلطة ومجالات الحياة، الحياة بمعناها الأكثر مباشرة وحسية، الحياة العضوية؟  آمل ذلك. هل لنا فهم حقيقي لما يدور حولنا؟ ام أننا لا نجيد سوى ترديد أن السياسات البائسة نهشت لحمنا وأكملت عمل وحوش الأرض التي قضمت تدريجياً لحم شعبنا منذ سقوط نينوى وبابل؟ وتحولنا بقدرية تاريخية الى الهيكل العظمي لشعبنا ليس كل واحد بل موزعاً بين الوطن والشتات ؟ هذا صحيح ولكنه لا يكفي ليكون لنا موقع من الأعراب. فنحن جلّ انجازنا هو الهروب من أن يكون لنا موقع اعراب في عالم اصبح فيه التنافس على ذلك الموقع مرهوناً بشروط باعة السلاح والطاقة واللقاح.. لطالما تكون مغنطة امبراطورية الميديا من يوجهنا وليس لنا فعل حقيقي كمثقفين. فنحن سطحيون وابداعنا زائل لامحالة.  كيف لا وعندما يجد الجد ويأتي وقت العمل الحقيقي فنحن ندير ظهورنا ونقطع الأتصال بموقعنا من الأعراب اي نولي الأدبار .. عندما كان ميشيل فوكو في تونس والثورة الطلابية اشتعلت شرارتها عام 1968،  الفيلسوف هربرت ماركوزه  تساءل باستنكار (أين كان فوكو في زمن متاريس مايو 1968؟). اي اين موقعك من الأعراب ياسيد فوكو؟ هو ايضا من وجد له موقعا يتفحص عن كثب ألغازاَ للقوى، يعلن موقفه في توازن معين لكي يضع لنفسه جوابا على سؤال يطرحه كل مفكر عارف جدا وصادق، الا وهو السؤال الواضح جدا : ماهو موقعي، مكانتي، محلي من الأعراب ؟ الكل سيسألنا سؤالا عن ذلك مثل ماركوزة، والا فنحن لامحل لنا، ان في الأعراب او في غيره من المواقع !
  هل لك وزن معين في خطابك، في لغتك التعبيرية، ايا كانت وسيلتك ام انك تكتب وفق ماتعرف وتجيد وتكتفي بذلك القدر، يقرأ كتاباتك عدد من القراء ثم تُطوى الصفحة وانتهى؟ لأنك مقتنع بالكفاية تجنبا وتجنبا للأتهامات المهيئة والمتربصة بك، فأنت تسجن نفسك في الأطار فتوحي صورتك انك لست حرا في زمان الحرية الذي تعيشه اخرسا.. وهل انا انطق عبر كتاباتي، كعبد محرر ام كحر مؤجل؟ ما منسوب الشجاعة المتوفرة لدينا وماهي معارفنا حول روح نتحدث عنها باسهاب ونتفنن في تدويرها دون تضحية ما ؟!  هل لنا موقع في ذلك الموقع الخجول ؟!
  لاعجلة في تسمية ما للموقف ولامطالبة للتراصف( تجنبا لخدش مشاعر نعامات الثقافة ) ماهي اذن بدائلنا؟ هل استنفذنا طاقة السؤال حول علاقتنا بكل مايستحق علاقتنا به وهل للضمير دور هنا، ام ماذا ؟!.. تقييم لموقعنا من الأعراب ليس قضية مترفة..بل في صميم موقعنا وحيزنا الذي نعلن عنه في نتاجنا، نتاجنا المقرون بأنسانية وانسنة لكل اشارة في اقوالنا وافعالنا قبل ان نعلن في منتوجنا صفاته، ونتأمل متوسلين تلقيه بحرارة .

متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4976
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي بولص ادم
شلاما
تقول (   هل لك وزن معين في خطابك، في لغتك التعبيرية، ايا كانت وسيلتك ام انك تكتب وفق ماتعرف وتجيد وتكتفي بذلك القدر، يقرأ كتاباتك عدد من القراء ثم تُطوى الصفحة وانتهى؟ لأنك مقتنع بالكفاية تجنبا وتجنبا للأتهامات المهيئة والمتربصة بك، فأنت تسجن نفسك في الأطار فتوحي صورتك انك لست حرا في زمان الحرية الذي تعيشه اخرسا.. وهل انا انطق عبر كتاباتي، كعبد محرر ام كحر مؤجل؟ ما منسوب الشجاعة المتوفرة لدينا وماهي معارفنا حول روح نتحدث عنها باسهاب ونتفنن في تدويرها دون تضحية ما ؟!  هل لنا موقع في ذلك الموقع الخجول ؟!) انتهى الاقتباس

استاذي
قال احد الفلاسفة بما معناه  (  ايها الانسان تكلم حتى اراك )
ولذلك فان وزن الانسان  يقاس  بقيمة كلامه الذي  يكشف معدنه الاصلي امام القراء الذين بدورهم قد يمرون اما مجرد  مرور الكرام امام ما يكتبة  ،،،اذا كان الكاتب فاسد الرآي معروف ،الموقف ،،وبين التوقف بتركيز لكل فكرة او عبارة يطرح الكاتب ذات الصيت الحسن للقراء

واعتقد ان افضل وسيلة لوضع حدود تفصل بين الكتاب والكتابات ذات القيمة والنفع للقراء وبين كتاب ذوي تعفن فكري وكتابات تفتقر الى مفاهيم او
افكار او تطلعات تجذب القاري  ،،هي نبذهم كليا 
وقد تبدا  المشكلة الاولى والاساسية  عند مخاطبة شلة او نفر ضال متشبع بالاحقاد ضد الاخر
فتلك العقول الحاقدة ( لا تحب حتى تفهم )
فالحل اذا في في  تجاوزهم  وعدم مجادلتهم او التحاور معهم 
ونعتبر جهودكم  الكبيرة   في تغذيتنا بالمواضيع المهمة  التي تتطرق اليها. ،،،هي بمثابة  قوة ايجابية. تسهم بجدارة في بناء الجدار  القومي والوطني والانساني لشعبنا

تقبل تحياتي

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2231
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
خورا بولص ميوقرا
شلاما اللوخ
 طول قيلولة عصر أمس, منحتني طاقه للسهر الذي غالبا ما اتحاشاه, فكان لمقالك حصته في قضاء جزء من سهرتي ,اعجبني مقالك , فقرأته اكثر من مره, وجدتك فيه وقد تجاوزتَ الدارج  ذاهبا برشاقة ريشتك الى ملامسة وتر حسّاس حرّكت فيه الخمول والروتينيه المملّه, قلّما لامست هذا الوتر ريشات غيرك بهذه الطريقه المفصلّه والايضاحيه .
  شخصيا أعلم انني غير محسود من قبل اولادي واحفادي عندما أحكي لهم بفخر عن انني من عشاق الطرب القديم لاكثر من نصف قرن ونيف  لكنهم من باب المجامله  يبتسمون  خاصة عند سماعهم  بانني لم أحد  يوماًً عن هذا العشق لا في صباي ولا الآن وقد اشتعل الراس شيبا, والآن بمناسبة مقالك ,أتساءل كم من شباب قرننا الحالي يستسيغ جلوسنا ساعتين لسماع واحده من رائعات ام كلثوم اومن لآلئ محمد عبد الوهاب وتلحينات القصبجي  او بليغ حمدي وقد مر عليها قرابة القرن ؟
 رابي العزيز, حال هيكلنا العظمي ومحلنا من الاعراب في زحمة استهواءاتنا المدمنه على نسق مُخدَر وبشكل مستديم,لا يفرق عن حال أذواقنا  وآذاننا مع أوتار سُلمنا الموسيقي, بقت  النوطات من دون تجديد  كما هي فقط لتراعي  ذوق ولع آذاننا بكلاسيكيات الإملاء والتقليد الموجود بحجة  تقديس الموروث على حساب ما تستذوقه آذان هذا الجيل , فلم نعد نُسمِع غيرنا سوى اصواتا نشاز لا تألفها الأذن ولا جدائد السمفونيات  وابداعات مؤلفيها العصرين الجاذبه لمسامع ابن هذا العصر , يا ترى هل الخلل في اصابعنا ام في الاوتار ام في كليهما........؟
شكرا لكم رابي   

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

 رابي أخيقر يوخنا
 شلاما
 من تطرقت اليهم في كل الأحوال هم مطروحين من المعادلات الجادة، وبعيدين عن توسمنا فيهم (الموقع من الأعراب).
  أحدهم جاء متبختراً فى مشيه، وسيماً بشكله، يزهو بنفسه، فنظر إليه سقراط، ثم قال جملته التى أصبحت مثلاً: تكلم حتى أراك.
واستخدم سقراط الفعل المقصود (أراك) اي، صوتك يعبر عن وجودك عن رأي لك، تعبر عنه سواء بالرضا أو عدمه ( موقعك من الأعراب). حياة شعبنا صعبة ومن يفضل الكتابة في السنة حسنة وفي المناسبات التي تهمه فقط، فنذكره بقول الإمام على بن أبى طالب:الرجال صناديق مغلقة مفاتيحها الكلام.
 ما ينتظره شعبنا منا هو الأفعال اضافة الى الأقوال الطيبة. وهذه ثنائية تكمل بعضها البعض ليكون لنا موقع في الأعراب، من يخرج ببيان استنكار مثلا حول قضية سور نينوى مؤخراً فقد اتى ذلك بعد صدور أمر بالتوقف فوراً في التجاوز على السور، وانا شاهد على دور الكاتب مروان ياسين الذي اشعل شرارة احتجاج قوية وانضم اليه آخرين ثم اصطحب معه آخرين وجمع الفرق الأعلامية لتنقل مانقلته وفي المكان اي في حضورهم في مكان التخريب وايقافه دون الخوف من أحد!.. بيانات متأخرة لذر الرماد في العيون فقط. المتأخرين الخائفين على مراكزهم، لم يكن لهم (موقع من الأعراب)، هذا كمثال والأمثلة كثيرة.. شكرا مع التقدير رابي أخيقر

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

 خورا ميوقرا شوكت توسا
  شلاما اللوخ
  جوابي وبتواضع على سؤالكم في نهاية مداخلتكم الخلاقة:( يا ترى هل الخلل في اصابعنا ام في الاوتار ام في كليهما........؟)
 الأكسدة المتكدسة في المخ لاينتج عنها اكثر من الدخاخين الصفراء السامة، العطب هناك ولا يصدر من هناك ايعاز الى الأصابع للعب الجيد عزفاً على الأوتار، للمطربين الخالدين الذين تفضلتم بذكرهم (موقع من الأعراب). واشعر عزيزي بأننا أتعبناك حقيقة معنا ولكنني اعرف انك تعتبر التعب راحة عندما يكون الموضوع ( لاتتبختر فقط مزهواً، بل قل شيئا نافعاً لنراك).
 ويسرني أن أهدي لكم هذه الأغنية الجميلة بصوت الراحل وديع الصافي:
https://www.youtube.com/watch?v=-F8gumNvTeQ&list=RDMM-F8gumNvTeQ&start_radio=1