ولدنا في بلده تغمرها الذكريات تغمرها احاسيس الانسانية تغمرها ريح الفرح تغمرها فراشات وردية ياليتني اكون حرا مثلك يا فراشاتنا العزيزة ..وبتلك الاجنحة اطير بين ورود بلدتي العزيزة وانثر من جناحاي عطر الغربة وانشد الفقراء لكى يخرجون من زنزانات الظلم ومن دهاليز الغدر والخيانة ومن أزقة الحزن والاسى لشم ذلك العطر الذي سقط من جناحات الفراشة البائسة ..اخرجوا يامن كنتم سيفا بتارا ضد الظلم يا من كنتم سهما يصيب قلوب المجرمين وباع الوطن الحزين فكيف بنا ان نترك كل شىء ونودع الذكريات كما تتساقط اوراق الشجر ببطء ومن ثم تأخذها الرياح من حيث لا تدري الى اين يكون ملجئها ...تتطاير وهي في فرح كانها عروسة في يوم الزفاف وحولها احبائها فلا تشعر من كثرة هيجان الريح بسقوطها وياخذ الجرح الملتهب ببحث عن نشاط لكي ياكل الجسد واما الطبيب المعالج يبحث في الجيوب, وعند فقدان الامل يترك جرحا ينزف حتى يفقد الجسد قوته فانا اليوم رسمت صورة احبائي وجلست تحت تلك الشجرة التى فقدت اوراقها وخططت على ورقة بيضاء شجرة اهلي وعلى غفلة سمعت صراخ امي تنادي بأعلى صوتها نحن هنا ولكثرة شوقي للقاء مزقت تلك الورقة فاخذتها رياح الغدر الى اعالي السماء وهي تسبح بين قطرات المطر حتي تبللت وسقطت على الارض في جداول الماء المطر تدحرجها الى البحار وموجات البحر الهائجه تلعب بها كما تشاء حتى التقطتها الاسماك وابتلعتها ومن ثم الحيتان الجائعة ابتلعت تلك الاسماك وانا حائر كيف لي ان اعيد تلك الورقة التي مزقتها لأقدمها الى احفادي لكي تعود الحياة الى مجاريها ولا اعرف اين تسبح تلك الحيتان وباي بحر يرقصون من الفرح وكيف اصبحت تلك الورقة هل تحولت الى الدم وتجري في شريان الحوت. ام قذفها من فمه بعد ان شعر بان الاسماك سامه فأخذتني حيرة الزمن كيف مزقت الورقة وبعثرتها عندما استيقظت من نومي العميق وصل الانين.. تلك اصوات رياح التي اخذت معها احلامي عبر تلك الغيمة السوداء فقلت يارب اعد لي تلك الايام لكي اشرب ذلك الكاس من الشراب لكي انسى لحظات الحزن الاليم .