المحرر موضوع: الحزب الآشوري الديمقراطي: الذكرى السنوية الأولى لرحيل الفنان الخالد جان هومه  (زيارة 570 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

الذكرى السنوية الأولى لرحيل الفنان الخالد جان هومه.

تصادف يوم الأحد  الثامن عشر من شهر نيسان  عام 2021 الذكرى السنوية  الأولى لرحيل الفنان الخالد (جان هومه). وهو أحد مؤسسي فرع استراليا للحزب الآشوري الديمقراطي في شهر ايلول من عام 1985. وهو الذي قام بتصميم الشعار الرسمي للحزب.
وهو من مواليد 28 آذار 1952 في قرية ولطو (تل نصري)- محافظة الحسكة- سوريا.
هاجر إلى استراليا في 16/11/1984 برفقة زوجته نجيبة وأولاده ريتا، داني، وتغلات.
بدأ بممارسة الرسم، في مدينة القامشلي، وهو في السابعة من عمره. وفي بداية السبعينات أقام عدة معارض خاصة ومشتركة في المركز الثقافي وصالات العرض بمحافظة الحسكة. لكن هواية التصوير الفوتوغرافي جذبته بقوة ليمارسها بعشق شديد. فاشترى كاميرا، وراح يتجول بها في القرى الآشورية، ويلتقط صور الناس وخاصة كبار السن والأطفال. بالإضافة إلى تصوير مشاهد الغروب والشروق والمنازل. وقد سهر في أحد الأيام  حتى مطلع الفجر ليلتقط مشهد الشروق حيث يبدأ الدجاج بترك الشجر هابطاً من السلالم ليمارس يومه الجديد وذلك على أنغام عنين النواعير وصياح الديكة وزقزقة العصافير. وقد تركت تلك الحياة البسيطة أثراً كبيرا في حياته حتى جسدها في لوحات لمعرض فوتوغرافي كان أول معرض بالألوان يقام في محافظة الحسكة. إحدى تلك اللوحات عرضت لمرات عديدة على شاشة التلفزيون السوري وكانت بعنوان البداية والنهاية، وهي  عبارة عن صورة لطفلة عمرها ما يقارب السبع سنوات، وعجوز تجاوزت المائة عام، في مزج فني للتعبير عن فكرته حول حياة الإنسان على الأرض. في عام 1975 التقى بالصديق الفنان والكاتب (إبراهيم بادل) الذي أهداه كاميرا سينمائية 8مم. حينذاك وقع في حب هذه الكاميرا لينطلق بها في رحاب التصوير السينمائي. ألف بعض القصص القصيرة وأخرجها. فكان أول فيلم صامت أسود وأبيض لقصة بطل آشوري (العم شليمون)، مستقاة من كتاب مالك ياقو مالك إسماعيل، الذي حارب ضد الأتراك والأكراد وأنقذ عائلته ببسالته الخارقة. ثم صور وأخرج أغاني فيديو كليب لأخيه جورج هومه. يومها لم يكن وجود للفيديو كليب حتى في التلفزيون السوري. إلا في الأفلام الهندية التي كانت السبب الرئيس في عشقه للكاميرا السينمائية التي وجد فيها جمال اللقطة والمشهد وحركة الكاميرا. إلى أن ظهرت كاميرا الفيديو التي شاهدها، لأول مرة، في زيارته إلى أمريكا. وقد اشتراها فور عودته إلى سوريا. وقد كان آخر عمل له في سوريا فيلم قصير بعنوان الوصفة (وصفة طبيب).
تعلم العزف على العود في نهاية الستينات. كان وأخيه جورج يقضيان ساعات وساعات بالعزف. لكن اهتمامه الأول والأخير كان منصباً كلياً على فن الرسم والتصوير. ولا بد من التنويه بأنه كان يتعاون مع عمه الشاعر والأديب آدم دانيال هومه وأخيه جورج في كل الأمور الفنية والثقافية. حيث كان آدم يكتب كلمات الأغاني ليلحنها جورج ويقوم هو (أي جان) بإخراجها على شكل فيديو كليب .
مارس الكتابة منذ الصفوف الإعدادية. حيث كان يكتب القصص والخواطر والأقوال والمذكرات اليومية .
في الشهر الثالث من وصوله إلى استراليا، زاره شاب رسام ومسرحي اسمه شموئيل يوانيس، برفقة بعض معارفه وأصدقائه، يسأله أن يقوم بتصور وإخراج قصة من تأليفه بعنوان (من هم المجانين). وخلال شهرين أنهى من تصويره وإخراجه، وتم عرضه في نادي نينوى بسدني .
عام 1986 أقام معرضاً فوتوغرافيا في صالة دار الفن بسدني .
عام 1987 قام بإخراج فلم قصير بعنوان (سيميلة). بطولة جوليانا جندو، وشموئيل يوانيس لعرضه في يوم عيد الشهيد الآشوري .
عام 1988 قام، أيضا، بإخرج فيلم قصير بعنوان بهرا من أترا (نور من الوطن). بطولة نجيبة هومه في دور الأم الآشورية، وأخيه جاك هومه في دور الشهيد، وابنته ريتا هومه في دور الفتاة التي تحمل سلاح والدها الشهيد لتكمل طريق النضال. عرض هذا الفيلم في صالة النادي الثقافي الآشوري بسدني .
ساهم في تأسيس اتحاد الفنانين والأدباء الآشوريين. لكن، مع الأسف الشديد، ما حصل يومها من مشاكل بين بعض الأطراف الكنسية والحزبية، ونتيجة سفره إلى أمريكا لعرض فليميه (سيميلة)، و(بهرا من أترا) في الكونفنشن بشيكاغو. توقف عمل الاتحاد. وكان هذا سببا رئيسا لأن يعمل بمفرده في مجال الفن ولكل ما يخدم فننا الآشوري وثقافتنا .
سنة 1990 كانت سنة التفكير في تحقيق أعظم أحلامه. حيث كان يحلم، وهو يشاهد الأفلام في سينما تل تمر، وعمره 13 سنة، أن يكون ذات يوم أول مخرج يعرض فيلماً آشورياً على شاشات السينما العالمية. وبدأ يكتب ،بشوق عارم ورغبة شديدة قصة (وردى ديشى - الورود المداسة). حيث حاول بكل مافي وسعه أن يكتب قصة تجمع الروح القومية ومعاناة الغربة والكوميديا والغناء والوضع الاجتماعي والنقد البناء والرمزية ليلائم كل قضايا وتطلعات الشعب الآشوري. وفي خلال فترة ثلاثة أشهر فقط انتهى من كتابة القصة والسيناريو والحوار والأغاني. ثم كانت المعاناة العظمى حين لم يكن لديه ميزانية تكفي لإنتاج فيلم بمستوى الأفلام العالمية التي تفوق ميزانياتها الملايين. فبدأ يعمل ويقطع من رزق عائلته حتى استطاع أن يصرف على الفيلم والذي بلغ في حدود الأربعين ألف دولار استرالي. وهذا المبلغ كان كافيا لشراء بيت حينها. لكن لو فعل كما يفعل صنّاع الأفلام من جمع كادر مؤلف من كل الاختصاصات مثل ( كاتب القصة، كاتب السيناريو والحوار، كاتب الأغاني، مدير التصوير، المصوريين، مهندسو الصوت والإضاءة مع المساعدين لهم، مكياج، ألبسة، ديكورات، مساعد مخرج، منفذ، منتج... الخ ) لكلف الفيلم أكثر من نصف مليون حينها. إلا أن كل هذه الأمور قام بتنفيذها لوحده. بالإضافة إلى إعداد وتعليم الممثلين الذين لم يتخرجوا من معاهد التمثيل. والبعض منهم كان أمياً لايجيد القراءة والكتابة على الإطلاق. ولكن رغم كل هذا الجهد إلا أنه كان يحس بنشوة الانتصار على المستحيل. وكان الفيلم من بطولة جورج هومه، جوليانا جندو. وبمشاركة: جورج صليو، ليديا بينيت، سركون ماما، ريتا هومه، يونيا صليو، ابراهيم خانو، توريس هومه، ماركريت أوكارو، شليمون عسكرو... وغيرهم .
وجاء اليوم الذي اغرورقت عيناه بالدموع فرحاً وابتهاجا وذلك في 2 شباط 1991 وهو يرى أول فيلم ناطق بلغتنا الآشورية المقدسة يعرض في أضخم صالة بسدني بعد سبعة آلاف سنة من عمر حضارتنا العريقة ثم بدأ عرضه على شاشات أعظم سينما عالمية (هويتس). ثم عرض الفيلم في أمريكا وأوروبا ووزعت نسخه في كل البلدان التي يتواجد فيها قسم من شعبنا الآشوري بكل مذاهبه الدينية .
وبصدد فلم (وردى ديشى) فقد قال عنه أحد أهم المخرجين الاستراليين (جيف كليفتون): (إن لاستراليا كل الفخر أن تعرض على شاشات السينما الاسترالية أول فيلم آشوري بعد سبعة آلاف سنة من عمر حضارة وهبت البشرية كل أنواع العلوم). وقد علق الفنان إبراهيم بادل على الفلم المذكور قائلا: (فيلم وردى ديشى هو فجر السينما الآشورية).
كما يعلم كل من شاهد فلم (وردى ديشى) بأن اسم بطل الفيلم كان (نينب)، وبطلة الفيلم (نينوى). ومن غرائب الصدف أن رُزق هو وأخيه جورج بطفل وطفلة في زمن عرض الفيلم. فأطلق على ابنته اسم (نينوى) وأطلق جورج على ابنه اسم (نينب).
في عام 1993 كتب وصور وأخرج أول فيلم غنائي للطفل الآشوري (بيبلي دآتور - براعم آشور) . غناء جوليانا جندو .
سنة 1994 قام بتصوير أول فيلم عربي في استراليا بعنوان (آسف حبيبي). بطولة الممثل اللبناني سيمون داغر والممثلة اللبنانية سوزان حوراني. من إنتاج الفنان سيمون داغر. قصة وسيناريو وحوار للكاتب والمخرج المسرحي اللبناني غسان حريري. حصل إثرها على جائزة التصوير والإخراج في مهرجان جائزة شربل بعيني لهذا الفيلم وعرض أيضاً في صالات هويتس السينمائية .
عام 1995 أصدر كتابه (نحن الإنسان) باللغة العربية. وقد قام بترجمته إلى الانكليزية الأستاذ شموئيل شلالو. الكتاب يجمع بين القصص القصيرة والأقوال والخواطر. والأدب الرمزي والفلسفي. قام بتنقيحه الشاعر آدم دانيال هومه .
عام 1995 قام، أيضا، بإخراج وانتاج أول فيلم باللغة الانكليزية (ثلاثة رجال دين وامرأة عارية). القصة مستقاة من كتابه نحن الإنسان. وقد عرض الفيلم في مهرجان باثرست السينمائي بسدني. وقد حصل على جائزة الإخراج والقصة من بين 320 فيلم من بلدان مختلفة أوروبية وأمريكية .
عام 1996 أخرج فيلماً قصيراً بعنوان (كلكامش). وفيلم عن مذابح الآشوريين على يد الحكومة التركية والعشائر الكردية باسم (ASSYRIAN GENOCIDE UNTOLD HOLOCAUST). وصوّر وأخرج أغاني فيديو كليب لمطربين ومطربات من أبناء وبنات شعبنا الآشوري. ناهيك عن تصويره المطرب المشهور (الياس كرم) وهو يؤدي أغنية (تيهي صبا). كما قام بتصوير فيديو كليب لمطربين ايرانيين وتركمان واستراليين .
كتب أغاني باللغة الآشورية لعدة مطربين ومطربات أمثال: جورج هومه، جوليانا جندو، آشور سركيس، سركون كبريل، كليانا ايشو، لينا صارو، صونيا اوديشو ... وغيرهم .
كانت لديه أفكار ومشاريع فنية وسينمائية وأدبية يتوق شوقاً لتنفيذها. ومن أهم هذه المشاريع (ملحمة الأمة الآشورية). من تأليف عمه الشاعر آدم دانيال هومه. وهي مسرحية حوارية وغنائية على شكل أوبرا يحاول أن يدخل فيها التصوير السينمائي ومزجه مع المسرح. كان هذا العمل حلمه الذي لم تسنح الحياة بتحقيقه وذلك لرحيل أخيه جورج قبل الأوان، والذي كان هو الذي سيقوم بتلحين الملحمة ما اضطره إلى تجميد المشروع على أمل إيجاد ملحن على مستوى جورج هومه. ولكن هيهات هيهات. 
الحزب الآشوري الديمقراطي
مكتب الثقافة والإعلام
   






 
مشهد من فلم سيميله
   
مشهد من فلم ثلاثة رجال وامرأة

   

   
 
   
   



 









زوجته نجيبة هومه تستلم الجائزة الممنوحة له، بعد رحيله، من قبل رئيسة وزراء ولاية نيو ساوث ويلز- استراليا