المحرر موضوع: زيادة حظوظ مقتدى الصدر كخيار "معتدل" لحكم العراق  (زيارة 959 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31477
    • مشاهدة الملف الشخصي
زيادة حظوظ مقتدى الصدر كخيار "معتدل" لحكم العراق
واشنطن قد تقبل الاستعانة بالصدر إذا نجح في مواجهة الحشد الشعبي.
العرب

معمم برتبة رئيس حكومة
بغداد – قالت مصادر عراقية مطلعة إن التيار الصدري بدأ بالاستعداد للانتخابات العراقية القادمة وإنه سيقدم نفسه للولايات المتحدة على أنه البديل المعتدل والفاعل في المشهد العراقي الشيعي الذي تتنازعه قوى متعددة الولاءات.

وأفادت المصادر لـ”العرب” بأن الطيف الشيعي الآن موزع بين قوى الحشد الشعبي الموالية لإيران والمتهمة أميركيا بالمسؤولية عن الهجمات التي تستهدف قواتها في العراق، وحزب الدعوة الذي يعاني من الانقسامات، وبقايا التيارات الأصغر مثل تيار الحكمة، في حين يجد التيار الصدري أنه الأقوى والأكثر نفوذا سياسيا على الرغم من أن قوى كثيرة في الحشد الشعبي كانت في الأصل تيارات منشقة عنه.

وقال مصدر عراقي على اطلاع بالمداولات الداخلية في التيار “ذهب زمان الدعاية ضد الاحتلال الأميركي بعد أن ذاق التيار الصدري طعم السلطة واستفاد من المحاصصة عبر نشر وزرائه في هياكل الدولة وما ترتب على ذلك من تمكين لا يقل عن تمكين حزب الدعوة في مؤسسات الدولة العراقية”.

مصطفى كامل: الصدر لا يحظى بثقة العراقيين لكن المساومات قد تدفع به إلى الواجهة
وأضاف “يدرك زعيم التيار مقتدى الصدر أن خيارات الولايات المتحدة تضيق؛ فلا مجال للتعامل مع الحشد الذي يخضع بشكل شبه كامل لتوجيهات فيلق القدس الإيراني، ولا مع حزب الدعوة الذي تتآكل حظوظه ويتهم الكثير من المحسوبين عليه بالفساد، ولا مع التيارات الشيعية الصغيرة التي تجد أن شعبيتها إعلامية أكثر منها في أوساط الناشطين. التيار الصدري صار هو ‘التيار المعتدل’ رغم كل ما حدث خلال السنين الماضية”.

ووقع الرئيس العراقي برهم صالح الاثنين الماضي المرسوم الخاص بإجراء الانتخابات المبكرة في العاشر من أكتوبر المقبل.

وعلى الرغم من مسعى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لتأطير جزء كبير من الناخبين الشيعة لصالح الدولة المدنية، إلا أن التيار الصدري يراهن على شعبيته في أوساط الفقراء في الأحياء الشعبية الكبرى في بغداد، بالإضافة إلى المتذمرين من الحكومة في مناطق الفرات الأوسط وجنوب العراق.

ولم يحدد الكاظمي إلى حدّ الآن مشروعه السياسي الشخصي، لكن الوقت يمضي سريعا بالنسبة إليه، ومن غير الواضح ما إذا كان سيدخل سباق الانتخابات كتيار سياسي منفصل أو ما إذا كانت إيران ستسمح له بالعمل السياسي المنفصل عن التيار الشيعي الموالي لها، وخصوصا أنها تعتبره قريبا إلى واشنطن والغرب، ومسؤولا عن فتح الباب لعودة التيار العروبي في العراق.

وتعهدت حكومة الكاظمي بإجراء “عملية اقتراع نزيهة تحت رقابة دولية، وبعيدا عن سطوة السلاح”، لكن من الصعب أن تترك ميليشيات الحشد الشعبي الساحة دون مقاومة.

وانقلب موقف التيار الصدري من العملية السياسية في العراق من مهاجمتها لافتقادها الشرعية، بل وتحريمها، إلى التغلغل في مؤسسات الدولة العراقية والجيش والأمن، والتحكم الجزئي في خيارات من يتولى رئاسة الحكومة.

ولا تبدو الولايات المتحدة منغلقة أمام خيار الاستعانة بالصدر، طالما أنه على الأرض يستطيع مواجهة هيمنة الحشد الشعبي على مقدرات الدولة، وتردد حكومة الكاظمي في الدخول في مواجهة مفتوحة مع الحشد على الرغم من تحديه اليومي لسلطة الدولة وتماشيه مع السياسة الإيرانية في استهداف القوات الأميركية في العراق بضربات “خفيفة” لا تستفز إدارة الرئيس جو بايدن ودفعها إلى الرد القاسي على إيران أو الميليشيات التابعة لها.

ويحاول مقتدى الصدر دائما الإيحاء بأنه خارج الفلك الإيراني في العراق، وأنه يتعامل بندية مع طهران، ويركز على أن مرجعية والده الراحل محمد صادق الصدر كانت عربية في مواجهة هيمنة إيرانية على فكرة المرجعية ومن يتولاها.

نوري المالكي: يدي ممدودة لكل من يريد التصالح معي ولا أريد استمرار الخلاف مع مقتدى الصدر

ومع اقتراب الانتخابات سعى نوري المالكي، الذي يرأس تحالف دولة القانون، إلى مغازلة الصدر وجلبه إلى صف حلفاء إيران، مقللا من الخلافات بين الشخصين.

وقال المالكي إن “يدي ممدودة لكل من يريد التصالح معي، ولا أريد الخصومات، ولا أريد استمرار الخلاف لا مع مقتدى الصدر ولا مع غيره”، نافيًا “وجود وساطة للمصالحة مع السيد مقتدى الصدر”.

ويعتقد مراقبون عراقيون أن الصدر ربما ينجح في تحقيق نتائج مهمة في الانتخابات القادمة تحت يافطة “الاعتدال” أو البعد عن إيران، لكنه يظل جزءا من منظومة طهران التي تتحكم من خلالها في المشهد العراقي وتناور بها إقليميا.

وقال مصطفى كامل، المحلل والكاتب السياسي العراقي، إن “الصدر هو أخطر عملاء إيران في العراق (…) وينحصر الدور الموكول له في خلط الأوراق وتقديم طوق نجاة للنظام السياسي، وهذا هو سر تذبذب مواقفه وتبدّل خطواته بين اليمين واليسار”.

وأضاف كامل في تصريح لـ”العرب” أن الصدر قد يفوز بالانتخابات “ليس لأنه يتمتع بحظوة لدى العراقيين فهو مرفوض عراقيًّا على نطاق واسع، بل لأن المساومات الخفية والمعلنة وبيع الذمم والإملاءات الخارجية يمكن أن تدفع به إلى الواجهة”.

وأشار إلى أنه جرت عربيا، خلال السنوات الماضية، عدة محاولات لتلميع صورة الصدر، لكنه كان يفشل في الاستمرار بأداء هذا الدور (الزعامة الوطنية)؛ ذلك أنه لا يلبث أن يعود إلى مساره المعتاد، طائفيًّا فوضويًّا.

واستبعد أن تُقْدم أطراف عربية في المستقبل على تلميع صورة الصدر مرة أخرى.