الكاتب القدير والصديق العزيز رابي وليد حنا بيداويد المحترم
شلاما وايقارا وتوديثا
بداية اهنئك باكيتو 6771 راس السنة البابلية الاشورية والقيامة المجيدة لربنا ومخلصنا يسوع المسيح, راجيا ان تكون كل ايامكم اعياد وافراحا ومسرات.
صديقي العزيز صراحة احييك من الاعماق لهذه السلسلة الرائعة والمشوقة من مقالاتك الموسومة بـ (المسيحيون بين انياب الوحوش),رغم من ينتاب القارئ الكريم من الم وحسرة ومعاناة وهو يغوص في اعماق وغمار هذا المسلسل الدموي والسفر التراجيدي الطويل, وتلك القصص المأساوية المرعبة التي ترد فيه, والتي يندى لها جبين الانسانية, وتقشعر لها الابدان لبشاعتها المروعة, والارهاب الدموي الوحشي القذر الذي مارسته السلطات العثمانية العفنة مستمدة شرعيتها القانونية من دينها الاسلامي والذي يشرعن لها ذلك عبر ما يسمى بالجهاد (القتال في سبيل اله معاق يعتمد على اتباعه للذود عنه)ذلك المصطلح القذر المقرون بالقتل والنهب والسلب والدمار والخراب والاغتصاب وفرض الدين عنوة على الغير وغيرها الحجج البشعة , وهذا الشعور مسألة طبيعية للتفاعل والتأثر مع بشاعة المشاهد والقصص فيها.
وان نشر هذه السلسلة من الاحداث التاريخية المأساوية مهمة للغاية ومسالة انسانية واخلاقية كبيرة من جهة, وجزئا من الوفاء لضحايا تلك الافعال الشنيعة, ليضطلع عليها القراء من جهة اخرى ,وبالتالي ليستعطف ويستقطب الرأي العام حول مجرياتها, ويتمحور حولها قضية الرأي العام والاعتراف الدولي بها ,ومن ثم اثارة القضية في المحكمة الدولية, لادانتها واقامة النصب التذكارية التخليدية لها , وفرض العقوبات المالية التعويضية على روثة مرتكبيها, اي الدولة التركية الحالية(الوريثة الشرعية والمفتخرة بتلك التركة العثمانية المنحطة ) ,وقسم كبير من ابناء شعبنا الكلدوآشوري السرياني من ضحاياها ايضا والمعروفة بمذابح سيفو (السيف العثماني), وما قرانا ومناطقنا واديرتنا وكنائسنا ومعالمنا التاريخية القومية والدينية الممتدة من هكاري ومرورا بميردين والى اورفا وغيرها التي ابيدت عن بكرة ابيها بشرا وحجرا وهتكت اعراض اصحابها, واغتصبت اراضيها دمرت مبانيها او حولت الى حظائر ومزاريب لروث الحيوانات او حولت الى جوامع في تركيا الحالية, الا شواهد شاخصة ودامغة للإرهاب العثماني الاسلامي القذر. والانكى رغم كل هذه الجرائم البشعة لازالت دولة تركيا الحالية تستنكر حدوثها والاعتراف بها, وتغمط حقوق اصحاب وذوي الضحايا, وهذه مما تزيد الطين بلة ,واجحافا بحق تلك الارواح البريئة المزهقة.
اما بالنسبة لمن لا يروق لهم مثل هكذا مواضيع تاريخية قيمة, فهذا شأنهم ,فيمكنهم تجاوزه الى المواضيع التي تسترعي انتباههم وتروق لهم ,والناس في اذواقهم طوائف , اما فرض رأيهم للحط او التقليل من اهمية هذه الموضوعات الحيوية, ايا كانت الاسباب شخصية او غيرها ,فهذا اقل ما يقال عنه انه تجاوز على حقوق الغير,رابي يديدا استمر على هذا النهج الانساني باظهار الحقائق المخفية,ونحن بانتظار المزيد منها,ختاما الرب يباركك رابي وليد تقبل ارق تحياتي القلبية بارخمار تودي.