المحرر موضوع: الشيخ باهي دديز ( القسم الثاني )  (زيارة 621 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نمرود قاشا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 407
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الشيخ باهي دديز ( القسم الثاني ) 
كتابة : نمرود قاشا 
1 . عشيرة  ال دديزا
اصل عشيرة دديزا من منطقة ( أرموطة ) ، وقي قرية تابعة لقضاء كويسنجق ( كوية ) وتبتعد عنها ثلاث كم ، وكويسنجق  تتمتع بموقع جغرافي مهم حيث يقع بين ثلاث محافظات هي السليمانية وكركوك وأربيل ويتالف هذا القضاء من خمس نواحي هي ناحية طق طق وناحية آشتي وناحية شورش وناحية سكتان وناحية سيكردكان ويحدها من الشرق والجنوب نهر الزاب الأسفل الذي يفصلها عن محافظتي كركوك والسليمانية ومن الشمال الشرقي جبل هيبت سلطان ويحتضنها من الغرب جبل باواجي .
وهي فرع من عشيرة ( أوغنا ) التي تقطن ناحية عنكاوة ، نزحت هذه العائلة الى قرية كرمليس ، ومن ثم الى بغديدي حيث استقرت . 
2 . مَنْ هو الشيخ باهي؟
الشيخ باهي، هو باهي بن توما دديزا ال اوغنا ، مواليد 1886[1] وهناك مصادر تقول بانه من مواليد ( 1874 ) تسلسله ضمن إخوته الخمسة يكون الرابع وعلى النحو التالي : حنّا، بحو[2]، أكّو "يعقوب"[3] باهي،  القس منصور4
تزوج من إشبع بطرس قابو، توفيت بعد تسعة أشهر ولم يُخلِّفْ منها وتزوج مرة ثانية من مريم متي قاشا رزق بولدين الأول توفي وهو طفل صغير والثاني توفي أيضاً بعمر (خمس سنوات) سُمي بـ (بهنام) وعليه كان الشيخ باهي يُكنى بـ (أبو بهنام). عمه القس يوسف دديزا[5]، هذا الإنسان الذي توسم فيه المطران بهنام بني[6] النجابة والذكاء مع صفات أُخرى تؤهله للكهنوت ليعينه في خدمة رعية بغديدا فكان مثالاً للحكمة والفطنة فحباه الله بصفات جعلته مثالاً لكل المؤمنين.
جده "دديزا" القادم من منطقة (أرموطه وكويسنجق)[7] نتيجة للأوبئة التي ضربت المنطقة وإنتقل مع إخوانه الى كرمليس، ونظراً لإنتشار مرض الهيضه (الزوعة)[8] في المنطقة ووفاه إخوته الثلاثة ممّا إضطر إلى مغادرتها بعد أن ترك أمواله هناك وجاء إلى قره قوش (بغديدي) ليعمل في عمل الشورة (البارود)[9] وتزوّج بعد فترة من إِمرأة من بيت (القس بطرس) له منها ولدان (القس يوسف) وتوما هذا هو نسب باهي توما دديزا (أبو بهنام
3 . هل إِستحق (أبو بهنام) لقب شيخ عن جدارة؟
الشيخ كلمة عربية جمعها (شيوخ، مشايخ، مشيخة) وتعني المتقدم في السن أو من إستبان فيه السن وظهر عليه الشيب، وقد يُقال شيخ قبيلة أو قد تكون لقب رئاسي في بعض بلدان الخليج. وأخيراً يُطلق هذا اللقب على شيخ قرية أو عشيرة عمدتها فهو بكل الأحوال منصب أو موقع لممارسة سلطة. هذا هو معنى الكلمة، ولكن ما هي مواصفات الإنسان الذي تُطلق عليه هذه الكلمة؟
الشيخ يجب أن يكون بعمر يسمح له أن يحمل هذا اللقب، إضافة إلى أن يكون أخرى مثل سديد الرأي، متزن، كريم، مضحي، أَبيّ النفس، أصيل، شجاع، وطيب هذه هي صفات الإنسان الذي يمكن أن يحمل كلمة "شيخ" السؤال هنا هو، وقبل أن أَسرد بعض أعمال هذا الإنسان المبارك، هل ينطبق تعريف كلمة شيخ عليه؟ هذا أولاً، وثانياً الصفات المذكورة أعلاه هل هي ملازمة لهذا الإنسان؟ لا أُريد الإجابة على هذين التساؤلين ولكن أدعوكم لقراءة سيرة هذا الرجل وبعدها يمكنكم الإجابة على كل هذه التساؤلات.
4 . الدار المضيف و "أَبو بهنام .
المضيف، هو مكان إستقبال الضيوف وإكرامهم، والمضياف (تُقال للمذكر والمؤنث) للشخص الذي يستقبل ويُرحب بهم فيُقال: محب للضيوف، كثير الضيوف.
إذن هل كان للشيخ باهي مضيف، ومن كان يقوم بواجب الضيافة، وأين وصلت شهرة هذا المضيف؟.. كل هذه الأسئلة وأُخرى غيرها حملتها أثناء زيارتي للعم (فيدو ججي يوسف دديزا- مواليد 1922) إبن عم الشيخ باهي وأحد الذين عملوا في هذا المضيف مع إخوانه وأبناء عمّه (يعقوب وبحو )
مكان هذا المضيف هو دار (العم فيدو) الحالي والذي تدخل إليه من خلال قنطرة طويلة ومقببة تؤدي إلى ممر طويل يقودك إلى دار (العيله) والذي يضم عوائل (ججي، يعقوب، بحو، باهي) ملحقه بهذا الدار إضافة إلى المضيف الذي يحتل مساحة كبيرة من الدار، هناك غرف ملحقة به مخصصة للضيوف. لم يبق من البنايات التي أشرت إليها غير القنطرة، وبقي هذا الدار يضم كل عائلة (آل دديزا) حتى نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات حيث بُنيت دار كبيرة مقابلهِ تماماً سكنت فيه عائلتي (ماروثا، يعقوب) أما عائلتي (بحو، مجيد) فقد تم بناء  دور أُخرى لهم..
هذا الدار- المضيف يعجُّ بالحركة منذ ساعات الفجر الأولى، حيث النساء يقمن بتهيئة العجين، فهذه زوجة (ججي دديزا) تساعدها نسوة أُخريات في التناوب على (الجفنه) الكبيرة التي تسع لنصف كونية طحين.. إذا كان هذا حال نساء آل دديزا فالرجال إذن لهم دور في إستقبال الضيوف سواءً من (الغديداي) أو أبناء القرى المجاورة الذين يزورون المنطقة لقضاء حاجة ما خاصة وإن لم يكن يعرفوا أحداً من أبناء بغديدا فيكون المضيف الخاص بالشيخ باهي هو المكان الذي يجدون فيه الراحة، الدفء وتنفيذ طلباتهم إن كانت متعلقة مثلاً والمبيت أحياناً في حالة تأخيرهم أو عدم وجود واسطة نقل متوفرة لهم تؤمن لهم العودة إلى مناطق سكناهم
دلال القهوة، الفناجين ونار (الموكَد) وتهيئة مستلزمات المضيف الأُخرى من دون أن ينسوا حتى (عليق) حيوانات الضيوف
 [1]- تم تقدير مواليده إستناداً إلى ثلاثة مصادر الأول عمر شقيقه الأصغر (القس منصور) هو 1888 وفيدو دديزا مواليد 1926 وبطرس قابو مواليد 1924 حيث عاصرا موضوع البحث.
 [2]- بحو دديزا: أو عبد الأحد مواليد 1876 كتب الشعر بالسريانية (السورث) والعربية (العامية) وبأسلوب شعبي على السجية ومن وحي الفطرة القروية البريئة توفي سنة 1955.
 [3]- أكو دديزا: كان مختاراً لبغديدا، مولعاً بالقراءة والكتب والأسفار إسمه الصحيح (يعقوب).
 [4]- الأب منصور دديزا: هو عبوش (عبدالله) بن توما دديزا مواليد 11/ تشرين الأول/ 1888 رُسِمَ كاهناً في 23/ أيار/ 1915 على يد المطران بطرس هبرا، مديراً لمدرسة قره قوش الأبتدائية (1920- 1928) ثم رئيساً لدير مار بهنام (1928- 1936) ثم رئيساً لكهنة قره قوش (1943- 1953) أَقعده المرض بعد عام 1956 حتى وفاته في 21/ تموز/ 1962.
 [5]- الأب يوسف دديزا: مواليد 20/ تموز/ 1865، رسم كاهناً في 27/ آذار/ 1892 إستلم رئاسة دير مار بهنام لفترات عديدة، بعدها رئيساً لكهنة قره قوش عام 1930 خلفاً للأب جبرائيل حبش، وظلَّ يخدم الرعية حتى وفاته في 15/ آب/ 1943.
 [6]- المطران بهنام بني: هو بطريرك أغناطيوس بهنام بني، مواليد الموصل 15/ آب/ 1831، رسم كاهناً في (ماردين) على يد البطريرك أنطون سمحيري في 16/آذار/1856 وافته المنية في 13/ أيلول/ 1897.
 [7]- أَرموثا أو أرموطه قرية مسيحية قديمة تقع إلى الغرب من قضاء كويسنجق وتبعد عنه 3 كم، يعود تاريخها إلى ما قبل دخول الإسلام إلى المنطقة، كانت عامرة بالقصور والكنائس والأديرة والمدارس الدينية ومعنى الكلمة (أَر أو أَرعا) ومعناها الأرض و (موتا) وتعني الموت ليصبح المعنى (أرض الموت).
 [8]- الزوعا: وهو مرض الكوليرا ويسمى أيضاً الهيضة وقد حصد هذا المرض الكثير من أطفال البلدة.
[9] - الشورة: هي عملية إستخراج خام البارود من التراب الذي يحتوي على أملاح البارود ويُسمى (تراب شور)، واشتهرت عائلة الشورجي بهذه المهنة ومنها أخذت التسمية