المحرر موضوع: طفح الكيل يا أحزاب.. ودقّ ناقوس الخطر!!  (زيارة 679 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أوشانا نيسان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 322
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
طفح الكيل يا أحزاب.. ودقّ ناقوس الخطر!!
أوشــانا نيســان
" نعبر عن أستغرابنا من عدم دعوة ممثلي شعبنا في الاجتماع (اجتماع رئاسة الاقليم مع الاحزاب 8 نيسان الجاري)، والذي يعتبر مؤشر سلبي لا يتفق ومبادئ الشراكة السياسية، حيث ينتظر من القائمين على مثل هذه المبادرات أو المساعي ملاحظة ذلك، خدمة للصالح العام وأحتراما لآرادة وحقوق الشركاء"، ينشر المكتب السياسي لزوعا مساء نفس اليوم.
" أن أجتماعا يبحث فيه حقوق ومستقبل جميع مكونات الاقليم منها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، تستوجب مشاركة فعالة لممثليه من الاحزاب القومية، ولكن ما جرى هو تهميش واستخفاف بحق أحزابنا المناضلة ودورها الفعّال قبل وبعد تشكيل المؤسسات الرسمية في الاقليم. وأن الذي اعتبر ممثلا لاحزاب شعبنا القومية في هذا الاجتماع مع جل احترامنا لشخصه الكريم، لا يمثلنا في هذا الاجتماع ولا في أجتماعات اخرى مستقبلا"، ينشر المكتب السياسي لحزب بيت نهرين الديمقراطي في نفس اليوم أيضا.
لقد صدق من قال، أن يأتي متأخرا خير من أن لا يأتي أبدا. حيث دعا العديد من مؤيدي قضيتنا القومية المشروعة وأنا واحدا منهم، الى ضرورة الاسراع في توحيد الجبهة الداخلية، كرد فعل مناسب للخروقات التي جرت سابقا والتجاوزات التي تجري هذه الايام. ولاسيما بعدما وصل الحد الى حد تهميش الشعب وقواه السياسية بأكملها.
وفي ضوء ذلك نقول، لقد حان الوقت اليوم، لوقفة أيديولوجية حاسمة وتاريخية في سبيل أستغلال هذه الفرصة المواتية والبدء بتنظيم حوارقومي- وطني ناجح قبل فوات الاوان. بحيث نجعل من شعار توحيد القوى والقدرات وبالتالي انهاء بذور التشرذم المزروع عمدا في صفوف قوانا السياسية، الهدف الاساسي من وراء المطالبة بفتح منبر الحواروالنقاش كوسيلة عصرية لتسوية الخلافات وحل نزاعات مختلقة وغير موجودة أساسا. 
صحيح أن أحزاب شعبنا كغيرها من الاحزاب والمنظمات السياسية في بلدان الشرق الاوسط عموما وفي العراق الجديد على وجه التحديد، كانت ولايزال تطمح بالمشاركة في الحكم والسلطة، على الرغم من أن الاحزاب ذاتها كثيرا ما كانت تفتقر الى القدرة على أن تحكم نفسها. والسبب بأعتقادي، هو نهج القيادات السياسية للاكثريتين العربية ثم الكوردية في زرع الخلافات وتعزيز الهويات الفرعية. النهج الذي مهد لقيام هيكل سلطة سياسية مشلولة أعادت انتاج الطائفية والمذهبية والفساد المالي والاداري، بدلا من خلق الاجواء السياسية المناسبة لترسيخ بذور التجربة الديمقراطية المؤملة في ثرى العراق الجديد.
وفي ظل غياب شبه تام للمحاسبة القانونية وغياب لآي مناخ ديمقراطي نزيه وعادل، بدأت تنقشع الغمة وتتضح المعالم فجأة، ليتسنى لنا التفكيرولو مرة، وفق نمط سياسي " أشوري" صحيح، يتفق مع وجود وبقاء أقدم مكون عرقي عراقي وجد على ثرى الاباء والاجداد في وادي الرافدين وهو شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. ذلك من خلال الاستفادة من الصحوة الفكرية والحزبية التي أوشكت الى الخروج من رحم المعاناة والتحديات المحدقة بوجود ومستقبل شعبنا داخل وطن الاباء والاجداد، وفق النهج الاتي:

1- تداعيات الدعوة لتحفيز أحزاب شعبنا لآبتكار واستخدام طرق بديلة وفي مقدمتها، ضرورة العودة الى
أحضان شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. لقد جربت العديد من تنظيماتنا السياسية والحزبية الفعّالة داخل الوطن وخارجه لعقود، نهج المراهنة على دعم واغراءات الأحزاب والتظيمات السياسية التابعة
 للاكثريتين العربية والكوردية. ولكن سنوات القحط السياسي التي تلت سقوط الطاغية منذ عام 2003 ولحد الان أثبتت علنا، أن قيادات المعارضة فشلت فشلا ذريعا في تنفيذ ولو جزء بسيط من شعاراتها البراقة مثل، الحرية والمساواة والديمقراطية النزيهة. وأن حركات المعارضة، طبقا لما دونه عالم  الاجتماع العراقي فالح عبد الجبار في كتابه "الحركة الشيعية في العراق"، فشلت لأنّها لم تُوطِّن قضيّتها كافية. وأُرغمت الحركات الإسلامية الشيعية العراقية على الهروب إلى المنفى ودُمجت في جهود الحرب الإيرانية، فبدت للجماهير في العراق وكأنّها دولية مع مسار جانبي وطني". علما أن الظاهرة هذه، تنطبق على نضال ومسيرة أحزاب المكونات والاقليات غير العربية وغير الكوردية في الاقليم وعلى رأسها أحزاب شعبنا الاشوري. لا بسبب فشلها في توطين قضيتها الاشورية المشروعة، وانما بسبب عدم ولائها أو حتى أنتماءها لحقوق وهوية المكون الاشوري من جهة ، وفشل بنيّة النظام السياسي الفيدرالي في العراق الجديد من الجهة الثانية.
أذ على سبيل المثال لا الحصر، أختفت جميع الخطوط الحمراء بين أتباع ألايديولوجيات الدموية للاجهزة الامنية للنظام الصدامي البائد وبين أتباع الايديولوجيات السياسية والفكرية التابعة للقيادات السياسية "النزيهة" زمن المعارضة. وأن أزمة العراق السياسية طبقا لاعلان شيعة العراق بتاريخ 3/10/2004، لم تنجم عن طائفية اجتماعية، ولا من عقدة شيعية تجاه السنة، ولا العكس. إنما نشأت من النظام السياسي الحاكم الذي اعتمد النهج الطائفي كأساس لإدارة السلطة". هنا نستعير قول الفيلسوف ماركس في الرد على الاعلان أعلاه بقوله:
( أن التاريخ يعيد نفسه مرتين، مرة على شكل مأساة، ومرة على شكل مهزلة)، وما نراه اليوم هو مهزلة.

2- تأثير الدعوة على نهج التعايش الاخوي والسلمي في أقليم كوردستان- العراق.  فالاحزاب العراقية عموما وأحزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري على وجه التحديد، مطالبة اليوم أكثر من أي يوم مضى ، أن تكون أحزابا تمثل أرادة شعبها تمثيلا حقيقيا على كافة المستويات والاصعدة في سبيل أستعادة ثقة المواطن باهمية دور وعمل تلك الاحزاب . صحيح أن سلطة الاحزاب الكبيرة في العراق عموما وفي أقليم كوردستان على وجه التحديد، تحرك جميع مفاصل الدولة والحكومات، ولكن مسؤوليتها السياسية أيضا داخل المجتمع لا تقل عن دورها وسلطتها المطلقة. تماما كما يذكرالكاردينال لويس روفائيل ساكو في مقابلة له مع صحيفة "الاوسيرفاتوريه رومانو" بتاريخ 10 /4/ 2021   من أن " الاخوة والتنوع هما الاساس الانساني والاخلاقي الاساسي للتعايش". ومن الواقع هذا نؤكد، أن أصرار "البعض" من المسؤولين على ملف التعايش في الاقليم والمحسوبين على قائمة شعبنا الاشوري في رئاسة الاقليم، على تهميش الدور التاريخي لأحزاب شعبنا ومكانتها داخل وطن الاباء والاجداد، هو نتيجة لسياسة مزاجية فردية وقاتلة هدفها الاول والاخير ضرب اللحمة الوطنية والتعايش الاخوي في الصميم. وأن عدم دعوة الممثلين الحقيقين لشعبنا في الاجتماع الذي عقد 8 نيسان الجاري، يعتبر مؤشرا سلبيا لا يتفق ومبادئ الشراكة السياسية، يؤكد المكتب السياسي لزوعا في بيانه. بل تتطلب الضرورة بأعتقادي، الاسراع في تصحيح خارطة الطريق بهدف ترسيخ العلاقات السياسية النزيهة ضمن الاقليم، وفق اسس ومعايير نظام علماني نزيه، يتفق مع ثوابت التعددية العرقية والمذهبية التي يتميز بها الاقليم ويضع حدا للصراعات والنزاعات الطائفية والمذهبية نهائيا.
قبل الختام ومن المنبر هذا، ندعوا أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بجميع مؤسساته وقدراته  الفكرية والعقلية، بالضغط ولو مرة على القيادات السياسية والحزبية الاخرى لشعبنا داخل الوطن وخارجه، بالاسراع في الاندماج في مسعى القيادتين " زوعا وحزب بيت نهرين الديمقراطي"، ودعم رؤيتهما الاستراتيجية المعلنة عنها، بالعودة الى أحضان الامة والقبول والرضا بدور الامة، رغم صغر حجمها مقارنة بقدرات دولة أتحادية وفيدرالية في ان واحد. وخير ما نختم به المقال ونجعله مسك الختام:
" أصحاب المبادئ يعيشون مئات السنين وأصحاب المصالح يموتون مئات المرات"