المحرر موضوع: هراتشيا بولاديان سفير جمهورية ارمينيا في العراق في حوار حصري لموقع (عنكاوا كوم ) نشعر بالامتنان لاسلاف العراقيين لانقاذهم الأرمن الناجين من الإبادة  (زيارة 1207 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هراتشيا بولاديان سفير جمهورية ارمينيا في العراق في حوار حصري لموقع (عنكاوا كوم )
نشعر بالامتنان لاسلاف العراقيين لانقاذهم  الأرمن الناجين من الإبادة
عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
يستذكر الارمن في العالم في الرابع والعشرين من نيسان من كل عام ذكرى الابادة الارمنية التي جرت في عام 1915 وتتجدد تلك الذكرى سنويا وسط امال الارمن بالاعتراف الدولي لتلك الماساة الانسانية التي شهدها العالم وتشخص الانظار  نحو ارمينيا الجمهورية   التي اعلنت استقلالها في عام 1991 ولديها تمثيل ديبلوماسي عبر سفارتها في العراق حيث تجري العديد من الفعاليات  بهذه المناسبة حيث التقى موقع (عنكاوا كوم )  السفير الارميني في العراق هراتشيا بولاديان للتوسع في الحديث عن ذكرى الابادة الى جانب  العلاقات الدبلوماسية التي تجمع البلدين العراق  وارمينيا وفيما يلي نص اللقاء : 
 
 
*كيف تقيمون العلاقات بين العراق وبلدكم أرمينيا وما هي الاواصر التي تسعون الى تحقيقها في ضوء هذه العلاقات؟
-أن العلاقات الدبلوماسية بين أرمينيا والعراق أقيمت في عام 2000. أرمينيا بعد اعلان استقلالها وذلك عام 1991، تعمل باستمرارعلى تطوير علاقاتها مع الدول العربية، بما في ذلك العراق. بلدكم الصديق شريك مهم على الصعيد السياسي والاقتصادي التجاري. العراق هو البلد العربي الأقرب جغرافيا إلى أرمينيا، وهذه ميزة كبيرة خاصة لتنمية العلاقات الاقتصادية. تقدر المسافة بين الحدود الشمالية للعراق حتى الحدود الأرمنية - الإيرانية بـ420 كم. يعتبر العراق مركزثقافي مشترك للأرمن وان كنيسة (مريم أستفاتسين) اقدم كنيسة أرمنية في بغداد حيث شيدت الكنيسة  عام 1639م ، وان  تاريخ الشعبين الأرمني والعراقي يعود الى العصور البابلية.
اليوم نحن نتعاون في العديد من المجالات، حجم التبادل التجاري في السنوات الأخيرة اقتربت من 200 مليون دولار. ولقد أجرينا مؤخرًا مشاورات سياسية دبلوماسية بين وزارتي خارجية البلدين، وقد زار وزير دفاع العراق أرمينيا  وتم التوقيع على وثائق التعاون المشترك. تعمل اللجنة الحكومية الأرمنية العراقية المشتركة منذ سنين  وهي التي تنسق العمل بين البلدين في كافة المجالات. هدفي انا  شخصيًا  هو المساهمة قدر المستطاع في تفعيل هذه العلاقات والتعاون المتبادل في مجالات التعليم و السياحة و العسكرية - الاقتصادية و الطاقة و النقل والثقافة وفي مجالات أخرى.
*بمناسبة الذكرى 106 عاماً على الإبادة الأرمنية، ما هي الافكار التي تجول بخاطركم تجاه تلك الذكرى، وما هي الأسس التي تسعى جمهورية أرمينيا لابراز واطلاع الرأى العام الدولي عليها؟
-في كل عام  تحيي أرمينيا وآرتساخ و  المجتمعات الأرمنية في جميع انحاء  العالم ، كما هو الحال دائمًا، ذكرى 1.5 مليون من ضحايا الأبرياء القديسين الذين قتلوا في الإمبراطورية العثمانية. يوجد نصب تذكاري على قمة »تسيتسرناكابيرد في يريفان« ، حيث يزوره مئات الآلاف من الأرمن في 24 نيسان(ابريل ) من كل عام، كما تقام مراسم إحياء الذكرى في جميع أنحاء العالم.
باعتقادي أن المجتمع الدولي يتوقع انتصار العدالة التاريخية لكن من للأسف الشديد  ان  تحقيق العدالة غالبًا ما تكون لها ابعاد سياسية أيضًا و تسعى لتحقيق مصالح مختلفة، العديد من الدول لا تنظر الى موضوع الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن كأولوية وذات قيمة انسانية عالية بل تنظر اليها كورقة لعب في بناء وتطوير العلاقات مع دولة ثالثة.
 
 اليوم اعترفت العشرات من الدول المعروفة لدى  المجتمع الدولي رسميًا  وبأحداث عام 1915 التي وقعت في الامبراطورية العثمانية على انها إبادة جماعية للأرمن وتم الاعتراف بشكل اساسي ببيانات برلمانية. وكذلك اعترفت العديد من المنظمات الدولية بالإبادة الجماعية للأرمن والقائمة تطول. لا يخضع  الاعتراف بالإبادة لاي  تبعات قانونية. ومع ذلك هناك دول إلى جانب اعترافها بالابادة  تبنت رفع قضايا جنائية بحق الذين يحاولون انكار وقوع الابادة والهدف الأساسي هو منع وقوع إبادات  جماعية أخرى مستقبلاً. هذه الدول من خلال اعترافها بالإبادة الجماعية للأرمن تمنع وقوع ابادات جماعية جديدة والتي للأسف لا تزال تحدث في جميع أنحاء العالم، كما حدث  على سبيل المثال، مع الأيزيديين في العراق في عام 2014 في منطقة سنجار. بالمناسبة، في بداية القرن العشرين، تعرضت الشعوب الأخرى التي تعيش في الإمبراطورية العثمانية للإبادة الجماعية حيث قُتل مئات الالاف من  الإغريق والآشوريون والأيزيديون والروس الملوكان وتم ترحيلهم.
 
كما هو معروف ان مصطلح الإبادة الجماعية صاغه رافائيل ليمكين Rafael Lemkin  عام 1944، وهو محام بولندي من أصل يهودي ومتخصص في القانون الدولي. أراد ليمكين، أحد الناجين من المحرقة، استخدام هذا المصطلح لوصف السياسة النازية للقتل المنهجي والعنف، وكذلك الفظائع التي ارتكبت ضد الأرمن في الإمبراطورية العثمانية في عام 1915. ففي 9 ديسمبر 1948، تبنت الأمم المتحدة اتفاقية (منع جريمة الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها)، وعرفت الإبادة الجماعية على أنها جريمة دولية، وتتعهد الدول الموقعة على الاتفاقية بمنع  وقوع الابادة ومعاقبة مرتكبيها.
 وفقًا للاتفاقية، فإن الأفعال التالية التي ترتكب بغرض الابادة  الجزئية أو الكاملة لأي جماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية تعرف بالابادة الجماعية.
في 24 ايار1915، صدر بيان رسمي مشترك عن دول الوفاق (بريطانيا العظمى وفرنسا وروسيا) ، حيث وصف الإبادة الجماعية للأرمن باعتبارها جريمة ضد الإنسانية، مشيرًا إلى أن الحكومة التركية مسؤولة عن الجريمة.
 في ضوء هذه الجرائم الجديدة التي ارتكبتها تركيا ضد الحضارة و الإنسانية، تعلن الحكومات الفيدرالية لروسيا وفرنسا والمملكة المتحدة علانية أمام الباب العالي أنها تضع المسؤولية الشخصية عن هذه الجرائم على جميع أعضاء الحكومة التركية، وكذلك تقع المسؤولية على  ممثلي الحكومة المحليين  المتورطين في عملية الابادة.
بالاضافة الى ذلك، يجب أن أذكر أن الأتراك أنفسهم فيما مضى قبلوا حقيقة الإبادة الجماعية . تم تشكيل محكمة عسكرية في اسطنبول عام 1919 لمعاقبة المسؤولين عن الجرائم ضد
الأرمن. في ذلك الوقت، كتبت السلطات التركية (الشعب التركي يحني رأسه. يفعل ذلك بحزن على الشعب الارمني ويشعر بالخزي والعار).
  في تموز 1919، حكمت المحكمة غيابيا على قادة تركيا الفتاة بالإعدام، وأدانتهم باتباعهم وتنفيذهم سياسة إبادة الأرمن. وعلى الرغم من عدم تنفيذ الحكم، إلا أن المحكمة التركية "أكدت بشكل قانوني وجود جريمة" وقامت بمحاكمة منظمي الإبادة الجماعية باعتبارها جريمة دولية.
ومن خلال الاتفاقية فان جريمة الإبادة الجماعية والتي سبق وأن تضمنت مفهوم الجريمة ضد الإنسانية، فقد فصلت عن سابقتها وأعطيت مصطلحًا قانونيًا خاصًا بها. وذكر في مقدمة الاتفاقية بوضوح على أنها "تعترف بأن الإبادة الجماعية قد تسببت في خسارة كبيرة للبشرية عبر  ازمنة التاريخ المختلفة". ويترتب على ذلك فأن المصطلح ينطبق أيضا على الجرائم المرتكبة قبل إبرام الاتفاقية.
تتوافق الإبادة الجماعية للأرمن بجميع أسسها الوثائقية المتوفرة، مع الصياغات المذكورة أعلاه.
 
*كيف تجدون تفاعل النخب  الأكاديمية العراقية مع ذكرى الإبادة الجماعية، خصوصاً في ابراز جوانب مهمة من تلك المأساة؟
 
-بدون ذكر الأسماء، أستطيع أن أقول على وجه اليقين أن هناك دائرة كبيرة من العلماء والمثقفين والشخصيات العامة في العراق الذين يدركون جيدًا حقائق الإبادة الجماعية للأرمن وهم يشاركون من وقت لآخر في العديد من الأعمال العلمية والمقالات والمقابلات. بالنسبة للاعتراف بالإبادة الجماعية، أستطيع أن أقول إن المجتمع العراقي اعترف بالإبادة الجماعية منذ زمن طويل، لأن أسلاف العديد من العراقيين هم الذين  أنقذوا الأرمن الناجين من الإبادة الجماعية  والتي من أجلها نحن ممتنون جدا.
 
*افتتحت مؤخرا قنصلية جمهورية ارمينيا في اربيل، كيف تقيمون  مثل تلك الخطوة في اطار تعزيز الانفتاح بين البلدين؟
 
-افتتحت أرمينيا قنصليتها العامة في أربيل في وقت سابق من هذا العام وذلك لأنها تبدي اهتماماً في  تطوير العلاقات مع دولة العراق الصديق، مما يساعد على توسيع تمثيلها الدبلوماسي في بلدكم، وانني على يقين بان هذه الخطوة ستكون ذات تأثير ايجابي في رفع العلاقات الثنائية بين البلدين الى اعلى المستويات، ومن الجدير بالذكر وفي نفس الفترة تم افتتاح المركز الثقافي الأرمني في أربيل لتعزيز وتطوير الروابط الثقافية لاننا نعتقد ان لغة التواصل بين الشعوب هي الثقافة. وسنستمر في المستقبل القريب الى  توسيع الوجود  الدبلوماسي لجمهورية أرمينيا في العراق.
فيما يتعلق بتعزيز الحوار المفتوح، أعتقد ان العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا الصديقين خلال 20 عاماً الماضية كانت  واضحة وشفافة وصادقة.
 
 
 
 
 
 
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية