أخي العزيز مايكل
شكرا لشجاعتكم في طرح مثل هذه المواضيع التي تحتاج الى رؤية واسعة في مجالات مختلفة.
ان الكرازة والتبشير مسؤولية كبيرة وخطيرة قبل ان تكون واجب كل مؤمن, خاصة اذا أُسيءَ تأويلها او اذا فشل الخطيب في عرض فكرته من ناحية الأسلوب او مستوى العرض.
وفي كنائسنا فمستوى الحاضرين يختلف من فيلسوف ولاهوتي ومؤمن بالفطرة وبسيط لا يفقه ما يجري وما يُعرض من على منبر المذبح ! ، وبذلك تزداد مسؤولية الخطيب وتصعب مهمته.
وكثيرا ما نراه يعرض الفكرة بأسلوب شعبي ليجذب انتباه السامعين ويوقظهم من سماع الكلام المصفط . فمثلا حين وبخ المسيح الرب التلاميذ لعدم امكانيتهم اخراج الروح الشرير:
41 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ وَالْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ وَأَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمِ ابْنَكَ إِلَى هُنَا!».
ففي كرازة قال احد الكهنة: فقال المسيح لتلاميذه (قطمي گو رشوخن) يعني بالعراقي سخام براسكم. طبعا الحاضرين ضحكوا بصوت عالٍ وكأنها اكبر نكتة. بالنسبة لبعض الحاضرين ممكن ان تُعتبر قمة اللياقة في تقريب فكرة الى كل الحاضرين ، وشخص آخر يأخذها بالحرفية فيراه تجاوزا على كل القيم والمباديء المسيحية ونزاهة الكتاب المقدس وتقليل من قيمة النص والقائل المسيح والتلاميذ.
من جانب آخر الكتاب المقدس واسع وشامل ففي احد النصوص يقول انتم عبيد وفي احد المزامير يقول 62- 6 أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ.؟[/color] او كونوا كاملين كما ان اباكم السماوي كامل. فالمسافة بين العبد والاله شاسعة.
فنرى المطاطية في طرح الأفكار الايمانية والمعلم يجب ان يضع المستمعين في أجواء النص وظروفه وبعدها يطرح الفكرة التي ينوي ايصالها الى السامعين باختلاف مستوياتهم وايمانهم.
ومن جانب الاخوة المتابعين للكتابة حول ما قاله الكاهن الفلاني او الاسقف الفلاني ، قد يكون التشبيه من باب التشويق ولكن يظهر غير مقبول عند الآخرين . لذلك الرد على مثل هذه المقالات ليس هين ولا هو بمستوى أي كاتب كان، بل يحتاج الى معرفة بالمتكلم والنص والظروف التي طُرح به الكلام بالإضافة الى كاتب المقال نفسه وخبرته بالتعقيدات أعلاه.
ولكن لا بأس عسى ان تكون هذه المقالات وهذا النوع من الطروحات سببا لأيقاظ المسؤولين عن التعليم والتبشير ان يستخدموا امكانياتهم بأسلوب سلس ومقبول مبني على نصوص الكتاب المقدس وتسليم الكنيسة ، وعدم الاعتماد على الرؤية الذاتية لان ايماننا مرتبط بالكنيسة الجامعة وليس راي شخصي (خاصة الكثير من الكهنة والأساقفة يزينون سيرتهم الذاتية بالشهادات الاكاديمية – التي نعلم بتفاصيلها عندما يتقدم الى منصب أعلى او بعد الرحيل الى الحياة الأبدية) او عدم تحوير الكرازة لتكون قاتلة لأنه يقول : الحرف يقتل
الشماس الانجيلي
قيس سيبي