المحرر موضوع: خلاف بين العامري والخزعلي أم صراع بين الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية؟  (زيارة 766 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31440
    • مشاهدة الملف الشخصي
خلاف بين العامري والخزعلي أم صراع بين الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية؟
الحرس يحد من نفوذ الخزعلي بعد تنسيقه مع "إطلاعات" ويحرم مرشحيه من فرص التنافس في الانتخابات.
العرب

حضور الخزعلي يأكل من حصة العامري
بغداد – انتقل الصراع على النفوذ بين الحرس الثوري وجهاز المخابرات الإيراني “إطلاعات” المحسوب على التيار الإصلاحي إلى أذرع إيران من الميليشيات الولائية في العراق بعد أن ذكرت قيادات في تحالف الفتح الذي يرأسه هادي العامري رئيس منظمة بدر أن غضبا يسود أوساط الحرس من تنسيق بين قيس الخزعلي زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق و”إطلاعات”.

وعلى الرغم من أن هذا النوع من الصراع عادة ما يرتبط بالشخصيات الإيرانية الرفيعة، خصوصا تلك المقربة من دوائر الرئيس الإيراني حسن روحاني وفريقه الإصلاحي، إلا أن تدخل جهاز المخابرات الإيراني في الملف العراقي، الذي يعد ملفا خاصا بفيلق القدس التابع للحرس الثوري، جعل الصراع يبرز كخلاف بين “الأدوات” من الميليشيات العراقية.

وقال مصدر عراقي مطلع على ملف الخلاف إن هذه “أعراض غياب قاسم سليماني الذي كان يمسك بملف الميليشيات بقوة، وأيضا غياب أبومهدي المهندس الذي أوكلت إليه مهمة التنسيق بين الفصائل العراقية المختلفة”.

وأشار المصدر إلى أن “إطلاعات” المحسوبة على روحاني وجدت فرصة في تراخي قبضة قيادة فيلق القدس عن الميليشيات، وبدأت اتصالاتها الخاصة مع الميليشيات.

وأكد الباحث العراقي شاهو القره داغي من جهته في تصريح لـ”العرب” أن الخلافات داخل الفصائل والجماعات الموالية لإيران “تعود إلى غياب الطرف الإيراني القادر على ضبط إيقاع الخلافات ومنع تدهورها”.

وألمحت كتائب حزب الله، وهي أقرب فصيل عراقي إلى الحرس الثوري الإيراني وأقوى الميليشيات عدة وعددا، يوم الخميس، إلى الرفض المسبق لكل ما يترتب من نتائج على جولات المباحثات السرية بين إيران والسعودية في العراق، التي أدارتها من الجانب الإيراني وزارة الخارجية و”إطلاعات”.

وسبق للكتائب أن أشارت إلى وجود تنسيق بين رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي و”إطلاعات”، مشددة على أن هذه العلاقة لن تنفع الكاظمي ولن تحميه.

وكان انعكاس الخلافات بين الطرفين الإيرانيين القويين واضحا في تصاعد الخلاف الداخلي ضمن تحالف الفتح، الذي يضم الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، على تحديد دوائر المرشحين في الانتخابات العامة المؤمل إجراؤها قبل نهاية العام الحالي في العراق.

وذكرت مصادر قريبة من كواليس المفاوضات الداخلية لتحالف الفتح، الذي يرأسه هادي العامري، أن هناك خلافات حادة بشأن مرشحي بعض الدوائر، ربما تضر بالإستراتيجية التي صممتها إيران لأذرعها السياسية في العراق كي تستخدمها لخوض غمار الانتخابات.

وعبر الخزعلي عن غضبه الشديد من العامري الذي يعكف حاليا على ضبط القوائم الانتخابية تمهيدا لتسليمها إلى مفوضية الانتخابات، متهما إياه بالتقليل من أهميته.

وذكرت المصادر أن بعض مرشحي الخزعلي المهيمن على تحالف الفتح أبعدوا فعلا عن دوائرهم المضمونة، وطُلب منهم الترشح في دوائر أخرى ما يهدد حظوظهم في الفوز.

ويمثل هذا الإبعاد نوعا من العقوبة للخزعلي بعد المعلومات التي ذكرت تقربه من “إطلاعات” على حساب الحرس الإيراني.

ويبدو صعود الخزعلي وعصائبه في وقت قياسي لافتا للنظر بما قد يدفع إيران إلى كبح جماحه وإعادته إلى حجمه الحقيقي لا عن طريق التدخل المباشر بل من خلال ما يجده رجلها الأثير هادي العامري من أسلوب مناسب لتذكير الخزعلي بضرورة أن يخفض من سقف طموحاته ولا ينافس الأحزاب الكبيرة في ما تنوي القيام به في الانتخابات المقبلة.

وأحرزت عصائب الخزعلي 15 مقعدا في انتخابات 2018، وتتوقع زيادتها في الانتخابات القادمة، لكنها الآن ترى أن الفتح يقف في وجهها ويرفض أن يتوسع حجمها.

وترى قيادات في العصائب أن إيران ربما تفضل بقاء المجموعات العراقية المسلحة بتمثيل سياسي محدود، وهي تفضل تعددها على أن تسمح لواحدة منها بالسيطرة على الأجواء السياسية كلها.

وتقوم إستراتيجية تحالف الفتح، الذي يضم الميليشيات الولائية المدعومة من إيران، على ترك الدائرة الواحدة لمرشح واحد ومنع أي مرشحين اثنين ينتميان إلى التحالف من التنافس على أي مقعد خشية تشتيت الأصوات.

وبالرغم من قدرة هذه الإستراتيجية على تحقيق الفائدة القصوى من جميع الأصوات ضمن نظام انتخابي متعدد الدوائر، إلا أنها ستؤدي إلى إبعاد مرشحين مهمين في ميليشيا ما عن دوائرهم المضمونة لأنها أصبحت من حصة ميليشيا أخرى.

صعود الخزعلي وعصائبه في وقت قياسي يدفع إيران إلى كبح جماحه وإعادته إلى حجمه الحقيقي
ويتساءل مراقبون عن حقيقة وجود تقاطع في وجهات النظر بين المؤسسات الإيرانية بشأن الملف العراقي، وسط إشارات إلى تصدع بنية النظام الإيراني عموما، بسبب الحصار الاقتصادي الخانق على البلاد وسلسلة الهجمات الإسرائيلية الناجحة ضد أهداف حيوية وشخصيات مهمة في الداخل الإيراني.

وعزا المعلق السياسي والأكاديمي العراقي علي الربيعي الصراع بين الميليشيات على الحظوة عند الحرس الإيراني أو “إطلاعات” إلى أن تلك الحظوة تقود إلى السلطة في العراق.

واستبعد الربيعي في تصريح لـ”العرب” أن يصل الصراع بين العامري والخزعلي إلى الاقتتال، “ففي نهاية المطاف يدير الإيرانيون حدود التنافس”.

وأشار إلى أن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي قد قدم إلى خامنئي خلال زيارته لطهران ملفا مفصلا عن فساد وانتهاكات الميليشيات، طالبا منه أن تقوم إيران بـ”عقلنة” وتهدئة هذه الفصائل.

وقال شاهو القره داغي الذي يعمل مستشارا في المركز العراقي الجديد للبحوث والدراسات الإستراتيجية “يتخذ الخزعلي موقفا متشددا في الكثير من القضايا بخلاف العامري الذي يفضل البراغماتية للتعامل مع الكثير من الملفات، وفي حال تفاقم هذه الخلافات فإنها سوف تؤثر على ثقل تحالف الفتح في الانتخابات القادمة، ومن الممكن أن تتراجع حظوظه في الحفاظ على عدد مقاعده أو زيادتها في حال حصول انشقاقات أو غياب مركزية القرار داخل التحالف”.

وأضاف “من الواضح أن إيران حاولت بقوة الحفاظ على وحدة هذه الفصائل بعد مقتل قاسم سليماني وأبومهدي المهندس ما أثر على وحدة الفصائل بشكل واضح، لأن حالة الانقسام داخل تحالف الفتح ستؤدي إلى تقوية خصوم طهران لذلك هي تحاول بكل قوة وضع حلول ومعالجات لهذه الخلافات أو إبقاءها ضمن الحرب الباردة على النفوذ والمصالح ومنع تطورها إلى صدامات مسلحة لاحقا”.

وتفضل إيران حالة التشنج وعدم الانسجام بين زعماء الميليشيات من أجل أن يظل الجميع مشدودين إليها رغبة منهم في أن تستمر في حمايتهم ودفعهم إلى خدمتها وتقديم المزيد من واجبات الطاعة.

واستبعد مصدر برلماني عراقي أن تكون الخلافات التي تنشأ بين زعماء الميليشيات راجعةً إلى صراعات قائمة داخل بنية النظام الإيراني.

وقال المصدر البرلماني في تصريح لـ”العرب” “صحيح أن إيران تُحكم قبضتها على الميليشيات وتمارس عليها ضبطا من أجل التنسيق في ما بينها، غير أن ذلك لا يمنع من وجود تنافر في المزاج الشخصي وتصادم في المصالح وهو ما لا يضر بالهيمنة الإيرانية ولا يضعفها”.