المحرر موضوع: مأدبة افطار تعيد محبّة عمرها أكثر من آلاف السنوات بين مكونات نينوى في النمرود.  (زيارة 800 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بناء السلام

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 204
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
مأدبة افطار تعيد محبّة عمرها أكثر من آلاف السنوات بين مكونات نينوى في النمرود.

إعلام منظمة "جسر إلى – UPP" العراق

انطلق مشروع المتطوعين في منظمة "جسر إلى – UPP  الإيطالية" في محافظة نينوى ليشمل أربعة مراكز منها "برطلة – سيد حمد – طوبزاوة – تلكيف" بأوّل نشاط في سيد حمد بمشاركة أكثر من سبعة مدن وقرى مختلفة جمعتهم على مائدة واحدة في شهر رمضان.

تقع قرية سيد حمد في ناحية النمرود على طريق السلامية بالقرب من موقع آثار النمرود التي كانت مع رفيقاتها القرى المجاورة لها من المناطق الساخنة بعد عام 2003 وحتى تحريرها من سيطرة داعش، حيث أجتمع المسيحيّون والإيزديون والتركمان والكاكائييون والمسلمون الشبك والعرب سوية في ملعب مركز سيد حمد التابع لمنظمة "UPP".

حملوا مجموعة شباب وشابات معهم مختلف الأطعمة وحملوها معهم إلى مركز المنظمة، وأجتمعوا سوية وحضّروا مأدبة إفطار وفطروا جميعا وأمتزجت هذه الأطعمة مثلما كانت آواصر من حضّرها تمتزج بمحبّة يعود عمرها لآلاف السنوات.

بدأ برنامج الأمسية الرمضانية بتحضير مأدبة إفطار بمشاركة شباب وشابات من كافة مكوّنات نينوى، وبعد الإفطار بدأت أمسية رمضانية تضمّنت كلمات لمنسّقي مشروع المتطوعين الخاص بمنظمة "UPP" وبعد ذلك جلسة نقاشية حول واقع المرأة والخدمات والسلام والأوضاع التي تمرّ بها القرى التي دمّرها التطرّف والإرهاب، وبعد ذلك مسابقات رمضانية بين فرق تم تنظيمها وبعدها أختتم برنامج الأمسية الرمضانية بصورة جماعية ومن ثمّ لعبة كرة قدم لإحدى بطولات مشروع المتطوعين التابع لمنظمة "جسر إلى".

أكّد عمر السالم منسّق مشروع المتطوعين في محافظة نينوى" لا يسعنا إلّا أن نقول بأنّ مهمتنا أن نحوّل آثار الحروب إلى مناسبات مجتمعية ونحوّل الكراهية إلى محبّة من خلال إيماننا بالتطوّع والمبادرات المجتمعية التي تساهم في تعزيز هذه المحبة المتواجدة بين مكوّنات نينوى قبل آلاف السنوات، لكنّ الشرخ الذي فكّكها بسبب الحروب وداعش والإرهاب لم ينجح أبدا لأنّ إرادة المجتمع المدني كانت أقوى من الأسلحة والعنف".

وأضاف السالم " بأنّ هذه الأنشطة التي نقيمها في هذه القرى التي لم يصلها المجتمع المدني ولا المنظمات الدولية ولا الحكومة هو فحر لنا أن نكون من الأوائل الذين يعملون فيها ويساهمون بتمكين شبابها وتعزيز دور المرأة في هذه المجتمعات".
وأرجح السالم إلى " أنّ هذه الأنشطة جديرة بمعالجة كافة الجروح التي سبّبتها الحروب والإرهاب، ونحن نتابع ونعمل في هذه المناطق من أجل نسلّط الضوء عليها أوّلا ومن أجل أن ندمجهم بالمجتمع العراقي ومجتمعات نينوى ونساهم بتفكيك هذه الصور النمطية التي روّج لها الإعلام والتقاليد وساهمت كلّها في التفكك والإنعزال والدمار والخراب".

وختم السالم حديثه " بأنّنا كمنظمة ساهمنا بتأسيس قاعدة مجتمع مدني في هذه القرى لتساهم بالعمل في تعافي هذه المدني من الحرب والنهوض بواقعها وتسليط الضوء على دور المرأة وتثمين دورها في المجتمع، وهذا ما نسعى إليه كمشروع المتطوعين في منظمة "جسر إلى – UPP الإيطالية" ضمن جهودها الاستثنائية في منع النزاعات وتحليلها والوقوف عندها ومعالجتها".

ومن جانبها دلال الجبوري إحدّى المتطوعات في مشروع منظمة "جسر إلى – UPP الإيطالية" أوضحت " بأنّ جهود المنظمة في تأسيس مشروع المتطوعين وتأسيس قاعدة المجتمع المدني هي جهود استثنائية لم يستطع أن يعمل عليها أحد منذ العديد من السنوات".
وأضافت الجبوري " إنّ هذه الأمسية الرمضانية التي احتفلنا بها سوية مع مكونات نينوى، تعني لنا الكثير وخاصة بمشاركة النساء والناشطات وبدورنا سنساهم بتعزيز هذه المفاهيم المجتمعية من أجل أن نساهم بتعافي مناطقنا التي عانت من التطرف والخراب".
وأختتمت الجبوري حديثها " سنواصل العمل على مشروع المتطوعين ونقدّم المزيد من الجهود في المحافظة على المجتمع المدني ونروّج لدور المرأة في المشاركة في الحياة المجتمعية بصورة عامة من أجل النهوض بواقع المرأة في القرى لتساهم بتعزيز السلام والتماسك المجتمعي وإزالة كافة الصور النمطية التي روّج لها الإعلام عن قرى ناحية النمرود وعن القرى الاخرى التي أصبحت شمّاعة تخوّف الناس بسبب التهميش وبسبب إهمالها من الحكومة ومن الإعلام بصورة عامة".

يعتبر هذا النشاط الأول من نوعة بتاريخ قرية سّيد حمد، حيث استقبلت هذه الأنشطة واستقبلت العديد من المكوّنات الأخرى وأمتزجت الآواصر العراقية لتُنتج عراقا مصغّرا.

"الويل لمن يلمس أجسادنا.. الويل لمن يسرق حُلانا.. يموت مريضاً ولا يذهب إلى الجنة"، لعنة تجاهل تنظيم (داعش) وجودها، في عام 2015، عند تدميره لمدينة "النمرود"، عاصمة الإمبراطورية الآشورية الأخيرة (بداية الألف الأولى قبل الميلاد).

وظهرت اللعنة منقوشة باللغة الآشورية، على إحدى أواني مدينة النمرود "كالح"، التي أسسها الملك الآشوري آشور ناصربال الثاني (ملك آشور بين عامي 883 و859 ق.م)، منتصف الألف الثانية ق.م، على مسافة 37 كلم  جنوب شرقي مدينة الموصل، التي تحتضن حدودها الآن العاصمتين الآشوريتين الأخريين، نينوى وخربساد (دور- شركين)، شمال العراق.
جدير ذكره بأنّ منظمة " جسر إلى – " UPP هي منظمة إيطالية تأسست في بغداد عام 1991، لدعم الشعب العراقي والوقوف معه بوجه الظلم والحروب، حيث تعمل المنظمة في مجالات عديدة منها في مجال الصحة والتربية وإعادة الإعمار وكذلك في برامج بناء السلام والتماسك المجتمعي وذلك من أجل تشجع الشباب على الانخراط في نشاطات رياضية وفنية ومجتمعية مفيدة، وكان تركيز المنظمة دائمًا على التضامن مع السكان العراقيين المتضررين من الحرب. كانت تسمى في الأصل "Un Ponte Per Baghdad" ، وأصبحت فيما بعد تعرف باسم "Un Ponte Per"  بعد توسيع نطاق عملها إلى صربيا وكوسوفو ودول أخرى في الشرق الأوسط والبحر المتوسط.