المحرر موضوع: واشنطن لا تريد من انفتاحها على الصدر جولة أخرى من تغيير الوجوه  (زيارة 638 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31445
    • مشاهدة الملف الشخصي
واشنطن لا تريد من انفتاحها على الصدر جولة أخرى من تغيير الوجوه
الزعيم الشيعي يفضل لعب دور "صانع ملوك" في العراق من وراء الستار.
العرب

مسجد الكوفة معقل التيار الصدري
بغداد – أجمعت مصادر سياسية عراقية على أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لا ينوي الترشح لأي منصب سياسي بعد إجراء الانتخابات البرلمانية العراقية في أكتوبر المقبل. لكنه يفضل أن يلعب دورا محوريا من وراء الستار، وهو ما يسهل خيار اقترابه من واشنطن وانفتاحها عليه.

وتزامنت تصريحات لقياديين منشقين عن التيار الصدري أشاروا إلى خطط يضعها الصدر  للاستيلاء على مؤسسات الدولة، مع معلومات عن فتح مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن خطوط تواصل مع الصدر عن طريق ابن عمه السفير العراقي في لندن جعفر الصدر.

وأشارت مصادر إعلامية بريطانية إلى إمكانية حصول الصدر على دعم أميركي للإسهام في استقرار الوضع السياسي في العراق.

وكانت “العرب” قد أشارت في عدد سابق، استنادا إلى مصادر خاصة من بغداد، إلى أن الصدر يعرض نفسه عبر قنوات للولايات المتحدة على أنه البديل المعتدل والفاعل في المشهد العراقي الشيعي، وهو أمر لا تمانع واشنطن في التعاطي معه شريطة أن يواجه الزعيم الشيعي هيمنة ميليشيا الحشد الشعبي على مقدرات الدولة العراقية.

علي رسول الربيعي: كيف يمكن للصدر أن يشكل الحكومة ويمارس دور المعارض
ويقول مراقبون إن ما تريده الولايات المتحدة من انفتاحها على عائلة آل الصدر بإرثها السياسي والديني هو البحث عن سبل استقرار السلطة في العراق وليس جولة أخرى من تغيير الوجوه.

وسبق أن فشل خيار تبديل الوجوه منذ رئيس الوزراء السابق نوري المالكي إلى الآن ولم يحقق أي نتائج مفيدة للعملية السياسية في العراق.

وجرت محاولات لتأهيل جعفر الصدر كي يصبح مرشح عائلة آل الصدر لرئاسة الوزراء، لكنّ هناك إجماعا سياسيا في بغداد على ضعفه وعدم قدرته على مجاراة الضغوط الهائلة التي تحيط بالمنصب، فضلا عن رغبته الشديدة في الانزواء والابتعاد عن الأضواء، وهو ما تحقق له عبر منصب سفير العراق في لندن.

واستبعد مصدر برلماني عراقي أن يقبل الصدر بلعب دور علني بارز في حال فاز تياره في الانتخابات القادمة، لكنه يمكن أن ينسجم مع الرؤية الأميركية الجديدة في العراق التي تميل إلى تثبيت مصطفى الكاظمي في منصبه لولاية ثانية. وهي وضعية تساعده على كسب رهانين، الأول التعاون مع واشنطن والثاني تقديم خدمة للكاظمي والحصول مقابلها على مزايا جديدة لكتلة الصدر البرلمانية وأنصاره.

وأكد مصدر عراقي مطلع أن الصدر يريد أن يبقى “صانع ملوك”، وهو دور يمكّنه من التأثير على الحكومة والحصول على حصة مهمة من المناصب وفي الوقت نفسه يحرره من أي التزام تجاه الحكومة ما يمكّنه من نقدها والتبرؤ من أي إجراءات تتخذها وتثير غضب الشارع.

وقال المصدر في تصريح لـ”العرب” إن الصدر يدرك جيدا أن خصومه في البيت الشيعي هم الآن في أضعف مراحلهم لذلك سيكرس نفوذه داخل الدولة من خلال دعم الكاظمي وربط علاقة تفاهم مع الأميركيين عبر هذا الدعم، ما يحوله إلى الرجل المهم في العراق.

ويعتقد متابعون للشأن العراقي أن الصدر لن يتورط في تولي السلطة مباشرة؛ فلدى تياره الآن وزارة الصحة ورئاسة البنك المركزي بطريقة غير مباشرة، كما لديه نفوذ في وزارات أخرى بعضها سيادي.

ولفتوا إلى أن الزعيم الشيعي يخشى مواجهة الشارع، ويدرك أن الاحتجاج يمكن أن يعري سرديته القائمة على متناقضات مذهبية وبراغماتية وشعارات عامة وطنية.

ويدرك الصدر أن جمهوره هو قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجهه، ولهذا فقد يشكل الكاظمي غطاء مثاليا لطموحه في إدارة الدولة من خلف الستار.

وذكر المصدر أنه ليس لدى مقتدى من يرشحه لرئاسة الوزراء، ولأجل ذلك إن لم يتول الكاظمي ولاية ثانية فيمكن أن يتولى فائق زيدان، وربما عدنان الزرفي، وبدرجة أقل محمد السوداني أو محمد الدراجي.

واعتبر الأكاديمي والباحث السياسي العراقي علي رسول الربيعي، في تصريح لـ”العرب”، “قيام الصدر بتشكيل حكومة بنفسه تكهنا مبكرا للغاية”.

وعزا الربيعي ذلك إلى أن أي حكومة سيشكلها الصدر وتياره ستكون فاشلة وغير قادرة على الإنجاز لأسباب موضوعية تتعلق بطبيعة النظام السياسي والمنظومة الحاكمة.

وتساءل الربيعي كيف يمكن للصدر بعد أن يشكل الحكومة أن يمارس دور المعارض ويرفع شعار الإصلاح؟

وقال الربيعي “يفتقد التيار الشخصيات السياسية ذات الكفاءة والأهلية القادرة على النهوض بمهمة تشكيل الحكومة وإدارة السلطة. ولا توجد بين المقربين من الصدر شخصية ذات مصداقية يمكن أن تستوفي مستحقات منصب رئاسة الوزراء”.

واعتبر أن أي حكومة برئاسة التيار الصدري ستكون فاشلة وفاسدة، مشيرا إلى أن الصدر نفسه سبق أن عاقب بعض أعضاء التيار المتهمين بالفساد.

والأهم من كل ذلك، وفق تعبير الأكاديمي العراقي، لا توجد لدى التيار رؤية سياسية أو مشروع سياسي داخل إطار دولة بمنطقها ومعناها الحديث، وكذلك لا يوجد لديه برنامج سياسي، وأن التيار نفسه لا يمثل تنظيما سياسيا بالمعنى الحديث ولا يمارس السياسة كباقي القوى الطائفية الداخلة في ما يعرف بـ”العملية السياسية” التي تقوم على آليات عقيمة غير منتجة في السياسة والمحاصصة.